ترجمة وتحرير نون بوست
تظاهر 70 من سكان وادي الأردن خارج مكتب الأمم المتحدة في رام الله الأسبوع الماضي، وسلموا رسالة للأمين العام “بان كي مون” كتب فيها: “نكتب إليك طالبين اتخاذ إجراءات عاجلة ضد سياسات إسرائيل الممنهجة للنقل القسري والتطهير العرقي الذي تتم بحق الشعب الفلسطيني، لاسيما المزارعين والمجتمعات البدوية الفلسطينية في ما يسمى بالمنطقة (ج) في الضفة الغربية المحتلة”.
وكانت التظاهرات قد بدأت بعد هدم العديد من المنازل وحظائر الحيوانات المملوكة لعائلات من مخيم “أبو الجاج” في وادي الأردن، والقريبة من تجمعات الاستيطان الإسرائيلية.
وكان قد حدث قبل 20 عام، أن نص الاتفاق المؤقت بتقسيم الضفة الغربية إلى 3 مناطق، “أ”، “ب” و “ج”، حيث تقع معظم مناطق وادي الأردن ضمن المنطقة “ج” التي احتفظت إسرائيل بسيطرة كاملة عليها، وقيدت كل أشكال البناء والتنمية الفلسطينية فيها، معتبرة أكثر من 94% منها منطقة عسكرية مغلقة ومحميات طبيعية.
الفلسطينيون المقيمون هناك يتم دفعهم خارجها من خلال عمليات الهدم المتواصل والتحرش العسكري بهم والقيود المفروضة على الموارد والحركة.
وكان الجيش الإسرئيلي قد هدم 248 مبنى، وأجبر 492 على النزوح، بالإضافة لجرح أكثر من 802 فلسطيني في عام 2014 فقط.
ويقول “رشيد خضيرات” منسق حملة التضامن مع وادي الأردن: “هنالك حملة متواصلة لتطهير المنطقة عرقيًا”.
ويضيف خضيرات أن السلطات الإسرائيلية تُخطِر الناس أنها سوف تهدم المنزل قبل أيام قليلة فقط، مما لا يترك مجالاً للعمل مع محامين لإنقاذ المنازل من الهدم، يقول: “وهامشيًا .. السلطة الفلسطينية عليها أن تدفع محاميًا للتواصل مع السلطات حول عمليات الهدم، لكنها غالبًا لا تفعل ذلك”.
ويكمل خضيرات “إسرائيل لا توفر أي منازل بديلة، إنهم يريدون من الفلسطينيين أن يغادروا المنطقة .. بعضهم غادروا إلى مدن قريبة مثل طوباس وأريحا، وآخرون اختاروا العيش هنا في الخيام والمساكن المؤقتة، وأحيانًا تتبرع المنظمات والأمم المتحدة بهذه المستلزمات التي عادة لا تتوفر بشكل سريع ولا تغطي الكميات الكبيرة من احتياجات الناس”.
وادي الأردن يشارك الأردن بالحدود، وفيه أرض غنية للزراعة وكثير من المياه متوافرة، إلا أن الطرق إلى الأراضي الزراعية ومصادر المياه كانت صعبة بالقدر الذي حدّ من استفادة الفلسطينيين منها، الأمر الذي استفادت منه إسرائيل بتطوير مشاريع تجارية مربحة.
ويقول “خضيرات”: “جميع المستوطنات الإسرائيلية في الوادي هي في أراضي زاعية، وتنتج منتجات مثل التمر والبرتقال والموز”. ويكمل : “إسرائيل تزودهم بالمياه والكهرباء والأرض مجاناً، مما يجعل كلفة منتجاتهم أرخص بكثير من المتوسط، الأمر الذي يقلل سعر المنتج ويخدم اقتصاد إسرائيل في أوروبا وأمريكا”.
وتعتبر المياه هو المورد الأساسي في الواحد، وهي القادمة من نهر الأردن والبحر الميت، والعديد من الينابيع العذبة.
تسيطر إسرائيل على المياه بشكل كامل، توفرها للمستوطنين بشكل كامل، وتحد من وصول الفلسطينيين للمياه، حيث أنها كذلك منعتهم من جمع المياه في آبار تزيد عن عمق 150 متراً. وغالباً ما يحفر الإسرائليون آباراً عمقة بجانب آبار الفلسطينيين، الأمر الذي يجعل من آبار الفلسطينيين غير مجدية.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد فصلت المجتمعات عن بعضها البعض في وادي الأردن من خلال سلسلة من النقاط العسكرية والتفتيش، الأمر الذي جعل مقاومة ذلك صعباً للغاية.
ويقول “خضيرات” أن المجتمع الدولي متجاهل تماماً لما يحدث في وادي الأردن، معظم الاعلام والمساعدات تتركز في المناطق “أ” و “ب” في الوادي، مدعين أن منطقة “ج” هي تحت الحكم الإسرائيلي، لذا فانهم لا يستطيعون فعل شيء.
وينهي كلامه فيقول : “كثيرون – حتى في فلسطين- غير مدركين لأهمية وقيمة وادي الأردن”.