ترجمة وتحرير نون بوست
تساعد تقنية الجيل الخامس للاتصال اللاسلكي على وصل العديد من الأجهزة الذكية بخدمة الإنترنت. وهذه التقنية متوفرة حاليا في بعض أجهزة الهاتف الذكي في عدة دول على غرار الولايات المتحدة الأمريكية والصين وتركيا، في وقت تسعى فيه المزيد من الدول لاعتمادها بمعدل سريع.
تشتمل هذه التكنولوجيا على عديد الإيجابيات على غرار سرعة تحميل البيانات، وانخفاض فترة الانتظار، مع كثافة اتصال عالية؛ مما سيؤثر بشكل كبير على عديد الصناعات، خاصة التجارة الإلكترونية. وخلال العامين المقبلين، من المنتظر أن تساعد تقنية الجيل الخامس للاتصال على ضخ 12 مليار دولار في قطاع تجارة الهاتف من خلال زيادة المبيعات وفرص النمو في هذا المجال. فيما يلي، أسباب تأثير تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات على مجال التجارة الإلكترونية.
التجارة الخلوية
إن نمو البحث وعمليات الشراء عبر الهاتف من أكبر وأبرز الاتجاهات في مجال التجارة الإلكترونية منذ صعود الهاتف الذكي. وحسب موقع “سيو دايف”، فإن ما يقارب 70 بالمئة من تجارة الإنترنت بداية من كانون الثاني/ يناير 2019 تتم عن طريق الهواتف وهو رقم أقل ما يقال عنه أنه مثير للإعجاب.
لقد دفعت هذه الحقائق التجار نحو تحسين واجهات متاجرهم الإلكترونية والتثبت من سرعة تجربة التسوق عبر الهاتف وجعلها أسرع وأكثر سلاسة. وعلى الرغم من اعتبار السلاسة عاملا شديد الأهمية، إلا أن الجيل الخامس للاتصالات ارتقى بتجربة المستخدم إلى مستوى لم يسبق بلوغه.
مع شبكة الجيل الخامس، أصبحت أوقات التحميل عبر الهاتف فورية، أي أسرع بحوالي 100 مرة من تقنية الجيل الرابع للاتصالات، مما يعني أن المستخدمين الذين يتصفون بالانتباه قصير الأمد والإشباع الفوري يمكنهم إيجاد وشراء ما يريدونه في أي وقت عبر المواقع الإلكترونية ومن خلال إعلانات إنستغرام دون الاضطرار إلى القلق بشأن أوقات التحميل الطويلة والمزعجة.
في دراسة مثيرة للاهتمام أجريت سنة 2018، تبين أن 60.9 بالمئة من المتسوقين الرقميين في الولايات المتحدة غالبا ما يتخلون عن بطاقاتهم نظرا لوجود أخطاء بالمواقع أو عطل مفاجئ في المتجر الإلكتروني. لهذه الأسباب وغيرها، يعتبر الجيل الخامس للاتصالات خيارا واقعيا يمكّن المستثمرين من تحسين تجربة استخدام مواقعهم عبر الهاتف، وجعلها أسرع وجعل أوقات التحميل أكثر وثوقيه وزيادة استمالة المشتري.
بدأ الحديث عن الواقع الافتراضي والواقع المعزز في وسائل الإعلام منذ فترة، وقد شكلا لأسباب مقنعة ثورة في طريقة القيام بالعديد من الأنشطة، خاصة بالنسبة للتجارة الإلكترونية
التقاء الأسواق
بدأ الحديث عن الواقع الافتراضي والواقع المعزز في وسائل الإعلام منذ فترة، وقد شكلا لأسباب مقنعة ثورة في طريقة القيام بالعديد من الأنشطة، خاصة بالنسبة للتجارة الإلكترونية، حيث يمكن لهاتين التقنيتين المساعدة في تغيير عمليات البيع الإلكتروني. هل سبق أن رغبت في شراء منتج ما عن طريق الإنترنت لكنك ترددت لعدم تمكنك من رؤية المنتج مباشرة أو لمسه؟ عن طريق الواقع الافتراضي والواقع المعزز، يمكنك بسهولة رؤية المنتج بتقنية ثلاثية الأبعاد، ويمكنك كذلك تكبير المنتج أو تقليصه والقيام بعدد من الميزات الأخرى. بعابرة أخرى، تنقلك هذه التكنولوجيا إلى فضاء افتراضي يوضح المنتج الذي تفكر بشرائه.
