ترجمة وتحرير: نون بوست
ترامب يتهم الصين بالتلاعب باليوان
يبدو أن عقد هدنة لإنهاء الحرب التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والصين هدف بعيد المنال. فخلال هذا الأسبوع، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليماته إلى وزارة الخزانة الأمريكية لتصنيف الصين رسميا بلدًا “متلاعب بالعملة” بعد أن سمحت بكين بخفض قيمة اليوان إلى ما دون المستوى الرمزي البالغ 7 يوان مقابل الدولار الأمريكي.
تقل نسبة هذا التغيير عن اثنين بالمئة، وهو ما يعدّ تعديلا بسيطا مقارنة بالتقلبات التي تحركها قوى السوق في الصيف الماضي، ولكن أثره النفسي مهم للغاية. ومن خلال هذا التصنيف الجديد، تمسّك ترامب بالوعد الذي قطعه على ناخبيه منذ بداية توليه الرئاسة. ويكتسي اتهام الصين بالتلاعب بالعملة أهمية بالغة في السياسة الأمريكية والصينية على حد سواء. ففي الولايات المتحدة، يبدو أن وقع الدعوة لتصنيف الصين بهذه الطريقة كان قاسيا على بكين. وعلى الرغم من توقف الصين عن التلاعب بعملتها سنة 2014، إلا أن القضية تبدو أعمق بكثير في الصين، حيث تعتبر العملة والعملات الأجنبية هواجس وطنية.
اليوان العظيم
في الصين، تقدم وسائل الإعلام الحكومية تقارير منتظمة عن آفاق اليوان ليحل محل الدولار كعملة احتياطية عالمية. كان كتاب “حروب العملات” أحد أكثر الكتب مبيعًا في بداية القرن الحالي، وهو كتاب يتسم بطابع تآمري أصدره الخبير الاقتصادي سونغ هونغ بينغ، الذي افترض فيه أن عصابة سرية تستخدم العملة للتأثير سلبا على الصين وأن النقد الإلزامي كان مؤامرة وضعتها البنوك الغربية.
لا تُظهر الحرب التجارية التي أعلن عنها ترامب أي بوادر لحلها قريبا، وتستجيب الأسواق وفقًا لذلك
في الأوساط الاقتصادية الصينية التقليدية، ظلت اتفاقات بلازا التي وُقّع عليها سنة 1985، بعد أن مارست كل من الولايات المتحدة والدول الأوروبية ضغوطا على اليابان لزيادة قيمة الين، مصدر إزعاج. في الصين، يقع إلقاء اللوم على اتفاقية بلازا (ربما بشكل غير منصف) على “عقود اليابان الضائعة”، مما يجعل من غير المحتمل أن يسمح الزعماء الصينيون للولايات المتحدة بالضغط لزيادة قيمة اليوان.
مستقبل الحرب التجارية
لا تُظهر الحرب التجارية التي أعلن عنها ترامب أي بوادر لحلها قريبا، وتستجيب الأسواق وفقًا لذلك، حيث انخفضت الأسهم الأمريكية بحوالي ثلاثة بالمئة يوم الاثنين. وعلى الرغم من تعافيها الطفيف يوم الثلاثاء، إلا أن قيمتها بدأت بالتراجع مرة أخرى يوم الأربعاء.
تعتبر الإجراءات الفردية التي تساهم في تعميق الأزمة بطريقة أو بأخرى من بين الأسباب التي جعلت ردة الفعل إزاء اتهام الصين بالتلاعب بالعملة قوية للغاية. ولكنّ الصين ترى أن علاقتها مع الولايات المتحدة آخذة في التراجع بصفة عامة. ويبدو أن الحرب التجارية بمثابة أحد الأعراض التي تشير إلى الانفصال التدريجي في العلاقات الثنائية، والتي قد تتواصل لفترة طويلة بعد نهاية حكم ترامب.
الناشطون في هونغ كونغ يحاربون القانون
لا تزال الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في هونغ كونغ متواصلة في ظل غياب حلول محتملة تلوح في الأفق. وحاليا، تتركز الاحتجاجات الفردية بشكل متزايد على بعض الأعمال التي تقوم بها الشرطة، بدءًا من الاعتداء على إحدى المتظاهرات وصولا إلى اعتقال طالب لحيازته مؤشر ليزر واتهامه “بحيازة سلاح هجومي”. يبدو أن مستوى الغضب والعنف يتزايد أسبوعيًا، لا سيما أن العصابات التي ترتدي القمصان البيضاء، التي يُعتقد أنها أطراف خارجية، تواصل شنّ هجمات على المتظاهرين (ولكنها لا تنجح دائما في ذلك).
