رئيس في القصر، واثنان في السجن

aa_picture_20140608_2510990_web

بينما يقبع “محمد حسني مبارك” في مستشفى المعادي العسكري، منذ أكثر من عامين، نصبت مصر – على بعد أمتار من هذا المكان – المرشح الذي كان يؤيده مبارك، “عبد الفتاح السيسي” الرئيس العسكري الجديد، وذلك بمقر المحكمة الدستورية بضاحية المعادي، جنوبي القاهرة.

أدي السيسي قسمه أمام المحكمة الدستورية العليا، نظرًا لعدم وجود مجلس للنواب (برلمان)، حيث تنص المادة 144 من الدستور على أن “يكون أداء اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا فى حالة عدم وجود مجلس النواب”.

السيسي الذي قاد انقلابًا عسكريًا ضد أول رئيس مصري منتخب “محمد مرسي” أقسم اليمين الدستورية، قبل أن ينتقل وعشرات من المدعوين العرب والدوليين إلى قصر الاتحادية للاحتفال بتنصيبه وإلقاء أول خطاب له كرئيس للجمهورية.

المدعوون العرب شملوا ولي العهد السعودي، ملك الأردن، ولي العهد الإماراتي، ملك البحرين، أمير الكويت الرئيس الفلسطيني، ومن بينهم ممثلون عن دول الصومال، سلطنة عمان، العراق، جزر القمر، السودان، جنوب السودان، لبنان، الجزائر، ليبيا، موريتانيا، تونس، المغرب، جيبوتي، وإيران، كما حضر ممثلون منخفضو المستوى عن دول غربية وأفريقية. 
ويُتوقع أن يحضر المئات حفلاً آخر لاحقًا هذا المساء، بقصر القبة الرئاسي بقلب القاهرة.

وبعد استقبال المسئولين العرب والأجانب، ولأول مرة في تاريخ الجمهورية المصرية منذ تأسيسها عام 1952، وقع الرئيس العسكري الجديد “عبد الفتاح السيسي” وثيقة تسليم وتسلم للسلطة، مع الرئيس الذي عينه السيسي، والمنتهية ولايته “عدلي منصور”.

وجود عدلي منصور كان مهمًا للغاية للنظام، فالنظام المصري يحتاج لأفضلية لعبد الفتاح السيسي، يستطيع بها التفوق على محمد مرسي، أول رئيس منتخب في تاريخ مصر، فابتُدعت تلك الوثيقة، التي يصورها الإعلام المصري على أنها أول تسليم سلمي للسلطة في تاريخ البلاد، وهو ما أكد عليه السيسي في كلمة تنصيبه.



السيسي في كلمته أيضًا شكر العاهل السعودي على ما ذكره في خطاب تهنئته بالفوز، ودعوته لمؤتمر مانحين لمساعدة مصر، وقال السيسي أنه يتطلع “إلى مشاركة الجميع” في ذلك المؤتمر.

بعض المتابعين أشاروا إلى عدد من الفوارق والاختلافات بين تنصيب مرسي والسيسي، فمثلاً: شهدت الفترة التي سبقت أداء الرئيس الأسبق محمد مرسي لليمين الدستورية جدلاً دستوريًا، فبينما كان الإعلان الدستوري الذي أصدره المجلس العسكري في يونيو/ حزيران من عام 2012 ينص على “أداء الرئيس لليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا في حال غياب مجلس الشعب”، كانت الحركات الشبابية والثورية تطالب مرسي بألا يذهب لأداء اليمين الدستورية في مقر المحكمة الدستورية، ما أضطر مرسي للخروج من هذا الجدل بأداء اليمين الدستورية في ميدان التحرير قبل يومين من أدائه أمام قضاة المحكمة الدستورية، وهو ما يبدو أن السيسي لن يستطيع فعله، إذ قالت مصادر عدة أن مقر حكم السيسي وإقامته سيكون سريًا للغاية لأسباب أمنية.

أما من ناحية الاستنفار الأمني، فلم يشعر المواطن المصري بحالة الاستنفار الأمني أثناء أداء مرسي لليمين الدستورية قبل عامين، وبدا اليوم عاديًا من حيث الإجراءات الأمنية، ولم يغلق كورنيش النيل أثناء أدائه اليمين، على العكس مما حدث اليوم.

وفي مشهد لافت لدعم مؤسسات الدولة للرئيس الجديد، حضر احتفال تأدية مراسم السيسي، شيخ الأزهر الإمام “أحمد الطيب”، وبابا الأقباط “تواضروس الثاني”، إلى جانب رؤساء الحكومات السابقة كمال الجنزوري (في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي)، وحازم الببلاوي (في عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور)، إلى جانب شخصيات ذات ثقل سياسي من بينها “نبيل العربي” الأمين العام لجامعة الدولة العربية، و”عمرو موسى” رئيس لجنة الخمسين التي تولت وضع الدستور الجديد للبلاد في عام 2014.

أما في فعاليات يوم التنصيب، فقد شارك مرسي بعد مغادرة مقر حلف اليمين في حفلين، أحدهما في جامعة القاهرة بحضور المفكرين والمثقفين وأعضاء مجلس الشعب المنحل، والآخر كان في الجيش بحضور قادة القوات المسلحة .. بينما ذهب السيسي  بعد أداء اليمين الدستورية إلى قصر الاتحادية لاستقبال الوفود الأجنبية التي جاءت مهنئة، وبعدها ينتظر أن يذهب مساءً إلى قصر القبة حيث يقام حفل ضخم يحضره أكثر من ألف شخص.

المعلقون على تويتر علقوا على التنصيب بأشكال متعددة






وعلق بعضهم على الحضور من عائلة السيسي