ترجمة وتحرير: نون بوست
منذ حوالي خمس سنوات، كنت على مشارف إتمام دراستي في جامعة سيراكيوز الأمريكية، ولم تكن لي خبرة الكتابة أو إعداد التقارير، كما لم تكن لي أي مقالات منشورة أو تدريب داخلي في مجال الصحافة. وطوال هذه السنوات الخمس الماضية، عملت كصحفي وفق دوام كامل، كما شغلت وظيفتين كانت إحداهما في شركة تمتلك العديد من الصحف المحلية، وأخرى في شركة نشر ذات طابع تجاري تغطي أخبار البنوك والعقارات.
سبق لي الفوز بعدة جوائز تمنح لصاحب المركز الأول في المسابقات السنوية لصحيفة نيو إنغلاند ورابطة الصحفيين، فضلا عن تحرير العديد من المنشورات التي لاقت صدى كبيرا على المستوى الإقليمي. ويمكن القول إن مجال الصحافة يشهد العديد من التقلبات في الآونة الأخيرة بسبب ضعف الرواتب وليالي العمل الشاق والصراع المستمر لإيجاد نموذج عمل مستدام. ومع ذلك، نجح عالم الصحافة في الحفاظ على بريقه وشعبيته لأنه يمنح الأشخاص تجربة تمكنهم من إحداث فرق ومحاسبة الأشخاص النافذين والفساد والتأثير على السياسة العامة.
بينما عملتُ بجد ولم أستسلم أبدا، فإن الطريق للوصول إلى ما أنا عليه اليوم هو مسار يمكن لمن يريدون أن تتسخ أيديهم ويتعبوا أن يسلكو
بينما عملتُ بجد ولم أستسلم أبدا، فإن الطريق للوصول إلى ما أنا عليه اليوم هو مسار يمكن لمن يريدون أن تتسخ أيديهم ويتعبوا أن يسلكوه. في البداية، عملت في مجال العلاقات العامة الممل بعد التخرج مباشرة، ثم رميت بنفسي إلى معترك الصحافة بشكل فجائي. وفي غضون ستة أشهر فقط، كنت قد حصلت لنفسي على وظيفة بدوام كامل، وقد كانت خطوة مهمة للغاية على الرغم من أنها لم تكن وظيفة مع صحيفة نيويورك تايمز. وفيما يلي، سأشارككم الخطوات التي اتخذتها لاقتحام هذه الصناعة، والتي ستمثل خارطة طريق جيدة لتحقيق النجاح.
أنت بحاجة إلى نماذج
من المؤكد أنك ستتعلم الكثير بمجرد حصولك على عمل بدوام كامل، لكن الصحافة ليست مجالا يقوم فيه بعض المحررين باستغلال الفرصة وتوظيفك لمجرد كونك تبدو ذكيًا وفضوليًا. وبموجب ذلك، أنت بحاجة إلى إظهار بعض الأدلة التي تبين قدرتك على تجميع الفقرات معًا وإنشاء مقالة متماسكة تبلغ مقاصدك للقراء بكل سلاسة.
في حال كنتَ خارج الجامعة، يمكنك التوجه نحو المنافذ الإعلامية التي تبحث عن محررين مستقلين، إلا أنه قد ينتهي بك المطاف تعمل دون مقابل في بادئ الأمر
عندما أدركت شغفي بالصحافة في سنتي الأخيرة في الجامعة، تقدمت بطلب لشغل منصب كاتب عمود في صحيفة “ديلي أورنج” الخاصة بالجامعة. وتعتبر صحف الجامعات انطلاقة رائعة نظرا لامتلاكها جمهورا واسعا من القراء، وعادة ما يكون لها حضور رقمي جيد، ما يعني أنهم سيكونون بحاجة دائمة إلى أشخاص يكتبون، خاصة إذا ما كانوا ينشرون بشكل يومي.
