ترجمة وتحرير نون بوست
أحد أسئلة المقابلة المفضلة لدي هو: ما هو الشيء الذي تعتقد أن لا أحد يفعله غيرك؟
جوابي: أعتقد أن الأذكياء يطالعون الكثير من الكتب، أعلم أن هذا يبدو غير بديهي، لكن أنصت إلي..
معظم الكتب تحتوي على 90 بالمئة من الحشو ولا تستحق أن تضيع وقتك في قراءتها
تُعد القراءة من أكثر الأنشطة المفيدة لأي شخص مهما اختلفت الأعمار والسياقات. ولكن تماما كأي قرار في الحياة، لا يمكنك تحديد الفائدة الحقيقية دون النظر إلى الجوانب السلبية، وخاصة تكلفة الفرصة. وتكلفة فرصة مطالعة كتاب معين تعادل كل الأشياء الأخرى التي يمكنك القيام بها بوقتك وطاقتك إلى جانب قراءة هذا الكتاب، بما في ذلك قراءة كتاب أفضل.
“هناك الكثير من الهراء المتنكر في شكل كتاب”
يقع الكثير من الأشخاص الأذكياء في فخ القراءة العشوائية للكثير من الكتب وهم يعتقدون بذلك أنهم يقضون وقتهم وطاقتهم بشكل جيد. ونظرًا لأنهم أذكياء ودائما ما يطالعون الكثير من الكتب، تصبح القراءة مجرد عادة لديهم. ولكن كما هو شأن جميع العادات، يمكن أن تصبح المطالعة عادة لا هدف لها على المدى الطويل.
هناك الكثير من الهراء المتنكر في شكل كتاب. ومن المثير للدهشة أننا نضيع وقتنا الثمين وطاقتنا للخوض في هذه حماقة، حيث تمتلئ العديد من الكتب هذه الأيام، خاصة كتب التنمية البشرية والكتب ذات الأسلوب التجاري، بالقصص والحكايات التي لا تفيد القارئ. وهكذا ينتهي بنا المطاف بقراءة 300 صفحة من الكتب التي كان من الممكن التعبير عن أفكارها الأساسية بشكل جيد في ثلاثين صفحة، أو حتى ثلاث صفحات. ولكن حتى لو كنت متصفِّحًا جيدًا، فقد يستغرق الأمر ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات لتتم تصفّح كتاب من 200 إلى 300 صفحة.
كيف ينتهي بك الأمر عادةً؟ ربما ستخرج بفكرة أو فكرتين مثيرتين للاهتمام. في أحسن الأحوال، سيكون هذا غير فعال على الإطلاق، خاصة عندما تعلم كم كلفتك القراءة المكثفة مع مرور الوقت.
في حين أن هناك العديد من الطرق لتصبح قارئًا أكثر فاعلية، فإن أحد أكثر الأشياء التي يتم التغاضي عنها هو الاستماع للتدوينات الصوتية، وبذلك ستصفّي الكتب المتوسطة وتبحث عن الكتب التي تستحق وقتك فعلا.
تكمن المشكلة في أن معظمنا يرغب في الاطلاع على بعض الأفكار المثيرة للاهتمام التي تحتوي عليها الكتب الجيدة دون أن نضطر إلى استثمار الوقت والطاقة التي يتطلبها قراءة هذه الكتب
لماذا تعتبر الكتب المسموعة الاختيار الأمثل لجودة أفضل لمطالعة الكتب؟
هناك ثلاثة أنواع من الكتب:
- كتب سيئة: تمثل هذه الكتب ما لا يقل عن 90 بالمئة من الكتب الموجودة. لحسن الحظ، من السهل تحديدها حتى نتجنب قراءتها. هذه هي الفئة التي تجعلنا نقع في المشاكل.
- كتب جيدة: تمثّل ما لا يقل عن 90 بالمئة من الـ 10 بالمئة من الكتب المتبقية، حيث أنها تحمل في طياتها بعض الأفكار الجيدة والنقاط المثيرة للاهتمام، ولكن في الواقع لا تستحق كل الوقت، الذي يتراوح بين ساعتين إلى خمس ساعات، والطاقة لقراءة الكتاب برمته.
- كتب رائعة: تمثل هذه الفئة واحد بالمئة من إجمالي الكتب الموجودة، وربما أقل من ذلك بكثير. وتعتبر هذه الكتب نادرة ونفيسة، فهي ليست زاخرة بالحِكم الصادقة والرؤيا العميقة فحسب، وإنما مطالعتها تعتبر عملا مفيدا في حد ذاته، وتستحق كل الوقت الذي نستثمره في قراءتها.
يجب ألا تضيع وقتك في قراءة الكتب. تكمن المشكلة في أن معظمنا يرغب في الاطلاع على بعض الأفكار المثيرة للاهتمام التي تحتوي عليها الكتب الجيدة دون أن نضطر إلى استثمار الوقت والطاقة التي يتطلبها قراءة هذه الكتب. لذلك، من المهم أن تتطلع على المقاطع الصوتية، التي تتراوح مدتها بين 30 و60 دقيقة.
يمكنك الحصول على هذه الأفكار بشكل فعال أكثر وبتكلفة أقل من خلال الاستماع إلى مقاطع صوتية جيدة أُجريت مع المؤلف، الأمر الذي سيسهل لك مهمة قراءة الكتب الرائعة فحسب
في حال كنت تستمع لتدوين صوتي جيد- الأمر الذي يشير إلى، من بين عدة أشياء أخرى، أن المضيف ذكي للغاية وأجرى أبحاثه حول الشخص وقرأ كتابه- فإن الأجزاء الأكثر أهمية و/ أو المثيرة للاهتمام في الكتاب هي التي سيقع طرح أسئلة حولها فقط. وإذا كنت تستمع إلى الكتاب بسرعة 1.5، فيمكنك غالبًا استخلاص بعض الأفكار المثيرة للاهتمام، والتي تكون موجودة في كتاب جيد، خلال فترة قصيرة جدا مقارنة بالوقت الذي يتطلبه قراءة هذا الكتاب بالفعل. لذلك، ابحث عن بعض المقاطع الصوتية الجيدة وتوقف عن إضاعة الوقت في قراءة الكتب الجيدة.
تعهد بقراءة الكتب الرائعة فقط
يضيع عدد كبير من الأشخاص الأذكياء آلاف الساعات من الوقت الثمين والطاقة في قراءة الكتب الجيدة، والتي تكون باهظة الثمن وغير فعالة في نقل الأفكار. يمكنك الحصول على هذه الأفكار بشكل فعال أكثر وبتكلفة أقل من خلال الاستماع إلى مقاطع صوتية جيدة أُجريت مع المؤلف، الأمر الذي سيسهل لك مهمة قراءة الكتب الرائعة فحسب، والتي تستحق وقتك الثمين وطاقتك.
المصدر: ميديوم