مملكة هرمز
الكثير من العرب لا يعرفون عن هرمز إلا المضيق الشهير الذي يقع في منطقة الخليج العربي فاصلًا بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، ويعد أحد أهم الممرات المائية في الكرة الأرضية قاطبة، إذ يمر منه خُمس نفط العالم تقريبًا.
غير أن الغالبية العظمى منهم ربما لم تخالط مسامعهم يومًا أن هذا الشريان الحيوي ما سمي بهذا الاسم إلا لتوسّطه مملكة هرمز القديمة التي اشتهرت باسم “باب الشرق السحري”، وكانت يومًا ما محط أنظار العالم أجمع، شرقه وغربه، وذلك قبل أن يسدل الستار عليها، بفضل مؤامرة أنجلو فارسية عام 1622م.
رغم تباين التأويلات بشأن هوية تأسيس هذه المملكة الذي كان في القرن العاشر الميلادي، فإن المرجح أن من أسسها هم أتراك إيران في زمن السلاجقة في إحدى الجزر القريبة من الساحل الإيراني من الخليج العربي، وحتى القرن السادس عشر الميلادي، لم يكن الخليج والمنطقة المحيطة به يحظى باهتمام القوى الدولية والإقليمية على السواء.
تبعد المملكة نحو 12 ميلاً عن الساحل الإيراني في مدخل الخليج، وقد بسطت نفوذها على الساحل العربي من القطيف شمالاً حتى رأس الحاد جنوبًا، ودخلت في حوزتها البحرين وقشم
كانت الحياة في هذه المنطقة تتسم بالهدوء والسكينة، فكانت التجارة هي النشاط السائد آنذاك، فضلًا عن الاستقرار الذي خيم على الأجواء جميعها، اقتصاديًا بفضل التجارة ومجتمعيًا بفضل التداخل والتمازج بين العرب والفرس على جانبي المملكة، وظل الوضع على هذه الحال لعقود طويلة، حتى جاء المحتل بعتاده ليعيد رسم خريطة هذا الكيان المستقر.
تبعد المملكة نحو 12 ميلًا عن الساحل الإيراني في مدخل الخليج، وقد بسطت نفوذها على الساحل العربي من القطيف شمالاً حتى رأس الحاد جنوبًا، ودخلت في حوزتها البحرين وقشم، هذا بخلاف مدن عدة على رأسها قلهات وقريات وصحار وخورفكان ومسقط ورأس الحاد، كما تضمنت الأحساء والقطيف.
رسم للجزيرة عام 1572
جدير بالذكر أن اختيار اسم هرمز، سواء على المملكة أم الممر المائي، لم يكن اختيارًا عشوائيًا، فالاسم يرمز وفق الحضارة اليونانية القديمة إلى (هيرميز أو هرمس) إله التجارة والبحارة والطرق، حامي القوافل والقطعان والممرات المائية والبحرية والمسافرين، ومن ثم أطلق على هذا المكان الذي أدى هذا الدور لما يقرب من نصف قرن تقريبًا.
مكانة مرموقة
الموقع الإستراتيجي المتميز لهذه المملكة، وضعها تحت مجهر اهتمام المؤرخين، فوقوعها في قلب الخليج رغم مساحتها الصغيرة، مكنها من التحكم في جزء كبير من حركة التجارة العالمية، وهو ما ساعد على تحولها وفق وصف بعض المهتمين بالشأن التاريخي إلى “المدينة الحرة”.
إذ ساعدها موقعها في أن تصبح قبلة للأجانب من كل بلدان العالم، في الوقت الذي كانت فيه تجارة آسيا تسلك طريقين أساسيين أحدهما طريق البحر الأحمر إلى السويس والطريق الثاني عبر الخليج العربي إلى البصرة ثم حلب إلى سواحل الشام، وهو ما ساهم بشكل كبير في رسم خريطة التجارة بدايات القرن السادس عشر، وذلك وفق ما ذكر نيقولا زيادة في كتابه “الجغرافيا والرحلات عند العرب”.
نجح أهل هذه المنطقة في بناء شخصيتهم المستقلة، بعيدًا عن التبعية للكيانات المحيطة بهم، فاستقلوا عن إيران من خلال قوتهم البحرية الضاربة التي تمكنت من فرض الأمن في الخليج
وكان طريق هرمز الأكثر رواجًا بين ممرات العالم، خاصة بعدما ساعد موقعه المحوري في الإجهاز على حركة القرصنة بعكس البحر الأحمر الذي كان يواجه مشاكل متعددة بسبب الضرائب الباهظة التي كان يفرضها المماليك، وهو ما دفع الكثير من حركة التجارة إلى تغيير مسارها فيما بعد.
