زيارة الرئيس الإيراني “حسن روحاني” التي قام بها للعاصمة التركية أنقرة، والتي اعتبرت أول زيارة رسمية، لرئيس إيراني منذ عام 1996، أفردت لها الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء مساحة كبيرة للتعليق عليها.
ووصفت الصحف إيرانية الزيارة بأنها “أبطلت مفعول السحر، الذي خيم على العلاقات بين البلدين”، بينما اعتبرت صحف أخرى أن الزيارة بدأت صفحة جديدة في العلاقات “المثيرة للجدل” بين الدولتين الجارتين.
وركزت الصحف الإيرانية على توقيع البلدين 10 اتفاقات تعاون، تستهدف رفع حجم التجارة بينهما إلى 30 مليار دولار.
الإعلام الإيراني اهتم كذلك بتأكيد الرئيس التركي “عبد الله غل” على عدم قبول بلاده؛ منع أي دولة من حقها في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وقوله إنه ينظر بإيجابية إلى المفاوضات المستمرة بين إيران ومجموعة (5+1) بخصوص برنامج إيران النووي، وعلقت بعض الصحف على تلك التصريحات بالقول “تركيا تدافع عن حقوق إيران النووية”.
صحيفة “اعتماد” الإصلاحية كتبت عن الزيارة في صفحتها الأولى، تحت عنوان “زيارة تركيا بعد 18 عاما تنهي أثر السحر”، وأضافت عنوانا فرعيا يقول “لقاء تاريخي مع الجار اللدود”.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات بين تركيا وإيران كانت قد وصلت إلى أفضل مستوى لها بعد موقف رئيس الوزراء التركي “رجب طيب أردوغان” المساند لغزة في منتدى دافوس، والمشاركة التركية في أسطول الحرية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، حيث تعاونت تركيا مع البرازيل لطرح مبادرات أمام الرأي العام العالمي تدعو إلى التوصل لحل للأزمة النووية الإيرانية، ومن ثم فترت العلاقات بين البلدين نتيجة مواقفهم المتعارضة من الأزمة السورية المستمرة منذ 3 سنوات.
كما أشارت الصحيفة للجوء أنقرة إلى التحكيم بسبب خلافات حول أسعار الغاز الإيراني المصدر إلى تركيا، قائلة إنه في حال ظهرت نتيجة التحكيم لصالح تركيا فإن إيران ستخسر مابين 2 و 2.5 مليار دولار، مضيفة أن استمرار الزيارات الدبلوماسية بين البلدين على تلك الوتيرة قد ينجم عنه توصلهما إلى حل ثنائي لمسألة تحديد أسعار الغاز.
ووضعت صحيفة “أرمان”، المؤيدة للإصلاح في إيران والمقربة من الحكومة، على صفحتها الرئيسية، صورة تجمع بين الرئيسين التركي والإيراني خلال الزيارة، تحت عنوان “بداية صفحة جديدة في العلاقات التركية الإيرانية”، كما أبرزت وصف الرئيس التركي المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 5+1 بالناجحة.
وغطت صحيفة “الجمهورية الإسلامية” المحافظة، الزيارة في صفحتها الأولى تحت عنوان “10 اتفاقيات تعاون بين إيران وتركيا”، وأبرزت تصريح الرئيس التركي عدم قبول بلاده؛ منع أي دولة من حقها في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية. فيما عنونت صحيفة “اقتصاد العالم” خبرها عن الزيارة بـ “تركيا تدافع عن حق إيران في الطاقة النووية”.
ونشرت صحيفة “كيهان” التي تمثل الجناح المحافظ الراديكالي في إيران، خبر الزيارة على صفحتها الثانية تحت عنوان “10 اتفاقيات تعاون بين إيران وتركيا”، دون أن تضمن خبرها أي تحليل أو تعليق على الزيارة.
ومن العناوين الإيرانية الأخرى “زيارة بـ 30 مليار دولار”، و”بداية مرحلة جديدة في العلاقات الإيرانية التركية”، و”الاقتصاد محور زيارة أنقرة”.
ومن الجدير ذكره أن الرئيس الإيراني السابق “محمود أحمدي نجاد”، قام بزيارتين غير رسميتين إلى اسطنبول، الأولى عام 2008، تلبية لدعوة من الرئيس التركي “غُل”، والثانية عام 2009، للمشاركة في اجتماع اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي (الكومسيك)، حيث التقى غُل مجدداً على هامش الاجتماع.