استهلت قطر العام 2025 بنجاح دبلوماسي جديد يضاف إلى نجاحات دبلوماسيتها النشطة في مجال الوساطة وحل النزاعات، إذ توجت وساطتها بين حركة حماس و”إسرائيل” – والتي استمرت لأكثر من عام – بإعلان رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مساء الأربعاء الماضي، التوصل رسميًا إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة لإنهاء العدوان المستمر الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 64 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن وتهجير نحو 2.3 مليون مواطن بحسب دراسة لمجلة لانسيت العلمية.
كانت الوساطة مشتركة اضطلعت بها قطر إلى جانب مصر والولايات المتحدة، لكنّ قطر كانت محور تلك المفاوضات، إذ تستضيف المكتب السياسي لحماس، ما منحها وصولًا سهلًا وميسرًا لحركة المقاومة الإسلامية، فانخرطت منذ اليوم الأول للعدوان بتصميم وإصرار لوقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتعاملت القيادة القطرية مع كل العراقيل والصعوبات التي كان تتفنن حكومة الاحتلال المتطرفة في وضعها، إضافة إلى انتهاج الأخيرة سياسة استهداف المستشفيات والمرافق المدنية واغتيال قادة حماس كلما اقتربت المساعي القطرية من التوصل لاتفاق ينهي العدوان.
فبعد شهر ونصف تقريبًا من بدء العدوان، نجحت قطر في تحقيق اختراق كبير نتيجة لجهود وساطتها في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 تمثل في التوصل إلى اتفاق على هدنة إنسانية في قطاع غزة تستمر 4 أيام قابلة للتمديد، شملت إطلاق سراح 50 من المحتجزين في غزة مقابل 150 أسيرًا فلسطينيًا محتجزين في “إسرائيل” بينهم أطفال وشباب، أغلبيتهم لم تُوجه لهم تهم أو تتم إدانتهم.
كما اتفق الطرفان آنذاك على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في أثناء وقف إطلاق النار، وبنهاية 26 نوفمبر/تشرين الثاني، أطلقت حماس سراح 41 من المحتجزين، وأطلقت “إسرائيل” سراح 78 أسيرًا فلسطينيًا كجزء من تمديد الاتفاق.
وقُبيل نهاية اليوم الرابع أعلنت قطر التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة يومين جديدين بنفس الشروط السابقة، ثم أعلنت وزارة الخارجية القطرية قبل انتهاء اليوم السادس موافقة الطرفين على تمديد الهدنة لمدة يوم سابع، وبانتهائه استأنف جيش الاحتلال قصف كل مناطق غزة رغم الجهود القطرية لتمديد الهدنة سعيًا للتوصل إلى اتفاق شامل.
التزام قطري
تصدّرت حرب الإبادة الجماعية على غزة أبرز أحداث العام 2024 والتي بدأت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، واجتذب العدوان أطرافًا أخرى ليتميز العام المنصرم بالحروب المدمرة والتحولات المحورية في تاريخ الشرق الأوسط والعالم.
وفي خضم حرب الإبادة الجماعية وما صاحبها من استخدام “إسرائيل” للمجاعة كسلاح ضد المدنيين وتدمير أرجاء القطاع ودخول أطراف أخرى دائرة الصراع مثل “حزب الله” والحوثيين وإيران، أظهرت قطر التزامها في الوساطة لإيجاد حل دبلوماسي بهدف رفع المعاناة عن سكان غزة وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة، امتدادًا لما ظلت تقوم به طيلة السنوات الماضية بعدما نجحت في ترسيخ مكانتها كوسيط لا غنى عنه في حل النزاعات الدولية.
خلال العقدين الماضيين نجحت القيادة القطرية في تحويل عاصمة البلاد الدوحة إلى مركزٍ لفض النزاعات وعقد اتفاقيات السلام والصلح، عبر دبلوماسية الوساطة، وانتهاجها صور أخرى من صور الدبلوماسية مثل المساعدات الإنسانية وضخ الاستثمارات الخارجية.
قوة ناعمة في فض النزاعات
تمكنت قطر من إقامة شبكة علاقات واسعة مع كل الأطراف مثل حليفتها الولايات المتحدة إلى جانب الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا، وفي الوقت نفسه تحتفظ بعلاقات متميزة مع إيران التي تتشارك معها في حقل غاز ضخم إلى جانب علاقاتها الجيدة مع حركة حماس وحركة طالبان وغيرهما.
