مشهد جديد من مسرحية المراوغة التي تعرض على مسرح غزة الكبير، بطله هذه المرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال إنه لا ضمانات بأن وقف إطلاق النار في غزة سيصمد، وهي التصريحات التي تتناغم مع رؤية اليمين المتطرف في الداخل الإسرائيلي، الأمر الذي أثار المخاوف بشأن انهيار الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في التاسع عشر من يناير/كانون الثاني الماضي.
جاءت تصريحات ترامب الصادمة، وإن كانت غير مستغربة، خلال لقائه مع الصحفيين في البيت الأبيض، الاثنين 3 فبراير/شباط الجاري، أي قبل يوم واحد فقط من لقاءه المرتقب مع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، المقرر له اليوم الثلاثاء، والمتوقع أن يناقش خلاله مصير الاتفاق وترتيبات المشهد في القطاع.
وكان نتنياهو قد غادر إلى واشنطن الأحد 2/2/2025 في زيارة رسمية هي الأولى لمسؤول خارجي بعد تنصيب الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن تستمر حتى الخميس 6/2/2025، في مؤشر على عمق ومتانة العلاقة بين البلدين بعيدًا عن تباين وجهات النظر بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي.
⭕الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أنّ "لا ضمانات" على أنّ وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس منذ تولّيه السلطة قبل أسبوعين سيظلّ صامدا
📌عشيّة لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض "ليست لديّ أيّ ضمانة بأنّ السلام… pic.twitter.com/uBNUCGTFRm
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) February 3, 2025
تأتي الزيارة في وقت تتصاعد فيه المخاوف بشأن عرقلة مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي كان من المفترض أن تنطلق الاثنين 3/2/2025 في الدوحة، إلا أن الوفد المفاوض الإسرائيلي أرجأ زيارته حتى انتهاء لقاء نتنياهو مع ترامب في واشنطن، حسبما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، فيما ذكر ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الوفد ربما يسافر نهاية الأسبوع الجاري وذلك بعد الاجتماع مع مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
وكان يٌفترض أن يعقد نتنياهو اجتماعا مساء السبت الماضي مع رؤساء وفد التفاوض، رئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس الشاباك (الأمن العام) رونين بار، واللواء نيتسان ألون، لكنه ألغى اللقاء في اللحظة الأخيرة، وفق موقع “والا” الذي قال إن رئيس الحكومة “يريد الانتظار حتى انتهاء اجتماعه مع ترامب في واشنطن الثلاثاء لمعرفة موقفه من المرحلة الثانية من الصفقة، وما إذا كان سيتمكن من التوصل إلى تفاهمات معه”.
تصريحات ترامب حول عدم وجود ضمانات لصمود اتفاق غزة، رغم ادعائه بأنه مهندسه الرئيسي وإصراره السابق على تنفيذ جميع مراحله، تثير تساؤلات عديدة، خصوصًا أنها تأتي عقب طرحه مقترح التهجير قبل أيام. هذا التناقض يزداد تعقيدًا مع تأجيل زيارة الوفد المفاوض الإسرائيلي إلى الدوحة التزامًا ببنود الصفقة، إلى جانب التصعيد المتزايد من اليمين المتطرف والخروقات الإسرائيلية المستمرة داخل القطاع. كل هذه التطورات تطرح سؤالًا جوهريًا: ما الذي يسعى ترامب إلى تحقيقه من وراء هذه التصريحات؟
زيارة حاسمة في ظرف استثنائي
يعول الكثير من المحللين في الداخل الإسرائيلي على زيارة نتنياهو لواشنطن ولقاءه ترامب في حسم الكثير من الملفات الخاصة بقطاع غزة وتراتيب اليوم التالي للحرب، ففي مقال نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم“، وصف الكاتب داني زاكن تلك الزيارة بـ “الحاسمة”، لافتا أنها ستحدد بشكل نسبي مستقبل الشرق الأوسط القريب.
ويرى زاكن أن هناك صفقة كبرى يجري العمل عليها الآن ومن المتوقع أن يتم طرحها على جدول أعمال هذا اللقاء المرتقب، تشمل عدة ملفات مترابطة، من أبرزها: إعادة المحتجزين الإسرائيليين وإنهاء الحرب، إعادة إعمار غزة، التطبيع بين إسرائيل والسعودية، التعامل مع الملف الإيراني، موقع الصين وروسيا في المنطقة، ومستقبل الدور التركي في القضايا الإقليمية.
