الجنرال “برايوت تشان أوتشا” المنقلب حديثا على رئيسة الوزراء التايلاندية، ينغلوك شيناواترا، اختار عدم السير في الطريق الذي اختاره الجنرال عبد الفتاح السيسي في مصر، واختصر المسافة نحو السلطة وخرج في خطاب متلفز معلنا أنه نفذ انقلابا عسكري وأنه أطاح بالحكومة ونصب نفسه رئيسا للوزراء وعلق العمل بالدستور وفرض العمل بالقوانين العرفية.
كما أنه لم يعد بإجراء انتخابات أو بإقامة نظام ديمقراطي، واكتفى بالتعهد بأنه سيسعى إلى إقامة بعض الإصلاحات السياسية وتوفير بيئة مناسبة للمحافظة على اقتصاد البلاد وطمأنة المستثمرين. وذلك بالإضافة إلى إعلانه منع كل الفعاليات السياسية ومنع التجمعات السياسية التي يتجاوز عدد المشاركين فيها أكثر من 5 أفراد.
وأمس الجمعة، شهدت العاصمة التايلاندية، بانكوك، أول مظاهرة كبيرة مناهضة للانقلاب منذ حدوثه، حيث وتجمع عدد من أنصار شيناواترا بالقرب من محطة للقطار وسط العاصمة، وراقب نحو 15 عسكريا مزودا بأسلحة رشاشة، الحشد دون تفريقه. كما جرت مظاهرات ضيقة النطاق في عموم البلاد وخاصة في الأرياف رافضة الانقلاب.
ويذكر أن تايلاند شهدت منذ عام 1932، 12 انقلاباً عسكرياً، كان آخرها في 19 أيلول سبتمبر 2006 ضد رئيس الوزراء الأسبق ، تاكسين شيناواترا، شقيق ينغلوك شيناواترا، وأدى الانقلاب آن ذاك إلى حالة غضب شعبية انطلقت من الأرياف حيث يتمركز أنصار شيناواترا الملقبون بأصحاب القمصان الحمر، وهو ما جعل العسكريين الذين قادوا الانقلاب يعترفون بفشلهم وينسحبون من المشهد ويسمحون بتنظيم انتخابات تشريعة فازت بها شقيقة تاسكين بأغلبية مريحة.
والآن يعود العسكريون للانقلاب من جديد على السلطة المنتخبة في البلاد، في ظل غياب أي طرح جديد، وفي ظل وجود توقعات بأن الجيش لن ينجح كعادته في السيطرة على البلاد وسيضطر في النهاية إلى إعادة مقاليد الحكم لعائلة ينغلوك شيناواترا أو لتنظيم انتخابات جديدة تجزم التوقعات أن مرشح الائتلاف الشعبي لأجل الديمقراطية الذي تنتمي إليه ينغلوك شيناواترا سيفو فيها بأغلبية مريحة.