عندما اندلعت حرب السودان في 15 أبريل/نيسان 2023، كان كثير من الناس ينظرون إليها على أنها “صراع على السلطة بين فصيلين عسكريين”، إذ كان طرفاها، الجيش والدعم السريع، على وفاق ظاهري حتى وقت قريب من اندلاعها، رغم تزايد التوترات والمنافسة بينهما ككرة جليد تتجمع في الأشهر الأخيرة التي سبقتها.
كما كانت هناك سردية أخرى تركّز على الطموحات والدوافع الشخصية لقائد الجيش، الجنرال عبد الفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتنافسهما الشخصي على السلطة، خاصة مع توجه مطامع الأخير نحو مقعد الرجل الأول، وقد طرحت هذه السردية عدة وسائل إعلام غربية بشكل مكثف تحت عنوان “حرب الجنرالات”.
أما الفرضية الثالثة عن اندلاع الحرب فتقوم على اتهام عناصر من نظام الرئيس المخلوع عمر البشير بإطلاق الرصاصة الأولى، وتتبعها ميليشيا الدعم السريع والقوى السياسية المنضوية تحت مسمى “تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم”، فلا يكاد يخلو بيان أو حديث للتنسيقية أو أحد قياداتها إلا وتجد فيه عبارة “الحرب التي أشعلها فلول النظام البائد بهدف العودة إلى السلطة”.
أما السردية الرابعة، وهي الأقرب للدقة، فمفادها أن الدعم السريع هو من أشعل الحرب استنادًا إلى الاستعدادات الكبيرة والتخطيط الجديد بهدف الاستيلاء على السلطة بعملية خاطفة تقوم باعتقال قائد الجيش، الجنرال عبد الفتاح البرهان، أو قتله، فقد بدا حميدتي في ذلك اليوم واثقًا تمام الثقة من نجاح مخططه، لدرجة أنه صرّح لفضائية الحدث قائلًا: “البرهان يستسلم بس، ما استسلم بنستلمو (نعتقله)، أصلو ما عندنا معاهو كلام أكتر من كده… هو الآن محاصر، نحن حوله”.
والرواية الأخيرة تدعمها عدة مؤسسات بحثية، مثل مؤسسة السلام العالمي في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس الأمريكية، ومجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، كما أشارت إليها صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير صدر قبل يومين، جاء فيه: “بعد هجوم خاطف، يقترب الجيش السوداني من استعادة السيطرة على عاصمة البلاد لأول مرة منذ أن أغرق جنرال متمرد الدولة الواقعة في شرق إفريقيا في حرب أهلية قبل ما يقرب من عامين”.
حميدتي في نهار 15 أبريل: “البرهان يستسلم بس، ما استسلم بنستلمو، أصلو ما عندنا معاهو كلام أكتر من كده.. هو الآن محاصر، نحنا حولو”
حميدتي مشى من لحظة استلام الدولة وتنصيب نفسه رئيس بحكم نيابته، لواحد متدسي تحت الأرض، ما ظهر ولا فد مرة واحدة.. ومشتهي التفاوض على الساهلة بس. pic.twitter.com/Gp3dVEG3VI
— Mohammed A.Rahman (@m7rhman) June 24, 2023
التماهي مع الدعم السريع
منذ بداية الحرب، تبنت القوى السياسية خطابًا يدعو ظاهريًا إلى وقف النزاع، بينما في الحقيقة تسعى إلى تمرير الأجندة السياسية للدعم السريع بعد فشل انقلابها، كما عملت هذه القوى على التستر على الجرائم المروعة التي ارتكبتها المليشيا منذ الأيام الأولى، كما تجلّى في بيان أصدره التحالف في مايو/أيار 2023، حيث نسب فيه حالات اغتصاب ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع إلى الجيش السوداني، مخالفًا البيان الأصلي الصادر عن وحدة حماية المرأة، قبل أن يضطر التحالف السياسي لاحقًا لسحب البيان والاعتذار بعد موجة انتقادات واسعة.
وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة القاهرة في يوليو/تموز 2023، صرح أعضاء في تحالف الحرية والتغيير بضرورة إبعاد الجيش عن السياسة، مع الإبقاء على “الدعم السريع” لما يمتلكه من “قواعد اجتماعية”، وهو نفس الخطاب الذي استخدمته المليشيا في تجنيد المقاتلين على أساس التهميش، ما أدى إلى انخراطهم في عمليات نهب غير مسبوقة، وتدمير للبنية التحتية، واحتلال منازل المواطنين في العاصمة الخرطوم، نتيجة للخطاب التحريضي المتطرف.
