ترجمة وتحرير: نون بوست
إن الصحفيين المسجونين بسبب عملهم في بلدان تمتد من الهند وتركيا وصولا إلى قيرغيزستان مدرجون في قائمة هذا الشهر للحالات التي تمثل أخطر التهديدات لحرية الصحافة العالمية. وتحدد القائمة، التي يتم تحديثها شهريًا بواسطة “تحالف الصحافة الحرة”، والتي أنشأتها عشرات المؤسسات الإخبارية، بما في ذلك مجلة تايم، بهدف الدفاع عن الصحفيين الذين يتعرضون للهجوم، الحالات العشر الأكثر إلحاحًا التي تهدد حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم.
في كانون الأول/ ديسمبر، صنفت مجلة تايم صحيفة الغارديان الأفضل لسنة 2018، وذلك تقديرا لجهود أربعة صحفيين والمؤسسة الإخبارية التي عملت في مواجهة “الحرب على الحقيقة”. ولا يزال أحد هؤلاء الصحفيين، جمال خاشقجي، على قمة آخر 10 حالات الأكثر إلحاحًا. وتضمّنت القائمة، في أعقاب تقرير خاص للأمم المتحدة، “أدلة موثوقة” تستوجب إجراء تحقيق أعمق حول ضلوع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان في مقتل خاشقجي في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2018. ووصف التقرير مقتل خاشقجي بأنه “مدروس ومتعمد”.
لا تزال إدارة ترامب تواجه العديد من الانتقادات بسبب محافظتها على علاقة وثيقة مع المملكة العربية السعودية على الرغم من استنتاجات مسؤولي المخابرات الأمريكية التي تشير إلى توجيه بن سلمان الأوامر لقتل خاشقجي. ففي الأسبوع الماضي، استخدم الرئيس دونالد ترامب حق النقض ضد قرارات الحزبين التي كانت ستوقف تدفق مليارات الدولارات من مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وفيما يلي قائمة بالصحفيين الذين ذكروا في التقرير الصادر في شهر آب/ أغسطس:
1. جمال خاشقجي (المملكة العربية السعودية): مواصلة المماطلة حتى بعد أن أشار تقرير جديد للأمم المتحدة إلى تورط ولي العهد السعودي في جريمة قتل الصحفي
بعد أشهر من مقتله، وعلى الرغم من النتائج التي توصلت إليها الأمم المتحدة ووكالة الاستخبارات المركزية والتي تشير إلى تورط ولي العهد السعودي، لم يتم إجراء تحقيق جنائي مستقل. لذلك، لم تُخف وتيرة الدعوات الموجهة إلى البيت الأبيض للكشف عن تقارير المخابرات، فضلا عن منحهم مهلة للرد على الكونغرس كما هو مطلوب بموجب قانون ماغنيتسكي الأمريكي.
2. أزوري جواندا (تنزانيا): زعم أحد المسؤولين التنزانيين أن الصحفي المفقود قد مات لكنه سرعان ما تراجع عن ذلك
فُقد الصحفي المستقل الذي يحقق في عمليات القتل الغامضة التي ترتكب في ريف تنزانيا، منذ 21 تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 2017، وفشلت الحكومة في إجراء تحقيق أو الكشف عما بحوزتها من معلومات. وفي العاشر من تموز/يوليو، قال وزير الخارجية التنزاني، بالاما جامبا كابودي، خلال إحدى المقابلات إن “جواندا اختفى وتوفي”، لكنه سرعان ما تراجع في ظل تنامي المناشدات التي طالبته بالتوضيح.
أزوري جواندا
3- خوان بارديناس (المكسيك): رئيس تحرير صحيفة مكسيكية تلقى تهديدات بالقتل لانتقاده الرئيس الجديد
أبلغت المنظمات الإعلامية والصحفيون المكسيكيون مؤخرا عن تنامي حدة التهديدات والمضايقات التي يتلقونها عبر الإنترنت بسبب التقارير التي انتقدت إدارة لوبيز أوبرادور. ومن جهته، تلقى خوان بارديناس، رئيس تحرير صحيفة “ريفورما” المكسيكية، وابلًا من المضايقات والتهديدات عبر الإنترنت بعد أن انتقد الرئيس، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الصحيفة في نيسان/ أبريل. وأكد أوبرادور علمه بالتهديدات التي يتعرض لها بارديناس، حيث أورد أن حكومته سبق وأن عرضت عليه تدابير وقائية.
4. بول شوتا (الكاميرون): منع الصحفي، الذي يقبع بين القضبان في سجن شديد الحراسة، من رؤية أسرته
قُبض على بول شوتا، المراسل عبر شبكة الإنترنت في الكاميرون في أيار/ مايو، ورفض طلبه بدفع كفالة واتُهم بالتشهير ونشر أخبار كاذبة. وقال رئيس التحرير الذي يعمل معه شوتا إنه يشتبه في أن القضية كانت انتقاما منه بسبب التقارير ذات الصبغة النقدية التي كان ينشرها. والجدير بالذكر أنه تم تأجيل قضيته حتى 13 آب/ أغسطس، حيث لا يزال يقبع داخل أروقة سجن شديد الحراسة.
