تعلقت آمال كثير من السوريين بكلمة الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” التي تم الترويج على أنها “إعادة رسم لخطوط السياسية الأمريكية الخارجية، خاصة في سوريا”، وأنه سيتم فيها الإعلان عن دعم مباشر للمعارضة السورية بأسلحة نوعية، بعض التكهنات تجاوزت ذلك إلى تدخل عسكري دولي/ أمريكي في سوريا.
إلا أن كلمة أوباما لم تكن حبلى بالكثير من المفاجآت، كما روج لها، ولكنها بدت – كعادة الرئيس أوباما – مليئة بالعهود والوعود المتكررة وبأن “على الأسد الرحيل”.
وكان مما قاله أوباما في كلمته التي ألقاها من الأكاديمية العسكرية الأمريكية في وست بوينت بولاية نيويورك عصر البارحة – الأربعاء – إن “الوضع في سوريا تدهور لكن المعارضة المعتدلة ربما إنها أصبحت أكثر قوة”.
ودافع أوباما في كلمته عن رفضه اللجوء إلى العمل العسكري ضد حكومة الرئيس السوري “بشار الأسد” لاستخدامها أسلحة كيماوية العام الماضي، وقال إن “تهديداته أثمرت عن اتفاق دولي لتأمين وإزالة ترسانة سوريا للأسلحة الكيماوية”.
وتعهد الرئيس باراك أوباما يوم الأربعاء بتعزيز الدعم للمعارضة المعتدلة في الحرب الأهلية في سوريا، إلا أن مسئولين أمريكيين قالوا إن هذا المسعى لا يزال في مراحله الأولية وسيحتاج إلى موافقة من الكونجرس على أي دور عسكري أمريكي.
ووضح أن عدم وضع جنود أمريكيين “في خضم حرب طائفية بشكل متزايد” هو القرار المناسب، لكنه أضاف قائلاً “ذلك لا يعني أننا لا ينبغي أن نساعد الشعب السوري في التصدي لديكتاتور يقصف شعبه ويجوعه”
ويتعرض أوباما لانتقادات من معارضيه لعدم تقديم المزيد من الدعم للمعارضة المسلحة التي تقاتل قوات الرئيس السوري “بشار الأسد”.
وقال مسئولون أمريكيون بعد أن ألقى أوباما كلمته إن “البيت الأبيض عليه العمل مع الكونجرس للحصول على التفويض اللازم للجيش الأمريكي لدعم المعارضة السورية المعتدلة بمعدات أو تدريبات”.
وقال مسئول كبير بإدارة أوباما مشترطًا عدم نشر اسمه “ما نقوله اليوم .. ليس فقط أننا نريد أن نواصل زيادة المساعدات التي نقدمها للمعارضة السورية، بل إننا نريد أيضًا أن نجري هذا النقاش مع الكونجرس حول إمكانية أن يكون هناك دور للجيش الأمريكي في ذلك المسعى”.
“عبد الرحمن السراج” المتخصص في الشأن الأمريكي كتب على صفحته معلقًا على خطاب أوباما بأن “أهداف الولايات المتحدة في سوريا تأتي في زيادة الدعم للدول المجاورة التي تستقبل اللاجئين، والعمل مع الكونغرس لدعم المعارضة التي تقدم البديل الأفضل للإرهابيين، ومواصلة العمل مع الأصدقاء في أوروبا والدول العربية لدعم الشعب السوري”.
وأضاف السراج أن الوضع في سوريا يصبح مع الوقت متقبّلاً بالنسبة للمجتمع الدولي والولايات المتحدة؛ لذلك فهو عندما يوضع على الطاولة لحظة صناعة القرار السياسي فإنه لا يعتبر وضعًا غير طبيعي، أو بمعنى آخر هو ليس أزمة crisis لكنه وضع راهن status quo.
ولذلك لن يكون هناك أي تدخل دولي من طرف واحد أو من أطراف متعددة لتقديم حل جذري لأن أهم معطى من معطيات الصراع في سوريا هو أنه ليس هناك حل جذري. وقد رأينا حين اجتمعت كل الدول المؤثرة في الصراع في سوريا فإن ذلك لم يغير من معادلة الصراع أبدًا، أذكر بقول كيري في افتتاح مؤتمر جنيف “تتواجد في هذه القاعة كل الدول القادرة على التأثير على الوضع في سوريا”.
الباحث “علي باكير” قال في أسلوب تهكمي على خطاب أوباما: “خطاب أوباما يؤكد صحة تقديري السابق والحالي عن عدم وجود تغيير جذري في السياسات الأمريكية في سوريا .. الشباب عاملين بس حملة علاقات عامة ودعاية”.
وكان الشارع السوري قد تفاعل مع خطاب أوباما قبل موعده؛ كونه جاء بعد العديد من العمليات النوعية التي قال ناشطون إنها نتيجة لأسلحة نوعية وصلت ليد الثوار، كما ساهم طرد الأردن للسفير السوري “بهجت سليمان” وفتح ممثلية للائتلاف المعارض في عمّان، ومنع الإمارات السفارة السورية من عقد انتخابات لديها، وترويج بعض السياسيين المعارضين لـ”مفاجآت” و “انفراجات” في القضية السورية، الأمر الذي فُهم كما لو أنها سلسة من الإجراءات لحل الأزمة.