في ظل الانفتاح والتطور التكنولوجي للعصر الحديث انتشر مصطلح “العملات الرقمية”، الذي هو اختصارًا يعد مجموعة من العملات الافتراضية المشفرة أو رصيد مالي مسجل إلكترونيًا على إحدى البطاقات ذات القيمة المخزنة أو على جهاز آخر، التي يمكن تخزينها وتداولها إلكترونيًا باعتبارها قيمة مالية دون سندات ورقية أو أرقام مسلسلة مما يجعلها خارج الرقابة الحكومية وسلطة البنوك.
من أهم ما يميز التعامل بالعملات الرقمية المشفرة هو سهولة تداولها بكل أمان، فتشبه نظام المقايضة قديمًا أو تشبه تحويل الأموال من حساب بنكي لآخر دون مصاريف إدارية أو قيود مصرفية أو حتى حساب بنكي!
لن تحتاج للاستثمار إلا محفظة إلكترونية لحفظ العملات الرقمية المشفرة التى تمتلكها وستجنيها لتحويل وحفظ تلك العملات من خلال بنوك أو برامج إلكترونية.
ورغم اللامركزية وتعدد مزايا العملات الافتراضية فإن سوق العملات الرقمية متقلب، ولكن يمكنك من خلاله جني ثروة طائلة أو أرباح مرتفعة لا يمكن توقعها بفضل المزيد من المخاطرة المدروسة.
من خلال تجارب أثرياء ومحترفي تداول واستخدام العملات الرقمية، أشادوا بالعديد من أهم أسرار ومفاتيح جني ثروة طائلة من خلال التعامل بالعملات المشفرة
فمنذ بداية ظهور العملات الرقمية في 2009 إلى الآن أصبح لدينا ما يقرب من 1500 عملة افتراضية مشفرة يتم تداولها نظرًا للإقبال الشديد من مستخدميها مثل البيتكوين والإيثريوم والريبل وليتكوين وغيرها، حيث اعتمد الكثير في الآونة الأخيرة على استبدالها بالعملات الورقية في عمليات البيع والشراء والتعدين والتداول والتخزين، وهذا ما سنستعرضه لاحقًا في السطور القادمة.
ومن الجدير بالذكر، أن مستقبل العملات الرقمية واضح ومبهر، حيث استطاعت هذه التقنية تغيير مفهوم العملات في دول العالم بشكل جذري، وسلطت الضوء على أهم قادتها الذين حققوا ثورة في عالم البلوكتشين، ومن خلال تجارب أثرياء ومحترفي تداول واستخدام العملات الرقمية، فقد أشادوا بالعديد من أهم أسرار ومفاتيح جني ثروة طائلة من خلال التعامل بالعملات المشفرة.
التعدين
لعل من أهم الطرق الرائجة للاستفادة من العملات الرقمية بربحها وحمايتها من التقلبات الاقتصادية هو “التعدين”، ويتلخص مفهوم تعدين العملات الرقمية في قيام جهاز الحاسوب الخاص بك بحل المسائل الرياضية المعقدة جدًا من أجل الحصول على المزيد من العملات الرقمية، وهذا الأمر يتطلب جهاز حاسوب قوي ومناسب لمثل تلك العمليات المعقدة التي قد لا يتحملها جهازك العادي، فإذا لم يكن حاسوبك من النوع المتطور المزود بما يسمى (البطاقة الرسومية) – التي هي أساس التعدين بشرط أن تكون قوية العتاد، وتقوم بإنتاج وقياس (الهاش) المسؤول عن صنع العملة الرقمية – فقد يستغرق الأمر وقتًا طويلًا لحل المشكلات وقد تحتاج إلى مزود كهربائي ووحدات تبريد مكثفة.
تعتمد فكرة التعدين على أنه كلما ربحت المزيد من العملات الرقمية، تصبح المسائل الرياضية أكثر تعقيدًا، وانتبه! فهناك الكثير من الأشخاص حول العالم يحاولون التعدين بحل نفس المسائل الرياضية في الوقت نفسه الذي يقوم جهازك فيه بحلها، فكلما كان جهازك أبطأ كانت فرصتك في الربح أقل
وتقوم عملية التعدين على توثيق شتى عمليات تبادل العملات الرقمية وحفظها بالسجلات الرقمية للـ(Blockchain) أو بما يعرف بالسلسلات الكتلية، ويحتاج التعدين إلى مختصين يستطيعون فك الشفرة من خلال إجراء المسائل الحسابية كما ذكرنا، لتكون جائزته الكبرى هي توثيق وإدارة عملية التبادل بذاته.
