بعد تهنئة الجربا للسيسي، مصر تسجن سوريين

345272_Ahmad-Jarba

قبل يومين، هنأ رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية “أحمد الجربا”، وزير الدفاع المصري السابق “عبد الفتاح السيسي” بتوليه رئاسة مصر.

وفي برقية، بعث بها إلى السيسي، أعرب الجربا عن أمله في تعزيز التعاون مع مصر في ظل قيادة السيسي، وأن تلعب مصر دورًا فعالاً في وصول الشعب السوري إلى تحقيق أهدافه في الحرية والعدالة والمساواة.

وقال الجربا في البرقية: “يتقدم رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى سيادتكم وإلى الشعب المصري الشقيق بالمباركة بمناسبة اختياركم رئيسًا للجمهورية، ويرى هذه الخطوة سيرًا حثيثًا ومؤكدًا نحو استقرار وازدهار مصر، ونحو مستقبل أفضل للشعب المصري”.

ثم وجه حديثه إلى السيسي قائلاً: “نتطلع إلى تعزيز علاقات الشعبين والبلدين بقيادتكم، ونتمنى دورًا فعالاً لمصر في مساعدة الشعب السوري في الوصول إلى أهدافه في السلام والحرية والعدالة والمساواة”.

وأضاف: “نؤكد أن وجود مقرنا الرئيسي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في القاهرة، هو تأكيد على موقفنا المحب لمصر وشعب مصر وقيادة مصر، ورغبتنا في التواصل مع القيادة المصرية التي تتولون الموقع الأول فيها”.

وتابع الجربا: “أكرر سيدي الرئيس مباركتي ومباركة الائتلاف الوطني لكم وللشعب المصري بانتخابكم لمنصب الرئاسة المصرية، متأكدًا أن عهدكم سيترك بصماته الإيجابية على قضية شعبنا وسيرها نحو الأفضل”.

التهنئة التي أرسلها الجربا حظت باستغراب  المئات من المتابعين العرب على تويتر وفيسبوك:

الرد من داخل سوريا كان حادًا، إذ أعلن “علي صدر الدين البيانوني” أمس – الثلاثاء -، استقالته من الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية، احتجاجًا على تهنئة الجربا للسيسي بمناسبة تسلمه رئاسة جمهورية مصر العربية، مشيرًا إلى أنها لا تختلف عن تهنئة بشار الأسد – حسب رأيه -.

وقال البيانوني على صفحته على الفيسبوك: “كنت حريصًا منذ أن شاركت في تأسيس الائتلاف الوطني، أن يبقى هذا الائتلافُ معبّرًا عن الثورة السورية ومبادئها، ساعيًا إلى تحقيق أهدافها بعيدًا عن الرؤى الشخصية، والصراعات الفئوية، والأجندات الحزبية، والتدخّلات الخارجية”. 

ووصف البيانوني الائتلاف بأنه لم يعد يعبر عن آمال الشعب السوري بقوله: “إن استشعاري لثقل الأمانة، وجسامة المسئولية أمام الله أولاً، ثم أمام شعبنا في سورية الجريحة ثانيًا، يضطرني إلى تقديم استقالتي من الائتلاف الوطني، الذي لم يعد – في رأيي – يعبّر عن آمال شعبنا وتطلّعاته في تحقيق أهداف ثورته المجيدة”.

لكن الرد المصري كان أغرب كثيرًا، فقد قضت محكمة جنايات القاهرة أمس – الثلاثاء – بمعاقبة 13 مواطنًا سوريًا غيابيًا بالسجن المشدد لمدة 5 سنوات بتهمة التجمهر وتكدير السلم العام وتعريض الأمن للخطر، أثناء تظاهرهم ضد بشار الأسد أمام السفارة السورية بالقاهرة. 

وأسندت النيابة للمتهمين تهم التجمهر وتعريض الأمن والسلم العام للخطر والاعتداء على المارة ومواجهة السلطات بالعنف والتعدى على قوات الشرطة.  

وكانت النيابة قد أمرت عام 2013 بحبس ثلاثة عشر سوريًا خمسة عشر يومًا على ذمة التحقيق، كما أصدرت النيابة أمرًا بضبط وإحضار سبعة آخرين وجهت إليهم تهم تعطيل السير، وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة. 

وفي وقت سابق، اتهمت منظمة العفو الدولية (أمنستي) مصر صراحةً بتوقيف وإبعاد مئات اللاجئين الذين فرّوا إليها من سوريا، ونددت باعتقال أطفال، وكذلك فصل عائلات خلال طردهم إلى سوريا.

وجاء في بيان أمنستي – الذي صدر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي – أن مصر تحتجز بطريقة غير مشروعة مئات اللاجئين السوريين والفلسطينيين الذين فروا من النزاع الذي بدأ في مارس/ آذار 2011 في سوريا، مضيفة أن “مصر فشلت فشلاً ذريعًا في احترام واجباتها الدولية ناحية حماية حتى اللاجئين المعدمين، وبدلاً من أن تقدم لهم دعمًا حيويًا أوقفتهم وأبعدتهم، مما يشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان”.