خلال الأسبوع الماضي، بادلت إدارة أوباما خمسة معتقلين لحركة طالبان في غوانتانامو بالرقيب في الجيش الأمريكي “بوي بيرغدال” أسير الحرب الأمريكي الوحيد لدى طالبان.
تحديث: فيديو لعملية تسليم الجندي الأمريكي، نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية
لكن ردات الفعل كانت شديدة العنف والسرعة، خاصة من زملاء الجندي البالغ من العمر 29 عامًا.
في 30 يونيو 2009، يقول زملاء بيرغدال إنه خرج من موقعه في شرق أفغانستان، لكنه حين خرج كان يحمل كاميرته الرقمية، ومذكراته، وسكين وبعض الماء! تم القبض عليه على الفور، وبحث عنه كثيرون مما أدى لأن قُتل جنود أمريكيون بسبب ذلك، لقد فقدت كتيبته بسبب اختفائه ستة قتلى خلال ثلاثة أسابيع.
كانت هناك مؤشرات أن بيرغدال من الممكن أن يترك فرقته، قال لأحد زملائه ذات يوم إنه على استعداد أن يخرج للمشي في جبال باكستان.
يقول زملاؤه إنه بمجرد أن وصل إلى أفغانستان، كان يقضي من الوقت مع الأفغان أكثر مما يقضي مع كتيبته، وفي رسالة بعث بها إلى والديه، أعرب الجندي عن خيبة أمله من الحرب العبثية التي تخوضها بلاده، لكن على الرغم من ذلك قال أحد مسئولي إدارة أوباما في تصريح له “نحن لا نهتم لأي سبب خرج، ما يهمنا أنه جندي أمريكي مختطف وأننا سنعيده”!
وبعد أن عاد بيرغدال إلى منزله، بدأ الكثير من زملائه في التنفيس عن غضبهم.
قال أحدهم في تصريح لسي إن إن إنه “خرج وحده!، ولا يعلم أحد ما إذا كان خائنًا أو منشقًا أو تم اختطافه! ما نعرفه أنه كان هناك لحمايتنا لكنه خان الولايات المتحدة وذهب لتنفيذ مشروعه الشخصي”!، وقال رقيب سابق في كتيبته في تصريح آخر “لا أفهم كيف يمكننا مبادلة سجناء في غوانتانامو بجندي هجر الجيش في زمن الحرب، إنه جُرم يرقى للخيانة”.
وكتب جندي آخر كان في أفغانستان عندما كان الأمريكيون يبحثون عن بيرغدال، على مدونته يقول “الأخبار عن مبادلة خمسة من معتقلي غوانتانامو بذلك الطفل تصيبني بالغثيان، إن حقاني لم يكن يتوقع أن يحصل على أي من المعتقلين، فضلاً عن خمسة من أخطر المعتقلين لدينا، لقد سقط المفاوضون الأمريكيون في خدعة التهديد بقتل الطفل”.
وتابع الرجل “الصفقة التي نتجت عن الاتفاق صفعة في وجه كل أمريكي كان حيًا أو ميتًا، إن بوي بيرغدال خائن، لقد غادر موقعه طواعية للذهاب في نزهة في جبال أفغانستان، وفي نهاية المطاف اعتنق الإسلام وانضم لطالبان!! لقد كلفنا حياة جنود أمريكيين كانوا مكلفين بالعثور عليه”.
يُذكرأن زعيم حركة طالبان “الملا محمد عمر” كان قد أصدر بيانًا أمس، في ظهور نادر له، أشاد فيه بصفقة تبادل خمسة من المعتقلين الأفغان في غوانتانامو مقابل العسكري الأمريكي المختطف لدى طالبان، ووصف الصفقة بأنها “نصر عظيم”.
وبعد ساعات من إعلان الرئيس “باراك أوباما” مساء السبت هذا الاتفاق شن الجمهوريون حملة عنيفة على الإدارة الديموقراطية الحاكمة في البيت الأبيض المتهمة بأنها “تعاملت مع إرهابيين”.
ودافع وزير الدفاع الأمريكي “تشاك هيغل” عن صفقة التبادل وسط انتقادات لها بأن الكونغرس لم يعط إشعارًا قبل 30 يومًا من إطلاق سراح المعتقلين.
وبينما يُرجى أن تحدث عملية تبادل الأسرى تحولًا كبيرًا في مسار المفاوضات مع طالبان، أكد وزير الدفاع الأمريكي على أن الأولوية القصوى كانت لاستعادة الرقيب برغدال.
وقال والدا الرقيب الأمريكي، روبرت وجاني برغدال، إن “شعورًا بالسعادة والارتياح ينتابنا بعد سماع الأنباء عن ابننا”. وأضافا أنه يعاني من صعوبة في التحدث بالإنجليزية نظرًا لطول فترة احتجازه.
وأضاف أوباما أنه حصل على ضمانات أمنية من قطر، التي توسطت من أجل إتمام الصفقة التي أطلق في إطارها سراح خمسة من عناصر طالبان، وهي الصفقة التي وصفها الرئيس الأمريكي بأنها سوف “تشير إلى أن إجراءات حماية الأمن القومي موضوعة محل التنفيذ”.
وبموجب الصفقة، لن يغادر الأسرى الأفغانيون الخمسة المفرج عنهم الأراضي القطرية لمدة عام على الأقل.
يقول قادة طالبان إن الجندي تم تسليمه بالقرب من خوست بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية في مساء الجمعة 31 من مايو/ أيار المنصرم.
ووصل فريق يضم عشرات من القوات الأمريكية الخاصة على متن طائرة مروحية، وقابل لوقت قصير نحو 18 من مقاتلي طالبان على الأرض.
وبمجرد أن حلقت الطائرة في الجو كتب برغدال حرفي SF وهما اختصار لاسم القوات الخاصة على طبق مصنوع من ورق، وانهار باكيًا حينما رد عليه زملاؤه الجنود: “نعم لقد كنا نبحث عنك منذ وقت طويل”.
وسافر برغدال جوًا إلى مركز طبي عسكري أمريكي في ألمانيا، حيث سيتلقى العلاج ويبدأ في عملية إعادة الاندماج، والاتصال بعائلته عبر الهاتف ومكالمات الفيديو قبل عودته إلى الولايات المتحدة.
وكان الجندي وهو من مدينة هايلي بولاية أيداهو يخدم في فرقة مشاة في إقليم باكتيكا بالقرب من الحدود مع باكستان، وفقد في 30 يونيو/ حزيران عام 2009 بعد أشهر من انضمامه للقوات الأمريكية في أفغانستان.