وفي حال كنتَ خارج الجامعة، يمكنك التوجه نحو المنافذ الإعلامية التي تبحث عن محررين مستقلين، إلا أنه قد ينتهي بك المطاف تعمل دون مقابل في بادئ الأمر. وفي الأيام الأولى، كنت أقوم بالعمل على كل ما تقع عليه يداي، كما قد أجريت عمليات بحث مكثفة وأرسلت الكثير من رسائل البريد الإلكتروني إلى المحررين وتفحصت مواقع الوظائف بتمعن، وتمكنت من الظفر ببعض الفرص التي مكنتني من الحصول على نماذج تقارير جيدة.
أعتقد أن أول المقاطع المنشورة خارج صحيفة الكلية كانت لصحيفة محلية صغيرة وفي موقع يدعى باسم “ذي غود مين بروجكت”. وبقدر ما كانت تجربة العمل معهم جيدة ويمتلكون عددا جيدا من المتابعين، إلا أنهم لم يكونوا يدفعون للمحررين. وبناء على ذلك، إن أول مكان جيد للبحث هو صحيفة مدينتك أو بلدتك، حيث أنها عادة ما تعاني من نقص في الموظفين لكنها تملك عددا لا بأس به من المتابعين وستبحث عن عدد من السكان المحليين لتغطية الأحداث. وفي حين تحرص هذه الصحف على اختبارك، قد يرغب البعض في الاطلاع على عينات وإثبات أنه يمكنك القيام بالمهمة، فلا تشعر بالإحباط إذا لم تتمكن من الحصول على عمل برفقة صحيفة محلية في وقت قصير.
واحدة من أولى الصحف التي عملتُ لصالحها بشكل مستقل ثم بدوام كامل في نهاية المطاف.
إذا ما تمكنتَ من الحصول على مهام للعمل بشكل مستقل، قد يمثل ذلك نقطة جيدة للانطلاق، فهذه الصحف الصغرى كثيرا ما مثلت المكان الذي يبدأ به كبار الصحفيين. وفي حال أعجبوا بعملك ووجدوا أنك متفرغ، سيعرضون عليك عملا بدوام كامل. أما في حال لم تجد صحيفة تتيح لك إمكانية الكتابة، فما عليك سوى إعداد التقارير الخاصة بك ونشرها على مدونتك، أو انضم إلى موقع “ميديوم” أو اكتفِ بتغطية الأخبار وإجراء بحوث حول المواضيع التي تهمك. وإذا ما كانت هذه المقالات مكتوبة بشكل جيد، يمكنها أن تمثل نماذج مفيدة وتساعدك على إيجاد عمل.
تعلم كتابة الأخبار
إذ كنتَ قد قرأت ما سبق وتتساءل عن الطرق المثلى لكتابة العينات إذا لم تكن قد كتبتَ مقالًا إخباريا من قبل، فأنتَ قد طرحتَ سؤالًا جيدا. ويمكن القول إن كتابة الأخبار تختلف عن كتابة المقال بسبب اعتمادها بالأساس على صيغة خاصة. وفي الوقت الحالي، يمكنني التطرق إلى “الهرم المقلوب” أو الحديث عن البينة الهيكلية للفقرة الافتتاحية، فكلاهما مهم ويجدر بك قضاء بعض الوقت لإدراك المقصد منهما، لكنني لا أعتقد أن هذا الأمر ضروري في البداية.
أنا لم أعتبر نفسي كاتبًا عظيمًا، إلا أنني طورت من مستواي خلال دراستي الجامعية. وإقرارًا للحق، لقد تطلب الأمر سنة كاملة من العمل بدوام كامل بمعدل 10 تقارير في الأسبوع حتى تمكنت من إتقان صيغة كتابة الأخبار.
بشكل عام، لا يشترط أن تكون صحفيا محترفا حتى تتمكن من تغطية الأخبار بشكل معقول، فعلينا أن نتعلم ذلك في وقت ما. ولعل أفضل طريقة للبدء بذلك هي عن طريق قراءة الكثير من المقالات الصحفية، ويمكنك عندها قراءة مجموعة من المقالات في صحيفتك المحلية اليومية لأنها تركز بشدة على أسس الصحافة التقليدية.
سيكون من المفيد الاطلاع على بعض الأنماط الأساسية لأسلوب “أسوشيتد براس” لكتابة الأرقام والفواصل والجوانب النحوية الأخرى للكتابة.