وتعتمد فكرة التعدين على أنه كلما ربحت المزيد من العملات الرقمية، تصبح المسائل الرياضية أكثر تعقيدًا، وانتبه! فهناك الكثير من الأشخاص حول العالم يحاولون التعدين بحل نفس المسائل الرياضية في الوقت نفسه الذي يقوم جهازك فيه بحلها، فكلما كان جهازك أبطأ كانت فرصتك في الربح أقل، فقد يسبقك آخر بحل المسائل أولًا، لذلك تذكر أنك بحاجة إلى نظام حاسوبي متطور لتخطي الأمر.
الشراء والتداول
ينطوي تعريف تداول العملات الرقمية المشفرة على تبادل نوع من العملات الرقمية بغيرها بحيث يمكن بيعها وشراؤها، أو حتى استبدالها بالعملات الورقية في سوق العملات الرقمية بكل سهولة.
وخلال السنوات الأخيرة، لقت عمليات تبادل العملات المشفرة رواجها بشكل كبير، حيث تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 150 عملة مشفرة حاليًّا يتم تداولها والتعامل بها.
ولعل أهم ما يميز عملية تداول العملات الرقمية أنك لن تضطر إلى خسارة الكثير من الوقت والجهد والمعرفة المتعمقة في عالم الحوسبة، فيمكنك تداول العملات الرقمية للاستثمار وجني أرباح مجزية مثل الكثير من مستخدميه على مستوى العالم.
شراء العملات الرقمية من خلال منصات مركزية: ويعني شراء العملات المشفرة كالبيتكوين باستخدام العملات الورقية، والمقصود بالمركزية هنا إمكانية تخزين تلك العملات في البنوك المركزية المتعارف عليها
وللبدء بعملية تداول العملات الرقمية بطريقة مدروسة ومنطقية، فالعملات الرقمية كما ذكرنا متعددة، ولكل منها قيمتها وغرضها، فعلى سبيل المثال: استطاعت عملتي “الإيتريوم والبيتكوين” تحقيق مستويات عالية من الشعبية، ولكن تلك العملتين غير مضمونتين 100%، فسوق العملات الرقمية كحال سوق العملات الورقية في حالة تقلب مستمر ويجب توقع المكسب والخسارة، لذا يلزم أن تكون على دراية ووعي مع البحث في خلفية العملة التي تريد استثمارها، ولتداول العملة الرقمية هناك خطوتان أساسيتان:
شراء العملات الرقمية من خلال منصات مركزية: ويعني شراء العملات المشفرة كالبيتكوين باستخدام العملات الورقية، والمقصود بالمركزية هنا إمكانية تخزين تلك العملات في البنوك المركزية المتعارف عليها، وهناك العديد من الوسطاء الذين يمكنك شراء العملات منهم مقابل الدولار أو اليورو.
شراء العملات الرقمية من خلال منصات لا مركزية: وقد يمثل هذا النوع من التداول بعض المخاطر الأمنية المتعلقة بالقرصنة، فيتم من خلال شراء العملات الرقمية مقابل منصات لا مركزية عبر الإنترنت تقدم خدمة تبادل أصول العملات الرقمية مثل “Coinbase و Binance” وغيرهم، ولتجنب القرصنة يمكنك حماية محفظتك الشخصية بتأكيد الهوية واعتماد قوة الرقم السري.
التخزين
مع توهج ثورة العملات الرقمية في الآونة الأخيرة، أصبح الحديث عن كيفية استثمار واستخدام العملات الرقمية المشفرة سواء على مواقع التواصل الاجتماعي والتلفاز والراديو وغيرهم.
يعد تخزين العملات الرقمية الأسهل والأفضل للاستثمار في العملة الرقمية والاحتفاظ بها وبيعها عند ارتفاع سعرها
وكما ذكرنا لإجراء أي عملية تتعلق باستخدام العملات الرقمية لا بد من امتلاك محفظة رقمية سواء للتعدين أم للتخزين أم للشراء أم غيرهم من المعاملات، وتتعدد أنواع وأشكال المحافظ الرقمية أو الإلكترونية منها ما يوجد على الإنترنت ومنها ما يتم تنزيلها على هاتفك الذكي أو حاسوبك، وربما تكون محفظة نقدية أو ورقية أيضًا.
ويعد تخزين العملات الرقمية الأسهل والأفضل للاستثمار في العملة الرقمية والاحتفاظ بها وبيعها عند ارتفاع سعرها، ويتوقع الخبراء أنه خلال السنوات المقبلة سيزداد طلب واستخدام العملات الرقمية بشكل ملحوظ بحيث ستكون من أكثر طرق الدفع مما ينتج عنه تضاعف سعرها الحاليّ.
