تكثر التطبيقات الموجودة على هواتفنا التي تأخذ مساحة أكبر من حاجتنا لها، إذ تكاد برامج تعديل الصور وتحميل الفيديوهات ونشرها في منصة ما لا تخلو من هاتف كبير أو صغير، إلا أن هناك أيضًا العديد من التطبيقات المفيدة والعملية التي لسوء الحظ تغيب فوائدها عن الكثيرين نظرًا لعدم شهرتها كباقي أنواع التطبيقات، من بينها تطبيقات النجدة وطلب المداخلة السريعة التي تعمل على توفير الأمان خلال أقل وقت ممكن، وكذلك تطبيقات الصحة التي ظهر منها مؤخرًا بعض البرامج المفيدة عمليًا من خلال توفيرها الوقت والجهد والبحث إلى جانب الربط السريع بين المحتاج والمعطي أو بين الطبيب والمريض.
أما النوع الأخير من هذه التطبيقات وهي برامج التتبع ومشاركة الموقع التي تعد الأكثر استخدامًا وشهرةً من بين التطبيقات المذكورة، إذ يأخذ استخدامها – في بعض الحالات – شكلًا معكوسًا تمامًا لما صممت من أجله أمثال البرامج التي يمكن من خلالها تتبع الأفراد ومراقبة تحركاتهم التي تعتبر شكلًا من أشكال تزايد الرقابة الرقمية من خلال الوصول إلى بيانات المستخدمين وتوظيفها في مصالح معينة أبرزها تطبيق “أبشر” السعودي الذي كثر الجدل عن فاعليته في المجتمع السعودي وإتاحته بيانات النساء السعوديات لـ”ولاة أمرهم” مما يخولهم تحديد مواعيد سفر نسائهم وبناتهم وحتى عملية استخراج الأوراق الثبوتية البسيطة.
تطبيقات النجدة للنساء
من المرجح أن تكون أي امرأة، في أي بلد في العالم قد تعرضت لموقف تحرش أو مضايقة في الشارع أو العمل أو حتى للضرب والإهانة من أحد أفراد الأسرة أو غيرهم، إذ بينما تقتصر مضايقات الشارع على توجيه كلام مسيء وذي تلميحات جنسية أو حتى عرقلة السير في محاولة للإجبار على التفاعل قد يصل الأمر أيضًا إلى شكل أكثر عدوانية عبر اللمس والإيذاء الجسدي وحتى تحوله لعمليات قتل أو اغتصاب، فبحسب مسح وطني كلفت منظمة SSH بإجرائه على 2000 شخص في الولايات المتحدة عام 2014 وجدت نتائجه أن 65% من النساء اللاتي تعرضن للتحرش كن في الشارع و23% منهن تم لمسهن بطريقة جنسية، فيما بلغت نسبة اللاتي تم تتبعهن من رجال ما يقارب 20%.
يعد هذا السبب الدافع الأول للكثير من الجهود الفردية والحكومية في إصدار تطبيقات معنية بنجدة النساء اللواتي يتعرضن للعنف
أيضًا تأتي الأرقام من الدول العربية مشابهة أو أعلى في بعض الأحيان، فبناءً على تقرير نشرته منظمة الأونروا فإن 37% من النساء العربيات تعرضن للعنف الجسدي، بالإضافة إلى أن 4 من كل 10 عمليات قتل للنساء كانت على أيدي أقاربهن أو أزواجهن، فيما تعد سوريا في المرتبة الثالثة من بين أكثر البلدان التي يتعرض فيها النساء للعنف الجنسي.
يعد هذا السبب الدافع الأول للكثير من الجهود الفردية والحكومية في إصدار تطبيقات معنية بنجدة النساء اللواتي يتعرضن للعنف في أي مكان عبر تحديد موقعهن ومشاركته مع الفروع الأمنية أو الأصدقاء والأسرة مثل تطبيق “يالهوي” الذي بدأ بالانتشار في مصر خلال الفترة الأخيرة، الذي يعمل بفكرة بسيطة واسم شعبي يهدف لحل المشاكل والأخطار الأمنية في مصر، حيث يتيح إمكانية طلب النجدة عن طريق منشور على مواقع التواصل يحدد مكان الشخص المحتاج للمساعدة، فضلاً عن إمكانية جدولة المواعيد لطلب النجدة في حالات خاصة.
كما قامت بلدية منطقة أسكودار، في مدينة إسطنبول التركية بعد حادثة مقتل امرأة على يد زوجها أمام الناس ودون تقدم أحد لمساعدتها بإطلاق تطبيق أعطته اسم KADES وهو برنامج يتكون من صفحة واحدة يمكن من خلالها النقر على زر طلب للنجدة من أقرب دورية شرطة أو مركز أمني في حال تعرضها للمضايقة أو الملاحقة من غريب أو حتى لعنف مباشر كما أنه تطبيق خاص بالنساء فقط.
#KADES, şiddet görülen ya da şiddet görülme ihtimali olan bir noktaya hemen intikal edilebilmesi için hazırlanmış, kullanımı çok kolay bir uygulamadır.
