غالباً ما تكون تركيا أول الاحتمالات لقضاء عطلة صيفية مناسبة بالنسبة للعائلة العربية والشباب العربي من الطبقة المتوسطة. ويعود السبب وراء ذلك إلى قربها الجغرافي والثقافة والتاريخ المشترك. فهي تتميّز بثقافتها الإسلامية ووجود شريحة اجتماعية واسعة من المحافظين دينيًا أو اجتماعيًا، الذين عملت البلديات والسلطات والشركات الخاصة على تهيئة بيئة مناسبة للسياحة تلائم معتقداتهم الاجتماعية وقدرتهم الاقتصادية.
في طور اهتمامها بالسياحة واستقطاب المسافرين من حول العالم، عملت البلديات التركية على تهيئة الكثير من الخدمات التي تتناسب مع متطلبات جميع الطبقات الاجتماعية والمستويات الاقتصادية. فتجد الفنادق الرخيصة والفارهة، وطرق تنقل متنوعة الجودة والتكلفة، وفي المنتجعات تجد شواطئ تناسب العائلات والأفراد، إلا أن اللافت أكثر هو تخصيص البلديات مؤخراً شواطئ للنساء فقط.
تتميز بعض هذه الشواطئ بانخفاض تكلفتها وتوافر المواصلات من وإلى مركز المدينة، إضافة إلى أن جميع العاملات فيها هم من النساء فقط، بما فيهم طواقم الإنقاذ والفرق الطبية والأمن والشرطة التنظيمية، كما يضم بعضها أماكن للتنزه وتناول الطعام ومساجد للعبادة. لاقت هذه المشاريع رواجًا نظرًا للهامش الواسع الذي توفّره للنساء المحجبات أو المحافظات أو غير الراغبات بالاستجمام في شواطئ مختلطة. لذلك، من الجدير إلقاء الضوء على بعضها…
شاطئ بويراز كوي
يقع شاطئ بويراز كوي في منطقة بيكوز شماليّ مدينة إسطنبول، ويتميّز بالهدوء وتوفير الاسترخاء بسبب لونه المائل للأزرق الفاتح. كما أن قربه من المدينة يجعل فرصة الذهاب إليه ليوم واحد سهلة وسريعة. يضم الشاطئ فريقًا طبيًا جاهزًا للتدخل الطارئ وأماكن للتنزه والصلاة ومطاعم بإدارة مجموعة من النساء فقط.
شاطئ إيسين كوي
يمثل شاطئ النساء في منطقة يالوا، التي تبعد عن إسطنبول مسافة ساعة بحرية، فرصة فريدة للنساء اللواتي يرغبن بقضاء عطلة هادئة وقصيرة لعدة أيام. إذ يعتبر من الشواطئ القليلة التي تسمح بإدخال الطعام من خارج مقهى الشاطئ، بالإضافة إلى قربه من الشلالات، مما يجعل زيارته تتيح تجربة سياحية متنوعة أكثر.
شاطئ محافظة تكيرداغ
تعتبر مدينة تكيرداغ الموجودة غرب العاصمة التجارية اسطنبول منطقة مناسبة للسباحة بسبب شواطئها ومنتجعاتها المطلة على البحر، إذ تضم شاطئ مرمرة (الواقع قبل المنطقة المركزية بمدينة تكيرداغ)، إلا أنه من أبسط الشواطئ النسائية في المنطقة، وغير مجهز بشكل كامل، وما يميزه عن غيره هو مساحته الواسعة وشمسه المناسبة للسباحة ووجود الكثير من الفنادق القريبة منه.
ساهمت جهود البلديات ووزارة السياحة في استقطاب ملايين السائحين إلى جميع المدن التركية، فبفضل المشاريع والتحسينات المستمرة وتوفير المتعة والرفاهية لجميع الطبقات احتلت تركيا مركز “الوجهة السياحية الأفضل أداءً ” في عام 2018″، مسجلة أعلى معدل نمو في عدد السياح من بين 33 دولة أوروبية.
ووفقاً لتقرير لجنة السياحة الأوروبية، فإن عدد السياح الذين زاروا تركيا العام الماضي بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق، وارتفع بنسبة 22٪ مقارنة بالعام السابق. وأضاف التقرير أن عدد السياح الذين زاروا البلاد تجاوز 40 مليون سائح للمرة الأولى، حيث بلغ عددهم 47 مليون سائح في عام 2018. إذا وبالرغم من تأثير محاولة الإنقلاب الفاشل الذي مرت به البلاد على قطاع السياحة إلا أنه ما لبث أن استعاد نشاطه مرةّ أخرى خلال عام 2017.
بالإضافة إلى الشواطئ النسائية المنتشرة في الكثير من المدن السياحية في أرجاء تركيا، إلا أنه يوجد أيضًا بعض الفنادق التي تقدّم هذا النوع من الخدمات لاحتوائها مسابح وشواطئ مخصصة فقط للنساء نالت جوائز عالمية، وهو ما يعد نقطة جاذبة للعديد من السياح الذين يبحثون عن رحلات خاصة وآمنة بعيداً عن ضوضاء المدينة، أبرزها:
فندق wome deluxe hotel
يعدّ هذا الفندق من أكثر الأماكن رفاهية في مدينة أنطاليا التركية، بوجوده على أطراف البحر فهو يقدم فرصةً لقضاء عطلة كاملة في البحر والغابة والجبل كلها بعناية من فريق نسائي يقوم على إدارة الفندق ويغطي مساحة قدرها 120 ألف متر مربع كما يتم إحياء حفلات لمشاهير أتراك طوال فصل الصيف.
فندق Angel’s Marmaris hotel
حصل فندق “ملائكة مرمريس” على علامة 5 نجوم باعتباره أفضل فندق سياحي في العالم في تركيا متميزاً عن باقي الفنادق لعدم تقديمه الكحول في كافة أقسامه. كما أنه من أوائل الفنادق التي تخطر على البال عند البحث على فندق متخصص في السياحة النسائية لاحتوائه شاطئاً نسائيًا مميزًا برمال ذهبية نظيفة.
قرية ارمتلو للعطلة Armutlu Tatil Köyü
يزور الكثير من السكان العرب المقيمين في مدينة إسطنبول سنويًا قرية أرمتلو السياحية باحثين عن الهدوء والاستجمام في البحر في جوّ يغلب عليه طابع عائلي، إذ تعد قرية ارمتلو المكان المثالي لرحلة قصيرة وقريبة ومميزة يمكن تكرارها كل سنة والاستفادة من جميع منشآتها كالمطاعم والألعاب المائية ومدينة الملاهي كما تضم شاطئًا نسائيًا مساحته 2000 كيلومتر.
تعتبر تركيا هي واحدة من عدة بلدان تسعى إلى تقوية قطاع “السياحة الحلال” في العالم، عبر ملاءمة وتنويع أماكن وطرق الترفيه فيها بشكل كبير يتسع للجميع. هكذا تعمل تركيا على جذب أكبر عدد من السياح بهدف تقوية اقتصادها المعتمد بشكل أساسي على السياحة، ولفت الانظار إلى طبيعتها الخلابة، وهو ما يمكن أن نعتبره محاكاة للنموذج الماليزي في “السياحة الحلال”، والتي هيأت شواطئ تسمح بدخول العائلات فقط أو النساء والأطفال دون سن العاشرة.