ألقى رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا كلمة خلال اجتماع لأعضاء حزب العدالة والتنمية التركي تحدث فيها عن آخر التطورات في الساحتين التركية والمصرية والمواقف والتحركات الدولية المرتبطة بهما.
وبدأ أردوغان كلمته بتذكير الحاضرين بتاريخ حزبه وتاريخ التيار الذي ينتمي إليه مؤكدا على ضرورة التمسك بالعمق التاريخ للحزب وللرسالة التي يحملها الحزب مشيرا إلى أن “عمر رسالة حزب الحرية والعدالة ليس 12 عاماً، بل هي قديمة ومتجذّرة، وتمتد بعيداً لآلاف السنين”، وأضاف “حزب العدالة والتنمية يستمد قوته من التاريخ المتجذر، شأنه في ذلك شأن تركيا كلها، التي تكتسب قوتها من تاريخها العريق”.
وتحدث أردوغان عن تحركات المعارضة التركية عامة وحزب الشعب الجمهوري خاصة ووصفها باللاديمقراطية وبالباحثة عن الفوضى قائلا أن تركيا تواجه الآن “منطقاً جديداً يعمل البعض على ترويجه، ألا وهو أن الديمقراطية ليست عبارة عن صناديق الاقتراع، وهذا ما يريدون من خلاله نشر الفوضى، وهدم الإرادة الشعبية”، وذكّر أردوغان بالأحداث التي عاشتها تركيا قبل أكثر من شهر وسمية ب”أحداث غيزي” قائلا بأن حكومته حققت “نقلة نوعية على طريق الديمقراطية، وعلينا أن نعطي درساً للعالم في كيفية تطبيق الديمقراطية، وهذا ما فعلناه أثناء أحداث غيزي”.
وعن مصر بدأ أردوغان حديثه باتهام قوى دولية مدعومة بوسائل إعلام ضخمة ولوبيات متنفذة بالوقوف خلف الانقلاب العسكري الذي عاشته مصر، مؤكدا أن تركيا تمتلك “وثائق تثبت وقوف اسرائيل وراء الانقلاب في مصر”، مشيرا إلى أن تركيا ستعمل ما بوسعها لكشف الذين يقفون خلف الانقلاب.
كما اتهم أردوغان السلطات الانقلابية في مصر بالتعدي على الصحفيين وعدم احترام حرية الرأي وعدم احترام العمل الصحفي، قائلا بأن “مراسل قناة “تي أر تي” التركية معتقل في مصر، ومراسل وكالة الأناضول للأنباء اعتقل ثم أفرج عنه، كما قتل العديد من الصحفيين، واعتقلوا على يد” من أسماهم ب”الانقلابيين الديكتاتوريين في مصر”.
ووصف أردوغان المواقف الدولية مما يحدث في المصر بالمخزية، حيث رأى أنه من المخزي أن “لا يعترف الغرب بأن ما حدث في مصر هو إنقلاب عسكري، خاصة وأن الانقلاب كان دموياً”، قبل أن يعود ويفسر الموقف الغربي بأنه موقف معهود ومشابه للموقف الغربي الصامت إيزاء ما يحدث في سوريا: “شهدت سوريا مقتل أكثر من 100 ألف شخص، وعدد اللاجئين تجاوز الملايين، فأين الغرب مما يحدث”.
كما لمح أردوغان دون أن يصرح إلى كلام وزير خارجية السعودية سعود الفيصل وعدد من قيادات دول خليجية داعمة للسلطة الانقلابية في مصر وتعهدها بتعويض أي مساعدات تقوم دول غربية بقطعها وتخصيصها لأكثر من 5 مليار دولار في شكل مساعدات طارئة للسلطة الانقلابية في مصر، قائلا أن “العديد من بقاع العالم الإسلامي تحتاج إلى الزكاة بسبب الظروف الاقتصادية التي تعيشها الشعوب الإسلامية، في الوقت الذي نرى فيه بعض الدول العربية تغدق الدعم لأنظمة ديكتاتورية”.
وفي ختام كلامه عن مصر، أكد أردوغان أن تركيا “لم ولن تقبل الإنقلاب العسكري الذي جرى في مصر” مفسرا موقف بلاده الرافض لهذا الانقلاب بأن تركيا في حال قبولها بالانقلاب العسكري الذي جرى في مصر، فإنها لن تستطيع الحديث عن أي انقلاب آخر يحدث في دول أخرى قد يطال تركيا من جرائه ضرر مباشر أو غير مباشر.