مر أكثر من نصف العام 2019 بشكل سريع للغاية، طالعنا فيه قراءات متنوعة؛ وبين الكتب السيئة والجيدة، أقبل الناس على كتب أكثر من أخرى فظهرت قائمة جديدة من الكتب الأكثر مبيعًا وانتشارًا، التي تهافت القراء على شرائها وضمها إلى مكتباتهم. بين روايات ومذكرات وقصص قصيرة ومقالات، نستعرض في هذا التقرير قائمة الكتب الأجنبية الأكثر مبيعًا حتى الآن.
كل الحيوات التي حييناها: البحث عن العزاء في فيرجينيا وولف، لـ “كاثرين سميث”
“كاثرين سميث” Katharine Smyth كاتبة أمريكية تقيم في بروكلين، بنيويورك. بعد تخرجها من كلية الحقوق بجامعة براون عملت كمساعدة تحرير وباحثة في مجلة “باريس ريفيو” Paris Review ثم بدأت التدريس في جامعة كولومبيا؛ حيث حصلت على شهادة الماجستير في الأدب، ثم حصلت على منحة Dean الخاصة بالدراسات العليا. وفي عام ٢٠١٤ اختير مقالها “صلاة” ليكون مقالًا بارزًا بين أفضل المقالات الأمريكية لعام ٢٠١٤.
في كتاب “سميث” الأول All the Lives We Ever Lived: Seeking Solace in Virginia Woolf أو “كل الحيوات التي حييناها: البحث عن العزاء في فيرجينيا وولف” تمتزج المؤلفة الشابة بين مشاعرها ومشاعر فيرجينيا وولف الحزينة، ذلك الحزن الذي دفعها في كتابها “إلى الفنار”، وقد دمجت “سميث” ببراعة بين صورة مؤثرة لوفاة والدها، وبين عثورها على المواساة في كلمات “وولف”.
بشكل تمكنت “سميث” من اكتساب الحكمة من كاتبتها المفضلة “إلى الفنار”، فهي تحترمها، وتسرد القصتين المتداخلتين بشكل بليغ، وعاطفي، ومتماسك أيضًا.. إنه كتاب عن الأسرة، والخسارة، والعودة إلى الوطن.
لكن “وولف” ليست محور الكتاب، هي مجرد جزء، أما الأجزاء الخاصة بحياة “سميث” فقد قدمت لنا تجربة حقيقية ومؤثرة وناضجة.
“خادمة: كادحة، راتبها قليل، وأم سوف تنجو” لـ “ستيفاني لاند”
“ستيفاني لاند” Stephanie Land كاتبة أمريكية، دائمًا ما تكتب عن الفقر في الولايات المتحدة، نشأت “لاند” في ألاسكا، لأسرة من الطبقة المتوسطة، تعرضت لحادث سيارة مروع في سن السادسة عشر، مما أدى لإصابتها باضطراب ما بعد الصدمة، والذي تفاقم في وقت لاحق بسبب صراعاتها المالية. انتقلت بعد ذلك إلى “بورت تاونسيند” بالعاصمة “واشنطن”، حيث أنجبت طفلها الأول وأصبحت أمًا عزباء، وتنقلت في وظائف عديدة خاصة بالخدمة لدعم أسرتها.
تتحدث “ستيفاني” في كتابها “خادمة: كادحة، راتبها قليل، وأم سوف تنجو” Maid: Hard Work, Low Pay, and a Mother’s Will to Survive عن نشأتها، وتخطيطها دائمًا للهروب من مسقط رأسها كي تصبح كاتبة، ولكن بسبب حملها غير المتوقع علقت أحلامها، وأصبحت مدبرة منزل، عاشت في بعض الأحيان في سكن حكومي لتغطية نفقاتها. لكن طوال الوقت استمرت في تلقي الدروس عبر الإنترنت في الكليات، وداومت على كتابة القصص القصيرة عن الأشخاص المحيطين بها مثل الأمريكيين من الطبقة العاملة. مذكرات “لاند” التي صدرت هذا العام تحيي بداخل كل أم الروح القتالية للتعلم والنجاح، كذلك تلقي بنظرة على الفقر في الولايات المتحدة الأمريكية.
“نساء يتحدثن” لـ “ميريام تويز”
“ميريام تويز” Miriam Toews كاتبة كندية، اشتهرت بروايتيها: “رقة معقدة” A Complicated Kindness، و “كل أحزاني الصغيرة” All My Puny Sorrows.
فازت بالعديد من الجوائز الأدبية مثل جائزة Governor عن فرع الأدب، وجائزة “The Writers’ Trust Engel/Findley Award” عن مجمل أعمالها.
وصلت مرتين إلى القائمة القصيرة في جائزة “Scotiabank Giller Prize”، وفازت مرتين أيضًا بجائزة “Rogers Writers’ Trust Fiction Prize”.
