ترجمة حفصة جودة
بالنسبة لمعسكرات الاعتقال في إقليم شينجيانغ – الذي يتمتع بحكم ذاتي غرب الصين – حيث تتعرض الأقلية المسلمة من الإيغور إلى القهر من السلطات، قال تشين تونج رئيس مدرسة الحقوق في جامعة شينجيانغ في جلسة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجنيف هذا الأسبوع بشأن حماية حقوق الأقليات العرقية وحقوق الإنسان في الصين: “من الواضح أن تلك المعسكرات تساعد الأفراد الذين تأثروا بالتطرف على العودة إلى المسار الصحيح واكتساب المهارات للاندماج في المجتمع”.
يعد تشين آخر مسؤول صيني يلتزم بسياسة الحزب في التركيز على مكافحة الإرهاب وإنجازات نظام المراقبة والاحتجاز في الإقليم غرب الصين، بينما يدين بقية العالم الاحتجاز القسري لملايين من الإيغور تحت نظام الدولة الاستبدادي.
كشف تقرير صدر هذا الشهر عن الباحث أدريان زينز عن تعرض الأطفال في شينجيانغ للاحتجاز القسري والفصل، وذلك مع ازدياد قدرة الدولة على رعاية عدد كبير من الأطفال بدوام كامل الذي يتزامن مع بناء المزيد من معسكرات الاعتقال، فيبدو أن النظام يستهدف سكان الإيغور بشكل كامل.
كان عدد الأطفال الملتحقين بالمدراس في الإقليم قد ازداد بشكل ملحوظ وغير متوقع، يقول زنز: “في 2017 فقط كان مجموع عدد الأطفال الملتحقين بالروضة في شينجيانغ قد ازداد لأكثر من نصف مليون، وحسب الأرقام الحكومية، يشكل أطفال الإيغور والأقليات المسلمة الأخرى أكثر من 90% من تلك الزيادة، مما أدى إلى تحول نسبة التسجيل في مرحلة الروضة من أقل من المتوسط الوطني إلى الأعلى على مستوى الصين”.
يرى تشين أن تلك المعسكرات لا تختلف كثيرًا عن مؤسسات الدول الغربية التي تتعامل مع الجرائم والإرهاب
تابعت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” الوضع وقالت إن الصين تفصل أطفال المسلمين عمدًا عن عائلاتهم وإيمانهم ولغتهم في شينجيانع وقامت ببناء مدارس داخلية تشبه أماكن إقامة الأيتام، ويخضع الأطفال لتقييمات رسمية لتحديد مدى حاجتهم لرعاية مركزية شاملة، وهو جزء من النظام يُوصف بأنه حملة ممنهجة لإزالة الأطفال من جذورهم.
رغم ذلك فما زال مسؤولو الصين يؤمنون بأنهم يستطيعون تقديم تفسيرات منطقية لانتهاكات حقوق الإنسان التي تتم على مرأى من العالم أجمع، حيث يرى تشين أن تلك المعسكرات لا تختلف كثيرًا عن مؤسسات الدول الغربية التي تتعامل مع الجرائم والإرهاب مثل مرافق التدخل المبكر وإزالة التطرف وتصحيح المجتمع.
استشهد تشين أيضًا بقائمة إنجازات شينجيانغ، فقد ارتفع إجمالي الناتج المحلي للمنطقة من 313 يوان (46 دولارًا) عام 1978 إلى 40.427 يوان (5.800 دولار) عام 2016، وفي عام 2016 أيضًا تم إنشاء 15.721 مؤسسة صحية تضم 51.000 طبيب، ومسجد لكل 500 مسلم، مما يساعد في تلبية الاحتياجات الدينية الطبيعية للسكان المحليين.
بالعودة إلى العالم الواقعي، يقول زنز: “يجد الأطفال أنفسهم الآن في مدارس خاضعة للتأمين من خلال إجراءات إدارية منعزلة ومغلقة، بعض هذه المدارس تخضع لنظام مراقبة كامل وأجهزة إنذار تحيط بالمكان كله وسياج كهربائي قوته 10 آلاف فولت، حتى إن بعض تلك المدارس يتجاوز فيها الإنفاق الأمني ما يتم إنفاقه في المعسكرات”.
الهدف طويل المدى في شينجيانغ هو إبادة جماعية ثقافية متعمدة
بحسب زنز: “تقوم حكومة شينجيانغ حرفيًا بدور الوالدين لعشرات الآلاف على الأقل، إن لم يكن لمئات الآلاف أو أكثر من الأطفال، حيث تقول الأدلة إن إستراتيجية التأمين في شينجيانغ تتحول تدريجيًا من ضبط الأمن إلى تنمية آليات رقابة مجتمعية طويلة الأجل”.
في شينجيانغ، يخضع السكان لإجراءات الأمن والمراقبة التي لا تختلف كثيرًا عن العديد من الروضات الجديدة، وصف زنز الحواجز وأجهزة الإنذار المحيطة وأنظمة المراقبة الداخلية والخارجية ونظام إنذار الشرطة كجزء من نظام متعدد الطبقات يوفر نظام مراقبة كامل بالفيديو بنسبة 100% مع وجود أنظمة تحكم ودخول آمن على الأبواب، فعندما تقف عند السور تجد أن الساحة الداخلية والمبنى بأكمله يخضعون لنظام مراقبة شامل.
لقد طورت الصين أكبر مختبر مراقبة عالمي عبر مقاطعة تضم عدد سكان يزيد على 22 دولة من دول الاتحاد الأوروبي الـ28، لكن وفقًا للمتحدث الرسمي باسم الحكومة الصينية، فشؤون شينجيانغ من شؤون الصين الداخلية، والإرهاب والتطرف من شأنهما أن يسحقا عن عمد حقوق الإنسان الأساسية، وهذه الإجراءات التي تتخذها الصين في شينجيانغ هي إجراءات وقائية لمكافحة الإرهاب ونزع التطرف التي تتم بشكل كامل وفقًا للقانون لحماية واحترام حقوق الإنسان، وقد حصلت على دعم مكثف من جميع الناس من جماعات عرقية مختلفة في شينجيانغ.
يرى زنز والكثير من المراقبين العالميين، أن الهدف طويل المدى في شينجيانغ هو إبادة جماعية ثقافية متعمدة، وهي مصممة لتغيير وضبط قلوب وعقول الجيل القادم بشكل كامل ليتوافق مع إيدولوجية الحزب الشيوعي.
المصدر: فوربس