حراك دبلوماسي عربي مكثف تشهده الساحة الإقليمية خلال الأيام القليلة الماضية في أعقاب التصريحات الصادمة الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمعروفة إعلاميًا بـ “مقترح التهجير من غزة”، إفراط غير مسبوق في البيانات والإدانات، ومنح الآلة الإعلامية العربية الضوء الأخضر للهجوم على هذا المقترح دون سقف محدد.
البداية كانت في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني 2025 حين طلب ترامب من مصر والأردن استقبال المزيد من فلسطيني غزة، بزعم ما سببته الحرب على مدار أكثر من 15 شهرًا من تدمير للقطاع يستوجب إخلاءه لإعادة الإعمار، ثم تطور الأمر من مجرد طلب عابر إلى مقترح ممنهج يستهدف تهجير الفلسطينيين من القطاع تمهيدًا لاستيلاء الولايات المتحدة عليه وتحويله إلى “ريفيرا الشرق الأوسط” وصولا إلى الحديث عن شراءه – كعقار- بشكل نهائي ومنح إعماره- هبة ومنًة- لبعض بلدان المنطقة.
وبعيدًا عن المقترح الذي قال عنه السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي بأنه لا يمكن أن يصدر إلا عن رجل فقد عقله تمامًا، فيما وصفه المستشار الألماني أولاف شولتس بـ “الفضيحة” إلا أن رد الفعل العربي كان السمة الأبرز، إذ لم تشهد الساحة رغم مرور أكثر من 470 يومًا على حرب غزة، مثل هذا الحراك والانتفاضة الدبلوماسية العربية دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني والتمسك بثوابت القضية.
وأثارت تلك الاستفاقة العربية بعد سُبات دام قرابة 15 شهرًا الكثير من التساؤلات حول دوافعها الحقيقية، -بعيدًا عما تتضمنه البيانات الرسمية-، وقدرتها العملية على مواجهة التحديات التي تهدد المنطقة، ومدى توفر الإرادة السياسية العربية لترجمة هذا الحراك الكلامي إلى قرارات ملموسة على أرض الواقع، ثم السؤال الأكثر حرجًا: ما الذي شجًع ترامب، ومن خلفه رئيس حكومة الاحتلال على التجرؤ بهذا الشكل غير المعهود؟ ضاربين بالاعتبارات العربية عرض الحائط، ثم أين كانت مثل تلك المواقف طيلة الحرب؟ ولماذا لم يشهد الفلسطينيون تلك الهبًة إلا بعدما سُوّيت غزة بالأرض وباتت مكانا غير قابل للحياة؟
الموقف العربي بين تاريخين.. محاولة لوضع النقاط على الحروف
لا يمكن قراءة المشهد الراهن، بأبعاده المختلفة، بشكل دقيق، قبل تفكيكه إلى مرحلتين أساسيتين:
الأولى: من 7/10/2023 إلى 24/1/2025.. حيث حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال والتي أودت بحياة عشرات الالاف من الضحايا والمفقودين، معظمهم من الأطفال والنساء، ودُمر ما يزيد عن 90% من البنية التحتية لقطاع غزة الذي تحول إلى أرض محروقة غير قابلة للحياة بعدما انتفت بداخله كل مقومات العيش والسلامة.
في تلك المرحلة اكتفى القرار العربي بالجلوس في مقاعد المتفرجين، يشاهد ما يحدث كما بقية شعوب العالم، دون أي خطوة ملموسة لإنقاذ هذا الشعب الذي يُباد على الهواء مباشرة، وعلى العكس من ذلك تحولت بعض الحكومات إلى داعم قوي للاحتلال، إذ عملت على كسر العزلة المفروضة عليه وكرست إمكانياتها لإنقاذ الإسرائيليين من أي تداعيات محتملة لتلك المعركة، فزودتهم بالزاد والبضائع والسلع المنقوصة، وأنعشت خزائن الكيان بعوائد التجارة البينية المتبادلة والتي شهدت رواجا خلال فترة الحرب مقارنة بما كانت عليه قبلها.
وعلى الجهة الأخرى كانت هناك حكومات تتماهى مع الأجندة الإسرائيلية في تشديد الحصار على سكان القطاع، فأغلقت المعابر وأعلت من أسوار جدرانها الحدودية العازلة، بل تجاوز الأمر إلى تقديم مقترحات لتهجير الغزيين إلى صحراء النقب، حتى القضاء على حركات المقاومة بشكل كامل.
