بإعلان اتحاد الكرة التونسي عن اسم المدرب الجديد لـ”نسور قرطاج” خلفًا للفرنسي آلان جيراس، انتقل الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وفي الشارع من الحديث عن الانتخابات الرئاسية المقررة في 15 أيلول سبتمبر ورئيس تونس القادم، إلى أهلية “الكبير” في قيادة المنتخب.
نشر الاتحاد بيانًا مقتضبًا دون الإشارة إلى بقية الجهاز الفني للكبير: “قرر الاتحاد التعاقد مع السيد منذر الكبير ليكون مدربًا وطنيًا لمدة 3 سنوات، سوف يتم تقديم المدرب وكامل الإطار الفني خلال ندوة صحافية تُعقد يوم الخميس 29 آب/أغسطس 2019 عند الساعة 12 منتصف النهار في مقر الجامعة التونسية لكرة القدم”.
ووفقًا لمصادر محلية، فإنّ اتحاد الكرة التونسي سيُعين اللاعب الدولي السابق عادل السليمي مدربًا مساعدًا لمنذر الكبير، واللاعب نبيل الكوكي ليكون مساعدًا ثان، فيما سيُعين عادل زويتة مدربًا للحراس.
ويأتي تعيين المدرب الجديد بعد نحو أسبوع على إعلان الاتحاد التونسي فسخ التعاقد مع المدرب الفرنسي المخضرم آلان جيريس، بعد أسابيع من قيادته المنتخب للحلول رابعا في نهائيات أمم أفريقيا 2019.
وقال الاتحاد في بيان حينذاك “أنهت اليوم (الأربعاء 21 أغسطس/آب) الجامعة التونسية لكرة القدم علاقتها التعاقدية مع المدرب آلان جيريس وذلك من خلال فسخ هذا العقد بالتراضي“.
سيتولى الكبير قيادة المنتخب التونسي في أول مباراتين وديتين، يوم الجمعة 6 سبتمبر/أيلول ضد المنتخب الموريتاني في الملعب الأولمبي في “رادس”، يليها بعد أربعة أيام لقاء ودي آخر مع منتخب ساحل العاج في مدينة “روان” الفرنسية.
وتولى جيريس الإشراف على المنتخب في ديسمبر/كانون الأول 2018، وقاد “نسور قرطاج” خلال كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر بين 21 يونيو/حزيران و19 يوليو/تموز، لبلوغ الدور نصف النهائي، للمرة الأولى منذ تتويج المنتخب بلقبه القاري الوحيد عام 2004 على أرضه.
وخسر المنتخب في الدور نصف النهائي أمام السنغال بنتيجة صفر-1، قبل أن يخسر بالنتيجة ذاتها في مباراة تحديد المركز الثالث أمام نيجيريا.
وعلى الرغم من بلوغ المنتخب مرحلة متقدمة في بطولة الإفريقية، إلا أن جيريس تعرض لانتقادات واسعة من وسائل الإعلام التونسية على خلفية الأداء المتواضع الذي قدمه نسور قرطاج، لاسيما الاكتفاء بثلاثة تعادلات في ثلاث مباريات في الدور الأول، والأخطاء المتكررة على مستوى الدفاع أو في حراسة المرمى.
وسيتولى الكبير قيادة المنتخب التونسي في أول مباراتين وديتين، يوم الجمعة 6 سبتمبر/أيلول ضد المنتخب الموريتاني في الملعب الأولمبي في “رادس”، يليها بعد أربعة أيام لقاء ودي آخر مع منتخب ساحل العاج في مدينة “روان” الفرنسية.
سيرة المدرب
وعمل “الكبير” في بداية مسيرته كفني في عدة أندية في الرابطة الثانية مثل أمل وجمعية جربة ومستقبل القصرين ومستقبل المرسى ودرّب فريقه الأم (النادي البنزرتي) في مواسم 1997-1998 و2000-2001 و2002-2003 كما أشرف لفترة على الإدارة الفنية للشبان في النادي.
مدرب المنتخب التونسي الجديد منذر الكبير
وتولى أيضًا تدريب النجم الساحلي في 05 أكتوبر 2010 وأنهى موسم 2010/2011 في المرتبة الثانية مع النادي وبقي في المنصب إلى غاية 27 فيفري 2013 تاريخ إقالته. كما درّب لفترات قصيرة عملاقي العاصمة الإفريقي والترجي.
وعاد مجددًا في 12 مارس 2013 لتدريب النادي الرياضي البنزرتي وحقق معه لقب كأس تونس يوم 15 جوان 2013 على حساب المستقبل الرياضي بالمرسى.
وسيكون المرب الجديد لنسور قرطاج منذر الكبير الفني رقم 42 للمنتخب والـ9 في ظرف 8 سنوات بعد سامي الطرابلسي ونبيل معلول والهولندي رود كرول والبلجيكي جورج ليكنز والفرنسي- البولوني هنري كاسبارزاك ونبيل معلول مرّة أخرى من 28 أبريل 2017 إلى 12 يوليو 2018 وفوزي البنزرتي والفرنسي آلان جيريس.
جدل
ورافق إعلان جامعة كرة القدم التونسية (اتحاد) تعيين منذر الكبير على رأس الجهاز الفني لمنتخب نسور قرطاج جدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثار التعيين الكثير من الانتقادات وصلت حد التهكّم على شخص المدرب ومسيرته الكروية ووصفه بالمدرب دون إنجازات، وكذلك فتحت النار بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي الموالين لمنذر الكبير ومعارضيه.
