ترجمة وتحرير فريق نون بوست
لقد كان ضعف البصر بمثابة لعنة كان ينبغي على الشخص أن يعيش معها، ولكن الأمر اختلف الآن؛ فعلى مدى السنوات العشر الماضية حقق أطباء العيون تطورات مذهلة في جراحات تصحيح الرؤية.
تشبه جراحة تصحيح الرؤية التي تسمى أيضا “جراحة العين الانكسارية” أي عملية جراحية أخرى تُجرى لحل مشاكل الرؤية، مع العلم أنه يوجد أنواع أخرى من جراحات إعادة تشكيل القرنية التي تكون موجودة في مقدمة العين والتي تسمح بتمرير الضوء الذي يتم تركيزه في الجزء الخلفي من العين، أي الشبكية. وفي أنواع أخرى من العمليات الجراحية، يمكن تحسين الرؤية أو استبدال عدسة العين الطبيعية.
الليزك
تمثل كلمة “ليزك” اختصارا لاسم جراحة يتم فيها تصحيح تحدب القرنية باستعمال الليزر، حيث يقوم الطبيب بإحداث شق في الطبقة الخارجية من القرنية مما يسمح له بالوصول إلى الأنسجة الموجودة تحتها. ويستخدم الطبيب الليزر لإعادة تشكيل تلك الأنسجة كي تتمكن من تركيز الضوء بشكل صحيح، بعد ذلك يقوم بإغلاق الشق.
قد يستخدم الطبيب أيضا نوعا آخر من التصوير بالكمبيوتر يسمى تقنية واجهة الموجة، التي تُظهر صورة مفصلة للقرنية ليتم استخدامها كدليل. ويمكن للأشخاص الذين يعانون من قصر أو بعد النظر أو الذين يعانون من عيب بصري يسبب تشوش الرؤية أن يخضعوا لهذه الجراحة.
الجراحة الانكسارية القرنية
إنها نوع من الجراحات التي يتم فيها إعادة تشكيل سطح القرنية بالانكسار الضوئي، وغالبا ما تُجرى هذه العملية لتصحيح طول النظر الخفيف والمتوسط أو الرؤية المشوشة. ويستخدم الطبيب خلال هذه العملية الجراحية الليزر لإعادة تشكيل سطح القرنية وليس الأنسجة الأساسية، وقد يستخدم أيضا تقنية تصوير بالكمبيوتر لأخذ صورة مفصلة للقرنية.
سمايل
سمايل هي اختصار لعملية استخراج العدسة من خلال إحداث شق صغير. في هذا الصدد، يتم إحداث شق في القرنية يبلغ طوله حوالي 4 ميليمترات، وهو في الواقع صغير للغاية مقارنة بالشق الذي يتم إحداثه في جراحة الليزك حيث يبلغ طوله 20 ميليمترا. وتُجرى عملية سمايل باستخدام “فيزوماكس فيمتوساكند ليزر” وهي تقنية مملوكة من قبل شركة كارل زايس ميديتاك.
يحدث الليزر فتحة صغيرة شبيهة بشكل العدسة تسمى “لانتيكال” داخل القرنية، بعد ذلك يقوم الجراح بإزالة هذا الجزء من العدسة ثم يقوم بإعادة تشكيل سطح القرنية. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الشق يشفى في غضون بضعة أيام أي أنه لا ضرورة لغلقه باستخدام الغرز.
أر أل إي، سي أل إي، أر أل أر
تشير جميع هذه الاختصارات إلى نفس العملية الجراحية، التي تعرف باسم جراحة الساد. يقوم الجراح بإحداث شق صغير في حافة العين ليزيل العدسة الطبيعية ويستبدلها بأخرى من البلاستيك. وبفضل هذه الجراحة، يمكن تصحيح طول النظر الشديد أو قصر النظر. كما تنجح هذه العملية أيضا مع الأشخاص الذين تكون قرنياتهم رقيقة أو يعانون من مشكلة جفاف العين أو مشاكل أخرى في القرنية. ويمكن الجمع بين الجراحات التي سبق ذكرها مع جراحة “أل أر أي” لتصحيح الرؤية الضبابية.
بريليكس
إن بريليكس اختصار لجراحة زرع عدسات في حالة الإصابة بقصور البصر الشيخوخي. وتصيب هذه الحالة الأشخاص الذين تجاوزوا سن الأربعين، حيث يؤدي فقدان المرونة في عدسة العين إلى حدوث مشاكل مثل عدم الرؤية عن قرب. ويقوم الطبيب في هذه العملية بإزالة العدسة واستبدالها بعدسة متعددة البؤر، مما يسمح للمريض بالرؤية من قريب ومن بعيد.
حشوات خارجية وداخلية في القرنية
تضاف الحشوات الخارجية والداخلية في القرنية من أجل تحسين الرؤية عند القراءة لدى الأشخاص الذين يعانون من طول النظر الشيخوخي. وتوضع الحشوات الخارجية بالقرب من سطح القرنية، وتحديدا تحت الطبقة الخارجية الرقيقة التي تسمى الظهارة.
أما الحشوات الداخلية فتوضع داخل الطبقة الوسطى السميكة للقرنية، التي تسمى ستروما. وبما أنها تزرع في الداخل، فإنها تكون أكثر ثباتا حيث تظهر نتائجها بعد مدة قصيرة. وتجدر الإشارة إلى أن جراحة إضافة الحشوات الداخلية تحقق نتائج طويل الأمد مقارنة بجراحة إضافة الحشوات الخارجية. وتعد هذه الجراحة أفضل خيار بالنسبة للأشخاص الذين تكون قرنياتهم رقيقة للغاية ولا تسمح لهم بالخضوع لجراحة الليزك أو الجراحة الانكسارية القرنية.