Emniyet Genel Müdürlüğü tarafından kadınlar için özel olarak hazırlanmış uygulamayı Apple ve Google Store’dan indirebilirsiniz. pic.twitter.com/sCoABTR6z2
— Üsküdar Belediyesi (@uskudarbld) August 25, 2019
تطبيقات التتبع العادية
تختلف تطبيقات التتبع عن بعضها البعض بنوع الخدمات والميزات التي تقدمها والتي يكون بعضها مجانيًا أحيانًا أو حتى مدفوعًا، من بينها تطبيق معني بالتتبع والمراقبة أطلقته شركة جوجل مؤخرًا لهواتف الأندرويد باسم Trusted Contacts يهدف إلى مساعدة المستخدم في الحصول على المُساعدة في حالات الطوارئ أو لدى تعرضه إلى مشاكل في الشارع أو ما شابه من خلال إضافة مجموعة من جهات الاتصال الموثوقة، كأفراد العائلة أو مقربين وإعلامهم بوضعه في حال استشعاره وجود خطر من خلال ضغطة واحدة تتضمن رسالة نجدة وموقعه الجغرافي ولدى وصول الرسالة يمكن للجهة الموثوقة مشاهدة مسار المستخدم ومكانه لتقديم المساعدة.
كما يمكن لجهات الاتصال الموثوقة طلب معرفة موقع المستخدم في أي وقت، ويستطيع المستخدم الموافقة أو رفضها، لكن إذا تأخر رد المستخدم على الطلب (سواء بالقبول أم الرفض) حينها يقوم التطبيق بمشاركة الموقع الجغرافي تحسبًا لتعرضه للخطر، حتى في حال انتهاء البطارية يمكن لجهات الاتصال الموثوقة معرفة المكان الأخير الذي تواجد فيه المستخدم قبل إغلاق الهاتف، بالإضافة إلى أنه برنامج مجاني تمامًا ومتاح لكل أنواع أجهزة نظام أندرويد.
أيضًا يعتبر تطبيق life 360 من أشهر التطبيقات في مجال التتبع ومراقبة الموقع الجغرافي للمستخدم عبر إنشاء عدد مفتوح من المجموعات مع الأصدقاء أو العائلة داخل التطبيق يمكن من خلاله تعقب كل أفراد المجموعة ومتابعة مسارهم وتحديد اسم المكان على الخريطة وما إن كان المستخدم يمشي سيرًا أو يقود السيارة أو حتى داخل المواصلات العامة، إذ يبقي التطبيق المستخدم في وضع مكشوف دائمًا لكل أعضاء المجموعة طوال توافر الإنترنت في جهازه.
بالإضافة إلى قدرة المستخدم على تعيين أماكن محددة كالمنزل والعمل تمكنه من تلقي إشعارات في حال مغادرة أو مجيء أحد الأفراد إلى واحد من هذه الأماكن أو حتى في حال اقترابهم من موقعه مع وجود ميزة إنشاء محادثة خاصة مع أعضاء الفريق كل على حدة.
تطبيقات الصحة والإنقاذ
تنتشر في متاجر شراء التطبيقات برامج للتذكير بشرب الماء ووصفات طعام صحية وبرامج لممارسة اليوغا والتأمل، كما أن لدى بعض البلدان العربية والأجنبية أمثال السعودية وتركيا أشكالًا متطورة أكثر في مجال تطبيقات الرعاية الصحية مثل برامج لحجز مواعيد الأطباء وإجراء الفحوصات الروتينية، إلا أن هناك غيابًا واضحًا في التطبيقات العربية – على أقل تقدير – المعنية بالنجدة والإنقاذ في حال حصول طارئ صحي بدلًا من الاتصال بسيارات الإسعاف التي تستغرق عملية الوصول إليها وقتًا أطول، ولكن من بين أكثر البرامج ابتكارًا ينفرد تطبيق Bloodology بشكل وفكرة جديدة تقوم على وصل المتبرعين بالدم من خلال حفظ بياناتهم التي أدخلوها سابقًا داخل التطبيق والاستعانة بهم في حال وجود محتاج لزمرة دم من نفس زمرته.
يعتبر هذا التطبيق الأول من نوعه في الوطن العربي، إذ تم تصميمه من شاب يدعى باسل أبو بكر، مختص في أمن المعلومات، بعد احتياج والدته في أثناء عملية جراحية لكمية كبيرة من الدم لم يستطع المستشفى تأمينها، فأتت فكرة إطلاق هذا التطبيق الذي يمكن استخدامه في أي دولة عربية من خلال ربطه بين المحتاج والمتبرع في وقت قياسي.
يعتبر وجود هذه التطبيقات ذا فائدة كبيرة نظرًا لقدرتها على توفير المساعدة الكافية والعاجلة بشكل موثوق ومتاح لكل أفراد وشرائح المجتمع من خلال توظيف التكنولوجيا لصالح المستخدمين وبلغات عديدة منها اللغة العربية.