انطلقت أمس السبت، النسخة السادسة والأربعين لبطولة كوبا أمريكا التي تحتضنها البرازيل في الفترة من 14 من يونيو الحاليّ وحتى الـ7 من يوليو المقبل بمشاركة 12 فريقًا، 10 منهم من بين دول أمريكا الجنوبية فيما تم توجيه الدعوة لمنتخبين آخرين بالمشاركة في عرف معتاد لدى اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم “كونميبول”.
تخوض الفرق المنافسة البطولة عبر 3 مجموعات، الأولى تضم كل من البرازيل وبوليفيا وفنزويلا وبيرو، أما الثانية فتشمل الأرجنتين وكولومبيا وباراجواي وقطر، فيما تأتي كل من أوروجواي والإكوادور واليابان وتشيلي في المجموعة الثالثة والأخيرة، وسط حالة من الترقب لما ستسفر عنه البطولة من مفاجآت في ظل غياب بعض النجوم على رأسهم الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار.
البطولة التي كان من المقرر أن تقام في تشيلي الحاصلة عن اللقب مرتين، 2015 و2016، منحت للبرازيل التي كان يفترض استضافة نسختها قبل الماضية في 2015، في إطار سياسة التناوب التي ينتهجها “الكونميبول” إلا أن استضافة البرازيل لكأس العالم للقارات في 2013 وكأس العالم 2014 ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية في 2016 حال دون قدرتها على استضافة كوبا أمريكا 2015، ما ترتب عليه منح استضافتها لتشيلي في مقابل استضافة البرازيل لها في 2019، وقد تم الموافقة على هذا الاتفاق من الاتحاد عام 2012.
تشهد النسخة الحاليّة من البطولة العديد من المفاجآت، على رأسها مشاركة أول منتخب عربي فيها، وهو المنتخب القطري الذي وافق على الدعوة المقدمة له بالمشاركة، الأمر الذي ربما يدفع منتخب العنابي لتحقيق الرقم القياسي حال حصوله على البطولة كونه المنتخب الوحيد في العالم الذي من الممكن أن يحقق بطولتين قارتين في عام واحد، إحداهما خارج قارته.
103 أعوام من التاريخ
عرفت كوريا الجنوبية البطولة لأول مرة عام 1916 حين استضافت الأرجنتين أول نسخها احتفالاً بالذكرى المئوية لاستقلالها، ويعود الفضل في ذلك للمهاجر ذي الأصول البريطانية هيكتور ريفادافيا الذي ساهم في تأسيس الاتحاد الكونفدرالي الذي عمل بعد ذلك على نجاح (4) دول في إنشاء الاتحادات الرياضية لكرة القدم (الأرجنتين والبرازيل والأورجواي وتشيلي) مشكلين اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونيمبول) وتم الاتفاق على إنشاء بطولة كوبا أميركا.
المعمول به منذ تدشين البطولة أن تقام كل عامين، لكن لبعض الأسباب، السياسة والاقتصادية والأمنية، أجريت مرة كل 4 سنوات، لا سيما في الآونة الأخيرة، وكانت تسمى حتى عام 1967 بطولة أمريكا الجنوبية لكرة القدم قبل أن يتغير اسمها إلى كوبا أمريكا عام 1975.
في عام 1986 قرر الكونيمبول إقامة البطولة بشكل إلزامي للأعضاء العشر (الأرجنتين والبرازيل وبوليفيا وشيلي وكولومبيا والإكوادور والباراجواي وبيرو والأورجواي وفنزويلا) وفي مكان ثابت حيث يتم التناوب ما بين تلك الدول على استضافتها في كل مناسبة، البداية كانت مع الأرجنتين عام 1987 وصولاً إلى النسخة الحاليّة التي ستقام في البرازيل بدلاًة من تشيلي التي استضافتها في 2015.
البرازيل تستهل مشوارها بالفوز على بوليفيا بثلاثية نظيفة
وبما أن البطولة مكونة من 12 فريقًا فعادة ما يتم دعوة منتخبين آخرين من خارج القارة بجانب العشرة الأعضاء، ومنذ عام 1993 قام اتحاد الكرة بدعوة منتخب المكسيك لكرة القدم في جميع البطولات كفريق ضيف، رغم أنه من قارة أمريكا الشمالية، ومن بين الدول الأخرى التي تم دعوتها من خارج أمريكا الجنوبية: كوستاريكا والولايات المتحدة وهندوراس من أمريكا الشمالية، ومؤخرًا قطر واليابان من آسيا.
