في أوضح مؤشر على الشعور بالصدمة من ضعف إقبال المصريين على التصويت في الانتخابات المصرية، واستقراءً لدلالاتها على شعبية الانقلاب؛ دعت نخب عسكرية وأكاديمية إسرائيلية صناع القرار في تل أبيب إلى عدم الرهان على عهد السيسي والتحوط لسيناريوهات مستقبلية أكثر سوءًا.
واعتبر “عاموس يادلين” الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) ومدير مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب أن “الإقبال الضعيف على صناديق الانتخابات لم يكن مفاجئًا”.
وفي مقابلة أجرتها معه، الإذاعة العبرية – الأربعاء – قال يادلين: “لقد قلت في الماضي وأكرر اليوم أن المصريين الذين ثاروا ضد الاستبداد والديكتاتورية لن يقبلوا أن يحكموا من جديد بديكتاتورية عسكرية، ما يتوجب أن نعرفه أن المصريين قد تحرروا من الخوف ولن تفلح الوسائل القديمة في ترويضهم”.
وشدد يادلين على أن العبرة التي يتوجب على الدولة العبرية استخلاصها مما يحدث في مصر هي أنه يتوجب التعامل مع التحولات التي تعصف بالعالم العربي على أساس أنها موجات من التغيير المتلاحقة، وأنه يتوجب عدم بناء تصورات واستراتيجيات تنطلق من ثبات المشهد القائم.
ونوه يادلين إلى أنه على الرغم من أن إسرائيل معنية تمامًا باستقرار الأمور للسيسي في الحكم – على اعتبار أنه دفع نحو تطوير التعاون الأمني والشراكة الاستراتيجية مع تل أبيب بشكل غير مسبوق – إلا أنه في المقابل يتوجب إعداد بدائل استراتيجية لمرحلة ما بعد السيسي.
من ناحيته قال البرفسور “يورام ميتال” رئيس مركز هيرتزوغ لدراسات الشرق الأوسط والدبلوماسية في جامعة بن غوريون: “إن الإقبال الضعيف على الانتخابات يدلل على أن وعيًا سياسيًا جديدًا قد تكرس في مصر، وأن المصريين باتوا عازمين على محاربة أية عودة للحكم الديكتاتوري”.
ونقل موقع صحيفة “جيروزالم بوست”، عن ميتال قوله إن النظام الجديد في مصر لن يفلح في إرساء دعائم الاستقرار، مشيرًا إلى أن هذه الانتخابات قد دللت بشكل واضح على أن المجتمع المصري يشهد استقطابًا غير مسبوق، وأنه لا يمكن ضمان الاستقرار في ظل محاولة استبعاد قطاع كبير ومؤثر من الشعب المصري.
وكما هو الحال مع سائر النخب الصهيونية اليمينية المتطرفة، فقد انبرى البرفسور “إفرايم عنبار” مدير مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية التابع لجامعة بار إيران، للدفاع عن السيسي.
ونقلت “جيروزالم بوست” عن عنبار قوله إن هناك مصلحة واضحة لإسرائيل في دعم استقرار نظام السيسي وتمكنه من ضمان تحقيق ازدهار اقتصادي لمصر.
وفي مقدمة تقرير نشرته -الخميس- اعتبرت الصحيفة أن السيسي بدأ عهده كرئيس بدفع قطاعات واسعة من المصريين نحو التذمر على وجه خاص.
وأشارت الصحيفة إلى أن المشاركة الباهتة تدل على تلاشي الانطباع بأن السيسي يحظى بشعبية كبيرة، منوهة إلى أن نجاحه يعتمد على إثباته للعالم أنه يحظى بدعم داخلي قوي، إلى جانب حاجته لدعم الخليج الاقتصادي.
ونقلت الصحيفة عن “شادي حميد” الباحث في معهد بروكنجز قوله إن الحديث عن شعبية السيسي العارمة لا يستقيم مع غياب الطوابير أمام صناديق الانتخابات، مشيرًا إلى أن ضعف الإقبال على الانتخابات أصاب الدوائر الحكومية بالارتباك.
المصدر: عربي 21