ولعل بقاء حماس في الميدان وفق ما كشفته مشهدية تسليم الأسرى خلال المرحلة الأولى من اتفاق غزة يمثل العقبة الأكبر أمام التسوية النهائية بحسب الكاتب الإسرائيلي الذي يتوقع رفض الحركة التخلي عن حكم غزة والتلويح بورقة الأسرى لمنع استئناف الحرب مرة أخرى، مقدمًا عدد من المقترحات لتجاوز تلك المعضلة من بينها: نفي قادة حماس إلى الخارج مقابل نزع سلاحهم، التلويح بالخيار العسكري، أي استئناف القتال بهدف “القضاء” على القيادة العسكرية للحركة، تحرير مجموعة من الأسرى كمرحلة أولى مقابل استمرار المفاوضات ونقل الإدارة المدنية في غزة إلى جهات دولية وإنشاء إدارة دولية مؤقتة في غزة تحت إشراف الأمم المتحدة ودول إقليمية، لإدارة شؤون القطاع بعد “إنهاء” حكم حماس.
ومما يمنح تلك الزيارة زخما استثنائيًا أنها جاءت بعد مقترح التهجير الذي قدمه ترامب ومطالبته قيادة كل من مصر والأردن استقبال أعداد كبيرة من فلسطيني القطاع، وهو المقترح الذي رفضه البلدان، إلا أن الرئيس الأمريكي يبدو أنه مُصرًا على تنفيذه إذ أعاد التأكيد على قبولهما بهذا المقترح رغم المعارضة العلنية والرسمية له، وسط احتفاء وترحيب كبير من قبل تيار اليمين المتطرف الإسرائيلي بهذا المخطط.
ماذا يحمل نتنياهو في حقيبته؟
قبل مغادرته لواشنطن قال نتنياهو إنه سيبحث مع ترامب “الانتصار على حماس، وعودة جميع رهائننا ومحاربة المحور الإيراني بكل أبعاده”، مضيفًا “أعتقد أنه من خلال العمل من كثب مع الرئيس ترامب، سيكون بإمكاننا إعادة رسم (خارطة الشرق الأوسط) بشكل إضافي وأفضل”.
واكتظت حقيبة نتنياهو خلال تلك الزيارة بالعديد من الملفات التي من المتوقع أن تكون حاضرة على جدول أعماله مع الرئيس الأمريكي، أبرزها:
– الحصول على المزيد من الوقت قبل استكمال المفاوضات مع حماس لضمان استمرار الائتلاف الحكومي في السلطة بحسب ما أشارت إليه القناة 13 الإسرائيلية، وهو ما أكده الكاتب الإسرائيلي أمبير تيبون في مقال بصحيفة “هآرتس” حين أوضح أن نتنياهو ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر لديهما هدف وحيد من زيارة الولايات المتحدة: “تقليل أي مخاطر تهدد بقاء نتنياهو في السلطة”، وهذه أولويتهما المطلقة.
وأوضح تيبون أن شركاء نتنياهو في الحكومة من اليمين المتطرف هددوا بإسقاط الحكومة إذا تم تنفيذ اتفاق التبادل، ولذلك يبدو أنه مصمم على إفشال الاتفاق، منوها أن نتنياهو وديرمر يتمتعان بخبرة كبيرة في تضليل وخداع الرؤساء الأميركيين، وهو ما كان مع جو بايدن الذي كان التعامل معه سهلا مقارنة بترامب المنتشي مؤخرًا بانتصاره الكبير في الانتخابات والذي يتمتع بموقف أقوى مما كان عليه سلفه، الأمر الذي قد يجعله تهديدًا محتملا لاستمرار الحكومة بحسب الصحيفة العبرية.
– يحاول نتنياهو الحصول من ترامب على ضمانات بألا تكون حماس جزءً من غزة مستقبلا، حسبما نقلت صحيفة “واشنطن بوست”الأميركية عن مسؤول إسرائيلي، فيما أشارت “هآرتس” أن هدف نتنياهو من تلك الزيارة هو “إخراج” حماس من الحكم في غزة، ناقلة عن مصدر مرافق للوفد في واشنطن، إنه لا يمكنه تأكيد ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية ستنفذ المرحلة الثانية من الاتفاق في حال عدم وجود وعد أميركي بتحقيق الغاية الأهم من الزيارة، وهي “إبعاد” حماس عن حكم غزة.