راقب الطريقة التي يبدأ بها الصحفيون مقالاتهم، حيث يضعون علامات اقتباس أو يستشهدون ببعض النعوت، ويمكن للممارسات أن تفضي إلى الإتقان فالأمر ليس صعبا. وفي ظل صعوبة الحصول على معلومات جيدة، يمكنك إيجاد طريقة للعمل على القصص والأحداث الإخبارية العاجلة حتى يمكنك إتقانها.
اكتب مقالًا في صحيفة مرموقة
على الرغم من أنه من الجيد كتابة تقارير في كل منفذ إعلامي يمكنك التوصل إليه، إلا أنك ستحتاج إلى أن تبرز بشكل أو بآخر في نهاية المطاف، ولعل أفضل طريقة هي العمل بشكل مستقل لحساب بعض الصحف والمواقع الأكثر أهمية. ويمكن لنشر مقال في صحيفة مرموقة أن يمتلك تأثيرا كبيرا على سيرتك الذاتية وشبكتك، لذا لا تخشى عرض مقالاتك على المنافذ الإعلامية الوطنية والإقليمية. لا يمكن الجزم بأن تحقيق ذلك أمر سهل، لكنه ليس صعبًا أيضًا.
إن أول ما يجدر بك فعله هو البحث عن المنافذ التي ستحتضن مقالاتك وتنشرها، ويجدر بك اختيار صحيفة تلائم مقالتك وتبرز نقاط قوتك واهتماماتك. بالنسبة لي، كنتُ متفوقا في زيادة الأعمال أثناء دراستي في الجامعة، كما خضعتُ لتدريب لدى العديد من الشركات، ما يجعلني ملما ببعض الأمور حول هذا المجال وأمتلك شبكة علاقات جيدة.
استنادا إلى هذه الميزة، بدأت بالتواصل مع صحيفة تحظى بمكانة مرموقة. في البداية، أرسلتُ نموذجين إلى اثنين من محرري الصحيفة دون الحصول على أي رد، لكنني واصلت المحاولة مع توخي الإزعاج، ودأبت على إرسال بريد إلكتروني واحد كل أسبوع أو أسبوعين.
في ذلك اليوم، كنتُ أجلس على الأريكة المتواجدة في القبو بصدد مشاهدة التلفاز، وقد كان ذلك بعد بضعة أيام فقط من إرسال النموذج الثالث عبر البريد الإلكتروني. وتجدر الإشارة إلى أنني لم أتلق أي عمل لحسابي الخاص لمدة تناهز عدة أسابيع وبدأت تنتابني الهواجس وخيبة الأمل حول التوقعات.
الإيميل الثالث الذي أرسلته إلى صحيفة “بوسطن بيزنس جورنال”. لقطة الشاشة بواسطة الكاتب.
بعد ذلك، وردتني رسالة إلكترونية من طرف المحرر في صحيفة بوسطن بيزنس جورنال، ولقد أحب فكرتي الثالثة حول تغطية أحداث المسابقة الجديدة التي تعنى بالشركات الناشئة، وهو ما منحني عملي الأول مع الصحيفة. لقد كان ذلك إنجازا كبيرا بحق.
رد صحيفة بوسطن بيزنس جورنال بالنسبة للمقال الأول.
لم يؤد ذلك إلى تمكيني من كتابة مقالات أخرى لصالح صحيفة “بوسطن بيزنس جورنال” وحسب، لكن هذه المقالات أصبحت في نهاية المطاف العينات التي أرسلتها بشكل يومي كلما تقدمت إلى وظيفة تتضمن كتابة تقارير بدوام كامل.
لقد ساعدتني هذه النماذج للبروز في سباق التوظيف، وكان أحد المحررين الذين استعانوا بي في أول عمل صحفي قد أخبرني بأنهم قد اختاروني لأن تجربتي الأولى ساعدتني في الحصول على الوظيفة. ولذلك، يعتبر الحصول على فرص عمل مستقل في واحدة من المنافذ الإعلامية البارزة صعبا، وقد يكون محبطا في بعض الأحيان. وإذا ما واصلتَ العمل على جعل ذلك ممكنًا وعملت على التركيز على إيجاد أفكار جديدة وسبق صحفي واستهدفت الكتابة في مجالات تصب في دائرة اهتماماتك، فأنا أضمن لك أنك ستحصل على فرصتك.