لمزيد توضيح هذه النقطة، كنت مؤخرا في مؤتمر “شوبيفاي يونت” وعلمت هناك أن جميع موظفيها يتفقون على أن التجار يمكنهم تجربة ما يصل إلى ضعفين ونصف الضعف من معدلات التحويل عند اعتماد تقنية تفاعلية ثلاثية الأبعاد لبيع منتجاتهم.
مع شبكة الجيل الخامس، سيصبح تحميل تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز أسرع مع فترة انتظار أقل بطريقة لا يمكن أن يتوقعها إنسان. عن طريق تقنية الجيل الخامس، يمكن للمتسوق في منصات على غرار أمازون شراء الأثاث ورؤية الشكل الذي ستبدو عليه القطع في المساحة الخاصة.
في نظرة قد تبدو مستقبلية، قامت “شوبيفاي” بتأسيس الواجهة الرسومية الافتراضية الخاصة بها لدعم الشركات ذات المنتجات الصغيرة. لحسن الحظ، بمساعدة شبكة الجيل الخامس للاتصالات يمكن تحسين هذه التقنيات بطريقة ستفيد كلا من البائع والمشتري.
الاستعانة بالذكاء الاصطناعي
إلى جانب تغيير تجربة التسوق للمستهلك، فإن الذكاء الاصطناعي يساهم أيضا في زيادة رضا العملاء. وبفضل السرعة التي توفرها شبكة الجيل الخامس للاتصالات، أصبح من السهل على شركات التجارة الإلكترونية أن تخدم عملاءها من خلال الذكاء الافتراضي.
تُعتبَر شركة “إتش أند إم” من إحدى الشركات التي تستخدم تقنية المساعد الافتراضي بشكل جيد. في الأغلب، يعتمد بيعها للملابس بالتجزئة عبر الإنترنت على روبوت دردشة يمكنه الإجابة على الأسئلة الشائعة وحتى اقتراح نماذج ملابس للعملاء. في بعض النواحي، تعد هذه الخوارزمية أفضل من استخدام المتسوق الشخصي.
تطبيقات ضخمة
لا تجعل شبكة الجيل الخامس للاتصالات الهواتف أسرع فحسب، وإنّما تزيد أيضًا من سرعة العديد من الأجهزة الأخرى. فعلى سبيل المثال، ستكون التقنية القابلة للارتداء قادرة على الحصول على بيانات عالية السرعة بشكل أسرع من أي وقت مضى، وسيكون لدى مستخدميها مستويات عالية من الارتباط. وعموما، يهتم الأشخاص الذين يشترون هذه الأجهزة بالمنتجات الأخرى أيضا ويبدون اهتمامهم بمتابعة التطورات الجديدة وتجربتها.
من منظور التجارة الإلكترونية، فإن ارتفاع عدد التقنيات القابلة للارتداء المباعة، وتفاعل مستخدميها، والسرعة التي يمكن أن تعمل بها التكنولوجيا مع شبكة الجيل الخامس تعني أنّ البائعين على الإنترنت يمكنهم الوصول إلى أشخاص أكثر تفاعلا بشكل أسرع مما كان ممكنًا في السابق.
إلى جانب الهواتف والتقنية القابلة للارتداء، ستؤثر العديد من الأنظمة الأخرى على التجارة الإلكترونية عندما تنتقل إلى تقنية الجيل الخامس. ومع ارتفاع عدد الأدوات الذكية، يمكن للناس الآن القيام بأشياء مثل التسوق وشراء مستلزمات المنزل من خلال شاشة الثلاجة الذكية.
في الآن ذاته، يمكن للعملاء طلب المنتجات من خلال المساعدين الأذكياء، مثل جوجل هوم، دون الحاجة إلى استخدام واجهة. ونظرًا لقيام شبكات الجيل الخامس بوصل الأجهزة المنزلية الذكية والسيارات الذكية وغيرها من التقنيات المتقدمة ببعضها، سيكون من الأسهل على الأشخاص إجراء عمليات الشراء عبر الإنترنت من خلال أجهزة مختلفة، مما يدعم مبيعات التجارة الإلكترونية.