الإسلاموفوبيا تنتشر خارج إقليم سنجان
أصدرت السلطات الصينية أوامر بإزالة الرموز العربية والإسلامية من المتاجر والمطاعم في بكين، وهو ما يعتبر إشارة أخرى على انتشار الحملة المناهضة للمسلمين في سنجان في جميع أنحاء البلاد. وكما كتبت في شهر كانون الثاني/ يناير، قد تزداد الأمور سوءًا، حيث عمد أصحاب المطاعم الذين يقدمون طعامًا في سنجان بوضع لافتات تشير إلى أنهم لا ينتمون إلى أقلية الأويغور من أجل درء الهجمات ضدهم.
توقفت الصين عن منح تصاريح سفر سياحية فردية للمقبلين على السفر إلى تايوان، مما يعني أنه لا يمكن للسكان الصينيين زيارة هذا البلد إلا عن طريق مجموعات منظمة
تجارب كوريا الشمالية الصاروخية تثير غضب حليفتها
لا تزال التجارب الصاروخية المستمرة التي تجريها كوريا الشمالية هذا الأسبوع تثير غضب الصين، على الرغم من أنها لا تملك خيارا آخر سوى محاولة كسب ود الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون. ووفقا لما صرّحت به أوريانا سكايلار ماسترو لمجلة فورين بوليسي، فإن بكين كانت دائما تشعر بالإحباط بسبب ما تقوم به بيونغ يانغ من استفزازات، وتجد صعوبة أكبر في ردع حليفها المزعج.
الصين تمارس ضغوطات على كشمير
وجهت الصين انتقادات لاذعة لتحرك الهند غير المسبوق لإلغاء وضع كشمير الخاضع لإدارة الهند. لكن الأمر المثير للقلق بالنسبة لبكين يتمثل في ولاية لداخ التي من المحتمل أن تتأثر بهذه الخطوة، أي أن يتجذر نزاع الصين والهند الحدودي.
تهديد السياحة
توقفت الصين عن منح تصاريح سفر سياحية فردية للمقبلين على السفر إلى تايوان، مما يعني أنه لا يمكن للسكان الصينيين زيارة هذا البلد إلا عن طريق مجموعات منظمة. وفي الواقع، هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها الصين نفوذها السياحي بهذه الطريقة، حيث أن ذلك يعد بمثابة تصعيد كبير في الحملة ضد إدارة رئيسة تايوان تساي إنغ ون.
لكن قد يكون لذلك نتائج عكسية. وتأمل الصين أن يختار التايوانيون الذين لحقتهم أضرار اقتصادية المرشحين المناصرين لبكين في الانتخابات التي ستعقد خلال شهر كانون الثاني/ يناير، غير أن ذلك قد يدفع الناخبين الساخطين إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع.
تحذير لنيودلهي
لا تزال شركة هواوي أكبر وكيل في الحرب التجارية التي تدور رحاها بين الولايات المتحدة والصين، وتعد الهند الهدف الأخير لهذه الحرب. بعد أن أثار السياسيون الهنديون مخاوفهم الأمنية بشأن شركة الاتصالات الصينية، حذرت بكين سرا من أنها ستضع “عقوبات انتقامية على الشركات الهندية إذا وقع فرض قيود عليها. بالطبع، عندما دعمت السلطات الصينية شركة هواوي، فإنها بالكاد تدعم مزاعمها القائلة إن هواوي مجرد شركة خاصة لا تربطها أي علاقات مع الحزب الشيوعي.
ضربة للجامعات الأمريكية
من المرجح أن تتلقى جامعات الولايات المتحدة، التي تتعامل مع قيود التأشيرات المفروضة على الطلاب الصينيين، ضربة أخرى من اليوان الضعيف. ويعد التعليم الأجنبي أحد الطرق الرئيسية التي تنفق من خلالها الطبقة المتوسطة الراقية الصينية أموالها في الخارج، فضلا عن أن الآباء يتأثرون بشدة بالقضايا المتعلقة بسعر الصرف. ومن المحتمل أن سفر عدد أقل من الطلاب الصينيين للخارج يخدم مصالح الحكومة، التي تشكك بشكل متزايد في أهمية التعليم الأجنبي.
ثقة في غير محلها
في العالم. أثارت تجاربه جدلا كبيرا داخل الصين وخارجها، لكن اتضح أن هناك عددًا مفاجئًا من الأشخاص الذين دعموا عمله. ومع توجه الصين بشكل متزايد نحو العمل العلمي المتطور، فقد ينتهي الأمر بالمؤسسات التي تفشل في بذل العناية الواجبة بشأن القضايا الأخلاقية إلى دفع تكلفة قاسية فيما يتعلق بسمعتها.
في هذا السياق كتب سي كاي هيكي: “قبل وقت طويل من انخفاض قيمة العملة هذا الأسبوع، كانت الاستثمارات الصينية في الصناعات الأمريكية آخذة في التراجع، كما هو مبين أعلاه. وتزامن ذلك التوقيت مع انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية. ولكن ذلك ليس كل الحكاية، فقد لعبت الحملة التنظيمية الصينية التي تشنها على رأس المال الخارجي دورا كبيرا في حدوث هذا التراجع.
المصدر: فورين بوليسي