كن متفرّغا لتغطية الأخبار العاجلة
بفضل نشر المنشورات والتعريف بنفسك أكثر في السوق التي تحاول دخولها، ستحصل على الأرجح على فرص عمل كمراسل مستقل لتغطية الأخبار العاجلة. وذلك لأن هذا المجال متطلّب جدا، ويمكن أن تظهر هذه الأخبار في أي وقت من النهار أو الليل وفي أي مكان. ومع انتشار الصحف والمنشورات في هذه الأيام، دائما ما يبحث المحررون عن أشخاص يمكنهم الاتصال بهم على إثر حدوثها.
كانت الفقرة الافتتاحية فظيعة وذات بنية سيئة، لكنني أعتقد أنها أظهرت للمحررة طريقة عملي، وأنني أستطيع الحفاظ على هدوئي بما فيه الكفاية لتغطية خبر الحريق
كنت أجري مقابلة لأول وظيفة في إحدى الصحف وبينما لا زلت أنتظر معرفة ما إذا كنت قد حصلت على الوظيفة أم لا، اتصلت بي محرّرة من الصحيفة وأخبرتني أن حريقًا كبيرًا جدّ في المدينة التي كانت تغطيها، وتساءلت ما إذا كان بإمكاني تغطية الخبر كمراسل مستقل. قبلت هذه الفرصة وقفزت في سيارتي ووصلت إلى مكان الحادث في الوقت المناسب لإجراء بعض المقابلات مع رجال الإطفاء الذين كانوا يحاولون إخماد الحريق. هل كان ذلك أفضل عمل أقدّمه؟ لا، وهل نسيت أن أطرح أسئلة عن بعض التفاصيل المهمة؟ نعم.
في الواقع، لقد كانت الفقرة الافتتاحية فظيعة وذات بنية سيئة، لكنني أعتقد أنها أظهرت للمحررة طريقة عملي، وأنني أستطيع الحفاظ على هدوئي بما فيه الكفاية لتغطية خبر الحريق. من الصعب إظهار مثل هذه المهارات خلال المقابلة، ولكنّني حصلت على الوظيفة.
عندما يحتاج المحررون إلى مراسل سريع لتغطية الأخبار العاجلة، فإنهم أقل اهتمامًا بمستوى مهارته وأكثر اهتمامًا بمن يكون متفرّغا وموافقا على الانخراط في مثل هذه الفوضى. اعلم أيضًا أن “رويترز” تبحث عن مراسلين احتياطيين يمكنها الاتصال بهم لحظة وقوع الحوادث، وأن بعض وكالات الأنباء الأخرى تفعل الشيء ذاته. ولذلك عليك إرسال رسائل البريد إلكتروني إلى محررين من وكالات كبيرة وأعلمهم أنك على استعداد لتغطية الأخبار العاجلة إذا لزم الأمر، وهذه طريقة رائعة للانطلاق في هذا المجال واثبات قدرتك على التعامل مع الضغط.
من خلال العمل مراسلا مستقلا، ستحظى بفرصة العمل على جميع أنواع المهام المختلفة سواء كانت الأخبار العاجلة أو تغطية الحدث أو مهمة متعمقة تتطلب إجراء مقابلات متعددة
كيفية تغطية الأخبار العاجلة
بعد أن توصلنا إلى تحديد مدى فائدة تغطية الأخبار العاجلة خلال أولى مسيرتك نحو أول وظيفة مراسل بدوام كامل، أريد تقديم بعض النصائح حول كيفية إنجاز مثل هذا النوع من التقارير لأنها قد تكون مهمّة صعبة. من خلال العمل مراسلا مستقلا، ستحظى بفرصة العمل على جميع أنواع المهام المختلفة سواء كانت الأخبار العاجلة أو تغطية الحدث أو مهمة متعمقة تتطلب إجراء مقابلات متعددة.
