مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في تركيا، لا ينحصر اهتمام الشارع حول اسم مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم فقط، وإنما حول مرشح المعارضة التي يعتقد أنها تعمل على الدفع بمرشح قوي قادر على منافسة المرشح المحتمل للعدالة والتنمية والذي يفترض أن يكون رئيس الوزراء الحالي “رجب طيب أردوغان”.
وحسب ما تداولته الصحف التركية صباح اليوم، فإن الاسم المتداول في كواليس المشهد السياسي التركي ليكون مرشح المعارضة أو بالتحديد مرشح حزب الشعب الجمهوري والذي يفترض أن يتم الإعلان عنه نهاية هذا الأسبوع، هو “ييلماز بويوكيرشان” الذي شغل منصب رئيس بلدية اسكيشهير لثلاث فترات متتالية.
ويعقد رئيس حزب الشعب الجمهوري “كمال كيليتشار أوغلو”، سلسلة لقاءات تشاورية انطلقت منذ فترة ولازالت مستمرة إلى الآن، التقى خلالها بأهم الشخصيات السياسية في البلاد بما فيهم رئيس الجمهورية الحالي “عبد الله غل”، وكذلك أبرز الشخصيات الفنية ورجال الأعمال، وذلك بالإضافة إلى اجتماعات سيعقدها طيلة هذا الأسبوع مع معظم أحزاب المعارضة بما في ذلك حزب الحركة القومية ثاني أكبر حزب معارض في تركيا.
ويتميز ييلماز بأنه خريج كلية الاقتصاد وعمل كاتبًا صحفيًا في عدد من الصحف التركية لسنوات طويلة، كما أنه أكاديمي حاصل على أعلى الدرجات العلمية وحاصل على الدكتوراة الفخرية من الجامعة البريطانية المفتوحة، وعُين من قبل الرئيس التركي الأسبق “تورغوت أوزال” عميدًا في جامعة الأناضول، وإلى جانب وظائفه الأكاديمية كان ييلماز عضوًا في الهيئة العليا للإذاعة والتلفزة الحكومية لفترتين متتاليتين.
وأما تجربته السياسية فقد انطلقت في سنة 1999، عندما انتخب رئيسًا لبلدية اسكيشهير بنسبة 44 بالمائة من الأصوات رغم ترشحه عن حزب يعتبر من الأحزاب الصغيرة في تركيا وهو حزب اليمين الديمقراطي (DSP)، حيث نجح خلال فترته تلك في تنفيذ مجموعة من المشاريع التي لاقت استحسانًا شعبيًا، ومن أبرز هذه المشاريع مشروع الميترو الخفيف الخاص بالمدينة.
وفاز ييلماز في ثلاث انتخابات بلدية متتالية دخلها كلها تحت مظلة حزب اليمين الديمقراطي، وحظي خلالها بدعم إعلامي قوي، جعلت صحيفة حريات المحسوبة على المعارضة تصفه في صفحاتها بـ “الرجل الذي غير اسكيشهير” وصحفًا أخرى تصفه بأنه “الرجل الذي جعل من اسكيشهير متحفًا مفتوحًا”، وذلك بالإضافة إلى شهادة كثيرين بنجاحه في النهوض بالمدينة.
وفي سنة 2011 أعلن ييلماز عن استقالته من حزب اليمين الديمقراطي وانضم إلى حزب الشعب الجمهوري، شأنه في ذلك شأن “مصطفى ساري غول” الذي كان من أبرز قيادات حزب اليمين الديمقراطي وانضم مؤخرًا لحزب الشعب الجمهوري وهزم في الانتخابات البلدية الأخيرة في وجه “قادر توباش” مرشح العدالة والتنمية لرئاسة بلدية إسطنبول.
ويقول محللون إن حزب الشعب الجمهوري يتجنب ترشيح أحد قياداته البارزين مثل “كيليتشار أوغلو” أو “دينيز بايكال” تجنبًا لتشتت صفوف المعارضة، وهو ما يجعله يتجه نحو اختيار شخصية سياسية لم تدخل في الصراعات الانتخابية التي خاضتها المعارضة في السنوات الماضية من انتخابات واستفتاءات والتي انتهت كلها لصالح حزب العدالة والتنمية.