وبحسب مكتب الإعلام الدولي في قطر، ترتكز السياسة الخارجية للدولة على مجموعة من المبادئ الرامية إلى ترسيخ التعاون الدولي وتشجيع الحل السلمي للنزاعات، وتؤمن قطر بقوة الدبلوماسية والحوار في حل الصراعات، ولها سجل حافل في الوساطة.
واستعرض تقرير للمكتب الأدوار التي لعبتها قطر في حل العديد من النزاعات الإقليمية والدولية، حيث عملت كوسيط في النزاعات الكبرى على مدى السنوات الماضية:
- بادرت دولة قطر في 2008 بالتوسط بين الفصائل اللبنانية المتنازعة من خلال اتفاق الدوحة، الذي أنهى أزمة سياسية استمرت 18 شهرًا.
- بين عامي 2008 و2013 اتخذت قطر دورًا رائدًا في جهود السلام بالسودان، حيث استضافت محادثات السلام في الدوحة بين الحكومة السودانية ومختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك حركة العدل والمساواة في إقليم دارفور.
- في 2015 نجحت قطر في لعب دور الوساطة بين قبيلتي التبو والطوارق في ليبيا، ما أدى إلى توقيع اتفاق سلام ومصالحة في الدوحة.
- 2020 أسفرت جهود الوساطة القطرية عن توقيع اتفاقية بين الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان.
- 2021 توسطت دولة قطر لحل خلاف بين كينيا والصومال، كما ساهمت في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين قطاع غزة و”إسرائيل” بالتنسيق مع جمهورية مصر العربية والأمم المتحدة.
- في 2022 وقعت الأطراف التشادية اتفاقية الدوحة للسلام بمشاركة الحركات السياسية العسكرية في الحوار الوطني الشامل السيادي في تشاد تحت رعاية دولة قطر.
- 2023 تمكنت دولة قطر من إتمام صفقة تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وإيران، بالإضافة إلى عملية تبادل أسرى ناجحة بين الولايات المتحدة وفنزويلا بفضل جهودها في الوساطة، وتأمل أن يمهد هذا النجاح الطريق أمام بناء المزيد من التفاهم بين البلدين. وفي العام نفسه، ساهمت جهود الوساطة التي بذلتها دولة قطر خلال الحرب في غزة في وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية والإفراج عن أكثر من 100 رهينة.
- 2023 – 2024 أدت جهود الوساطة القطرية إلى لم شمل الأطفال الأوكرانيين والروس مع أسرهم.
هل لعب ترامب دورًا في الصفقة؟
لوحظ أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نسب إلى نفسه الفضل في التوصل إلى اتفاق إطلاق النار، قائلًا إن “هذا الاتفاق الملحمي لوقف إطلاق النار لم يكن ليحدث إلا نتيجة لانتصارنا التاريخي في انتخابات الرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي الذي أرسل إشارة للعالم بأسره بأن إدارتي ستسعى لتحقيق السلام والتفاوض على اتفاقيات تضمن سلامة جميع الأمريكيين وحلفائنا”.
وتابع ترامب في بيانه: “لقد حققنا الكثير حتى دون أن نكون في البيت الأبيض. تخيلوا فقط كل الأشياء الرائعة التي ستحدث عندما أعود للبيت الأبيض، ويتم تأكيد إدارتي بالكامل، حتى يتمكنوا من تأمين المزيد من الانتصارات للولايات المتحدة”.
