هي أكثر صورة شهيرة لمظاهرات ساحة تيانانمن ببكين، والتي تعود أحداثها إلى تاريخ 05 جوان 1989، بعد تدخل العسكر ضد الطلاب في الليلة الفاصلة بين 3 و4 جوان.
هذه الصورة لرجل يحمل كيسين بلاستيكيين بيده ويقف دون رهبة أمام دبابة في شارع شانقان، الذي يعبر العاصمة الصينية من الشرق إلى الغرب، والذي أصبحت كنيته “رجل الدبابة” أو”Tank Men”، مع العلم أنه لليوم لا أحد يعلم اسم الرجل الذي وقف في وجه الدبابة ولا أحد يعلم المصير الذي آل إليه.
الفيديو الذي اتقطه فريق سي أن أن لرجل الدبابة:
وملتقط الصورة هو الصحفي “جاف ويدنر” من شرفة نزل ببكين المطلة على شارع شانقان، وبعد خمسة وعشرين سنة من التقاطه لهذا المشهد، تحدث ويدنر لصحيفة وال ستريت واصفًا الصورة بالمعجزة، قائلاً: “حين أنظر لهذه الصورة، ما أراه هو كم كانت فرصة إضاعة التقاط هذه الصورة كبيرة”.
ويضيف ويدنر: “هذه الصورة التي لليوم لم أعلقها بمنزلي نتيجة الخوف الذي كان دائمًا ينتابني لو أني أضعت التقاطها، فقد كانت تقنية التصوير الأوتوماتيكي في ذلك الوقت ليست متطورة كما هو الآن مما جعل التقاطها من مسافة بعيدة شبه معجزة”.
وحين سُئل عن رأيه في “رجل الدبابة” قال ويدنر “إنه من الأفضل عدم معرفة هوية هذا الرجل فهو شبيه بالجندي المجهول ودائمًا ما يذكرنا بأهمية الحرية والديمقراطية وحقنا في الكرامة”.
وقال جاف ويدنر: “حين قمت بتصوير الدبابة، كانت تمر أمام عيني ذكريات ربيع براغ عام 1968 عندما واجه التشيكيون الدبابات الروسية، وقتها كان الجو بالنزل فوضوي وكنا قلقين من عدم إمكانية إيصال الصور والتقارير للعالم؛ فالسلطات الصينية كانت تصادر جميع الأعمال الصحفية، ولكني كنت قد وضعت فيلم الصور في صندوق شاي أعطيته لطالب فرنسي عائد إلى باريس”.
وفي سنة 2009، نشر موقع نيو يورك تايمز صور غير منشورة سابقًا للصحفي “لتيريل جونس” التقطت لمظاهرات ساحة تيانانمن من المستوى الأرضي وليس من الشرفة كما هو الحال بالنسبة لصورة “رجل الدبابة”، ويفسر تيريل جونس عدم نشره لهذه الصور، التي بقي يحفظها معه طوال تلك الفترة، أنها لم تكن في نفس قيمة صورة “رجل الدبابة” التي تبقي في رأيه الصورة الرمز لربيع بيكين.
هذه إحدى الصور التي نشرت في سنة 2009:
وفي سنة 2009 أيضًا، قام عدد من الفنانين بابتكار “رقصة التانغو مع الدبابة” مجسدين حركات رجل الدبابة في شكل رقصة:
المصدر: ترجمة نون بوست من لو موند