على عكس باقي المبادرات التي انطلقت في الأشهر الأخيرة، جاءت المبادرة المصرية الجديدة من داخل مصر ومن عاصمتها القاهرة، بعد اجتماع مغلق جمع شاعر ثورة 25 يناير “عبد الرحمن يوسف”، ورئيس جبهة الضمير المعارضة السفير “إبراهيم يسري”، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة “سيف عبد الفتاح”.
ومن الغرفة المغلقة التي عُقد فيها الاجتماع صدر البيان مناديُا بتوحيد “قوى الثورة ضد شبكات الاستبداد ومؤسسات الفساد”، و”استرداد مسار الديمقراطية والإرادة الشعبية الحقيقية”، ليتلقاه عدد من نخبة المجتمع المصري في الداخل والخارج، من بينهم حقوقيين وسياسيين وأسماء شبابية معروفة بانتمائها لثورة 25 يناير.
بعض من أعلنوا تأييدهم للبيان:
ومن النخبة انتقل البيان إلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي؛ لينضم إليه عشرات الآلاف من المؤيدين لما جاء فيه ولمن جاءوا به ولما يهدف إليه، مع العلم أن أهم أهداف البيان هي:
- تأسيس أمانة وطنية للحوار والتنسيق؛ تعمل على التواصل بين القوى الوطنية والثورية والمجتمعية، يتم فيها تمثيل كافة التيارات والشخصيات المستقلة.
- تأسيس هيئة للقيام بصياغة “مشروع ميثاق شرف وطني وأخلاقي”؛ لضبط العلاقات فيما بين القوى الوطنية وبعضها البعض، وكذلك في علاقاتها وخطاباتها مع عموم الشعب المصري العظيم.
- قيام مجموعة بصياغة مشروع إعلان مبادئ جامع يكون محل اتفاق جميع القوى السياسية والثورية الوطنية، ويقوم على دراسة وافية لكافة البيانات وإعلانات المبادئ التي صدرت عن مختلف القوى، والوقوف على مساحات الاتفاق في إطار حوار ممتد ومتجدد بين هذه القوى.
- أن يتم كل ذلك في إطار مبدأ أساسي هو (ضرورة العمل الجاد على استعادة شبكتي العلاقات والتواصل) بين قوى الثورة وبعضها البعض، وفيما بينها جميعًا وبين قطاعات الشعب المخلصة لثورتها والواثقة في انتصارها في نهاية المطاف.
وخلال المؤتمر، قال عبد الرحمن يوسف: “الاصطفاف الثوري الوطني أصبح ضرورة لتقوية صف القوى الثورية السياسية والمجتمعية حتى تبلغ أهدافها وتتمكن لأدواتها من التغيير، خاصة أنها قد استُهدفت جميعا ومن دون استثناء من قبل النظام القمعي”، مضيفًا: “الاصطفاف ضرورة من أجل استرداد مسار الديمقراطية والإرادة الشعبية الحقيقية التي لم تشهدها أعتى الديمقراطيات من حيث النزاهة والمشاركة الإيجابية وتحريك الطاقات لمواجهة شبكات الاستبداد ومؤسسات الفساد”.
في حين قال سيف عبد الفتاح، إن “المجتمعين رموز سياسية مستقلة يعبرون عن أمل للوطن يقوده الآن الشباب لاستعادة ثورة 25 يناير”، مضيفًا: “آن الأوان أن يصطف الجميع؛ للتعبير عن كل الطاقات ولمواجهة كل من يحاول أن يلتف أو يسرق ثورة 25 يناير أو يدعي أنه يمثلها بزيف وضلال، وهذه الثورة بما تملكه من شعارات وأهداف ومكتسبات يجب أن تكون محل عمل الجميع “.
وعن علاقة بيان القاهرة بما تم في مؤتمر مماثل ببروكسل في وقت سابق، قال سيف عبد الفتاح لمراسل الأناضول: “ما صدر في إعلان بروكسل مبادئ تشاورية وهذه الوثيقة ضمن وثائق أخري بما تضمنته من المبادئ العشرة، موضع دراسة من اللجنة التي تتعلق بالتنسيق والحوار، والتشاور مع هذه اللجنة”.
ونفى سيف عبد الفتاح أن يكون بيان القاهرة بداية لكيان بديل عن التحالف الوطني لدعم الشرعية الرافض للانقلاب، قائلاً: “لا نعمل لحساب أحد ولا نُنشئ كيان بديل عن الكيانات الموجودة”، مضيفًا أن “المشاكل الفرعية مثل الشرعية وعودة الشرعية ستكون علي رأس القضايا التي يعالجها الشباب بجرأتهم المعهودة، وهذه الأمور ستكون مطروحة علي مائدة المشاورات”.
وفي نفس السياق أصدرت صفحة “عهد الثورة” على موقع فيسبوك، بيانًا مرحبًا ببيان القاهرة قالت فيه: “تلقت عهد الثورة بيان القاهرة الذي تم إصداره اليوم من نخبة سياسية صادقة ببالغ الترحيب، وتعلن عهد الثورة في هذا البيان كامل تضامنها معه ومع ما ورد في ثناياه من خطاب موجه لشباب الثورة الذين ما زالوا على العهد قائمين من أجل تحقيق كامل أهداف الثورة غير منقوصة”.
كما ورد في البيان: “نحن هنا نعلن تضامننا الكامل دون شرط أو قيد من أجل إعلاء كلمة الحق واسترجاع العيش والحرية والكرامة الإنسانية لا من أجل فصيل أو كرسي أو حكم، بل من أجل القيم والمبادئ التي نادينا بها دومًا، ونحن نطالب جميع إخواننا ورفاقنا في الميادين الاصطفاف الكامل والتوحد من أجل الانتصار لما نزلنا من أجله الميادين وقدمنا له جميعًا بالغ التضحيات”.