قذائف على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية، لم تتطور خلال تصاعدها الأحداث بعد إلى معارك طاحنة، لكنها تُفصح دون شك عن مستوى من التوتر كانت بوادره قد ظهرت قبل أيام، عندما قصفت “إسرائيل” مناطق في لبنان وسوريا، ولم تنف قيادتها علاقتها بغارات على مقار للحشد الشعبي في العراق، فهل ما شهده الجانبان في الساعات الماضية يمثل نهاية المطاف أم هو بداية لسلسلة من الهجمات والهجمات المضادة هدفها توجيه رسائل سياسية محددة؟ وماذا يترتب على كلتا الحالتين من تداعيات محليًا وإقليميًا؟
هجمات مضادة.. هل يعتمد حزب الله على الهجوم الإسرائيلي؟
“وقفت “إسرائيل” على قدم ونصف كما هددها نصر الله”، هكذا يقول لبنانيون بعد القلق والاستنفار والترقب، خاصة في المناطق الشمالية من “إسرائيل”، حيث أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أوامر بفتح الملاجئ في البلدات الإسرائيلية التي تبعد حتى 4 كيلومترات عن الحدود اللبنانية، ودعت السكان ليكونوا مستعدين، وأعلنت حالة الطوارئ بمستشفيات شمال “إسرائيل” لاستيعاب أي جرحى محتملين على حدود لبنان.
كما أغلقت الطرق المؤدية إلى الحدود مع لبنان والجولان السوري المحتل، ونشرت القوات على طول 70 كيلومترًا من الحدود مع لبنان، فضلاً عن إغلاق المجال الجوي على مقربة من الحدود اللبنانية، وتوقف حركة الطائرات في مهبط مدينة كريات شمونة الحدودية، وحشد الاحتلال لمزيد من قطع المدفعية وراجمات الصواريخ والدبابات، ونقلها من معسكراته في الجولان المحتل إلى منطقة الجليل الأعلى.
وسرعان ما جاء الرد الذي قال زعيم حزب الله اللبناني قبل أيام قليلة إنه “سيكون حاسمًا”، بهجوم بصواريخ “كورنيت” دقيقة التصويب استهدف قاعدة عسكرية لجيش الاحتلال داخل حدود “إسرائيل” عند القطاع الأوسط للحدود، فدمَّر عددًا من الآليات العسكرية والمركبات المتحركة كما يقول الحزب.
يبدو الرد اللبناني مختلفًا هذه المرة، فكثيرًا ما تدخل طائرات إسرائيلية بشكل متكرر المجال الجوي اللبناني لكن من النادر استهداف الجيش لها
وقال الحزب في بيان إن تدمير الآلية العسكرية الإسرائيلية تم عند طريق ثكنة أفيفيم المتاخمة للقطاع الأوسط من الحدود مع لبنان. يأتي هذا الهجوم عقب تهديدات نصر الله، قال فيها إن قادته الميدانيين “مستعدون للرد على هجوم وقع قبل أسبوع بطائرات مسيَّرة في بيروت”، وألقى بمسؤوليته على “إسرائيل”، وذلك بعدما أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعزيز قواته قرب الحدود مع لبنان.
ويبدو الرد اللبناني مختلفًا هذه المرة، فكثيرًا ما تدخل طائرات إسرائيلية بشكل متكرر المجال الجوي اللبناني لكن من النادر استهداف الجيش لها، وكان حزب الله قد استهدف في العامين 2015 و2016 آليات عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة ردًا على غارات إسرائيلية استهدفت مقاتليه في محافظة القنيطرة السورية.
لهذا أثار وضع “حزب الله” اللبناني تهديداته ضد “إسرائيل” موضع التنفيذ هذه المرة، المخاوف من تصعيد خطير بين الطرفين في المنطقة، بعد أسبوع من التوتر المتصاعد، على خلفية سقوط طائرتين مسيرتين في معقل الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل اثنين من عناصره إثر غارة في سوريا.
وقياسًا بالهجوم الإسرائيلي هذا، يمكن القول إن رد “حزب الله” كان محدودًا في الزمان والمكان وقابلاً للاحتواء من جانب “إسرائيل”، بل أعقب الهجوم قصف مدفعي إسرائيلي استهدف محيط بلدتي مارون الراس وعيترون الواقعتين في جنوب لبنان، وجاء الرد بحسب بيان للجيش اللبناني بإطلاق عدد محدود من القذائف على المناطق المحيطة بمواقعها العسكرية، ما تسبب في اندلاع حرائق بالأشجار داخل مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، نتيجة ما قيل – بحسب الجيش اللبناني – إن طائرة إسرائيلية مسيَّرة خرقت الأجواء اللبنانية ألقت مواد حارقة على منطقة أحراج على الحدود.