في حين أن المهام الأخيرة تمنحك الوقت الذي تحتاجه، والتوجيهات الضروريّة من رئيس التحرير المشرف عليك وإمكانيّة إجراء البحوث، فإن الأخبار العاجلة هي بمثابة حيوان متوحّش يجدر بك التعامل معه. وعند حلول خبر عاجل، لن تحظى على الأغلب بما يكفي من التعليمات أو التوجيهات لأن المحرر المشرف عليك لن يكون على علم بشيء مثلك تمامًا. وبالتالي سيكون المشهد فوضويًا ومن المرجّح أنك ستصاب بالتوتر.
ما إن توكّل لك مهمّة تغطية أخبار عاجلة، عليك حمل هاتفك ومفكرتك وثلاثة أقلام على الأقل والوصول إلى الموقع في أقرب وقت ممكن
ما إن توكّل لك مهمّة تغطية أخبار عاجلة، عليك حمل هاتفك ومفكرتك وثلاثة أقلام على الأقل والوصول إلى الموقع في أقرب وقت ممكن. قد ترغب أيضًا في جلب حاسوبك المحمول حتى تتمكن من الجلوس في أحد المقاهي وكتابة القصة مباشرة بعد ذلك.
علاوة على ذلك، إذا كنت نشطًا على وسائل التواصل الاجتماعي، فهذا الوقت المناسب لنشر صورة على التويتر والإبلاغ عن الحادث. قد يكون من الصعب تحقيق التوازن في جميع المجالات، ولكن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تشكّل جزء كبير من التغطية الإخبارية العاجلة في المشهد الإعلامي اليوم.
في مرحلة تالية، سترغب في جمع بعض التفاصيل والأقوال. وعند العودة إلى مثال الحريق، عليك إيجاد الشخص المشرف على مكان الحادث، والذي سيكون رئيس فريق الإطفاء. وغالبًا ما يكون مسموحا لهذا الشخص بالتحدث إلى الصحافة.
في الواقع، لن تستطيع تحديد مكان رئيس فريق الإطفاء بسبب تواجد الكثير من الناس الذين يرتدون ملابس الإطفاء. وما أن تقترب من أحد الرجال أو تجد فرصة ما اسأله عن مكان رئيس مركز الإطفاء أو قائد الشرطة أو المسؤول عن المكان. ومن ثمّ انتظر حتى يكون ذلك الشخص متفرّغا لتتحدّث إليه، فأنت لا ترغب في ازعاجه خلال تأديته لعمله.
عندما تقترب في النهاية من الشخص المنشود، احرص على تقديم نفسك، وأخبره عن التقرير التي تكتبه بكلّ أدب وأسأله ما إن كان لديهم دقيقة للحديث معك. علاوة على ذلك، من الضروري أن تخبر ذلك الشخص أنك ستسجّل أقواله وتنشرها في الأخبار المطبوعة أو المنشورة على الإنترنت، فأنت لا ترغب أبدًا في تضليل أي شخص في ما يتعلّق بالتحدث إلى الصحافة. وفي حال حظيت بموافقة هذا المتحدّث، فهذه هي فرصتك. لن يكون لديك متّسع من الوقت، لذلك حاول طرح أكبر عدد ممكن من الأسئلة وأهمّها : من وماذا ولماذا ومتى وكيف.