– ربما يمارس نتنياهو تضليله ومراوغته المعتادة، حيث من المتوقع أن يحاول إقناع ترامب بأن التعامل مع إيران في الوقت الراهن أهم من المرحلة الثانية من اتفاق غزة، مع تقديمه مقترح بالهجوم على طهران أولا قبل استكمال صفقة غزة، حسبما أشارت القناة 13 الإسرائيلية التي شددت على أن نتنياهو سيبذل جهدا كبيرا لإقناع ترامب بهذه الخطة
– من المتوقع أن يبذل نتنياهو جهودا حثيثة لأجل إطالة أمد المرحلة الثانية من الصفقة وتجزئتها إلى عدة مراحل، على أمل تمريرها بشكل أكثر سلاسة داخل حكومته، بما قد ينطوي عليه ابتلاعها من قبل وزراء اليمين المتطرف، إذ من الصعب قبولها دفعة واحدة.
– وفق ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، فإن “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يستعد لتلقي مقترح من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للتطبيع مع السعودية” مقابل استكمال اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مضيفة “يعترف مقربون من نتنياهو بأن الأمريكيين عازمون على استكمال اتفاق وقف إطلاق النار (بغزة) وتبادل الأسرى حتى النهاية”، وتابعت “نتنياهو سيحصل في المقابل على الترويج للاتفاق مع السعودية، أو حتى وعد يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني”.
وكشفت الهيئة أن نتنياهو قبل زيارته لواشنطن كان قد “تحدث مع زعماء أحزاب الائتلاف الحاكم في إسرائيل حول إمكانية تحقيق تقدم كبير في محادثات التطبيع مع السعودية، وأعرب عن أمله في أن يتمكن من إقناع شركائه بتقديم التنازلات المختلفة التي قد تكون مطلوبة”.
خروقات بالجملة
يذهب نتنياهو للقاء ترامب بينما يمارس جيشه وحكومته خروقات بالجملة في قطاع غزة، تهدد صيرورة الاتفاق الذي دخل أسبوعه الثالث، وتضع مراحله التالية على المحك، حيث تكرار عمليات إطلاق النار وحوادث القصف في عدد من المناطق، خاصة في رفح وخان يونس جنوبي القطاع، هذا بخلاف وضع العراقيل أمام تنفيذ البروتوكول الإنساني المتعلق بالإغاثة والذي أقره الاتفاق.
كما يعرقل الاحتلال مساعي إدخال الخيام والكرافانات ويضع العثرات المستمرة أمام جهود إعادة الإعمار الفردية التي يقوم بها الفلسطينيون لاستعادة الحياة في القطاع المدمر، فضلا عن خرق المتفق عليه فيما يتعلق بدخول المساعدات التي تدخل بمعدلات أقل من المطلوب خاصة تلك المتعلقة بالوقود اللازم لتشغيل المشافي والمخابز وغيرها من القطاعات الحيوية.
علاوة على ذلك يواجه الفلسطينيون العائدون إلى شمال غزة معضلة حياتية تتمثل في غياب البنية التحتية، الأمر الذي يجعل من الحياة في ظل تلك الأجواء مغامرة محفوفة بالمخاطر، بجانب استهدافهم بين الحين والأخر بالقصف والاعتداءات المسلحة، في محاولة لفرض حالة اليأس من عودة الحياة في تلك المناطق، والدفع نحو التهجير الطوعي الذي يخطط له ترامب ونتنياهو واليمين المتطرف.
ويشير محللون إلى أن مثل تلك الخروقات إنما تستهدف نسف الاتفاق والعودة للمربع صفر مرة أخرى كما يؤمل المتشددون أنفسهم، أو على الأقل الضغط على المقاومة التي تقبض على الجمر لاستكمال الصفقة بمراحلها التالية بما يحول دون استئناف الحرب وإعادة معاناة الغزيين مرة أخرى، مع إلقاء الكرة في ملعب الوسطاء تجنبًا للانجرار خلف تلك الاستفزازات المستمرة.
هناك من يرى أن ما يفعله نتنياهو من انتهاكات وخروقات للاتفاق ربما يكون أمرًا طبيعيًا في ظل عدم تلبية الصفقة لطموحاته ورؤيته السياسية، محاولا البحث عن أي مكاسب سياسية محتملة من وراء تلك الممارسات يجمل بها وجه حكومته سياسيًا بعد فشلها عسكريًا في تحقيق الأهداف المنشودة، لافتين أن الكرة في نهاية الأمر إنما ستكون في ملعب ترامب الذي لابد من الحصول على موافقته قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بالاتفاق، سواء كان استكمالا لبقية مراحله أو إفساده والانقلاب عليه.