#شاهد.. جانب من القصف الإسرائيلي الذي يستهدف قرى مارون الراس ويارون وعيترون جنوب لبنان. pic.twitter.com/K8W49faIBy
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) September 1, 2019
لكن تقديرات الهجوم اللبناني والرد الإسرائيلي اختلفت لدى الطرفين، ففي حين قدَّرت المصادر الأمنية اللبنانية الهجمات الإسرائيلية بنحو 40 قذيفة مدفعية دون وقوع خسائر بشرية، ذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن القوات الإسرائيلية استهدافت الخلية التي أطلقت الصواريخ المضادة للدروع، إضافة إلى إطلاق نحو 100 قذيفة صاروخية عنقودية وحارقة باتجاه مصادر النيران جنوبي لبنان.
وبينما أكد حزب الله أن هجومه داخل “إسرائيل” أسفر عن تدمير آلية عسكرية وقتل وجرح من فيها، نفت “إسرائيل” وقوع قتلى أو حدوث حتى إصابات في صفوف جيشها، وهذا ما حرص رئيس الوزراء الإسرائيلي على تأكيده بنفسه، ولخص الموقف بالقول “هوجمنا ببضعة صواريخ مضادة للدبابات وردنا كان بمئة قذيفة، وقصف جوي وإجراءات أخرى”.
وفي إشارة إلى محدودية ضربة حزب الله، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن “حزب الله نفذ الهجوم، لكنه أخفق في إسقاط ضحايا، كما أعلنت قيادة المنطقة الشمالية سريعًا عودة الحياة إلى طبيعتها في البلدات الحدودية الإسرائيلية التي طُلب من سكانها في وقت سابق التزام الملاجئ، كما أعاد فتح جميع الطرق التي أغلقها بمحاذاة الشريط الأمني، لكنه سيُبقي على حالة التأهب والاستنفار التي أعلنها في صفوف قواته منذ الأحد الماضي لعدة أيام قادمة قبل أن يُعيد الوضع إلى طبيعته، وهو ما بدد مخاوف الإسرائيليين.
معارك الحدود.. لمن الجولة الأولى؟
بعد ساعات من التصعيد العسكري المتبادل، عاد الهدوء مرة أخرى إلى المناطق الحدودية بين “إسرائيل” ولبنان وسط دعوات دولية لضبط النفس، في حين حرص كل طرف على تأكيد أن ما جرى كان لصالحه.
يرى بعض المراقبين أن الحزب اكتفى بالرسالة التي أراد أن يرسلها، وهي أنه “إذا ضربتم في داخل لبنان، فسنضرب في داخل حدودكم”
يعتبر مؤيدو حزب الله أن الحشود العسكرية الإسرائيلية على الحدود لم تمنع حزب الله من تنفيذ تهديداته، وأن الترسانة العسكرية الضخمة بما فيها منظومات الدفاع الصاروخي فشلت في منع صواريخ حزب الله الدقيقة من الوصول إلى حيث تريد.
وفي حين أنه ليس لدى لبنان أنظمة دفاع جوية، فإن الصواريخ الدقيقة قد تمثل نقطة توازن مضادة في مواجهة القوة العسكرية الإسرائيلية الضخمة في أي حرب في المستقبل، إذ إنها قادرة على الوصول لهدفها بدقة وتدمير مواقع مهمة للبنية التحتية.
ويرى بعض المراقبين أن الحزب اكتفى بالرسالة التي أراد إرسالها، وهي أنه “إذا ضربتم في داخل لبنان، فسنضرب في داخل حدودكم، صواريخنا عالية الدقة في التصويب وقادرة على أن تُحدث ألمًا قويًا وتصل إلى ما نريد”.
في المقابل، تؤكد “إسرائيل” أنها انتصرت في الجولة الأخيرة التي استغرقت ساعات فقط، وبدا فيها أن الطرفين لا يرغبان في تصعيد مفتوح، وإنما يسعيان بدرجة كبيرة إلى تسجيل نقاط في خانات الكسب السياسي والميداني دون أن يسمحا بذهاب الموقف نحو مواجهة مفتوحة.
يواصل #جيش_الدفاع الحفاظ على حالة جاهزية كبيرة في المجالات الدفاعية والهجومية في مواجهة سيناريوهات متنوعة بهدف الحفاظ على سيادة #إسرائيل وأمن السكان. لقد تم رفع القيود في الجبهة الداخلية باستثناء الأعمال الزراعية على السياج الحدودي مع #لبنان. pic.twitter.com/0EMyFuGcVg
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) September 1, 2019
رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يرى البعض أنه يسعي للظهور بمظهر الحاسم قبل انتخابات يخوضها بعد ثلاثة أسابيع، وقف كالمنتصر، وبدا مبتسمًا ومرتاحًا، ولم يعتريه القلق خلافًا لمرات سابقة، وقال إن تل أبيب تراقب الوضع، وأن حكومته في مشاورات بشأن ما سيحدث، وأضاف: “أعطيت التعليمات للاستعداد لأي سيناريو، سنحدد تحركنا المقبل بشأن الوضع على الحدود اللبنانية وفق تطورات الموقف”.
