يُطلق عليهم اسم “ملائكة بوتين”، ويُنظر إليهم على نطاق واسع على أنهم نوع من الميليشيات التي تعمل بمجموعة متنوعة من الأدوار بناءً على طلب الكرملين، وفي الوقت نفسه، يمنحون الحكومة الروسية حق إنكار أي مسؤولية عن أفعالها.
هؤلاء تورطوا في عدة عمليات سرية برعاية الكرملين في شرق أوكرانيا وفي استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم، وكان يشتبه بتورطهم في اغتيال ميلو ديوكانوفيتش رئيس الجبل الأسود، في محاولةولعرقلة دخول البلاد إلى الناتو، فمن هم؟
ألكسندر زالدوستانوف.. سائق عصابة بوتين المفضل
بدأت “ذئاب الليل” أو Night Wolves”” كمجموعة مستقلة من راكبي الدراجة النارية ومضادة للثقافة في روسيا في الثمانينيات، ورغم أن سياساتهم نمت على نحو أكثر قومية في السنوات الأخيرة، فإنهم ما زالوا يصورون أنفسهم كنادٍ قومي خاص، إلا أن نظرة فاحصة تكشف روابط عصاباتهم العميقة بالكرملين.
كرَّم بوتين زالدوستانوف بميدالية الشرف الروسية، وأعطاه شرف حمل شعلة أولمبياد سوتشي 2014
تم تأسيس “ذئاب الليل” كقسم مستقل عن “ولف هولديجز” (Wolf Holdings)، وهي إمبراطورية تجارية تمتد اهتماماتها عبر روسيا وأوروبا، تنظم فروع منها الأنشطة الوطنية والتعليمية مثل تشغيل النوادي الليلية والفنادق ومركز للدراجات النارية، وإجراء العمليات الأمنية والتدريب، بما في ذلك التدريب العسكري المهني للمدنيين والشرطة والقوات العسكرية في ألمانيا والمجر وإيطاليا وصربيا وسويسرا.
في الثمانينيات، أسس ألكساندر زالدوستانوف، وهو طبيب أسنان يُلقب بـ”الجراح” المجموعة، وفي عام 1989، حصلت المجموعة على ترخيص كأول نادٍ رسمي للدرجات النارية بالاتحاد السوفيتي، ثم تحول النادي في مطلع الألفيات إلى منظمة قومية روسية في مشهد مناهض للغرب.
التقى بوتين مع سائقي الدراجات النارية عدة مرات منذ عام 2009، وتصفح شخصيًا عربة هارلي ديفيدسون ثلاثية العجلات لركوبها إلى جانبهم في مدينة نوفوروسيسك الساحلية في أغسطس/آب2011، وبعد عامين، كرَّم بوتين زالدوستانوف بميدالية الشرف الروسية، وأعطاه شرف حمل شعلة أولمبياد سوتشي 2014.
يشارك زعيم “ذئاب الليل” ألكسندر زالدوستانوف وزملاء سائقي الدراجات النارية في تجمع حاشد في وقت سابق من هذا العام
قد تبدو قصة حب للدراجات النارية، لكن الذي يجمع بين بوتين وزالدوستانوف أكبر من ذلك، فخلال العقدين الأخيرين، تحولت فرقة “ذئاب الليل” من مجرد نادٍ إلى منظمة تغطي عموم أوروبا وتكتل مصغر يضم نحو 60 شركة مختلفة أهمها في مجال الخدمات الأمنية والحماية، كجزء من إستراتيجية بوتين لاستخدام جماعات شبه عسكرية وتعزيز مصالحها في الدول الأخرى دون تحمل المسؤولية.
وبحسب ما ذكره موقع “ميليتري“، تضم مجموعة “ذئاب الليل” بين 5 إلى 7 آلاف عضو وفرع في العديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك صربيا ورومانيا ومقدونيا وبلغاريا، ويفخرون بأنهم معادون للنسوية والمثليين.