Trumps Statement on Gaza/Israel ceasefire
“We have achieved so much without even being in the White House” pic.twitter.com/o7nhvm4l1I
— Concerned Citizen (@BGatesIsaPyscho) January 15, 2025
بينما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن مبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، كان له دور في تحقيق اختراق على صعيد إزالة عقبة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرةً إلى أنه حمل معه خلال لقاء جمعه مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رسالة واضحة من ترامب مفادها بأن الوقت قد حان لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وأضافت في تقرير مطول لهيئة التحرير عن الدور الذي لعبه المطور العقاري وأبرز المتبرعين لحملة ترامب الانتخابية، أنّ ويتكوف، الذي أخبر نتنياهو بأنه يجب عليه منح المفاوضين الصلاحية لاتخاذ القرارات، حسب مصدر مطلع على المحادثات، والذي أضاف للصحيفة الأمريكية أن مبعوث ترامب قال إنه إذا رفض نتنياهو العمل بهذه الطريقة، فإن على الجميع جمع أغراضهم والذهاب إلى بيوتهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الضغط الذي مارسه ويتكوف كان في التوقيت الصحيح، مشيرةً إلى أن كلا الطرفين كان لديهما ميل إلى التوصل لصفقة، حيث قال ويتكوف لنتنياهو “الرئيس ترامب أوضح أنه صديق كبير لإسرائيل، والآن حان وقت رد الجميل”.
It was Saturday, the Jewish Sabbath, when Steve Witkoff, Trump’s Middle East envoy, sat down with Netanyahu to deliver a stark message: It was time for a cease-fire deal in Gaza.
🔗 Read more: https://t.co/z9UrpKBTUt pic.twitter.com/dda9ptp0D9
— The Wall Street Journal (@WSJ) January 18, 2025
بعد ذلك أرسل نتنياهو أحد معاونيه الرئيسيين ورؤساء أجهزة الاستخبارات إلى الدوحة للمشاركة في اجتماعات مكثفة دامت لأسبوع وتوجت بالتوصل إلى اتفاق كان قيد الانتظار قبل ذلك بعدة أسابيع وفق الصحيفة.
كان السيناتور المستقل بمجلس الشيوخ الأمريكي بيرني ساندرز قال في تصريحات أدلى بها الجمعة الماضي، إن الاتفاق – الذي تم التوصل إليه بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) و”إسرائيل” – هو “ذاته الذي رفضه نتنياهو وحكومته المتطرفة في مايو/أيار الماضي”.
وجدد ساندرز انتقاداته لحكومة الاحتلال ورئيسها بنيامين نتنياهو، واتهمهم بالتعنت لعدة شهور قبل القبول باتفاق وقف إطلاق النار، وبالمسؤولية عن تعميق المعاناة في غزة، مشيرًا إلى أن أكثر من 10 آلاف شخص لقوا حتفهم منذ تقديم مقترح الاتفاق في مايو/أيار، وتفاقمت معاناة الرهائن والأبرياء في غزة”.
وتبدو تسريبات “وول ستريت جورنال” أقرب للمنطقية، إذ لم يكن لدى قطر نفوذ للضغط على “إسرائيل” لحملها على القبول بالاتفاق، بينما ظهر الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن بمظهر الضعيف الخاضع لنتنياهو الذي كثيرًا ما ازدراه ورمى بتعهداته واتفاقاته معه عرض الحائط.
بنود اتفاق وقف إطلاق النار
اتفق الطرفان بتسهيل من الوساطة القطرية على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار على 3 مراحل، بدأت أمس الأحد 19 يناير/كانون الثاني 2025:
وبحسب ما أعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، فإنّ الاتفاق يدخل حيز التنفيذ الأحد، خلال إعلانه عن الاتفاق في العاصمة القطرية الدوحة.
– أوضح آل ثاني أن مدة المرحلة الأولى من الاتفاق 42 يومًا ستشهد وقفًا لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية شرقًا وبعيدًا عن المناطق المكتظة بالسكان للتمركز على الحدود في جميع مناطق قطاع غزة، وتبادل الأسرى والرهائن وفق آلية محددة وتبادل رفاة المتوفين وعودة النازحين إلى أماكن سكنهم وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.
– المرحلة الأولى تتضمن تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية وتوزيعها الآمن والفعال على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز وإدخال مستلزمات الدفاع المدني والوقود وإدخال مستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب.
– حسب الاتفاق ستطلق حركة حماس في المرحلة الأولى سراح 33 محتجزًا إسرائيليًا بما يشمل النساء المدنيات والمجندات والأطفال وكبار السن والمرضى والجرحى المدنيين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ومراكز الاعتقال.
– تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة سيتم الاتفاق عليها خلال تنفيذ المرحلة الأولى.