في تلك المرحلة وقع الفلسطينيون في القطاع بين فكي الخذلان العربي الفاضح، الأقرب للتواطؤ والتآمر، من جانب، والعربدة الإسرائيلية الحاصلة على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة وحلفاء الغرب، من جانب أخر، تلك العربدة المطمئنة لغياب أي رد فعل عربي من شأنه أن يغير المشهد أو يُضفي عليه بعض التعديلات.. في تلك المرحلة كان الموقف العربي يتقلد دور الحاضر الغائب.
الثانية: من 25/1/2025 وحتى اليوم.. بعد سُبات دام لأكثر من 470 يومًا فوجئ الجميع بهبة عربية غير مسبوقة، انتفاضة دبلوماسية لم تعهدها أجيال عاشت فوق رُكان الصمت سنوات طويلة، بيانات مطولة، ذات خطابات قاسية، مكتوبة بلغة حازمة، تحمل رسائل حاسمة، تستهدف الرئيس الأمريكي وإدارته وحكومة الاحتلال.
فجأة تحول محور الاعتدال (مصر والسعودية والإمارات والاردن) المتمسك بالإبقاء على العلاقات مع الاحتلال في نطاقها الدافئ مهما كانت التحديات، إلى الانحياز – ولو شكليًا- إلى صف المقاومة، مدافعا عن حقوق الشعب الفلسطيني المتمسك بأرضه والمضحي في سبيلها بالروح والجسد، موجها انتقادات لاذعة لم يعرفها الخطاب الدبلوماسي لتلك الدول.
وبعيدًا عن أن تلك البيانات لا تعدو كونها سجالا كلاميًا دون ترجمة أي منه إلى خطوات أو إجراءات ملموسة على أرض الواقع، إلا أن اللهجة المستخدمة كانت استثنائية، هجوم سياسي وإعلامي، شعبي ونخبوي، رسمي وجماهيري، الأمر الذي دفع المحللين للتساؤل عن السبب وراء هذا التحول الكبير في الموقف العربي؟ فمن لم يتحرك لأجل قتل عشرات الالاف من النساء والأطفال والشيوخ وتدمير شعب بأكمله على مدار 15 شهرًا ما الذي يجره للتحرك اليوم ولو بالكلام؟
ما الذي تغير في المشهد؟
المتغير الوحيد الذي فرض نفسه على الساحة وأحدث هذا التحول في الموقف العربي كان تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى الأردن ومصر، ثم إدراج السعودية معهما لاحقا كما جاء على لسان نتنياهو، من هنا كانت الشرارة الأولى التي قادت نحو هذا الحراك الدبلوماسي العروبي المستمر حتى كتابة تلك السطور.
فما أن قدم ترامب مقترحه الخاص بالتهجير خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، في البيت الأبيض، الثلاثاء 4 فبراير/شباط الجاري، خرجت السعودية ببيان رسمي بعد ساعات قليلة من انتهاء المؤتمر، أكدت فيه رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي أو ضم الأراضي الفلسطينية أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مشددة على أن موقفها الثابت إزاء القضية الفلسطينية ليس محل تفاوض أو مزايدات.
ثم دخلت الأردن ومصر على خط الرفض لهذا المقترح، حيث أصدر البلدان بيانات منفصلة وتصريحات من قيادتيهما، شددت خلالها على التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ومشروعية تواجده القانونية والتاريخية، محذرة من التصريحات الصادرة عن واشنطن وتل أبيب بخصوص هذا الشأن، ومؤكدة على رفض أي طرح أو تصور يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال انتزاع الشعب الفلسطيني أو تهجيره من أرضه التاريخية والاستيلاء عليها، سواء بشكل مرحلي أو نهائي.
وما أن هدأت الأمور نسبيًا حتى خرج نتنياهو وخلال مقابلة له مع القناة 14 الإسرائيلية ليُشعل الموقف مرة أخرى، حين قال إن “لدى السعودية ما يكفي من الأراضي لتوفير دولة للفلسطينيين”، وبسؤاله عن إقامة دولة فلسطينية كشرط للتطبيع مع السعودية، أكد “لن أبرم اتفاقا من شأنه أن يعرض إسرائيل للخطر”.
#عاجل | الخارجية المصرية: متضامنون مع أبناء غزة البواسل الذين يتمسكون بأرضهم للدفاع عن قضيتهم العادلة والمشروعة pic.twitter.com/NhgPdOMT0l
— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 10, 2025
وتعليقًا على تلك التصريحات أصدرت كل من مصر والإمارات بيانين أدانا فيهما تلك التصريحات التي وصفاها بأنها تمس أمن المملكة وسيادتها، فيما أكدت القاهرة في بيان منفصل لخارجيتها “على أن أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة واحترام سيادتها هو خط أحمر لن تسمح مصر بالمساس به، ويعد استقرارها وأمنها القومي من صميم أمن واستقرار مصر والدول العربية لا تهاون فيه”.