انتبه!
معركة استثمار وتداول العملات الرقمية تستحق أن تخوضها بجدارة، ولكن بالوعي والاطلاع التام على كل مستجدات سوق العملات المشفرة، فيمكنك أن تجني أرباحًا ممتازة خلال فترة زمنية قصيرة، ففرصة العملات الرقمية لا تُقارن بأي مشروع على أرض الواقع، حيث تمكن الكثير من الكبار والصغار على مستوى العالم من تحقيق مكاسب رائعة لن يتمكن غيرهم من الحصول عليها في الوظائف أو المشروعات التقليدية.
ولن تتمكن من اللحاق بهم إلا إذا انتبهت لعدة نقاط رئيسية في مجال الاستثمار في العملات الرقمية المشفرة.
نماذج لكبار مستثمري العملات الرقمية في العالم
فرانسيس سيلفا
الرئيس التنفيذي لشركة “Intergalaxy SA” التي تعد واحدة من أكبر شركات تطوير البرمجيات في سوق العملات الرقمية المشفرة رغم حداثتها.
استطاع سيلفا تحصيل ثروة هائلة عن طريق نهج بعض الطرق الربحية في مجال العملات الرقمية كالتداول والاستثمار والتخزين، حتى أصبح من كبار محاضري تقنية البلوكتشين وسوق العملات الرقمية في كثير من دول العالم ليروي قصة نجاحه وأشهر الطرق التي مكنته من تحقيق ثروته.
كينغلسي أدفاني (أصغر مليونير مستثمر في سوق العملات الرقمية المشفرة)
في سن الرابعة والعشرين من عمره، يصف أدفاني نفسه بمليونير العملات الرقمية، حيث استثمر نحو 34.000 دولار في العملات الرقمية مثل “البيتكوين”، وخلال ستة أشهر أصبح مليونيرًا يجوب العالم في 2018 باعتباره واحدًا من كبار المستثمرين والملاك لعملة البيتكوين وبعض العملات المشفرة، وذلك بعدما تخلى عن مهنته في 2017 وقرر بيع جميع ممتلكاته كالحاسوب وحتى سماعات الرأس وسحب جميع ممتلكاته من الحساب البنكي الخاص به للاستثمار في سوق العملات الرقمية.
لم يتمكن أدفاني من تحقيق ذلك إلا من خلال مخالفة المسيرة التقليدية التي ينتهجها الكثير من الشباب بالبحث وتسلق السلم الوظيفي، وقام بالتجول والسفر بين لندن ونيويورك للاطلاع على عدة أشكال من تقنيات التشفير وتكنولوجيا البلوكتشين.
خالد صالح
الشاب العربي ذو الـ27 عامًا الذي استطاع تحصيل ما يقرب من 35.000 درهم شهريًا من خلال الاستثمار والتداول في سوق العملات الرقمية المشفرة.
ناضل خالد في بداية حياته في سبيل الحصول على وظيفة، ولكن سرعان ما فقدها بعد العثور عليها، واستمر لمدة عام كامل دون عمل أو دخل حتى قرر البحث على الإنترنت عن ربح وكسب المال من خلال الإنترنت. لم يكن خالد يؤمن بجدية التعاملات المالية عبر الإنترنت حتى قرر أن يغامر بالبحث من خلال عدة قنوات على اليوتيوب والبحث المكثف عن شتى الطرق لكسب المال الإضافي بأي طريقة، ولكن القدر فتح له أبواب استثمار العملة الرقمية، وبدأ بالبحث عن آلية الاستثمار وماهية العملات المشفرة، وسرعان ما اكتشف سهولة التعامل بالعملات المشفرة وبالمزيد من المثابرة والممارسة استطاع جني أرباح ممتازة تحولت إلى حساب حقيقي وعمل يغنيه عن البحث عن وظيفة بما يقدر بنحو 35.000 درهم شهريًا.
والآن كيف تبدأ فورًا في عالم الربح من العملات الرقمية؟
أولًا، اعتمد على نفسك:
عالم العملات الرقمية مليء بالوحوش والأسود المفترسة، فإن لم تكن على دراية كافية على الأقل بأساسيات وأوليات العملات الرقمية فلن تلحق بركب سوق العملات المشفرة، ولذلك انتبه لعدة نقاط رئيسية:
اعتمد على نفسك واستثمر وقتك في التعلم: لا يمكنك الربح من استثمار العملة الرقمية عن طريق الحظ، فلا بد أن يكون لك خطوات مدروسة ومحكمة ولن يتحقق ذلك إلا إذا تعرفت على خصائص العملات الرقمية وأنواعها وخصائص السوق والشركات التي تعتمد تداول العملات المشفرة، ولذلك يجب أن تتنوع مصادرك وأن تطلع دائمًا على المزيد من الأخبار المتعلقة بتقلبات السوق وكل ما هو جديد في عالم العملات الرقمية. وننصحك بزيارة موقع Coin Market Cap أو Taklimakan للتعرف على كل ما يخص العملات الرقمية.