إنتاكس/ إي سي أر
تمثل عبارة إنتاكس/ إي سي أر اختصارا لعملية زراعة حلقات داخل القرنية. وفي هذا الصدد، يقوم الطبيب خلال العملية الجراحية بإحداث شق صغير في القرنية ثم يضع حلقتين بلاستيكيّتين على شكل هلال على الحواف الخارجية. وتقوم هذه الحلقات بتسوية سطح القرنية وتغيير الطريقة التي يدخل بها الضوء إلى الجزء الخلفي من العين. وعلى الرغم من أن هذه العملية لم تعد تجرى لعلاج قصر النظر، إلا أنها تجرى لعلاج القرنية المخروطية، وهو مرض تتحدب فيه القرنية ويتحول شكلها إلى شكل يشبه المخروط غير المتناظر، الأمر الذي يمكن أن يتسبب في فقدان البصر.
أل أر أي
تعني هذه العبارة شقوق الاسترخاء الحوفي، وهي جراحة تجرى لتصحيح الرؤية الضبابية. عندما تكون مصابا بهذا المرض، تكون القرنية شبيهة أكثر بشكل كرة القدم في حين أنها يجب أن تكون مثل كرة السلة. ويقوم الطبيب بإحداث شق واحد أو اثنين في الجزء الأكثر انحدارا من القرنية، كي تسترجع شكلها الطبيعي. ويمكن إجراء هذه العملية الجراحية دون سواها أو إلى جانب جراحات أخرى مثل جراحة الساد.
فاكيك
“فاكيك” هي عبارة عن عدسات قابلة للزرع داخل العين توضع بين القرنية والقزحية (الجزء الملون من العين) أو خلف القزحية مباشرة. وعلى عكس العدسات اللاصقة، لا يمكنك أن تشعر بوجودها بتاتا. وافقت إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة على استخدام نوعين محددين من العدسات: عدسات فيجيان أي سي أل التي تزرع في الجزء الخلفي من العين خلف القزحية وأمام عدسة العين الطبيعية القابلة للزرع، المصنعة من قبل شركة ستار سورجيكال؛ وعدسات فيريسايس التي تزرع في الجزء الأمامي الموجود أمام القزحية.
عملية إزالة الخلايا المتقدمة من السطح
تجرى هذه الجراحة على سطح القرنية، وعادة ما يخضع لها المرضى الذين يعانون من مشكلة ضعف سمك القرنية أو خلايا القرنية الرخوة. ويعيد ليزر “إكسيمر” تشكيل السطح الأمامي للقرنية لتصحيح الرؤية، كما يتم وضع عدسات لينة على العين لمساعدتها للتماثل إلى الشفاء.
المضاعفات
شأنها شأن أي عملية جراحية، يمكن أن تحدث بعض المضاعفات للمريض بعد الخضوع لجراحة تصحيح الرؤية. ويمكن أن يعاني عدد قليل من المرضى بعد إجراء جراحة الليزك أو جراحة الانكسارية القرنية من بعض المشاكل مثل ظهور هالة في القرنية. وعندما يتسع البؤبؤ في الأماكن المظلمة، يمكنك رؤية صورة ثانية أو هالة، مما يجعل القيادة ليلا أمرا صعبا للغاية. وتجدر الإشارة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر الحاد هم أكثر عرضة لمواجهة هذه الحالة.
يمكن لطبيبك أن يساعدك في تحديد العمليات الجراحية المناسبة، لكنك لن تعرف مدى نجاح عمليتك الجراحية حتى تشفى منها، كما ستكون بحاجة إلى ارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة. وقد تصاب أيضا بحسر البصر الارتدادي بعد الخضوع للجراحة، لكن عيناك ستعودان إلى حالتهما الأصلية بعد مرور عدة أشهر، لذلك ستخضع إلى عملية جراحية ثانية لتصحيح الأمور. ومن المضاعفات النادرة التي قد تحدث تعكر حالة المريض أكثر مما كانت عليه قبل الجراحة.
جراحة تغيير لون العينين
لسنوات عديدة، استخدم الأطباء جراحة زرع القزحية لعلاج إصابات العين والحالات الطبية مثل غياب القزحية أو الثلامة، لكنها صارت تستخدم في الآونة الأخيرة لتغيير لون العينين. لم يتم تقييم الجراحة من قبل الهيئات المنظمة في الولايات المتحدة كما أنها لم تخضع للتجارب السريرية، لذلك ينبغي على سكان الولايات المتحدة الراغبين في الخضوع لهذه العملية الجراحية السفر إلى دول أخرى لتغيير لون عيونهم.
في سنة 2014، منعت الأكاديمية الأمريكية لطب العيون الجراحة التجميلية لتغيير لون القزحية، كما حذرت من المضاعفات الحادة التي يمكن أن تتسبب في فقدان البصر. وفي الحقيقة، تم تطوير جراحة أخرى حيث يتم استخدام الليزر لإزالة الصباغ من الطبقة الوسطى للقزحية، مما يؤدي إلى تغيير لون العين إلى لون أفتح مثل اللون الأزرق. وتجدر الإشارة إلى أن هذه العملية تخضع في الوقت الحالي للتجارب السريرية.
المصدر: موقع إنترستنغ إنجينيريغ