اعتقلت قوات الأمن المصرية في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء المرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع.
وكانت وزارة الداخلية المصرية قد نشرت صورا تظهر بديع معتقلا وتبدو عليه علامات الإرهاق جالسا بين عنصرين من الأمن المصري، وقالت الوزارة على صفحتها الرسمية على فيس بوك أنها “وتنفيذا لقرارات النيابة العامة بضبط وإحضار محمد بديع المرشد العام لجماعة الأخوان ، ومن خلال جمع المعلومات ورصد التحركات تمكنت أجهزة البحث الجنائى بمديرية أمن القاهرة من ضبطه فجر اليوم بإحدى الشقق السكنية بشارع الطيران دائرة قسم شرطة مدينة نصر أول..وجارى إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمه حياله.”
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر أمني قوله إن بديع ألقي القبض عليه “رفقة قياديين بالجماعة و ستة من حراسه ومساعديه في شقة سكنية في شارع الطيران قرب منطقة رابعة العدوية” الذي قام فيه الأمن المصري بهجوم وحشي على المعتصمين قبل ستة أيام أدى لمقتل ما يقرب من ٢٠٠٠ من الرافضين للانقلاب العسكري أغلبهم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين.
ومحمد بديع الذي يبلغ من العمر سبعين عاما هو المرشد الثامن لجماعة الإخوان المسلمين، تولى منصبه في ١٦ يناير ٢٠١٠ خلفا للمرشد السابق والمعتقل كذلك محمد مهدي عاكف.
ويعمل بديع كأستاذ متفرغ بقسم الباثولوجيا بكلية الطب البيطري جامعة بني سويف. كما كان أمين عام النقابة العامة للأطباء البيطريين لدورتين، وأمين صندوق اتحاد نقابات المهن الطبية لدورة واحدة.
وكان بديع قد تعرف على جماعة الإخوان المسلمين عن طريق أحد الإخوان السوريين عام ١٩٥٩، حيث اعتقل ثلاث مرات وترقى في سلم الجماعة حتى انضم لمكتب إرشاد الإخوان عام ١٩٩٣، ثم عضو مكتب الإرشاد العالمي منذ ٢٠٠٧ ليُنتخب لاحقا كثامن مرشد للجماعة التي أُسست عام ١٩٢٨.
وبعد انضمامه للإخوان المسلمين، تعرف بديع على فكر المفكر سيد قطب والذي أعدمه جمال عبدالناصر بعد اعتقاله عام ١٩٦٥، حيث اعتُقل بديع في نفس القضية وحُكم عليه بالسجن ١٥ عاما قضى منها تسعة أعوام وخرج من محبسه في شهر نيسان أبريل عام ١٩٧٤ حيث تنقل بين جامعات مصرية ومن ثم سافر إلى اليمن قبل أن يعود مرة أخرى إلى مصر.
وقد اعتُقل بديع مرتين أخرتين خلال فترة انضمامه الطويلة للإخوان المسلمين، حيث سُجن ٧٥ يومًا في قضية جمعية الدعوة الإسلامية ببني سويف عام ١٩٨٨ ؛ حيث كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة جمعية الدعوة جامعة بني سويف.
أما القضية الثالثة فكانت قضية النقابيين سنة 1999م؛ حيث حكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن خمس سنوات ، قضى منها ثلاث سنوات وثلاثة أرباع السنة وخرج بأول حكم بثلاثة أرباع المدة سنة 2003م.
ومحمد بديع له ثلاثة من الأبناء، أكبرهم عمار والذي قتلته قوات الأمن المصرية قبل أيام في ١٦ أغسطس آب في هجوم على متظاهرين بميدان رمسيس.
وكان بديع قد قال في رسالته الأسبوعية والتي نشرها على الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين أن هدف الانقلاب ليس هو استبعاد مرسي وإنما “سيطرة للعسكريين على السلطة وإقحام الجيش في السياسة وإقامة دولة عسكرية ديكتاتورية بوليسية، والإطاحة بالحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان وتداول السلطة”.
وتوجه النيابة لبديع اتهامات بالتحريض على قتل المتظاهرين أمام مقر مكتب الإرشاد الخاص بالجماعة بمنطقة المقطم بالقاهرة حيث كانت اشتباكات قد وقعت أواخر يونيو/ حزيران الماضي بين مؤيدي الرئيس محمد مرسي الذي أطيح به ومعارضيه، اسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص.
وقد قللت الجماعة من أهمية اعتقال المرشد العام، وقال أحمد عارف المتحدث الرسمي باسم الجماعة أن “د. محمد بديع هو فرد من أفراد الإخوان، والإخوان هم عضو من أعضاء التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب”
كما أعلنت الجماعة رسميا تولي الدكتور محمود عزت إبراهيم، منصب المرشد العام للجماعة بشكل مؤقت خلفاً لمحمد بديع، حيث كان يشغل عزت منصب نائب المرشد كما أنه يعمل أستاذا بكلية الطب جامعة الزقازيق ويبلغ من العمر ٦٩ عاما.