بعد يوم واحد من عقد أكبر صفقة في مجال الطاقة على مستوى العالم بين روسيا والصين، في ما وصف بأنه تثبيت للتحالفات الآسيوية على المدى البعيد، التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني بالرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش زيارة أداها روحاني للصين استمرت ثلاثة أيام، وشارك خلالها في القمة الرابعة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا.
وأثنى الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي يقوم بزيارة إلى الصين حالياً، على العلاقات الجيدة بين إيران والصين، وقال إن حجم التبادل التجاري بينهما والذي تجاوز ال45 مليار دولار سنوياً، داعيا إلى إحياء طريق الحرير من جديد، حتى تكون بلاده جسراً يربط بين الصين ودول الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقوقاز.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن روحاني وصف الصين بالقوة الآسيوية الكبيرة وبالقوة الاقتصادية الكبرى على المستوى العالمي، واشار إلى أن “الجمهورية الاسلامية الإيرانية ترحب باحياء طريق الحرير من جديد والذي من شأنه أن يؤدي لتطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية بين الشعوب”، وقال: “نأمل من خلال ربط خطوط سكك الحديد بين دول كازاخستان وتركمنستان وإيران في تفعيل ممر الشمال – جنوب وأن يعود ذلك بمنافع اقتصادية لجميع الدول الأعضاء”.
وأضاف روحاني أن إيران مستعدة لتعزيز التنسيق مع الصين بشأن مكافحة الارهاب والتطرف بشكل مشترك للحفاظ على الاستقرار الاقليمي. كما أعرب عن اعتقاده بانه ينبغي ضمان حق إيران المشروع في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وأن التوصل لاتفاق مبكر بشأن القضية النووية من خلال المفاوضات في مصلحة كافة الأطراف، مؤكدا في نفس الوقت أن “الجانب الإيراني يقدر جهود الصين في تعزيز المفاوضات ويأمل أن تواصل الصين القيام بدور إيجابي في المساعدة على التوصل لاتفاق”.
وبدورها نقلت وكالة الأنباء الصينية بأن الرئيسين الصيني والإيراني تعهدا بتحسين العلاقات الثنائية. وقال الصيني إن بلاده تولي اهتماما كبيراً بعلاقاتها مع إيران وانها مستعدة للعمل مع الجانب الإيراني لرفع العلاقات الى مستوى جديد. وأضاف أنه ينبغي على الجانبين الحفاظ على اتصالات رفيعة المستوى وتعزيز التبادلات بين الحكومتين والبرلمانين وكذلك المقاطعات والشعبين من أجل تقوية التفاهم والثقة المتبادلة، وحثهما على زيادة التجارة والتعاون في قطاعات البترول والغاز والبتروكيماويات.
كما أعرب عن ترحيب الصين بمشاركة إيران بفاعلية في إقامة حزام طريق الحرير الإقتصادي وطريق الحرير البحري في القرن ال21 مع التعاون في إقامة البنية الأساسية وإطلاق مشروعات سكك حديدية فائقة السرعة ومناطق صناعية، مشيرا إلى إنه ينبغي على الصين وإيران تعزيز التعاون الأمني لمكافحة الإرهاب وتجارة المخدرات والجرائم العابرة للحدود وتعزيز التبادلات الشعبية والثقافية والتعاون السياحي.
وحول الملف النووي الإيراني، قال شي لروحاني إن الصين تحترم حق ايران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وتعتقد دائما أن المفاوضات هي الطريق الوحيد الصحيح والفعال لحل القضية النووية الايرانية.