قلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين وعرب أن حلفاء الولايات المتحدة الأقرب في المنطقة يقوضون تأثيرها في مصر حين يشجعون الجيش على مواجهة الإخوان المسلمين بدلا من محاولة إيجاد مصالحة سياسية تشملهم.
وقالت الصحيفة في تقرير عنونته بـ”الحلفاء يفشلون أمريكا في مصر” ، أن المملكة العربية السعودية بالتوازي مع إسرائبل والإمارات العربية المتحدة يبذلون جهودا مضنية للتقليل من تأثير الولايات المتحدة على الجيش المصري مؤكدة عن أن الفوضى الحادثة في مصر أخفت عمق التقارب بين إسرائيل ودول الخليج التي يجمعها مع إسرائيل كره الإخوان المسلمين، وسماها سياسي إسرائيلي (أي السعودية والإمارات بجانب إسرائيل) “محور التعقل”
وذكرت الصحيفة بعض جهود إدارة أوباما في إقناع الضابط المصري منفذ الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي بعدم الانقلاب ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي، ومحاولة الوصول لحل سياسي مع الإخوان المسلمين.
لكن السيسي المقرب من إسرائيل فعل العكس تماما حيث قاد الانقلاب الذي أطاح بالرئيس، ونظم هجوما وحشيا تسبب في مقتل ٩٠٠ شخص بحسب الصحيفة، وتقول الصحيفة أن هذا يعكس ثقة السيسي في قدرة حكومته على مواجهة أي رد فعل من الولايات المتحدة.
وقللت الصحيفة من قدرة الولايات المتحدة على اتخاذ أي رد فعل حقيقي ضد حلفائها في المنطقة، إسرائيل والسعودية، قائلة أن عددا من المسئولين الأمريكيين أعربوا عن استيائهم من موقف حلفائهم الإقليميين إزاء الوضع في مصر لكنهم استبعدوا مع ذلك إمكانية أن يتمخض ذلك عن التأثير بالسلب على العلاقات معهم، التي تعتمد عليهم واشنطن في مجالات حيوية بما في ذلك مواجهة إيران والقاعدة، ومحاولة احتواء الثورة السورية بالإضافة لدعم محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
وتناولت الصحيفة الأمريكية تصريحات عدد من الدبلوماسيين الغربيين بأن السعودية والإمارات ترغبان في توجيه ضربة إلى جماعة الإخوان المسلمون، وكذلك تحجيم نفوذ منافسيهم الإقليميين الذين يدعمونهم، مثل تركيا وقطر.
ويرى التقرير أن إسرائيل تريد من الحكومة المصرية أن تحارب الإسلاميين بكل قوة وأن تحافظ على الحدود مع دولة الاحتلال. ويرى قادتها بحسب الصحيفة أن إزاحة مرسي يعتبر فرصة حقيقية للإطاحة بالإسلام السياسي في كل المنطقة، والمجيء برجال عقلاء “مرة أخرى” للسلطة.
وقالت الصحيفة أن الرسالة التي أرسلها الإماراتيون والسعوديون لقادة الانقلاب في مصر “اذهبوا للنيل من الإخوان المسلمين”، وقد دعموا ذلك بالمليارات من الدولارات. فقد وعدت السعودية والإمارات بالإضافة إلى الكويت بدعم الخزانة المصرية ب١٢ مليار دولار، أودعت منهم السعودية ٢ مليار دولار بالبنك المركزي المصري.
وفي نفس السياق نشرت الغارديان البريطانية مقالا يتساءل “لماذا تخاطر السعودية بدعم الانقلاب في مصر؟” ويجيب المقال في افتتاحيته أن الملك عبدالله يخشى الإخوان المسلمين الذين يتحدون ادعاء المملكة كونها “راعية الإسلام”
وقالت الصحيفة أنه بينما انتظرت الولايات المتحدة ٦٠ عاما لتعلن عن مسؤوليتها عن دعم الانقلاب الذي أطاح بمحمد مصدق رئيس الوزراء المنتخب في إيران، قررت السعودية الإعلان عن مسؤوليتها ومباركتها للانقلاب الذي خطط له بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية بلا كلل.
وقال المقال أن الحكومة تبعت كلماتها الداعمة للجيش والمباركة للانقلاب بمجرد أن عين عبدالفتاح السيسي الضابط منفذ الانقلاب، عدلي منصور رئيسا مؤقتا للجمهورية، تبعت تلك الكلمات بحزمة مساعدات تبلغ ١٢ مليار دولار ستقدمها مع الإمارات والكويت للقاهرة، وهو ما يقارب أربع أضعاف المساعدات التي تتحصل عليها مصر من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سويا.
وربطت الصحيفة بين زيارة بندر إلى موسكو بالكراهية المشتركة للإخوان المسلمين، قائلة أن الحكومة الروسية لديها كل الحق لتخشى الإسلام السياسي، مع تزايد مطرد في عدد المسلمين في روسيا الاتحادية والذي يقارب خمس عدد السكان.
وقالت الصحيفة أن بوادر قلق كانت تبدو في المملكة مع صعود الإخوان المسلمين، ما كان يقلل من تأثيرها الذي طالما ادعته لنفسها “كحامية الإسلام السني”، وقالت الصحيفة أن ٥٦ عالما أصدروا بيانا لرفض الانقلاب الذي دعمته المملكة، كما هوجم الملك للمرة الأولى في المسجد النبوي في المدينة المنورة لأول مرة، الأمر الذي ردت عليه المملكة بفصل الداعية الكويتي المقرب من الإخوان طارق السويدان والذي يتابعه قرابة ٢ مليون متابع على تويتر، بفصله من قناة الرسالة المملوكة للأمير السعودي الوليد بن طلال.