لفت انتباه مراقبين حرص نتنياهو على تأكيد عدم وجود قتلى أو إصابات للجنود الإسرائيليين، ولم يحمل بتصريحه المقتضب الذي أدلى به أي لهجة هجومية، وكأنما يقول “لا داعي للتصعيد، فالأمر لن يتجاوز ما حدث”، لكن نتنياهو ليس وحده في هذا، فحزب الله نفسه أعلن أنه “لا نية لدى القيادة العسكرية الميدانية للتصعيد العسكري المفتوح الآن مع القوات الإسرائيلية، وخاصة بعد ما حدث بالأمس”.
سيناريوهات المواجهة القادمة
موقف الطرفين لم يكن منعزلاً، بل ربما جاء متماهيًا مع أطراف إقليمية ودولية أردات عدم التصعيد في العلن، لكن بواطن الأمور حملت مواقف أخرى، فقد رجَّح محللون أن واشنطن أرسلت رسالة إلى تل أبيب بضرورة أن يكون ردها على أي هجوم من حزب الله متناسبًا معه، وألا تكرر ما وقع عام 2006.
ووسط مطالبات من مكونات المجتمع الدولي بضرورة ضبط الأنفس للمرور من تلك المرحلة، أعلنت الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب عن دعمها الكامل للقوات الإسرائيلية لـ”حق إسرائيل في الرد والدفاع عن أراضيها”، حسب قولها، وأعربت عن قلقها إزاء تدهور الأوضاع الأمنية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
ويرى البعض أن نتنياهو قد يفتعل تصعيدًا في المنطقة لأغراض انتخابية محضة لم يحسمها لصالحه حتى الآن
في الوقت عينه، كان رد حزب الله متماهيًا مع الداخل اللبناني الذي اعتبر الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على الضاحية الجنوبية “عدوانًا وخرقًا للقوانين الدولية”، وخاصة موقف رئيس الحكومة سعد الحريري – خصم حزب الله السياسي الأبرز في لبنان – الذي أجرى اتصالات عاجلة مع واشنطن وباريس، طالبًا التدخل من أجل عدم التصعيد على الحدود الجنوبية، معتبرًا ما تقوم به “إسرائيل” منذ أيام عدوانًا على الأراضي اللبنانية.
لكن رغم أن الطرفين – بمساعدة أطراف دولية على الأرجح – تمكنا من احتواء الموقف هذه المرة، وجاءت ردود فعلهما في إطار محدود زمانيًا ومكانيًا وعسكريًا، وهو ما يعني أن لا أحد يريد المواجهة، فإن الحرب ربما تندلع خلافًا لرغبة الطرفين لتثبيت أو تغيير معادلات الصراع الحاليّة.
وفي الوقت الذي لم يتضح فيه بعد المدى الذي يمكن أن تنفتح عليه المواجهة بين الطرفين، يترقّب اللبنانيون الرد، ويتساءل البعض ما إذا كان سيؤدي إلى تصعيد أكبر، ويخشى الكثيرون منهم من أن يدفع لبنان ثمن أي مواجهة مفتوحة بين حزب الله و”إسرائيل”.
يبدو أن هجوم حزب الله لم يؤد إلى مواجهة شاملة، والراجح أن الرد المحسوب من الطرفين ربما يُنهي حالة التوتر التي سادت على طرفي الحدود، ويشير إلى ذلك نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، الذي قال في مقابلة مساء الثلاثاء مع قناة “روسيا اليوم” إنه يستبعد أن تكون الأجواء أجواء حرب، الأجواء هي أجواء رد على اعتداء وكل الأمور تقرر في حينه، وسبق ذلك بأيام تأكيد قاسم بأن “الحزب سيرد على كل العدوان الإسرائيلي بضربة مفاجئة”.
“إسرائيل” شددت إجراءاتها الأمنية على حدودها الشمالية
في المقابل، انقسمت التحليلات المنشورة في الصحف الإسرائيلية بين احتمالات التصعيد والتهدئة، وحملت سيناريوهات المواجهة القادمة، ففي حين اعتبر بعض المحللين الإسرائيليين أن التوتر بين “إسرائيل” وحزب الله يقترب من نهايته، إلا أن البعض الآخر توقع سيناريو التصعيد، مستشهدين ببقاء جيش الاحتلال الإسرائيلي في حالة تأهب عالية عند الحدود، تحسبًا من “مفاجأة” قد يقدم عليها حزب الله.