في تصريح لـ”نون بوست” قال الصحافي التونسي أيمن الوافي: “لا أتصور أن يُحقق منذر الكبير الإضافة المطلوبة، المدرب الجديد لا يملك تاريخًا حافلًا في عالم التدريب”
ودوّن سمير العجيلي على صفحته بموقع فيسبوك:”يا وديع الجريء (رئيس الاتحاد) هل وصلت بك الوقاحة إلى حد تعيين منذر الكبير مدربًا للمنتخب الوطني؟ صحة ليك غلبت على الناس الكل”.
وفي تصريح لـ”نون بوست” قال الصحافي التونسي أيمن الوافي: “لا أتصور أن يُحقق منذر الكبير الإضافة المطلوبة، المدرب الجديد لا يملك تاريخًا حافلًا في عالم التدريب”، متابعًا: “لا أعتقد أن للكبير شخصية وكاريزما للسيطرة على لاعبين مثل وهبي الخزري ويوسف المساكني، المنتخب التونسي يستحق مدرب ذو شخصية قوية يفرض بها الانضباط واختياراته”.
في مقابل ذلك، يرى بعض متابعي الشأن الرياضي في تونس أنّه كان من الأجدر بالنسبة للجماهير الترقّب وإعطاء منذر الكبير فرصة في قيادة المنتخب، وبعد ذلك تقييم عمله، ومن غير المقبول رفض وانتقاد المدرب قبل أداء مهامه واستلام مقاليد التدريب.
وفي هذا الإطار كتب الصحافي الرياضي التونسي علاء حمودي: “من بكري قاعد نشوف في تعليقات وبوستات قد شعر الرأس في فيسبوك، على تعيين الجامعة المدرب منذر الكبير مدرب جديد للمنتخب، شكون تحبوا يشد المنتخب!! عندنا مورينبو وأنشيلوطي وساري وبوكتينيو وغوارديولا وسيميوني وما حبيناش!! حكمتوا على الراجل قبل حتى لا يحط ساقو في الخدمة”، مضيفًا: “السمسارة قريب يرجعولنا “المخ” (مختار التليلي) وعبد المجيد الشتالي ناس خدمت قبل يعطيها الصحة أما فات وقتها، وأساسا مهما كان الإختبارات ما ينجم حتى اسم يجيب اجماع شطر الفنيين، منذر الكبير نعرفو كأي مدرب تونسي آخر الراجل خدام ومحترم ونظيف، وكل واحد كيفاه يرى كاريارو، بالنسبة ليا ينجح وإلا لا حاجة نحكموا عليها بعد ما يخدم”.
أشاد المدرب السابق للمنتخب التونسي نبيل معلول بخصال منذر، مؤكدًا أن اتحاد الكرة اتخذ القرار المناسب
وأضاف الحمودي في تصريح لـ”نون بوست”: “الكبير مدرب تكوين بالأساس، يعتمد على اللاعبين للشبان، تجربته الأولى مع المنتخب التونسي، والجدل الحاصب بشأن تعيينه سببه ابتعاده عن التدريب في آخر ثلاث سنوات (عمل فيها في الترجي الرياضي)، أعتقد أنّه كان الخيار المتاح إلى جانب عمار السويح، بعد رفض نبيل معلول وسامي الطرابلسي وفتحي جبال، إضافة إلى تعنت الجامعة في تثبيت مدرب أجنبي بسبب علاء المقابل المادي”.
من جانبه، أشاد المدرب السابق للمنتخب التونسي نبيل معلول بخصال منذر، مؤكدًا أن اتحاد الكرة اتخذ القرار المناسب، متابعاً:”منذر يتمتع بسجل حافل حيث درب العديد من الأندية الكبيرة في تونس، كما أنه عمل لفترة طويلة مع الترجي الرياضي، وكان لاعبًا كبيرًا في البنزرتي وهو يحاضر لدى الفيفا والاتحاد الأفريقي، أتمنى التوفيق له مع نسور قرطاج”.
بدوره، أكّد الصحافي الرياضي بوكالة “رويترز” محمد العرقوبي في تصريح لـ”نون بوست” أنّ “الجدل الحاصل في أوساط الشارع الرياضي في تونس بشأن تعيين الكبير مدربًا لنسور قرطاج يعود أساسًا إلى اعتقاد جزء كبير من التونسيين أنّ تاريخ الكبير الكروي (تجربة التدريب) لا تُؤهله للإشراف على المنتخب التونسي الذي بات يطمح إلى الوصول إلى مراكز متقدمة في كل المسابقات الإقليمية والدولية، ولن يكفيه الأدوار النهائية مثلًا في بطولة إفريقيا، والدور الأول في كأس العالم”، مضيفًا أنّ “متلازمة المدرب المحلي والنتائج السلبية تُعيق القبول بالكبير مدربًا للمنتخب”.
جدل تعيين منذر الكبير مدربًا للمنتخب التونسي أعاد إلى السطح أزمة طالما ألقت بظلالها على قطاع الرياضة في تونس وأحدثت جدلًا واسعاً في الشارع المحلي، فالاعتماد على المدرب الأجنبي في الأندية الكبيرة أو المنتخبات الوطنية التي تملك إمكانات مادية جيدة عند طيف من التونسيين يمكن من قطف نتائج إيجابية منها تطوير اللعبة (كرة القدم) وتعصيرها وجعلها في مستويات عالمية، وبين من يرى أنّ المدرب المحلي المؤهل أفضل بكثير من المدرب الأجنبي إذا أعد إعدادًا جيدًا وأعطي الفرصة إضافة إلى الإمكانات المطلوبة والعوامل المساعدة على الاستقرار والاستمرار، سيّما وأنّه القادر على تفهم ظروف وأوضاع وإمكانات اللاعبين بصورة أفضل.