وفي مقابلة له مع قناة فوكس نيوز الأميركية، عاود رئيس حكومة الاحتلال الهجوم على القاهرة حين اتهم الدولة المصرية بمنع سكان غزة من مغادرة القطاع، قائلا “كان البعض يقدم رشى لحراس (المعبر). لذا، خرج الأثرياء للغاية، لكن أولئك الذين أرادوا المغادرة لم يتمكنوا من ذلك”، مضيفا أنه يجب منح الفلسطينيين في غزة خيار الانتقال لمكان آخر.
أثار هذا الهجوم استفزاز الخارجية المصرية التي عبرت في بيان لها عن استهجانها لتلك التصريحات التي وصفتها بأنها “ادعاءات وتضليل متعمد”، لافتة أنها تستهدف “التغطية وتشتيت الانتباه عن الانتهاكات الصارخة التي ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين وتدمير المنشآت الحيوية الفلسطينية من مستشفيات ومؤسسات تعليمية ومحطات كهرباء ومياه الشرب، فضلا عن استخدام الحصار والتجويع كسلاح ضد المدنيين”.
وأعربت عن رفضها التام “لأية تصريحات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني إلى مصر أو الأردن أو السعودية، وتعرب عن تضامنها مع أبناء غزة البواسل الذين يتمسكون بأرضهم رغم كل ما يتعرضون له من أهوال للدفاع عن قضيتهم العادلة والمشروعة، كما تؤكد على التمسك بالثوابت المصرية والعربية الراسخة والمرتكزة على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود الرابع من يونيو/حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
الملاحظ هنا أن الحراك الدبلوماسي العربي الراهن، المصري السعودي الأردني تحديدًا، والذي لم يُحرك ساكنا طيلة 470 يوما من حرب الإبادة الوحشية، لم ينتفض بهذا المستوى إلا بعد حديث ترامب ومن بعده نتنياهو عن تهجير الغزيين إلى تلك البلدان، أي أنه تحرك مُسبب، مدفوع بالقلق من ترحيل الفلسطينيين من وطنهم إلى تلك الدول، وليس باعثه رفض فكرة التهجير من جذورها بما يترتب عليها من تصفية للقضية الفلسطينية.. وهنا مربط الفرس.
العرب كلمة السر.. كيف وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه؟
المتابع للمشهد في غزة منذ بداية الحرب وحتى اليوم يخرج بنتيجة مؤكدة مفادها أن ترامب ما كان له أن يتجرأ على مثل تلك التصريحات إلا حين اطمأن لغياب رد الفعل العربي، وحين استقر في يقينه أنه لا موقف عربي مناهض، ولا قرار عروبي من شأنه التصدي له، فهو يتحرك انطلاقا من الحكمة القائلة ” من أمن العقاب أساء الأدب”.
السؤال هنا: من أين توصل ترامب لهذه النتيجة؟ والإجابة يقدمها القطاع على مدار 15 شهرًا من الحرب المدمرة، التي استخدم فيها جيش الاحتلال المدعوم أمريكيًا وأوروبيًا كل أنواع الأسلحة المحرمة ضد الأطفال والنساء في غزة، والتي ارتكب خلالها أفظع وأبشع أنواع الجرائم ضد الإنسانية، حرق وتجويع وحصار، دون أن يُحرك العرب ساكنًا، فلا موقف عربي واحد فرض نفسه طيلة أشهر الحرب الأطول في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
هذا الخنوع الأقرب للانبطاح، المخضب بدماء التواطؤ أحيانا، تسبب في نهاية المطاف في هذا المشهد المخزي الذي يبدو عليه قطاع غزة، تدمير كامل ونسف لكل مقومات الحياة، وتحويله إلى أرض قاحلة غير قابلة للعيش فيها، تلك الصورة التي اعتبرها ترامب بيئة خصبة لتقديم مقترحه العنصري بداعي الإعمار وتحويل غزة إلى ريفيرا الشرق الأوسط بعدما تحولت إلى أرض طاردة لسكانها.
من هنا لم يجد ترامب أي حرج في الاستهانة بالأنظمة العربية والتطاول عليها من خلال تلك المقترحات الهمجية، فالحكومات التي لم تُبد أي رد فعل معتبر أمام مشاهد القتل والتدمير والحرق والحصار والتجويع كل تلك الأيام، من المستبعد أن تتحرك أمام التهجير بداع الإعمار، خاصة إذا ما فُرضت عليها ضغوطات ما في مقابل إغراءات مادية وسياسية معروفة للجميع، متيقنًا أن رد الفعل المتوقع من قبل كيانات بهذه الهشاشة والهوان لن يخرج عن ثنائية الإدانة والشجب، مع احتمالية الاحتماء بالقانون الدولي الذي يتلاعب به الأمريكان لصالح أجنداتهم.