لكن هذه الإستراتيجية لم تمر مرور الكرام، حيث تتهم حكومة الولايات المتحدة “ذئاب الليل” بالتورط المباشر في الصراع بأوكرانيا، أمَّا رئيسها فهو من بين العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية الروسية على قائمة العقوبات، ومتهم بالتورط في ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 وتمرد الانفصاليين في شرق أوكرانيا.
وهناك أيضًا شركتان تجاريتان مرتبطتان بسائقي الدراجات النارية ومدرجتان على قائمة العقوبات، وهما: “ولف هولديجز” للهياكل الأمنية، ويُزعم أنها مزود للخدمات العسكرية ومركز الدراجات النارية الذي يُقال إن زالدوستانوف يديره.
“ذئاب الليل” كوكيل للحكومة الروسية
بحسب دراسة أعدها خبير الحرب ماثيو لاودر، فإن منظمة “ولف هولدينجز” ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالدولة الروسية، فرئيس الشركة والمالك الرئيسي غينادي نيكولوف، هو ضابط سابق ونائب الرئيس الحاليّ لـ”قوات الدفاع عن النفس” المؤيدة لروسيا والتابعة لقاعدة “سيفاستوبول” التي عاقبتها وزارة الخزانة الأمريكية عام 2017، أمَّا قائد فرقة راكبي الدراجة النارية نفسها، فهو ألكساندر زالدوستانوف الذي ظهر مرارًا في صور ومناسبات كثيرة إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويرى لاودر أن “ذئاب الليل” تجسد اتجاهًا أكبر من جانب الحكومة الروسية في الاستعانة بمصادر خارجية للجهات الفاعلة غير الحكومية التي تقوم بها تقليديًا أجهزة الاستخبارات والدفاع الحكومية، بما في ذلك جمع المعلومات الاستخباراتية ونشر الدعاية والإثارة والاستفزاز وعمليات القتال خلال غزو شبة جزيرة القرم عام 2014.
في الواقع، كان إنشاء قاعدة “ذئاب الليل” داخل الناتو امتدادًا لإحدى الإستراتيجيات المفضلة لموسكو في السنوات الأخيرة
على سبيل المثال، شكلت “ذئاب الليل” جزءًا صغيرًا ولكنه مهم من قوة الغزو شبه العسكرية الروسية، فقبل البدء الرسمي للغزو، قاموا بجمع المعلومات الاستخباراتية وتوزيع الدعاية وتنظيم الميليشيات الموالية لروسيا بالتنسيق مع القوات الخاصة الروسية، وبعد بدء الغزو أصبحوا أحد القوات شبه العسكرية المكلفة بالعمليات القتالية نيابة عن الجيش الروسي، وأغاروا على قاعدة بحرية أوكرانية وسيطروا على منشاة للغاز الطبيعي، واستولوا على ضابط كبير في حرس الحدود الأوكراني نيابة عن القوات الروسية، بحسب ما ذكرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية.
في أوروبا، تشتهر عصابة “ذئاب الليل” بأنشطتها “الوطنية”، ففي كل ربيع، تذهب في رحلة مشهورة من موسكو إلى برلين للاحتفال بفوز روسيا في الحرب العالمية الثانية، وعلى مدار السنوات القليلة الماضية رفضت بولندا دخول “ذئاب الليل” الذين سارعوا عبر سلوفاكيا وجمهورية التشيك والمجر بدلاً من ذلك، وهي خطوة أثارت غضب وزارة الخارجية الروسية، وفي عام 2016، طردت جمهورية لاتفيا رئيس “ذئاب الليل” إيغور لاكاتوش، لأسباب أمنية.
ومع تعميق علاقاتهم مع أجهزة الاستخبارات الروسية بعد عملية القرم، وسعت “ذئاب الليل” أنشطتها لتشمل عددًا من الدول الأوروبية، ففي شهر مارس/آذار 2017، زارت الفرقة صربيا والأجزاء الصربية من البوسنة، على الرغم من حقيقة أن زالدوستانوف كان محظورًا قبل وقوع الحدث مباشرة، وعند ذكر الغرض من الرحلة، تستحضر المجموعة موضوعات دعاية روسية مألوفة، مثل العظمة السوفيتية والمسيحية الأرثوذكسية والسلافية.