وتشهد البطولة الحاليّة العديد من الأرقام، فبجانب كأس البطولة المميز المصنوع من الفضة الذي تم شراؤه من متجر مجوهرات في بوينس آيرس عام 1917 ويبلغ طوله 75 سنتيمترًا وارتفاعه 30 سنتيمترًا ويزن 9 كيلوغرامات، فهذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها تقنية حكم الفيديو المساعدة التي تسمى “VAR“.
جدير بالذكر أن المنتخب الفائز باللقب هذا العام يحق له المشاركة في النسخة المقبلة من بطولة كأس القارات التي تسبق نهائيات كأس العالم 2020 ، لكنه من جانب آخر ليس ملزمًا بخوض هذه المنافسة، وقد فاز بالبطولة حتى الآن ثمانية من المنتخبات العشرة التابعة لاتحاد أمريكا الجنوبة، فيما فشلت فنزويلا وإكوادور بالفوز بها مطلقًا.
ويعد نوربرتو مينديز مهاجم الأرجنتين السابق وزيزينيو مهاجم البرازيل السابق أفضل هدافي البطولة على الإطلاق برصيد 17 هدفًا لكل منهما، ولم يصل أي لاعب إلى هذا العدد حتى الآن، فيما بلغ أعلى نسبة من الأهداف التي سجلت في مباراة واحدة في مباراة الأرجنتين والإكوادور في يناير 1942 التي انتهت بنتيجة (12-0) وهي النتيجة التي لم تتكرر حتى كتابة هذه السطور.
قطر.. أول مشاركة عربية
مشاركة قطر في البطولة هذا العام بجانب أنها المرة الأولى التي وقع فيها الاختيار على بلدين من وراء حدود الأمريكيتين، إلا أنها في الوقت ذاته الأولى لفريق عربي في مثل هذه المنافسات، الأمر الذي ربما يمثل فرصة سانحة للمنتخب العنابي لتحقيق أرقام قياسية حال فوزه بها.
القطريون إن فازوا بالنسخة الحاليّة من البطولة سيكون ذلك المرة الأولى في تاريخ كرة القدم التي يفوزون فيها بلقب قارتين في ذات الوقت، وهو أمر لا شك أنه سيضيف للمنتخب القطري دوليًا، خاصة مع تنظيم الدوحة لمونديال 2022، البطولة الأكثر شهرة في عالم الساحرة المستديرة.
لم يكن اختيار المنتخب القطري أو الياباني اختيارًا عشوائيًا، فالأول بطل القارة الآسيوية في نسختها الأخيرة فيما جاء التاني وصيفًا، ومن ثم فإن البطولة تعد فرصة جيدة لمنتخب قطر لتقديم نفسه دوليًا، استعدادًا للحدث المونديالي الأهم بعد 3 سنوات، في تحدٍ لن يكون سهلاًة على الإطلاق، ففي الجولة الأولى ستواجه قطر كولومبيا والأرجنتين إلى جانب باراغواي.
مشاركة قطر هي الأولى لمنتخب عربي في البطولة
يدخل العنابي معركته الأولى أمام باراغواي في مستهل مشواره، مكتمل العدد، وسط معنويات مرتفعة بين اللاعبين والجهاز الفني بعد عودة قائد خط الدفاع النجم الشاب بسام الراوي إلى التدريبات الجماعية، بعد معاناته من إصابة في العضلة الضامة، غاب على إثرها المدافع الصلب عن مواجهة البرازيل الودية التي خسرها منتخب بلاده بهدفين دون رد.
واستهل منتخب السامبا مشواره بفوز سهل على نظيره البوليفي بثلاثية نظيفة في افتتاح البطولة، قاده فيها النجم فيليب كوتينيو الذي نجح في تسجيل هدفين، إلى جانب النجم إيفرتون الذي سجل الهدف الثالث بطريقة عالمية، ليؤكد البرازيليون جاهزيتهم للظفر باللقب على أرضهم وبين جمهورهم.