عندما كان في حلب، السوري الأرمني “هاروت” كان ناجحًا في حياته، يملك مصنع ألبسة في المنطقة الصناعية ومحلاً آخر في منطقة تجارية من أحد مناطق حلب الراقية.
تنهد هاروت، الرجل الذي فقد كل شيء وقال: “أنا الآن بعمر 41 عام، عملت لمدة 23 عامًا، ولكن الآن معملي أُفرغ من كل شيء، حتى الآن لا أصدق أني لا أستطيع العودة إلى سوريا، ولكن هذا هو الواقع الذي علي أن أتعامل معه وأجد مكانًا آخر لمستقبل أفضل لأطفالي”.
عندما جاء هاروت إلى يريفان عاصمة أرمينيا في صيف 2012، جلب معه عائلته فقط حيث ظن أنه سيقضي أسبوعين هنا فقط، حتى يحل الهدوء على منطقته التي حلت عليها موجة من العنف، والآن مضى على وجوده عامين في أرمينيا.
في غضون ذلك، نُهبت كل المصانع التي يملكها أصدقاء هاروت، وأصبحت حلب مركزًا لحرب لا منتهى لها، حسب ما قال هاروت.
أكثر من 10 آلاف سوري أرمني هربوا من سوريا إلى أرمينيا منذ بدء الثورة السورية، حيث عاش هؤلاء الأرمن في حلب منذ عام 1915 هربُا من الإبادة الجماعية التي حلت هناك أيام الدولة العثمانية.
ولأكثر من 3 أجيال، أصبح الأرمن مجتمعًا مشهورًا في التجارة والأعمال في سوريا، ولديهم قوة صناعية كبيرة، ولكنهم لم يفقدوا روابطهم بأرمينيا.
أما هاجوب فيقول: “هذا وطني، كنت دائمًا أرغب بأن آتي إلى هنا”، هاجوب مخرج وممثل سابق والذي يبدو أنه حصل على حياة جديدة بمتجر الملابس الجديد الذي افتتحه، ثم يضيف: “لقد كان دائمًا حلمي العودة إلى أرمينيا”.
الأرمن السوريون يعلمون أنهم كانوا محظوظين بالعودة إلى يريفان، مقارنة بكثيرين آخرين من السوريين الذين يعيشون اليوم في الدول المجارة، حيث إنهم حصلوا على جوازات سفر ولديهم الحق في أن يفتحوا أعمالاً تجارية، بالإضافة لحق قيادة السيارات بالرخص السورية.
في العام الماضي، أُعلن عن بناء مدينة جديدة بأموال المحسنين الأرمن للعائلات التي فقدت منازلها في أرمينيا، حيث يحق لهم شراء المنازل لقاء مقابل بسيط، حيث سيطلق على هذه المدينة اسم “حلب الجديدة”، حيث جاءت هذه الفكرة بسبب ارتفاع الأجور في أرمينيا.
المدينة التي لم يتم البدء بها بعد بدت فكرة رائعة للعديد، كثيرون أعربوا عن اهتمامهم بالفكرة، إلا أن آخرين أبدوا اعتراضهم على المدينة، كونها ستكون خارج العاصمة على بعد 20 كم في مدينة “أشتاراك”.
على الرغم من أن “حلب الجديدة” لم تبن بعد، لكن يبدو أن الأرمن السوريون قد حظوا بأفضل مناخ للجوء في مقارنة بغيرهم من اللاجئين السوريين الذين تقول الإحصائيات إنهم تجاوزوا 7 مليون لاجئ.
المصدر : ميديل إيست آي