5. أزيمجون عسكاروف (قيرغيزستان): أيدت المحكمة القرغيزية عقوبة السجن مدى الحياة ضد الصحفي لتوثيقه انتهاكات حقوق الإنسان
أمضى الصحفي الحائز على العديد من الجوائز، وهو من أصل أوزبكي، تسع سنوات في السجن بتهم ملفقة بسبب نشره تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان. وعلى الرغم من الإدانة الدولية المستمرة والدعوات لإطلاق سراحه، قضت محكمة قيرغيزية بسجنه مدى الحياة في ضوء تشريع جديد يؤيد عقوبة السجن المؤبد في 30 تموز/ يوليو.
6. عائشة ناظلي إليجاك (تركيا): تواجه الصحفية التركية عقوبة الحبس 30 عامًا في الحبس الانفرادي
اعتُقلت عائشة ناظلي إليجاك المعلّقة في جريدة المعارضة “أوزجور دوشنس” و”جان إرزينجان تي في”، سنة 2016 وحُكم عليها بالسجن مدى الحياة في شباط/ فبراير سنة 2018 دون الإفراج المشروط لمحاولتها إسقاط الدستور من خلال تقاريرها. وفي محاكمة منفصلة جدّت في كانون الثاني/ يناير، حُكم عليها بالسجن لمدة خمس سنوات إضافية بتهمة كشف أسرار الدولة. وفي تركيا، التي كانت تعتبر من بين أكثر الدول حُكما على الصحفيين على مدار ثلاث سنوات متتالية، تساوي عقوبة السجن المؤبد دون الإفراج المشروط 30 عامًا في الحبس الانفرادي، مع زيارات محدودة.
7. مرضية أميري (إيران): الصحفية المسجونة حرمت من الرعاية الصحية بعد تغطيتها لمظاهرات عيد العمال
ألقت السلطات الإيرانية القبض على مرضية أميري، مراسلة تعنى بالمواضيع الاقتصادية في صحيفة “شرق” التي تتخذ من طهران مقرا لها، أثناء تغطيتها للمظاهرات التي تزامنت مع عيد العمال. ومنذ ذلك الحين، كان اتصالها بعائلتها محدودا. ومن جهتها، اتهمت السلطات أميري بارتكاب جرائم ضد الأمن القومي دون تقديم المزيد من التفاصيل.
8. جونز أبيري (نيجيريا): إعادة اعتقال الصحفي بتهمة الإرهاب وارتكاب جرائم إلكترونية
يقبع جونز أبيري، الناشر ورئيس تحرير مجلة “ويكلي سورس”، وراء القضبان بسبب تهم وجهت له بموجب قانون جرائم الإنترنت في نيجيريا، ومكافحة التخريب، وقانون منع الإرهاب، حول الجرائم التي يُزعم أنها ارتكبت سنة 2016. وعموما، وُجّهت إليه التهم نفسها مجددا التي أسقطت عنه، بعدما اعتُقل خلال الفترة الممتدة من سنة 2016 إلى سنة 2018، دون أن يتقي كلا من أهله ومحاميه.
جونز أبيري
9. آصف سلطان (الهند): سجن الصحفي لمدة سنة دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة لتغطية النزاع.
في 27 في آب/ أغسطس، ستصل مدة سجن آصف سلطان، مراسل صحفية “كشمير ناراتور”، إلى السنة. وفي الحقيقة، اعتُقل سلطان سنة 2018 قبل أن تُوجّه له بعد أشهر تهمة “التواطؤ في إيواء إرهابيين معروفين”. وعموما، استجوبت الشرطة سلطان مرارًا وتكرارًا وطُلب منه الكشف عن مصادره. وفي الوقت الراهن، لا يزال سلطان محرومًا من الإجراءات القانونية، مع مواصلة تأجيل جلسات الاستماع.
آسف سلطان
10. ترونج دوي نهات (فيتنام): مدون اختفى في تايلاند وهو الآن مسجون في فيتنام.
في كانون الثاني/ يناير، اختفى ترونج دوي نهات، الصحفي الفيتنامي في إذاعة “آسيا الحرة”، في بانكوك، تايلاند، حيث ذهب لتقديم طلب لجوء. وفي آذار/ مارس، علمت ابنته أنه سُجن في مركز احتجاز هانوي دون أن تُوجّه أي تهمة. والجدير بالذكر أنه سبق أن حكم على نهات بالسجن سنة 2013 لمدة سنة بسبب تقريره التي انتقد فيه الحكومة.
المصدر: تايم