نجح أهل هذه المنطقة في بناء شخصيتهم المستقلة، بعيدًا عن التبعية للكيانات المحيطة بهم، فاستقلوا عن إيران من خلال قوتهم البحرية الضاربة التي تمكنت من فرض الأمن في الخليج، وهو ما أجبر البرتغاليين على التفكير كثيرًا قبل مهاجمة المملكة واحتلالها كما سيتم ذكره لاحقًا.
الشهرة التي حصلت عليها هرمز لم تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب بحكم موقعها المتميز، بل كان لها باع طويل في عالم الأدب أيضًا، وهو ما ترجمه الشاعر الإنجليزي جون ميلتون في ديوانه “الفردوس المفقود” حين قال في أحد أبياته: “إذا كان العالم مجرد خاتم فإن هرمز جوهرته”.
مرسى السند والهند
في فترة لا تساوي في حساب الزمن لحظات نجحت هرمز في أن تفرض نفسها كعلامة فارقة في خريطة التجارة العالمية، وهو ما جسدته شهادات الرحالة وكبار الأدباء الذين حلوا بها، تلك الشهادات الحية التي تعكس مكانة وقيمة هذه المنطقة الحيوية وتكشف النقاب عن حجم ما وصلت إليه من تقدم حضاري غير مسبوق في هذا الوقت.
في نهاية القرن الثالث عشر سجل الرحالة الإيطالي الشهير ماركو بولو Marcoplo انطباعه الأول عنها حين وطئ بأقدامه ترابها قائلاً: “يفد التجار على هرمز من الهند وسفنهم محملة بالتوابل والأحجار الثمينة والأقمشة الحريرية والعاج، ثم يتولى تجار هرمز بدورهم نقل تلك البضائع إلى أسواق العالم، إنها مدينة عظيمة وثمة كثير من المدن والقرى تخضع لها”.
الإشادة بمكانة المملكة التاريخية والاقتصادية لم يتوقف عند حاجز الرحالة والمؤرخين المسلمين وفقط، بل فرضت المدينة المزدهرة نفسها على رحالة أوروبا كذلك
الأمر ذاته أشار إليه الرحالة الشهير ابن بطوطه في رحلته الشهيرة إلى الخليج منتصف القرن الرابع عشر، حيث كتب عن أهمية هرمز ومكانتها الاقتصادية قائلاً: “هي جزيرة مدينتها تسمى جردن وأسواقها حافلة وهي مرسى الهند والسند ومنها تحمل سلع الهند إلى العراق وفارس وخراسان”.
أما وصف الأب رانيل الذي وفد إلى المنطقة نهاية القرن الرابع عشر فيعد الأروع بين الأوصاف التي وصفت بها هرمز إذ قال: “إنها عاصمة لإمبراطورية تشمل جزءًا كبيرًا من بلاد العرب وجزءًا آخر من فارس، والمنظر الذي يشاهده القادم إلى هرمز أعظم ما يمكن أن تقع عليه العين، فالتجار من جميع أنحاء العالم يتبادلون سلعهم ويرتبون أشغالهم بمنتهى الأدب واللياقة، والشوارع مغطاة بالحصر، وفي بعض الحالات بالبسط كما أن الأغطية الكتانية المعلقة من الأسطح تقي الناس من حر الشمس والبيوت تزينها مزهريات وتحف عن الهند والصين والزهور والنباتات العطرية متناثرة في كل مكان وماء الشرب يقدم إلى الناس في الساحات العامة”.
الإشادة بمكانة المملكة التاريخية والاقتصادية لم يتوقف عند حاجز الرحالة والمؤرخين المسلمين وفقط، بل فرضت المدينة المزدهرة نفسها على رحالة أوروبا كذلك، فها هو الرحالة الشهير لودفيج وارتمان Wartheman الذي زار الجزيرة قبيل غزو البرتغاليين لها، يصف حجم الرواج التجاري فيها قائلا إنه كان يوجد بمينائها ما يزيد على ثلاثمئة سفينة تجارية راسية على أرصفتها البحرية ومعظم تجارتها كانت من اللؤلؤ والأحجار الكريمة والعقاقير والتوابل.
مما يؤكد فرضية الطابع العربي لهرمز منذ بداياتها الأولى الهجرات العربية التي لم تنقطع عنها وكانت في معظمها من عمان، وهو ما ألمح إليه الرحالة دوراتي بربوزا (1480-1512) الذي زار عددًا من مدن الخليج
أما دورات باربوسا، وهو من أشهر الرحالة البرتغاليين، فذكر أن المدينة رغم أنها ليست كبيرة إلا أن ما بها من جمل يغطي على حجمها ومساحتها، فيما وصف مبانيها بأنها أشبه ما تكون بالمتاحف لما تحويه من تحف وقطع أثاث واردة من الهند والصين والسجاد الفارسي الفاخر والقناديل المصرية ذات النقوش الشرقية البديعة.