كما زارت الفرقة في مارس/آذار 2018 البوسنة لدعم رئيس جمهورية صربسكا بمنحة قدرها 41،000 دولار من الكرملين، وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز“، وكان لها هدف جغرافي سياسي واضح تمثل في تقديم دعم واضح للرئيس المؤيد للكرملين لفصل صربسكا عن بقية البوسنة، حيث سيؤدي الانفصال إلى انهيار الدولة الهشة المتعددة الأعراق في البوسنة ويمنع عضويتها في الناتو والاتحاد الأوروبي، وهو أحد الأهداف الرئيسية لسياسة الكرملين الخارجية.
خارج جمهورية صربسكا وصربيا، يُنظر إلى الذئاب الليلية بشك، إن لم يكن العداء التام، وبناءً على ذلك حظرت جورجيا وأوكرانيا وبولندا ودول البلطيق “ذئاب الليل”، ومنعتهم من دخول بلدانهم، متفهمين مهمتهم كإثارة المواجهة والفوضى داخل المجتمعات الغربية نيابة عن الكرملين.
إستراتيجية روسيا شبه العسكرية
منذ غزو روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، كانت أوروبا في حالة تأهب قصوى ضد أي عدوان روسي آخر، حيث أجرى المخططون العسكريون مناورات مشتركة ودعوا إلى زيادة الإنفاق العسكري، لكن في صيف 2018، اتخذت الحرب الهجينة التي شنتها موسكو على الغرب تحولاً غير متوقع، إذ قامت القوات شبه العسكرية الموالية لروسيا بتأسيس قاعدة متخفية كمقر لراكبي الدراجة النارية، على بعد ما يزيد قليلاً على ساعة من براتيسلافا، عاصمة سلوفاكيا، داخل حدود الناتو نفسها.
في يوليو/تموز 2018، ذكرت الصحافة السلوفاكية أن فرقة “ذئاب الليل” أنشأت قاعدة أوروبية رسمية للعمليات في قرية دولنا كروبا على موقع يملكه جوزيف هامبالك، وهو رجل أعمال له علاقات مع الميليشيات السلوفاكية اليمينية. كان من المحتمل أن تسقط القاعدة من دائرة الاهتمام الدولي لو لم تنشر الصحافة السلوفاكية لقطات جوية أظهرت ليس فقط الدراجات النارية ولكن الدبابات وناقلات الجنود المدرعة التي استعارها هامبالك من المعهد السلوفاكي للتاريخ العسكري بحجة إنشاء متحف التاريخ العسكري.
يمكن النظر إلى مجموعة “ذئاب الليل” على أنها نتاج آخر لإستراتيجية روسيا المتمثلة في استخدام الجماعات شبه العسكرية في البلدان الأجنبية لتعزيز المصالح الروسية
بعد كشف الأمر، أُعفي مدير المعهد، الذي ادعى أنه قد خُدع، من منصبه، وأوقف تشغيل المركبات وأُعيدت إلى وزارة الدفاع السلوفاكية، لكن هذه الحادثة كانت مثيرة للقلق، فقد اتضح أن “ذئاب الليل” التي يشار إليها كثيرًا باسم “ملائكة بوتين”، هي ذراع الكرملين فعليًا، ووصف الرئيس السلوفاكي أندريه كيسكا مؤخرًا الذئاب الليلية بأنها “أداة لنظام بوتين” و”خطر أمني خطير” على سلوفاكيا.
وتدل استجابة سلوفاكيا لاستضافة “ذئاب الليل” على أنه يمكن تقسيم دولة تابعة لحلف الناتو إلى درجة لا تسمح بمقاومة إنشاء قاعدة شبه عسكرية روسية داخل أراضيها، قالت وزارة الخارجية السلوفاكية إنها تدرس سبل منع “ذئاب الليل” من العمل هناك، وأن وزارة الدفاع استعادت معداتها المعارة، ومع ذلك، قال وزير الداخلية دينيسا ساكوفا، وهو عضو الحزب القومي اليساري القريب تقليديًا من روسيا، إن الحكومة ليست لديها خطط لاتخاذ إجراءات ضد “ذئاب الليلية” في الوقت الحالي.