من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” أليكس فيشمان، أن محدودية هجوم حزب الله لم تردع “إسرائيل” عن مواصلة الهجمات المنسوبة لها في لبنان، واستبعد أن يشن حزب الله هجومًا آخر، وبرر ذلك بقوله “لم تعد هناك شرعية لنصر الله، لا داخل لبنان ولا خارجه، لشن هجوم ثانٍ يمكن أن يصوره كمَنْ يستبيح أمن لبنان ويمنح “إسرائيل” شرعية لتوسيع نيرانها”.
أمَّا المحلل العسكري في “يسرائيل هيوم”، يوءاف ليمور، فلم يستبعد احتمال شن حزب الله هجوم آخر كردٍ مساوٍ على الهجمات التي تعرض لها في الضاحية الجنوبية لبيروت، مشيرًا إلى أن نصر الله سيبحث عن طرق أخرى للتزود بكميات كبيرة من الصواريخ الدقيقة إلى جانب الانتقام المنفصل الذي تعهد به.
أهداف سياسية وراء التصعيد العسكري
من المؤكد أن “إسرائيل” تنفست الصعداء بعد انجلاء الموقف واتضاح أن رد حزب الله كان محدودًا، ولم يترتب عليه أي تداعيات أو خسائر بشرية أو حتى مادية كبيرة، وربما يكون حزب الله خرج هو الآخر مرتاحًا من هذه الجولة، فقد وجه رسائل قوية للإسرائيليين، ولم ينخرط في حرب مفتوحة لا أحد يعرف نتائجها وتداعياتها.
ومع التقليل من حدة المواجهة العسكرية، لم تمر هذه الهجمات المتبادلة بين نصر الله ونتيياهو دون أن تحمل في طياتها دلالات سياسية، فقد لعبت السياسة دورًا مهمًا في ذلك، ويرى البعض أن نتنياهو قد يفتعل تصعيدًا في المنطقة لأغراض انتخابية محضة لم يحسمها لصالحه حتى الآن، فهو يريد كسب نقاط إضافية لدى الناخب الإسرائيلي عبر تنفيذ “إسرائيل” عدة هجمات ضد أطراف تعتبرها محسوبة على إيران في عدة دول عربية.
بدا أن نتنياهو يحمل شعور “إسرائيل” بالقلق من التأثير الإقليمي المتزايد لإيران والجماعات المسلحة الموالية لها، مثل حزب الله، في دول مثل سوريا والعراق، لهذا بدت دلالات إستراتيجية فتح جبهة مواجهة مع إيران تستهدف حلفاء طهران في المنطقة
وربما في هذا الإطار يتصدى نتنياهو لبعض الهجمات التي يتعرض لها والاتهامات التي يسوقها إليه خصومه السياسيون بأن سياسته مترهلة في التعامل مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، في حين يبرر ذلك بأن الأهم هو حزب الله وإيران، وهو ما يُنظر إليه على أنه نوع من الدعاية الانتخابية التي تستثمر المواجهات العسكرية لصالح الساسة الإسرائيليين.
في سياق التصعيد الأخير، بدا أن نتنياهو يحمل شعور “إسرائيل” بالقلق من التأثير الإقليمي المتزايد لإيران والجماعات المسلحة الموالية لها، مثل حزب الله، في دول مثل سوريا والعراق، لهذا بدت دلالات إستراتيجية فتح جبهة مواجهة مع إيران تستهدف حلفاء طهران في المنطقة واضحةً، وقد أفصح عنها تسلسل عمليات القصف، من استهداف محيط بلدة عقربة جنوب شرقي دمشق إلى الهجوم بطائرات مسيرة على الضاحية الجنوبية في بيروت، وما تلا ذلك من استهداف لمواقع على الجانب العراقي على الحدود مع سوريا.
وما فتئت “إسرائيل” تتهم إيران باستمرار تطوير وتعزيز ترسانتها العسكرية في سوريا ونقل صواريخ دقيقة التوجيه لحلفائها في جنوب لبنان وغرب العراق، وهي تشعر بفشلها في إنهاء الوجود العسكري الإيراني في سوريا، وما تصفه بتمدده باتجاه حلفاء طهران في المنطقة رغم محاولاتها العسكرية المتعددة داخل سوريا.
وتحذر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن الصواريخ الإيرانية التي تصل إلى غرب العراق يمكنها الوصول إلى “إسرائيل”، ومع نشاطها العسكري ضد إيران في سوريا ظلت إسرائيل تحمل بيروت مسؤولية أنشطة إيران وحزب الله على الأراضي اللبنانية.
كما تتقاطع كل هذه الهواجس مع استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة والفشل في احتواء العمليات التي تستهدف “إسرائيل” عبر حدود القطاع، وتحمل لها رسائل تحذر من عواقب تشديدها الحصار على القطاع وتنكرها لتفاهمات التهدئة وعدم إدراكها لحتمية الحل العادل والشامل.