وكان من اللافت أيضًا أن قادة تحالف “تقدم” قاموا بتقسيم الناس خلال الحرب إلى معسكرين: معسكر الحرب ومعسكر السلام، حيث يُصنفون كل من يساند الجيش ضمن معسكر الحرب ويطلق عليهم لقب “البلابسة” خاصة في الإعلام، بينما لا يُنسب هذا الوصف للمناصرين إعلاميًا للمليشيا على الإطلاق.
امتدت حملة “التدليس” المتعمدة من قبل التحالف السياسي لتصل إلى مهاجمة الدول المتهمة بدعم الجيش، مثل مصر وقطر وإيران، لكنها لم ولن تشمل مطلقًا الدول المتهمة بدعم المليشيات مثل الإمارات وتشاد، حتى وإن أكدت الأمم المتحدة تورط أبو ظبي وتشاد في إرسال الأسلحة للدعم السريع، التي ارتكبت إبادة جماعية في إقليم دارفور بغرب السودان بحسب وزارة الخارجية الأمريكية.
بكري الجاك:
يا أستاذ أحمد مشكلة السودان ليست في الإمارات ولا في الخارج .. الأزمة في البرهان. 😂
A few moments later
بكري الجاك برضو:
الحركة الإسلامية هي من تؤجج الحرب وتدفع بالخارج في قطر وتركيا ومصر بالتدخل، لم يعُد ذلك سراً .. العالم كله يعرف!#وضاعة_وبلادة#الدولة_باقية https://t.co/8m0CLX0xdI pic.twitter.com/vnTLVi76X5
— Ahmad Shomokh (@ahmadshomokh) December 9, 2024
آلة دعائية ضخمة
يلاحظ المراقب عند متابعة تغطيات وسائل الإعلام الإماراتية المرتبطة بدولة الإمارات عمومًا انحيازها الواضح والصريح في الصراع السوداني منذ اللحظة الأولى نحو مليشيا الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو، والتي تشكلت إلى حدٍ بعيد من مليشيا الجنجويد سيئة السمعة.
لا يقتصر الإعلام الإماراتي على تبني دعاية المليشيا فحسب، بل يسعى أيضًا إلى تبرئتها من الفظائع الموثقة التي تورطت فيها منذ بداية الحرب في أبريل/نيسان الماضي، ضمن جهد إعلامي متكامل يلعب فيه قيادات التحالف السياسي دورًا محوريًا في محاولة تبرئة الدعم السريع من الفظائع التي ارتكبها ونسبها إلى الجيش.
ويلاحظ من يتابع المنشورات التي يبثها قيادات التحالف المدني على منصات التواصل الاجتماعي أن التفاعل السلبي من الجمهور يشكل السمة الغالبة؛ إذ نادرًا ما يجد المرء تعليقًا إيجابيًا على منشوراتهم.
على سبيل المثال، لا تخلو غالبية كتابات نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني، خالد عمر يوسف، من عبارات مثل “الحرب التي أشعلها الفلول”، بينما يتجاهل عن عمد مرتكبي الفظائع بحق الشعب السوداني من قتل ونهب واغتصاب، في منشورات قليلة ومقتضبة.
حالة الهياج التي انتابت عناصر النظام السابق عقب خطاب القائد العام للقوات المسلحة تكشف بوضوح حقيقة هذه الحرب الإجرامية وأهدافها. إنها حرب يسعى من خلالها حزب المؤتمر الوطني وحركته الإسلامية إلى التسلق على أكتافها للهيمنة الكلية على السلطة، غير مكترثين بدماء الأبرياء التي أُريقت…
— Khalid Omer Yousif (@KHOYousif) February 8, 2025
أما على صعيد الإعلام الإماراتي، فتتصدره قناة “سكاي نيوز عربية” التي أنتجت في الأيام الماضية تقريرًا بعنوان “المطامع الشخصية للجنرال عبد الفتاح البرهان”، حيث ادعت أن هذه المطامع تسببت في إشعال الحرب، بينما تناست تمامًا مطامع وطموحات حميدتي، وكيف بدا واثقًا من استلامه للسلطة ظهيرة يوم 15 أبريل/نيسان 2023.
وقد استخدمت سكاي نيوز تقنية الذكاء الاصطناعي في تقريرها الأخير لإبراز صور مهينة ومذلة وغير حقيقية تُظهر معاناة الشعب السوداني، وذلك بعدما فشلت تقاريرها السابقة في تشويه صورة الجيش؛ إذ بثت في وقت سابق تقريرًا يزعم مشاركة عناصر من تنظيمي داعش والقاعدة في القتال إلى جانب الجيش السوداني.
ولم تقدم القناة أدلة على اتهاماتها بقتال التنظيمات المتطرفة مع الجيش، بل نسبت تقريرها إلى مصادر صحفية غير مؤكدة، واحتوى على مجموعة من الأخطاء والمعلومات المضللة المرتبطة بسياقات متباينة ومضللة.