ألكسندر زالدوستانوف مع فلاديمير بوتين في فولغوغراد في أغسطس 2013
وحتى إذا كانت لدى الحكومة السلوفاكية الإرادة لإغلاق قاعدة “ذئاب الليل”، إلا أنها ستواجه عقبات قانونية، فروسيا تستغل حقيقة أنه في الدول الديمقراطية الليبرالية في الغرب، يمكن للمنظمات غير الحكومية عمومًا امتلاك الأراضي وحتى إجراء التدريبات شبه العسكرية مع التمتع بحماية قانونية واسعة لحرية التعبير والتجمع، وفي حال لم ترتكب المنظمة جريمة – من خلال انتهاك قوانين الأسلحة، أو الكذب على الوثائق الحكومية أو ارتكاب الاحتيال الضريبي – ستتعرض الحكومة لضغوط شديدة لإغلاقها.
وهكذا وجد بعض السلوفاكيين أنفسهم يتساءلون عما يمكن أن تفعله حكومتهم لصد “ذئاب الليل”، وفي حين قد تبدو القاعدة صغيرة وغير مهمة، إلا أنها إذا تُركت دون مراقبة، فقد تنتشر مثل الخلايا السرطانية، لتصبح في نهاية المطاف “ملاذًا آمنًا للنفوذ الروسي السري” داخل الناتو.
في الواقع، كان إنشاء قاعدة “ذئاب الليل” داخل الناتو امتدادًا لإحدى الإستراتيجيات المفضلة لموسكو في السنوات الأخيرة، فالوكلاء المتنكرون – مجموعة فاغنر في سوريا، أو الجماعات شبه العسكرية المحلية في أوكرانيا ، أو “الرجال الخضر” في القرم – يتابعون المصالح الروسية في الخارج بينما ينفي الكرملين دائمًا أي صلة تربطه بشركات الأمن الخاصة أو أي علاقة تربطه بأي رجال أعمال يملكون تلك الشركات، مما يعيق قدرة الغرب على الاستجابة.
ميليشيا الكرملين.. إستراتيجية أوسع نطاقًا
يمكن النظر إلى مجموعة “ذئاب الليل” على أنها نتاج آخر لإستراتيجية روسيا المتمثلة في استخدام الجماعات شبه العسكرية في البلدان الأجنبية لتعزيز المصالح الروسية، ففي أوكرانيا، ساعدت روسيا في إنشاء قوات شبه عسكرية قامت بتثبيتها لاحقًا كـ”حكومات” في المناطق الانفصالية في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، كما طورت روسيا أيضًا قوات شبه عسكرية صديقة في جميع أنحاء وسط وشرق أوروبا في محاولة لاستقطاب جماهير حلف شمال الأطلسي “الناتو” وشل النظم السياسية للحلف.
سعت روسيا إلى تقويض كييف وإضعاف الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو من خلال استخدام المنظمات الانفصالية القومية لإحياء العداوات العرقية داخل بلدان أوروبا الوسطى الأخرى
وفي سلوفاكيا، دعمت موسكو العديد من المنظمات شبه العسكرية السلوفاكية الموالية لروسيا، وتعمل هذه المجموعات على تعزيز وجهات النظر المناهضة لحلف الناتو ومعاداة الاتحاد الأوروبي على الإنترنت في أثناء تدريب أعضائها على المهارات والتكتيكات العسكرية، كما تلقى بعض أعضائها تدريبات في روسيا من القوات الخاصة الروسية السابقة.
على سبيل المثال، ذكرت مجلة “ذا أتلانتيك” في تقرير نشرته العام الماضي، أنه في أعماق غابات سلوفاكيا، قام الكوماندوز الروسي السابق سبيتسناز بتدريب شباب من مجموعة شبه عسكرية يمينية تسمى المجندين السلوفاك، وبعد غزو روسيا لأوكرانيا عام 2014، ذهبت بعض هذه الجماعات شبه العسكرية الملغومة حديثًا للقتال مع القوات الروسية في شرق أوكرانيا بينما بقي آخرون في منازلهم للتحريض على حلف الناتو باعتباره “منظمة إرهابية”.
