شهدت المنطقة خلال عام 2024 رحيل عدد من الشخصيات البارزة والقادة الذين كان لهم تأثير كبير في السياسة المحلية والدولية، بين حالات الوفاة الطبيعية والاغتيالات التي استهدفت شخصيات مؤثرة، ترك هؤلاء الأفراد بصماتهم العميقة في تاريخ المنطقة.
ومع حلول عام 2025 نستعرض أبرز الوفيات والاغتيالات خلال العام الماضي، ونناقش مدى انعكاس غيابهم على المستقبل السياسي والدبلوماسي في منطقتنا.
نشير إلى أننا رتبنا لائحة الأسماء بناء على تاريخ الاغتيال، وليس ثقل الشخصيات أو أهميتها.
وفيات شخصيات ورموز
ودعت المنطقة عددًا من الشخصيات البارزة التي تركت بصمة عميقة في تاريخ السياسة والدبلوماسية الإقليمية، وتنوعت أسباب الوفاة بين الاغتيالات، أو الحوادث المفاجئة أو الأمراض الطبيعية التي أنهت حياة قادة شكلوا ملامح حقبة مهمة في تاريخ بلدانهم.
في 19 مايو/أيار 2024 | اهتزت إيران بإعلان وفاة رئيسها إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، وكان سبب التحطم سوء الأحوال الجوية في محافظة أذربيجان الشرقية، بعد العودة من منطقة الحدود مع أذربيجان، حيث التقى رئيسي بنظيره الأذري إلهام علييف، وافتتحا معًا مشروع إنشاء سد هناك.
في 12 أغسطس/آب 2024| أعلن الديوان الأميري بالكويت وفاة الشيخ سالم العلي السالم الصباح، الذي تولى سابقًا رئاسة الحرس الوطني الكويتي، وكان عميد أسرة آل صباح الحاكمة، وهو أكبر أبناء الشيخ علي السالم الصباح.
في 22 أغسطس/آب 2024 | تُوفي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، وأمين سر حركة فتح، فاروق القدومي في العاصمة الأردنية عمان، وجرى تشييعه بمراسم عسكرية، وهو من أبرز معارضي اتفاقية أوسلو.
في 25 أغسطس/آب 2024 | توفي السياسي اللبناني، سليم أحمد الحص، وشغل الراحل منصب رئاسة وزراء لبنان 5 مرات، وانتُخب عضو في مجلس النواب لدورتين متتاليتين، وسعى منذ اغتيال رفيق الحريري إلى تحقيق التوافق بين الأطراف السياسية.
في 26 أغسطس/آب 2024 | توفي الدبلوماسي والسياسي المصري، نبيل العربي، وكان قد شغل مناصب عديدة أبرزها الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزارة الخارجية المصرية.
في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2024 | توفي زعيم جماعة “الخدمة” التركية، فتح الله غولن، في ولاية بنسيلفانيا الأمريكية، والذي تتهمه تركيا بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، وبذلك أسدل الستار على أحد أسباب توتر العلاقة بين أنقرة والولايات المتحدة التي رفضت تسليمه إلى بلاده.
اغتيالات قادة ومؤثرين
استمر العنف السياسي في المنطقة خلال عام 2024، حيث استهدفت سلسلة من الاغتيالات قادة ومؤثرين في مواقع حساسة، وهزت استقرار المنطقة وأثارت تساؤلات بشأن مستقبلها.
في 2 يناير/كانون الثاني 2024 | اغتيل صالح العاروري في بيروت، عن عمر ناهز 57 عامًا، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت مكتبًا لحركة حماس في المشرفية بضاحية بيروت الجنوبية.
في يوم 30 يوليو/تموز 2024 | اغتيل القيادي العسكري البارز في “حزب الله” اللبناني فؤاد شكر، في غارة جوية إسرائيلية في حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية، ويُعد شكر من المستشارين العسكريين المقربين للأمين العام للحزب حسن نصر الله.
في 31 يوليو/تموز 2024 | أعلن الحرس الثوري الإيراني نبأ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة طهران، عقب حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، لتعلن “إسرائيل” لاحقًا مسؤوليتها عن عملية الاغتيال.