“نساء يتحدثن” Women Talking هو كتاب عن نساء في مستعمرة مينوناتية، وهي طائفة مسيحية أو جالية منبثقة من الحركة المسيحية الإصلاحية التي تُدعى “تجديد العماد”، وقد نشأت في أيام حكم الإمبراطورية الرومانية.
ويعيش أغلبهم حياة محافظة تقية بعيدًا عن العالم، يستخدمون الوسائل القديمة في إدارة شؤونهم.
الكتاب مأخوذ عن أحداث حقيقية ألهمت الكاتبة بالكتاب؛ ففي عام ٢٠٠٩ تم اكتشاف نساء في مستعمرة ميوناتية في “بوليفيا”، وكان قد تم تخديرهن وانتهاكهن في منتصف الليل على يد رجال في مجتمعهن.
لا ترتكز رواية “ميريام” على هول الرعب الناتج عن تلك الجرائم بقدر ما تركز على آثارها عليهن، وصراعهن أمام الإيمان والعدالة والخيانة والوفاء.
نساء أميات، لا يملكون أي معرفة بالخارج، يبقين وحدهن، ولا يمكنهن التحدث بلغة الدولة التي يعشن فيها، وأمامهن خيار واحد: هل يجب أن يبقوا في العالم الوحيد الذين عرفوه؟ أم عليهن التجرؤ على الفرار؟
“تمرين ثقة” لـ “سوزان تشوي”
ولدت “تشوي” في ولاية إنديانا لأب كوري وأم يهودية، درست الأدب في جامعة “ييل”، وتخرجت فيها عام ١٩٩٠، بعد حصولها على شهادة الدراسات العليا؛ عملت لحساب مجلة “The New Yorker” كمدققة للحقائق. وفي هذه الوظيفة التقت بـ”بيت ويلز” الرجل الذي تزوجته، وهو الآن ناقد طعام في “نيويورك تايمز”.
فازت “تشوي” بالعديد من الجوائز؛ فقد فازت روايتها الأولى “الطالب الأجنبي” الصادرة عام ١٩٩٨ بجائزة الأدب الأمريكي الأسيوي عن فرع الأدب Asian American Literary Award، وروايتها الثانية “المرأة الأمريكية” وصلت للتصفيات النهائية الخاصة بجائزة Pulitzer Prize for Fiction وغيرها من الجوائز.
من الصعب أن تكتب عن إحدى روايات “سوزان تشوي” Susan Choi دون إفساد سحرها الخاص.
تبدأ رواية Trust Exercise بسارة وديفيد، طفلان في المرحلة الثانوية تنشأ بينهما بداية علاقة حب، لكن هذا يتغير بسبب جاذبية أحد المعلمين. الرواية شيقة، ومحركة للخيال، لكنها أيضًا حقيقية للغاية، ومثيرة للكثير من التساؤلات.
نمر أسود، ذئب أحمر لـ مارلون جيمس
مارلون جيمس Marlon James كاتب من جامايكي، ولد في نوفمبر ١٩٧٠، وقد كتب أربعة روايات، وهي:
١- شيطان جون كرو “John Crow’s Devil”، وقد صدرت في عام ٢٠٠٥.
٢- كتاب نساء الليل “The Book of Night Women” والذي صدر في عام ٢٠٠٩.
٣- تاريخ موجز لسبع عمليات قتل “A Brief History of Seven Killings” ٢٠١٤.
٤- نمر أسود، ذئب أحمر “Black Leopard, Red Wolf” ٢٠١٩.
فاز “مارلون” بالعديد من الجوائز الأدبية، منها جائزة Man Booker Prize عام ٢٠١٥ عن كتابه “تاريخ موجز لسبع عمليات قتل”.
“نمر أسود، ذئب أحمر” Black Leopard, Red Wolf هي الرواية الأولى الصادرة من “ثلاثية النجمة الداكنة” Dark Star للكاتب “مارلون جيمس” Marlon James، والتي تنتمي إلى الأدب الفانتازي الملحمي.
تحكي الرواية عن أحد المرتزقة، تم استئجاره لإيجاد طفل مفقود. يُعرف “تراكر” بمهارته كصياد، يردد الناس دائمًا أنه “يملك الغريزة”. نظرًا لتعقبه صبيًّا اختفى منذ ثلاث سنوات؛ يضطر “تراكر” إلى كسر قانونه فيما يخص “العمل بمفرده”، ويجد نفسه جزءًا من مجموعة تبحث عن الصبي، تلك المجموعة مملوئة بشخصيات غير عادية، يملكون أسرارًا خاصة بهم، ومنهم رجل متحول يدعى “النمر”.
تلك كانت قائمة متنوعة خاصة بأكثر الكتب الأجنبية مبيعًا وانتشارًا حتى الآن في ٢٠١٩، انتظروا القوائم النهائية في نهاية العام.