انتقادات وجهت لقطر
رغم الجهود الشاقة والمضنية التي لعبتها قطر في إنهاء حرب غزة، فإنها لم تسلم من حملة تشويه وانتقادات وإساءات طالتها على مدى عام ويزيد.
وتزامنًا مع الجهود القطرية للوساطة بين حركة حماس و”إسرائيل”، تعرضت الدوحة لانتقادات من مشرعين أمريكيين وإسرائيليين ولحملة تشويه شملت تعليق لوحات إعلانية في “تايمز سكوير” بمدينة نيويورك.
في 7 يوليو/تموز الماضي، نشرت وكالة الأنباء الفرنسية تحقيقًا معمقًا من 77 صفحة، أجراه الباحثان مارك جونز وسوهان دسوزا، كشف عن حملة تشويه واسعة النطاق وبعدة لغات تستهدف دولة قطر على وسائل التواصل الاجتماعي.
وهدفت هذه الحملات إلى تعزيز مشاعر التشكيك حيال قطر في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، خلال السنة الراهنة التي تشهد انتخابات كثيرة تنطوي على رهانات كبيرة.
وجزمت هيا الكعبي، وهي كاتبة ومدونة قطرية في حديث سابق لـ”نون بوست“، أن عملية التشويه تتزامن مع مساندة قطر لغزة إنسانيًا، مشيرة إلى أن الغرض منها الضغط على قطر من أجل إقناع قادة حماس بالموافقة على المفاوضات والهدنة حسب شروط “إسرائيل”.
وأضافت أن “قطر ثابتة على مبادئها كوسيط نزيه”، وأن الدوحة لا تهتم بمثل هذه الحملات الإعلامية وقد اعتادت هذه الهجمات من قبل، سواء من دول الحصار أو إبّان استضافة كأس العالم 2022، مشيرةً إلى أن سياسة قطر الخارجية واضحة وثابتة ولن تؤثر عليها هذه الحملات.
بيد أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري رد على المنتقدين مبينًا أنهم لم يقدموا شيئًا لوقف الحرب، فلا أوقفوا العدوان عن أهل غزة ولا أعادوا المحتجزين إلى “إسرائيل”، مبينًا أنهم لم يفعلوا شيئًا سوى الصراخ، وزاد بالقول “كانت هناك مزايدات وابتزاز رخيص ضد دورنا”، مؤكدًا أن قطر لم ترد على الابتزاز بالتصريحات “بل بالعمل الذي توصلنا به للاتفاق”.
في لقائي مع قناة @AjArabic، أكّدتُ موقفنا ودورنا طيلة أيام الوساطة المشتركة والناجحة التي أفضت إلى هذا الاتفاق. pic.twitter.com/10t1hE4lVQ
— محمد بن عبدالرحمن (@MBA_AlThani_) January 18, 2025
ويبقى التحدي في كيفية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار والحفاظ عليه، فهناك مخاوف من خروقات الاحتلال الإسرائيلي كما فعل في السابق عدة مرات، فضلًا عن التحديات الأخرى مثل إعادة الحياة في قطاع غزة بتوصيل الخدمات الأساسية وسرعة تلبية الاحتياجات الإنسانية مثل الغذاء والدواء وغيرها من الاحتياجات الطارئة.
خاتمة القول، يجدد اتفاق غزة الثقة في قطر كوسيط نزيه لا غنى عنه في الأزمات الدولية الكبرى، إذ استهلت الدولة الخليجية العام الجديد 2025 بإنجاز يضاف إلى سجلها العامر في دبلوماسية الوساطة وحل النزاعات. كما يفتح الاتفاق لقطر نافذة جيدة للتعامل مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي اقتربت ساعة تنصيبه، فقد اتصفت العلاقة بالتوتر بينه وبين قطر في عهدته الأولى بعدما أيّد حصار قطر قبل أن يغير مواقفه بشكل تدريجي لاحقًا.
وبحسب موقع “نيوز ماكس” فإنه لن يكون هناك شك في أن قطر ستكون حليفًا لا غنى عنه للرئيس المنتخب دونالد ترامب مع سعيه لتحقيق أجندة سلام طموح في أول مائة يوم من إدارته الجديدة، ومع مساعيه للتوصل إلى تسوية للحرب في أوكرانيا، قد يلجأ ترامب أيضًا إلى قطر.