في 31 يوليو/تموز 2024 | اغتالت “إسرائيل” الصحفي الفلسطيني ومراسل قناة الجزيرة في غزة، إسماعيل ماهر، ويُعتبر ماهر من أبرز الصحفيين الذين غطوا العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
في 27 سبتمبر/أيلول 2024 | اغتيل الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني حسن نصر الله في غارة إسرائيلية استهدفته في مخبأ محصن تحت الأرض بالعاصمة بيروت، وشكّل اغتياله صدمة كبيرة في لبنان والشرق الأوسط.
في ليلة 3 أكتوبر/تشرين الأول 2024 | استهدفت غارة جوية إسرائيلية، هاشم صفي الدين في مخبأ تحت الأرض بالضاحية الجنوبية، وذلك بعد أن شغل منصب الأمانة العامة لـ”حزب الله” بعد اغتيال الزعيم السابق للحزب حسن نصر الله.
أسماء لامعة رحلت
وغادر عالمنا خلال العام شخصيات مهمة كان لها دور فاعل في النضال السياسي والفكري والاجتماعي، وترك هؤلاء إرثًا غنيًا من التضحيات والإسهامات التي ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.
في 7 أبريل/نيسان 2024 | أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين عن استشهاد الأسير والمناضل الفلسطيني وليد دقة عن عمر ناهز 62 عامًا داخل مستشفى “آساف هروفيه” الإسرائيلي إثر تدهور حالته الصحية، بعد اعتقال دام أكثر من 38 عامًا.
ورغم مطالبة منظمة العفو الدولية “إسرائيل” بتسليم جثمانه إلى عائلته حتى يتمكنوا من دفنه، فإن تل أبيب رفضت تسليم الجثة لذويه.
في 22 أبريل/نيسان 2024 | توفي الشيخ عبد المجيد الزنداني في أحد مشافي مدينة إسطنبول عن 82 عامًا، وكان واحدًا من أبرز علماء الدين في اليمن ومن مؤسسي حزب الإصلاح اليمني، وترك خلفه إرثًا كبيرًا في العالم الاسلامي.
في 1 مايو/أيار 2024 | أعلن ديوان الرئاسة الإماراتي الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام لمدة 7 أيام لوفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان من أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وله دور في تأسيس دولة الإمارات.
في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024 | أعلنت حركة حماس استشهاد قائدها المناضل الفلسطيني يحيى السنوار باشتباك مسلح مع الجيش الإسرائيلي، رفقة قائد كتيبة تل السلطان في رفح وحارسه الشخصي محمود حمدان، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مشاهد اشتباك السنوار جعلت منه أسطورة لن تتغير.
في 16 ديسمبر/كانون الأول 2024 | انضم الجد الفلسطيني خالد نبهان إلى قوافل الشهداء، بعد أن حقق شهرة عالمية واسعة لعبارته التي ودع فيها حفيدته (3 أعوام) قائلًا: “روح الروح”، وأصبحت رمزًا لاغتيال الطفولة في فلسطين.
إنّ ما شهِدته المنطقة خلال عام 2024 من رحيل قامات سياسية ودبلوماسية ودينية، فضلاً عن سلسلة اغتيالات ضربت رموزًا ذات ثقل إقليمي، يضعنا أمام لحظة تاريخية فارقة تتداخل فيها حسابات القوى المحلية والدولية. لقد جاءت هذه الأحداث لتُبرهن من جديد على مدى هشاشة التوازنات السياسية والأمنية في منطقتنا، وتُحفّزنا على إعادة النظر في أنماط التحالفات والاستراتيجيات الإقليمية.
كما أن غياب هذه الشخصيات، سواء بالوفاة الطبيعية أو بالاغتيال، لا يعني نهاية القضايا التي حملوها، بل يفرض ضرورة إعادة صياغة المشهد السياسي والدبلوماسي على أسس جديدة، تحكمها روح المسؤولية واحترام إرادة الشعوب.