القصّة الكاملة: لماذا غضبت حكومة #السودان من قناة #سكاي_نيوز عربية الإماراتية، وحظرت عملها في البلاد؟
بثّت القناة ڤيديو قديماً يعود إلى عام 2016، يُظهر هجوماً شنّته حركة #الشباب الصومالية على مطار #مقديشو، زاعمةً أنه لمسلّحين من #داعش يقاتلون إلى جانب الجيش السوداني ضد ميليشيات… pic.twitter.com/XzXuM7tQxF
— أحمد بن راشد بن سعيّد (@LoveLiberty_2) April 3, 2024
كما تنخرط وسائل إعلامية أخرى ممولة إماراتيًا، مثل صحيفة العرب وموقع العين الإخبارية وموقع إرم نيوز، في الدعاية لصالح مليشيات حميدتي؛ حيث تُعد الأولى منبرًا لمستشارين وخبراء مقربين من قائد الدعم السريع بهدف بث دعاية وأفكار إضافية تصب في صالح المليشيا، ولتشويه صورة الجيش السوداني، وهي بالطبع ليست صورة ناصعة البياض.
ومن اللافت أيضًا أن الإمارات استعانت بمؤثرين سودانيين في حملتها الدعائية للتعمية عن تورطها في إرسال الأسلحة للدعم السريع وتجاهل انتهاكات المليشيا، ومن أبرز هؤلاء المذيعة السودانية تسابيح خاطر والفنانة نانسي عجاج، التي تعرضت لانتقادات واسعة إثر مشاركتها في مهرجان أقامته حكومة الإمارات بعنوان “السودان في قلب الإمارات”، والذي هدف إلى غسل سمعة الدولة الخليجية بعد أن فضحتها تقارير الصحافة العالمية وخبراء الأمم المتحدة.
حملات مضادة
رغم الجهود التي بذلتها دولة الإمارات عبر أذرعها الإعلامية لتضليل الشعب السوداني، استطاع الناشطون السودانيون التغلب على تلك الآلة الدعائية الضخمة المدعومة من قيادات وكوادر أحزاب تحالف “تقدم” المرتبطة بدولة الإمارات، كما تدل على ذلك العديد من الشواهد؛ منها تجنبهم الحديث عن تورط أبو ظبي في تسليح مليشيا الدعم السريع، رغم تأكيدات خبراء الأمم المتحدة وأعضاء الكونغرس الأمريكي على ضلوع الإمارات.
اعتمد شباب السودان في تعاملهم مع الحملة الدعائية المنظمة والممولة بقوة على عدة تكتيكات، منها الرد بشكل مباشر على بيانات ومنشورات قيادات الأحزاب لتوضيح الأخطاء التي وقعوا فيها، ودعوتهم إلى مراجعة مواقفهم وتبني شعار “لا للحرب” الذي يُفهم منه الاستسلام للمعتدي وفي الوقت نفسه معاداة الجيش، بزعم أن الإسلاميين يتحكمون فيه.
كما نظّم الشباب أنفسهم في مجموعات تؤدي عدة مهام للتعامل مع الظروف التي فرضتها الحرب، بما في ذلك مواجهة الآلة الدعائية التضليلية. ويمكن تصنيف أبرز هذه المجموعات على النحو التالي:
– التطوع العسكري: انضم الكثير من الشباب والمتظاهرين السابقين إلى القتال ضد الدعم السريع بعد أن قدروا أن الحرب الحالية تستهدف الشعب وليس الجيش السوداني أو مجموعات الإسلاميين، كما تروج مليشيا آل دقلو والقوى السياسية المتماهية معها، ومن أبرز تلك المجموعات كيان “غاضبون بلا حدود”، الذي يتألف من شباب مناهضين للحكم العسكري، ويشارك عبر صفحاته على منصات التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات توثق مشاركتهم في المعارك وتطورات الأوضاع العسكرية.
– الترجمة وتصحيح المعلومات: ينشط فيها مجموعة من الشباب من الجنسين لترجمة التقارير والفيديوهات المتعلقة بالحرب بهدف تزويد الجمهور بالحقائق ومنع التضليل، ومن أبرز الأعمال التي قاموا بها هو التقرير النهائي للجنة الخبراء حول السودان، الذي صدر مطلع العام الماضي ويتألف من 80 صفحة، وقد تطرق فيه الخبراء إلى تورط دولة الإمارات في الحرب على الشعب السوداني.
– الدعم الإنساني: تعمل مجموعات كبيرة من المتطوعين على تلبية الاحتياجات الغذائية والصحية للفئات الأكثر ضعفًا من المتضررين، سواء في مناطق الحرب، أو النازحين داخليًا، أو اللاجئين في الخارج، وتشهد العديد من المبادرات التطوعية تقديم الدعم الإنساني على مستوى واسع.