بالإضافة إلى القتال من أجل روسيا، ساعدت هذه الجماعات في دفع وجهات النظر الراديكالية الموالية لروسيا إلى التيار السياسي السائد في أوروبا الوسطى، ففي عام 2016، دخل “حزب الشعب سلوفاكيا لنا”، المعروف بـ”معاداة السامية ومعاداة روم”، البرلمان السلوفاكي بنسبة 8% من الأصوات.
أعضاء مجموعة الدراجات النارية “ذئاب الليل” على رأس دبابة تابعة للجيش الأحمر
تتمتع زعيمة الحزب ماريان كوتليبا، بعلاقة وثيقة مع مجموعة المقاومة التي يرجع تاريخها إلى عام 2008، وكانت كوتليبا من أوائل السياسيين اليمينيين في أوروبا الذين عبَّروا عن دعمهم للرئيس الأوكراني المخلوع الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش خلال احتجاجات “ميدان” في أواخر عام 2013.
وطوال الأزمة الأوكرانية، سعت روسيا إلى تقويض كييف وإضعاف الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو من خلال استخدام المنظمات الانفصالية القومية لإحياء العداوات العرقية داخل بلدان أوروبا الوسطى الأخرى، بما في ذلك المجر ورومانيا وبولندا، على سبيل المثال، في أغسطس/آب الماضي، طردت المجر (حكومتها المقربة من روسيا) وأوكرانيا قنصل كل منهما بعد تسجيل فيديو لمسؤول مجري يوزع جوازات سفر على الهنغاريين الإثنيين (مجموعة عرقية أصلية) في منطقة ترانسكارباثيا في أوكرانيا، ونشرت منظمة وطنية أوكرانية قائمة الانفصاليين المجريين على الإنترنت.
يجب على واشنطن الضغط على الحكومات الأوروبية الأخرى لطرد “ذئاب الليل” وإصدار تشريعات مماثلة لقانون مكافحة خصوم أمريكا من جانب الولايات المتحدة
على المدى القصير، يجب على الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى أن تتصرف بحزم لإغلاق قاعدة “ذئاب الليل” في أوروبا، لكن الاستراتيجية طويلة الأجل ضرورية لمواجهة عادة روسيا المتمثلة في تمويل وتنظيم ودعم المنظمات شبه العسكرية والمتطرفة في الخارج، وفي حين لا يمكن للحكومات الديمقراطية منع جمعيات الأفراد من ممارسة حقوقهم في حرية التعبير وتكوين الجمعيات، لكن بإمكانهم إيجاد طرق لمنع الحكومات المعادية من تنظيم معارضة لحلف الناتو داخل حدودها.
كذلك ينبغي أن يبدأ الاتحاد الأوروبي باتباع تقدم الولايات المتحدة وإضافة “وولف هولدينجز” وغيرها من المنظمات شبه العسكرية في أوروبا إلى قائمته الخاصة بالمنظمات الخاضعة للعقوبات، كما ينبغي على جميع دول منطقة شنغن (تضم 26 دولة أوروبية) رفض منح تأشيرات الدخول لأعضاء “ذئاب الليل” من خارج الاتحاد الأوروبي، كذلك ينبغي على واشنطن وبروكسل النظر في استخدام العقوبات لثني الجماعات الموجودة داخل دول الناتو عن الحصول على تدريب من تلك الموجودة في الاتحاد الروسي.
أخيرًا، يجب على واشنطن الضغط على الحكومات الأوروبية الأخرى لطرد “ذئاب الليل” وإصدار تشريعات مماثلة لقانون مكافحة خصوم أمريكا من جانب الولايات المتحدة، والذي يمنح واشنطن سلطة تقديرية واسعة لفرض عقوبات على الكيانات المرتبطة بالحكومة الروسية، لمنع روسيا من دعم المنظمات شبه العسكرية داخل أراضي الناتو.