لا تستثمر مبالغ كبيرة فاحتمال الخسارة متوقع، فقد تمتلك المزيد من القدرات العقلية والحماسة للمزيد من الاستثمار والمغامرة ولكن النهج الخاطئ قد يعرضك للفشل من الوهلة الأولى
“لا تضع البيض كله في سلة واحدة”، أجل، كعمليات الاستثمار التقليدي لا ننصح أبدًا بتداول كل ما تملك من عملات دفعة واحدة لتجنب الخسارة بأكبر قدر ممكن، فكما ذكرنا أن سوق العملات متقلب.
قم بدراسة احتمالات السوق لتجنب خطر هبوط وصعود قيمة العملات المشفرة قبل شرائها وتداولها، فلا تغتر بانخفاض قيمة العملة عند شرائها على أمل بيعها واستثمارها في المستقبل بسعر أعلى، فليس هناك ضامن لارتفاعها مرة أخرى، لذلك يجب أن تدرس شتى أنواع العملات ومتابعة كل المقالات والأخبار وتحليل البيانات والاستفادة من خبرات كبيري مستثمري العملات الرقمية في العالم.
فلا تستثمر مبالغ كبيرة فاحتمال الخسارة متوقع، فقد تمتلك المزيد من القدرات العقلية والحماسة للمزيد من الاستثمار والمغامرة ولكن النهج الخاطئ قد يعرضك للفشل من الوهلة الأولى.
وهنا يأتي دور البحث المفصل، فلا بد أن تكون على دراية بمستقبل سعر العملة التي تعمل على تداولها واستثمارها، حتى وإن كانت العملة قد تبدو مربحة، فلا تنس أن سوق العملات الرقمية متقلب ولذلك ننصح باستثمار مبالغ قليلة كونك مبتدئًا.
ثانيًا، ضع قدمك على خط البداية:
بعد تعلم المزيد عن سوق العملات الرقمية وكيفية الاستثمار، عليك أن تخطو أولى خطواتك بالانضمام إلى أي منصة موثوقة ولتكن منصة “بينانس” العملاقة المتخصصة في مجال استثمار العملات المشفرة، فتمتاز هذه المنصة بشهرتها الواسعة بين كبار المستثمرين لتداول أشهر أنواع العملات كالبيتكوين والإيثريوم وغيرهم، قم بالتسجيل من هنا وتابع الخطوات الكاملة للانضمام.
ثالثًا، قم بشراء العملات لتداولها على المنصة:
تحتاج إلى شراء العملة التي تود الاستثمار بها بعد اختيارها من الموقع، وذلك من خلال البطاقات البنكية أو الماستر كارد أو شحن حساب باي بال، أو حتى من خلال حوالات بنكية فهناك عدة وسائل متاحة داخل الموقع، ومن ثم شراء وإنشاء محفظة إلكترونية لحفظ العملات بها وتداولها بكل سهولة سواء للهاتف الذكي أو لاستخدامها على جهاز مكتبي، ويمكنك شراء محفظتك من أحد المواقع الشهيرة مثل Blockchain.info أو Xapo وغيرهم.
رابعًا، احذر القرصنة!
نعم، أنت معرض لقرصنة حسابك وسرقة أموالك ولذلك ننصح بتأمين حسابك وكل بياناتك ومحفظتك، ويجب الاحتفاظ بالرقم السري ويفضل أن تقوم بعمل حساب لكل محفظة أو عملة تتداولها حتى إذا تعرضت للقرصنة لا تخسر كل شيء، كما يمكنك تفعيل خاصية التحقق المزدوج بإرسال كود على هاتفك للتأكيد أنك من تسجل الدخول بنفسك.
غامر وكن طموحًا ولكن عن طريق الوعي والعلم واكتساب خبرة، فالمصادر حولك متاحة للجميع لنيل الفرص واقتناصها بكل سهولة، فلا تتردد ولا تتسرع، تمهل قليلاً باكتساب المعلومات سواء من الإنترنت أم من ذوي الخبرة وبادر بوكب رجال الأعمال والمستثمرين في سوق العملات الرقمية.