من المحتمل أن يخاطبك المسؤول بنسق سريع، لذلك قد يكون من الأفضل لك توثيق تعليقاته في تسجيل صوتي. سيساعدك ذلك أيضًا على تخفيف الضغط عنك أثناء محاولة تدوين جميع الملاحظات بدقة
وبالعودة إلى مثال الحريق، هذه هي الأسئلة التي قد ترغب في طرحها على الفور:
– هل هناك إصابات؟ أين هي الأسرة المتضرّرة أو الشخص المتضرّر من الحريق؟
– متى اندلع الحريق؟ ومتى وقع إخماده؟
– ما مدى حجم الحريق؟ كم عدد أجهزة الإنذار؟ كم عدد الشاحنات الضروريّة لإخماده؟
– هل لديك أي فكرة عن سبب اندلاع الحريق في الوقت الحالي؟
– هل نجحتم في احتواء الحادث؟
من المحتمل أن يخاطبك المسؤول بنسق سريع، لذلك قد يكون من الأفضل لك توثيق تعليقاته في تسجيل صوتي. سيساعدك ذلك أيضًا على تخفيف الضغط عنك أثناء محاولة تدوين جميع الملاحظات بدقة، كما سيسمح لك ذلك بطرح أسئلة أفضل وأكثر دقّة. وكقاعدة عامة، عليك أن تحاول دائما جمع معلومات أكثر مما تحتاجه في الواقع. لذلك اطرح المزيد من الأسئلة، ودوّن المزيد من التعليقات، وسجل العديد من الملاحظات الصوتيّة والتقط صورا كثيرة تتجاوز عدد الصور التي ستنشرها في المقالة. وبهذه الطريقة لن تخاطر بنسيان أي معلومة وستكون قادرًا على الإجابة عن أي أسئلة قد يطرحها المحررون فيما يتعلّق بالمسودة الأولى.
تعدّ تغطية الأخبار العاجلة مجالا صعبًا للغاية، ولكنه يساعدك على التميّز بين الآخرين بشكل هائل
في النهاية، تعدّ تغطية الأخبار العاجلة مجالا صعبًا للغاية، ولكنه يساعدك على التميّز بين الآخرين بشكل هائل. ونظرا لأن هذه القصص تنتشر في لمح البصر، فإن ذلك سيساعد على دعم سيرتك الذاتية. تستطيع هذه القصص مساعدتك على كسب ثقة إحدى مؤسّسات الأخبار، التي قد تلقي نظرة على تجربتك هذه ما إن تتوفّر لديهم وظيفة مراسل بدوام كامل.
الخلاصة:
كما هو الحال مع أي مهنة تستحق القيام بها، لا يعتبر اقتحام مجال الصحافة سهلا. وبمجرد حصولك على وظيفتك الأولى، يمكنك أن تتوقع الحصول على راتب متدني والعمل لساعات طوال وامتلاك موارد قليلة والاضطرار للاستماع إلى تذمر الكثيرين حول كيفية وفاة الصناعة. وفي المقابل، تعتبر هذه المهمة مجزية بحق لأنها تتيح لك إمكانية إحداث تغيير وبناء عدد من المهارات الرائعة التي ستساعدك على الانتقال إلى عدد من المهن الأخرى.
في البداية، احصل لنفسك على بعض العينات وباشر كتابة الأخبار، ثم انظر إلى العينات التي كتبتها كمبتدأ وابحث عن فكرة فريدة من نوعها وحاول الوصول إلى أكبر ناشر ممكن واحصل لنفسك على تدريب لكتابة الأخبار العاجلة.
لا يعتبر كلامي من باب المزاح، فبعد خمس سنوات أشعر أن لدي المهارات وأخلاقيات العمل لتحقيق النجاح في معظم المجالات. وأنا أعتقد أيضا أن وسائل التواصل الاجتماعي وجميع منصات النشر المتاحة توفر وسيلة جيدة يمكن اعتمادها لبدء الكتابة وتعلم أساسيات إعداد التقارير. ولعل مفتاح النجاح هو اتخاذ خطوات تدريجية واستيعاب حقيقة أنك لن تكتب لقناة سي إن إن أو صحيفة بوليتيكو على الفور.
في البداية، احصل لنفسك على بعض العينات وباشر كتابة الأخبار، ثم انظر إلى العينات التي كتبتها كمبتدئ وابحث عن فكرة فريدة من نوعها وحاول الوصول إلى أكبر ناشر ممكن واحصل لنفسك على تدريب لكتابة الأخبار العاجلة. ومع القليل من الحظ وامتلاك عقلية إيجابية قائمة على الاستعداد للقيام بأي مهمة، ستجد نفسك في وظيفة بدوام كامل خلال بضعة أشهر فقط بدلا من سنوات.
من المرجح أن العمل كصحفي بدوام كامل من أصعب الوظائف في حياتك المهنية، لكنما حالما تمكنت من الظفر بهذا المنصب، سيصبح كل شيء أسهل.
المصدر: ميديوم