في الأخير.. ماذا يقصد ترامب بتلك التصريحات؟
تجدر الإشارة ابتداء إلى أن ترامب يتعامل مع العالم بعقلية السمسار أو تاجر الجملة في السوق الكبير، إذ يروج لبضاعته عارضًا أعلى سعر ممكن، بما يتجاوز قيمة السلعة بعشرات الأضعاف، لتبدأ مرحلة التفاوض على هذا السعر من قبل المشتري، فمن قبل فهو وشأنه، ومن اعترض وناقش وتحدى كان التراجع عن هذا السعر هو الخيار الوحيد، ترجمة عملية لنظرية ” الشيخ والخيمة والسوق” التي استند إليها وزير الخارجية الأميركي الراحل هنري كيسنجر (1923-2023) خلال زيارة للشرق الأوسط بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.
واتضحت تلك الاستراتيجية بشكل جلي خلال الساعات الماضية، حين تراجع ترامب عن عزمه إصدار قرار بفرض رسوم جمركية مضاعفة ضد المنتجات الكندية والمكسيكية والأوروبية، وذلك بعد الرفض القاسي الذي واجهه من قادة تلك الدول ممن لوحوا بفرض رسوم مقابلة على المنتجات الأمريكية ضمن سياسة المعاملة بالمثل.
الأمر لا يختلف كثيرًا على الساحة الفلسطينية، إذ يحاول ترامب تقديم نفسه كـ “خادم أمين” للأجندة الصهيونية، مستغلا حالة الوهن التي عليها الحكومات العربية لتحقيق إنجازات غير مسبوقة في دعم الكيان الإسرائيلي وتحقيق أحلامه التوسعية على حساب الفلسطينيين، بدأها خلال ولايته الأولى حين اعترف بالقدس عاصمة للاحتلال ونقل عاصمة بلاده إليها، فيما التزم العرب الصمت إلا من خطابات الإدانة والشجب والاستنكار، مما شجعه على استكمال ما بدأه خلال ولايته الثانية.
استهل ترامب عهده الجديد بالضغط لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وقد كان، وهي الخطوة التي استبشر بها المراقبون خيرًا لولاية مغايرة نسبيًا عما كانت عليه في المرة السابقة، لكن سرعان ما انقلب الوضع رأسَا على عقب، ليكشف الرئيس الأمريكي عن وجهه الحقيقي إزاء القضية الفلسطينية التي يسعى لتصفيتها لحساب أحلام الإسرائيليين التوسعية، فبدأ بمقترح التهجير القسري الصادم والإصرار عليه رغم الرفض المصري الأردني.
ثم جاءت التصريحات الأخيرة بشأن عدم وجود ضمانات بصمود وقف إطلاق النار في غزة، وهو الذي كان قد هدد وحذر سابقًا من مغبة عدم إبرام هذا الاتفاق والتوصل إلى حل نهائي لإنهاء هذه الحرب، وكأنها ردّ على رفض مقترح التهجير الذي طرحه قبل أيام، في رسالة تحذير وابتزاز مكشوفة وواضحة.
ورغم مساع ويتكوف للطمأنة بشأن إصرار الإدارة الأمريكية على استمرار تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة، والالتزام بالتوجيه بإطلاق سراح كل الرهائن، إلا أن ترامب يحاول من خلال تلك التصريحات الصادمة والمناقضة لمواقفه السابقة بشان ضرورة إنهاء القتال في غزة، ممارسة أقصى أنواع الضغط على حماس من جانب والوسيطين، المصري والقطري من جانب أخر، لتقديم أكبر قدر ممكن من التنازلات المرضية للجانب الإسرائيلي وعلى رأسها إبعاد حماس عن حكم القطاع وضمان ألا تشكل تهديدًا لإسرائيل مستقبلا، بجانب إيصال رسالة تحذير للجانب الاردني تزامنا مع التصعيد في الضفة والحديث عن تهجير الفلسطينيين إلى الأراضي الأردنية.
ها هو ترامب يعرض بضاعته بالثمن الذي يريد، وبالسعر الذي حدده، مُبتزًا بها كل زبائنه، دون أي ضمانات لجودة تلك السلعة، لتبقى الكرة الآن في ملعب الحكومات والأنظمة العربية (المستهلك)، وما إذا كان سيقبل بتلك البضاعة رغم فسادها البيّن وتأثيرها الكارثي على مستقبل المنطقة وتهديدها لمنظومة الأمن القومي العربي، أم سيكون له رأي أخر، أسوة بما فعلته الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم التي أجبرت الرئيس الأمريكي على تعليق فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات المكسيكية حينما تصدت له ورفضت ابتزازه مستخدمة ما لديها من أوراق ضغط وفق سياسة “المعاملة بالمثل”.