بعد ساعات من سقوط نظام بشار الأسد، أُعلن عن تشكيل الحكومة السورية المؤقتة لتصريف الأعمال برئاسة محمد البشير، الذي كُلّف بقيادة هذه المرحلة الانتقالية.
تسلمت الحكومة الجديدة رسميًا مقاليد السلطة في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بعد اجتماع عُقد في العاصمة دمشق بحضور رئيس الوزراء السابق محمد الجلالي، وعدد من الشخصيات.
وتم تحديد مدة عملها بـ 3 أشهر تنتهي في مارس/ آذار 2025، يتم خلالها تجميد الدستور والبرلمان، مع العمل على إعداد مسودة دستور جديد يؤسّس لنظام حكم جديد، بالإضافة إلى تهيئة الأجواء لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وضمان تقديم الخدمات الأساسية للسوريين في مختلف المناطق.
فيما تستند مهام هذه الحكومة إلى خارطة طريق تهدف إلى ضمان استمرار العمل في مؤسسات الدولة وإعادة بنائها، إضافة إلى إعادة هيكلة المؤسسات الأمنية والعسكرية، وإلغاء القوانين القمعية التي خلّفها النظام السابق، وضمان الشفافية والمساءلة في جميع عملياتها، بما يتّسق مع تطلعات الشعب.
ومع تعيين أسعد حسن الشيباني وزيرًا للخارجية، ومرهف أبو قصرة وزيرًا للدفاع، تكون الحكومة قد اكتملت بأعضائها، لتصبح الجهة التنفيذية المكلفة بإدارة شؤون الدولة خلال الفترة الانتقالية، وفيما يلي لمحة عن أعضاء هذه الحكومة ودورهم في هذه المرحلة:
رئيس الوزراء: محمد البشير
من مواليد عام 1983 في جبل الزاوية بمحافظة إدلب، حاصل على إجازة في الهندسة الكهربائية والإلكترونية من جامعة حلب عام 2007، بدأ حياته المهنية كرئيس لقسم الأجهزة الدقيقة في معمل الغاز التابع للشركة السورية للغاز عام 2011، كما حصل على إجازة في الشريعة والحقوق من جامعة إدلب عام 2021، بالإضافة إلى شهادة في مبادئ التخطيط والتنظيم الإداري.
شغل البشير منصب مدير التعليم الشرعي في وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد لمدة عامين ونصف العام، ثم تولى وزارة التنمية والشؤون الإنسانية في حكومة الإنقاذ عامي 2022 و2023، قبل أن يصبح رئيسًا لحكومة الإنقاذ السورية في دورتها السابعة.
وزير الخارجية: أسعد حسن الشيباني
أسعد حسن الشيباني، من مواليد عام 1987 في أبو راسين بمحافظة الحسكة، ينتمي إلى قبيلة بني شيبان العربية، انتقل مع عائلته إلى دمشق حيث حصل على إجازة في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة دمشق عام 2009. لاحقًا، نال درجتَي الماجستير والدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة إسطنبول صباح الدين زعيم، ويواصل حاليًا دراسة ماجستير إدارة الأعمال.
برز الشيباني كأحد مؤسسي إدارة الشؤون السياسية في حكومة الإنقاذ السورية، حيث قام بدور محوري في التنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
خلال الثورة السورية، انخرط في العمل الإنساني والسياسي لتعزيز قضايا السوريين على الصعيدين الداخلي والخارجي. في ديسمبر/ كانون الأول 2024 عُيّن وزيرًا للخارجية في حكومة تصريف الأعمال، ويتولى حاليًا مهام إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية لسوريا وترسيخ موقعها في المجتمع الدولي.
وزير الدفاع: مرهف أبو قصرة
مرهف أبو قصرة، المعروف باسمه الحركي “أبو حسن الحموي”، هو القائد العام السابق للجناح العسكري في هيئة تحرير الشام، حيث لعب دورًا محوريًا في إدارة التنظيم العسكري وتعزيز القدرات القتالية للفصائل المعارضة. برز كأحد قيادات الصف الأول في عملية “ردع العدوان”، التي أسهمت في الإطاحة بنظام الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024.
يحمل أبو قصرة درجة البكالوريوس في الهندسة الزراعية، وعمل كمهندس القدرات العسكرية في المناطق المحررة، وسبق له أن قاد العديد من العمليات العسكرية الاستراتيجية التي ساهمت في تحقيق تقدم ميداني لفصائل المعارضة.
في ديسمبر/ كانون الأول 2024، عُيّن وزيرًا للدفاع في حكومة تصريف الأعمال الحالية، ليعمل بشكل أساسي على إعادة هيكلة الجيش الوطني ودمج الفصائل المسلحة تحت مظلة موحّدة تخضع للسلطة المدنية.
وزير الداخلية: محمد عبد الرحمن
من مواليد عام 1985 في بلدة محمبل بمحافظة إدلب، تخرج ضابطًا من الكلية الحربية في حمص، وانشق عن الجيش السوري في عام 2012 لينضم إلى فصائل المعارضة المسلحة.
في عام 2015 شغل منصب المسؤول العام لإدارة عمليات “جيش الفتح” في منطقة محمبل وريفها. بحلول عام 2017، عمل في الإدارة العامة للخدمات، متوليًا مسؤوليات في فرع إدلب، من بينها العلاقات العامة.
وفي عام 2019، تم تعيينه رئيسًا لمنطقة أريحا في المنطقة الوسطى، قبل أن يصبح المشرف العام على المنطقة الوسطى خلال عامَي 2020-2021.
في عام 2022 تمّ تعيينه وزيرًا للداخلية في حكومة الإنقاذ السورية في دورتها الخامسة، واستمر في هذا المنصب خلال الدورة السادسة. أشرف خلالها على تطوير عمل الوزارة في المناطق المحررة، بما في ذلك إصدار بطاقات هوية للسكان كجزء من جهود تحسين الخدمات وتعزيز الأمن في تلك المناطق. يُعرف عنه تركيزه على تعزيز الأمن الداخلي ومكافحة الجرائم، وملاحقة المجرمين.