سيأتي الجيل الخامس بمميزاته التي ستغير الطريقة التي تسير بها التجارة الإلكترونية. ويحتاج الباعة الأذكياء عبر الإنترنت إلى إعداد أنفسهم للإيجابيات والسلبيات الآتية مع الجيل الخامس
مواطن خلل خفيّة
سمحت شبكات الجيل الرابع للعملاء بخوض نفس تجربة التسوق التي كانوا يعيشونها على الكمبيوتر المحمول، على هواتفهم المحمولة الآن. ومع ذلك، بقيت مشكلة تباطؤ الجهاز المتصل بهذه الشبكة عندما يحاول العميل الدفع أو مغادرة متجر تجارة إلكترونية.
نتيجة لهذا التأخير، تقلّ ثقة العميل في الموقع الذي يستخدمه ويمكن أن يبدأ في التشكيك في عملية الشراء بأكملها، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة معدلات العزوف عن هذه المواقع. في المقابل، مع السرعة المُحسّنة التي توفرها تقنية الجيل الخامس للاتصالات، لا يواجه المستخدمون نظريا أيّ تأخيرات على الإطلاق عند التسوق، مما ينتج عنه تجربة تسوّق افتراضية أفضل بكثير.
من المتوقّع من شبكة الجيل الخامس ألّا تحوي هفوات التغطية الموجودة في شبكة الجيل الرابع. بالإضافة إلى ذلك، سيأتي الجيل الخامس بمميزاته التي ستغير الطريقة التي تسير بها التجارة الإلكترونية. ويحتاج الباعة الأذكياء عبر الإنترنت إلى إعداد أنفسهم للإيجابيات والسلبيات الآتية مع الجيل الخامس.
وسائل إعلام مُحسَّنة
هل تعلم أن 90 بالمئة من المعلومات التي تنتقل إلى الدماغ البشري تشق طريقها إلى هناك من خلال الوسائل البصرية؟ بعبارة أخرى، من خلال العينين. لاستغلال هذا الأمر، أصبحت العلامات التجارية بصرية أكثر فأكثر. وعلى الرغم من أن الصور ومقاطع الفيديو عالية الدقة تساعد الشركات على النجاح، إلاّ أن تقديم هذه المواد قد يكون أمرًا صعبًا. عامّة يكون إنشاء مقطع فيديو رائع أمرا صعبا، لكنّ التأكد من قابليّة تشغيله بسرعة وسلاسة كافية لتحقيق التأثير المطلوب هو أمر أكثر صعوبة.
من خلال شبكات الجيل الخامس، يمكن للعلامات التجارية الخاصة بالتجارة الإلكترونية تقديم تجربة فريدة في مشاهدة فيديوهات وصور ومواد إعلامية سمعية بصرية عالية الدقة، ما يعزّز النتيجة النهائية.
التغيير جارٍ
التغيير أمر لا مفر منه، وأولئك الذين يفشلون في التكيف سوف يهلكون. وعلى الرغم من أن ذلك يوحي بأن الأمر مبالغ فيه أو ميلودرامي بعض الشيء، لكنّه صحيح. إنّ شبكات الجيل الخامس في طور تغيير التجارة الإلكترونية سواء كانت الصناعة جاهزة لذلك أم لا. لذلك، يحتاج القادة في هذا المجال إلى البدء في تحضير جميع عملائهم للانتقال من شبكة الجيل الرابع إلى الجيل الخامس.
إن البدء في تأمين اتصالات أفضل للهاتف المحمول يعني تطوير المبيعات عبر الإنترنت. ولكن “تطوير حجمها” لن يكون سهلا، حيث أنّه على طول الطريق، من المحتمل ألا تكون الأمور واضحة أو صريحة كما كان متوقعًا من قبل. ومع ذلك، توجد فرص كبيرة في الأفق لمن يرغب في العمل في هذا المجال. سوف تتطوّر التجارة الإلكترونية، كما سيتمتّع كلّ شخص تعلّم الاستفادة من هذه الابتكارات التكنولوجية، برحلة طويلة ومزدهرة.
المصدر: هاكر نون