منذ استقلال أوزبكستان عام 1991 ونظام الرئيس “إسلام كريموف” يلاحق المعارضين السياسيين خاصة المنادين بقيام دولة إسلامية، وحتى قبل الانهيار السوفيتي الكامل قامت القوات الحكومية في بداية عام 1990 بفض الاجتماع التنظيمي لحزب النهضة الإسلامي، وطوال العقد الماضي كان خطر قيام حركة وهابية في إقليم فرجانا – ملتقى حدود أوزبكستان مع قرغيزستان وطاجيكستان – محرضًا لحملة مستمرة من التهديد والاعتقال في صفوف الإسلاميين، وبدلاً من توفير مناخ من الحرية الدينية الآمنة، تم سن قانون ديني عام 1998 أعطى الحكومة صلاحيات مطلقة لسحق أي نشاط ديني غير مقنن؛ كل ذلك أدى إلى تصعيد العنف في أسيا الوسطى وتشكلت الحركة الإسلامية في ظل هذا المناخ المشحون.
ومنذ عام 1999، بدأت الحركة نشاطها، وعلى مدار الخمسة عشر عامًا التالية، تحولت الحركة من حركة محدودة تنشط في أوزبكستان وقيرغستان، إلى حركة تغطي أسيا الوسطى بأكملها.
تقدر قوة الحركة بعدة آلاف، وتتركز الحركة في أفغانستان وطاجيكستان، إلا أن عملياتها تتعدى هذين البلدين لتشمل دولاً أخرى في آسيا الوسطى، وتتلقى الحركة دعمها المالي من بعض الجماعات الإسلامية في أسيا الوسطى وجنوبي أسيا.
في أكتوبر 2001، وبعد شهر واحد من أحداث 11 سبتمبر، تم ضم الحركة لقائمة الحركات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وكانت الحركة قبل 2001 تستهدف في المقام الأول المصالح الأوزباكستانية، وكانت مسئولة عن عدة تفجيرات في طشقند في شباط/ فبراير 1999، وفي آب/ أغسطس 1999 اتخذ مقاتلو الحركة رهائن لديهم (أربعة من الخبراء الجيولوجيين اليابانيين وثمانية من الجنود القيرغيزيين)، وأوقعوا في آب/ أغسطس 2000 رهائن أيضًا (أربعةَ أمريكيين من متسلقي الجبال)، ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2001 ركزت الحركة هجماتها على قوات التحالف التي قدمت لاحتلال أفغانستان، وذلك جنبًا إلى جنب حركة طالبان وتنظيم القاعدة.
ونشطت الحركة أيضًا في عمليات في وسط أسيا، فقد كانت الحركة مسئولة عن تفجيرات وقعت في بيشكيك، قيرغيزستان، في كانون الأول/ ديسمبر 2002، وفي أوش – قيرغيزستان – في أيار/ مايو 2003، مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص، وفي أيار/ مايو 2003 فككت قوات الأمن القيرغيزية خلية تابعة للحركة كانت تسعى إلى تفجير سفارة الولايات المتحدة وفندق قريب منها في بيشكيك، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2004 نُسب إلى الحركة انفجار في أوش وقع ضحيته ضابط شرطة، وقامت السلطات الحكومية في طاجيكستان في عام 2005 باعتقال عدة أعضاء تابعين للحركة.
في عام 2010 برزت مؤشرات على استعادة الحركة بعض نشاطها بعد خفوت دام لعدة سنوات، وبعد تقارير وتقديرات أشارت إلى مقتل معظم مقاتليها في مواجهات مع القوات الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2001، ومن هناك لجأ من تبقى منهم إلى شمال غربي باكستان، وذلك بعد مغادرة مقاتلي الحركة آسيا الوسطى إلى أفغانستان للانضمام إلى حركة طالبان في قتالها ضد قائد التحالف الشمالي “أحمد شاه مسعود” عام 2000.
ولم يعد في صفوف حركة أوزبكستان الإسلامية أي شخص من رعيلها الأول، واعترفت الحركة في صيف 2010 بمقتل أحد مؤسسيها هو “طاهر يولداشوف” بقصف نفذته طائرة أمريكية دون طيار في جنوب وزيرستان، وتم الإعلان عن “عثمان أديل” زعيمًا جديدًا للحركة الأوزبكية.
وفي السنوات القليلة الماضية، تؤكد التقارير الواردة من وسائل الإعلام الأفغانية والحكومة الأفغانية وحلف الناتو وجود حركة أوزبكستان الإسلامية في شمال أفغانستان، ومن حدود باكستان إلى الحدود الإيرانية، ولكن مجموعة قليلة العدد نسبيًا، على هذه المساحة من الأرض، تجعل التحكم المركزي بها غير قوي كما كان من قبل.
لكن الجهاد في أفغانستان وباكستان توسع كثيرًا، واحتاج المجاهدون أن يوسعوا من دوائر نشاطاتهم لتشمل الجزيرة العربية وسوريا، لقد أشارت تقارير إلى أن الحركة الإسلامية الأوزبكية فقدت أعضاء ومجندين في سوريا، يقول مراقبون إن الوصول إلى سوريا ليس سهلا فقط، لكنه رخيص أيضًا!
من الجدير بالذكر أن نقول إن قوات النظام السوري ألقت القبض على جهاديين من آسيا الوسطى، ومن تركمانستان تحديدًا في يونيو 2013، كما أن هناك ملاحظة هامة على مدى انتشار الحركة وأعضائها، وهي أن السلطات اليمنية قالت قبل عدة أسابيع إنها قتلت قائدًا في القاعدة في شبه الجزيرة العربية، كان الرجل يُدعى “أبو مسلم الأوزبكي” وهو أحد مواطني أوزبكستان.
في روسيا كذلك تم اعتقال عشرات الأشخاص الذين يُشتبه في انتمائهم للحركة الإسلامية على مدار الخمس سنوات الماضية.
لا يتوقع أحد أن تهدأ منطقة أسيا الوسطى لاسيما مع انسحاب الأمريكيين من المنطقة، وحدود أفغانستان مع أسيا الوسطى التي تبلغ نحو 2200 كيلومترًا لا يمكن السيطرة عليها ولن تجلب راحة لحكومات المنطقة.