مرحلة جس النبض.. بالقرارات لا بالبيانات
حتى الآن لا يغادر مقترح ترامب حاجز الأفكار والتصريحات الجوفاء دون تقديمه في صورة مقترح عملي قابل للتنفيذ، فهو في مرحلة جس النبض التي يختبر بها الرئيس الأمريكي رد الفعل العربي الذي على أساسه سيكون موقفه النهائي، إما التراجع عنه بشكل كامل أو تحويله إلى خطة على أرض الواقع، بما يعني أن الكرة اليوم باتت في ملعب العرب.
الرئيس الأمريكي الذي تهيمن عليه عقلية السمسار والتاجر، يتعامل مع قطاع غزة والقضية الفلسطينية بصفة عامة، كمشروع استثماري أشبه بالصفقة العقارية التي تخضع في نهاية الأمر لـ “شطارة المفاوض” وقدرته على تمرير بضاعته للمشتري بأي وسيلة كانت، إلا أن موقفه النهائي مرهون بقدرة المشتري على التفاوض وإجهاض أحلام التاجر الباحث عن المكاسب العظمى من بضاعة ليست بضاعته، فهو سمسار يبيع الوهم الممزوج بالرعب والتهديد، مستغلا خوف المشتري وقلقه ووهن حضوره وتراجع شعبيته.
من هنا.. فإن خطاب الإدانة والشجب والاستنكار المهيمن على البيانات العربية الرسمية، فضلا عن الحملات الإعلامية، ومنح الضوء الأخضر للرأي العام للتعبير عن رفضه لتلك المخططات، بجانب القمم العربية المزمع عقدها، كل هذا لن يجدي نفعا مع عقلية يسيطر عليها الفكر العملي الواقعي على الأرض، تلك العقلية التي لن يردعها إلا لغة القرارات والإجراءات، خطوات عملية تغير نظرته عن السلبية العربية، وتدفعه نحو إعادة النظر في مقترحه الحالي وما يمكن أن يفكر فيه من مقترحات أخرى قادمة.
قمة عربية "طارئة" في القاهرة لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية وتصريحات نتنياهو بشأن السعودية https://t.co/EPT3fVOuSc pic.twitter.com/3g9SgGOn9j
— مونت كارلو الدولية / Monte Carlo Doualiya (@MC_Doualiya) February 9, 2025
اختبار جديد للدبلوماسية العربية.. أما آن لها أن تنجح مرة؟
بصرف النظر عن دوافع الحراك الدبلوماسي العروبي المكثف بعد صمت القبور الذي خيم على المشهد طيلة أشهر الحرب الطويلة، إلا أن الحضور ولو متأخرًا، أيًّا كان السبب، أفضل بكثير من عدم الحضور بالمرة، غير أن هذا التواجد بحاجة لترجمة فعلية تنقله من ساحة السجال والبيانات مقابل التصريحات إلى الحضور الفعلي المبني على قرارات وإجراءات عملية، إذا هي فرصة يمنحها القدر مجددًا للعرب لتصليح ما أفسدوه على مدار 470 يومًا من القتال.
ترامب بحاجة إلى رد فعل عربي يبرهن له أن مقترحه لن يمر بأي طريقة كانت، وأن التهديدات التي يتوعد بها رافضي مثل هذا الطرح لا قيمة لها، فمزاعمه، التي يتحجج بها لتمرير مخططه والتي لخصها في الإشارة إلى أن القطاع ما عاد قابلا للحياة، وأنه أصبح بيئة طاردة لأهله، لابد وأن يُرد عليها بتحويل غزة إلى بيئة صالحة للعيش تمتلك كافة المقومات التي تؤهلها لأن تكون قبلة لأهلها من الداخل والخارج.
وعليه فالتصدي لمخطط التهجير لن يكون بالبيانات ولا القمم العربية الطارئة ولا الدورية، لكن بالعمل على وجه السرعة لإعادة إعمار قطاع غزة، إعمار عربي خالص، دون الحاجة إلى أي مشاركات خارجية، فالعرب قادرون على القيام بتلك المهمة، أن يُعاد فتح معبر رفح وأن تدخل كافة المساعدات التي تساعد الغزيين على البقاء والصمود حتى بناء قطاعهم مرة أخرى.. هذا هو الخيار الوحيد الآن أمام العرب للإبقاء على تواجدهم على خارطة الإقليم الذي يهندسه ترامب على المقاس الإسرائيلي.