– حملة Defund The UAE: يديرها مجموعة من الشباب المقيمين في الشتات، وتهدف إلى مقاطعة دولة الإمارات وعدم السفر للسياحة هناك، وتركز الحملة على الوصول إلى المؤثرين والمشاهير، وقد نجحوا سابقًا في إقناع الفنان الأمريكي ماكليمور بإلغاء حفله الذي كان من المقرر إقامته بمدينة دبي احتجاجًا على دعم الإمارات للإبادة الجماعية في السودان وتسليح مليشيا الدعم السريع.
– فريق VISTA: هو فريق مصغر من المختصين ومتابعي الأخبار والمقاطع المصورة عن الأوضاع العسكرية من مصادر متعددة، يهدف إلى تحليلها وتنقيحها وتوفير معلومات دقيقة ومحدثة عن الخرائط العسكرية ومناطق السيطرة في السودان.
– فريق التصدي لمنصات الدعم السريع: يقوده الناشط الرقمي محمد كمبال مع عدد من الشباب، وقد نجح الفريق في الضغط على كافة منصات التواصل الاجتماعي الكبرى وإقناعها بإغلاق صفحات الدعم السريع وصفحات قائدها، ما شكّل ضربة موجعة للمليشيا التي كانت تستخدم وسائل التواصل لبث دعايتها وتضليل الجمهور.
وذلك بخلاف المجموعات الشبابية الأخرى والأفراد المنضمين تحت أكثر من منصة أو فريق، وجميعهم متطوعون دون أجر، لفضح المعلومات المغلوطة وكشف محاولات تزوير الحقائق على الأرض بالفبركات والمعلومات الزائفة المُحرفة، سواء لدعم سردية المليشيا أو للترويج لفكرة أن كلا الطرفين متساويان “في الإجرام”.
إقرار متأخر
يرى الناشط في المجال السياسي، مهدي هباني، أن دولة الإمارات سخّرت إمكانياتها الإعلامية والرقمية (بالإضافة إلى إمكانياتها العسكرية والحربية) لخدمة مشروع إسقاط الدولة السودانية، من خلال إدارة حملات إعلامية ضخمة وتوظيف واجهات سياسية لمحاولة هندسة الرأي العام الشعبي وتطويعه لصالح مشروعها.
وأضاف في حديث لـ”نون بوست”: “عملت الإمارات في المرحلة الأولى، ومن خلال القوى السياسية المتحالفة/المتماهية مع الدعم السريع، على ترسيخ سردية أن هذه الحرب هي حرب بين جنرالين على السلطة.. كانت هذه السردية تهدف إلى وضع الطرفين على قدم المساواة من حيث المشروعية والإجرام، لغرض إخفاء حقيقة أن الدعم السريع قام بتمرد كامل الأركان وحاول السيطرة على السلطة”.
أوضح هباني أن هذه السردية ظلت ملازمة لقادة الحرية والتغيير/تقدم طيلة المرحلة الأولى للحرب، ثم استبدلوها بسردية “حرب الإسلاميين من أجل العودة إلى السلطة”، ظنًا منهم أن لهذه السردية وقعًا خاصًا على آذان السودانيين، وخصوصًا على الشارع الثوري، وأشار إلى أن هذه السردية تحطمت بانضمام قطاع كبير من الشباب الثوري إلى صفوف القوات المسلحة.
وأشاد مهدى بالدور العظيم الذي قام به الشباب والنشطاء في كشف شبكة التضليل الضخمة المرتبطة بالمليشيا وقوى “تقدم” والإمارات، موضحًا أنهم عملوا على تتبع خطاب المليشيا وتفكيك سردياتها، وصولًا إلى إغلاق صفحاتها على منصات فيسبوك وإكس ويوتيوب وإنستغرام.
وفي إقرار ضمني بخسارة القواعد الشعبية، نظمت منصة إعلامية مقربة من تحالف “تقدم” مؤخرًا ندوة إلكترونية بعنوان “أسباب الهوة بين الشارع السوداني والقوى المدنية”، وتشير تلك الندوة إلى أن قيادات التحالف بدأت تدرك الحقيقة المرة، وهي أن رصيدهم الشعبي يتلاشى، وأن الآلة الدعائية التي مولتها دولة الإمارات وسخّرت لها سياسيين ومؤثرين وفنانين، لم تنجح في تضليل الشعب السوداني.
بل تسببت في نتيجة عكسية، حيث التفتت الجماهير نحو الجيش لدرجة أن قائده، الجنرال عبد الفتاح، أصبح يحظى بشعبية متزايدة، وبات يلعب دور الفاعل المتحكم في زمام الأمور، تاركًا للسياسيين بمختلف أطيافهم ردّة الفعل كما حدث في خطابه الأخير.