عربية أم فارسية؟
جدلية تاريخية فرضت نفسها على الكتابات التي تطرقت إلى هذه المملكة المنسية، تتعلق بهويتها التاريخية، وما إذا كانت عربية أم فارسية، وهنا يشير الأكاديمي أحمد عفيفي، أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، أن المؤرخين انقسموا في هذا الإطار إلى قسمين: الأول يذهب إلى أن هرمز مدينة فارسية بحكم نشأتها الأولى، فيما أكد الثاني أنها عربية خالصة.
وأضاف عفيفي لـ”نون بوست” أن هذه الرؤية تواجه العديد من دلائل التفنيد والكذب، منها أن توران شاه الذي حكم هرمز عام 1516 كشف أن مؤسس هذه المملكة شيخ عربي وفد من عمان الى فارس ثم انتقل الى هرمز وأسس بها مملكته التاريخية، وهو ما أكده آخرون.
وأشار إلى أن أحد المؤرخين الإيرانيين ذكر أنه في عهد ملوك بني قيصر كان الجانب الشرقي من الخليج “ميناب وعمان وهرمز” تحت سيطرة حكام عرب، واتخذوا من هرمز عاصمة لهم ويدعون أنهم من سلالة الأزد العمانيين ويسمى أميرهم “محمد” الذي استقر في هرمز وضرب العملة باسمه فلقب بمحمد درهم.
ذهب رحالة مسلمون آخرون على رأسهم الأصطخري والمقدسي والإدريسي، إلى أن المدينة عالمية الهوية
ومما يؤكد فرضية الطابع العربي لهرمز منذ بداياتها الأولى الهجرات العربية التي لم تنقطع عنها وكانت في معظمها من عمان، وهو ما ألمح إليه الرحالة دوراتي بربوزا (1480-1512) الذي زار عددًا من مدن الخليج، حيث أكد ان اللغة العربية هي السائدة لدى المدن التي تتضمنها المملكة وغالبية السكان من العرب وحكامها من سلالة الأزد وهم أهل أداب حضرية.
فيما ذهب رحالة مسلمون آخرون على رأسهم الأصطخري والمقدسي والإدريسي، إلى أن المدينة عالمية الهوية، حين يتحدثون عن سكانها الذين يخالطهم الكثير من التجار الفرس والهنود والبلوش والترك والعرب والأوروبيين إلى الحد الذي كانت تظهر فيه المدينة كمنطقة تجمع عالمية وإن احتفظت مع ذلك بطابعها العربي والإسلامي.
جدير بالذكر أن عدد سكان الجزيرة بلغ نهاية القرن الخامس عشر نحو 40 ألف مسلم، إضافة إلى عدد آخر من أقليات مختلفة من الهندوس واليهود والمسيحيين، ولعل هذا ما يعزز ما ذهب إليه الفريق المنادي بعالمية الجزيرة التي احتوت بين جنباتها نخبة متمايزة من الديانات والثقافات المختلفة.
الغزو البرتغالي
ظلت هرمز حتى بدايات القرن السادس عشر مملكة متماسكة، تتمتع بحضور اقتصادي وعسكري كبير، تواصل فتوحاتها شرقًا وغربًا، إلا أن ضعف حكامها في الأعوام الأولى من هذا القرن كان بداية النهاية بالنسبة لها، حيت تولى زمام أمورها صغار السن، ضعاف الشخصية وهو ما أسرع بالإجهاز عليها فيما بعد.
القائد البرتغالي البوكيرك كان شخصية عنيدة، لم يفقد الأمل في احتلال المدينة رغم الفارق الكبير في العتاد، وهو ما تحقق له بعد معارك ضارية حقق في معظمها الانتصار
وحين قدم الأسطول البرتغالي لمنطقة الخليج في إطار حملاته الاستعمارية في 1507، تردد كثيرًا في اقتحام هرمز إيمانًا بما لديها من قوة كبيرة ربما تكلف القوات البرتغالية العديد من الخسائر، وهو ما جعله يغير وجهته مؤقتًا إلى المماليك في المحيط الهندي حيث قضى هناك ما يقرب من 8 سنوات كاملة في حروب ونزاعات.
الباحثان حسنين ربيع وليلى عبد الجواد أستاذا تاريخ العصور الوسطي بكلية الأداب جامعة القاهرة، في كتابهما ” تاريخ مملكة هرمز منذ قيامها حتى سقوطها سنة 1622″ كشفا أن الغزو البرتغالي لهرمز شهد أحداثًا غريبة، إذ إن المقارنات العسكرية حينها كانت تصبح في صالح المملكة.
وأشارا إلى أن عتاد البرتغاليين لم يتجاوز 7 سفن حربية عليها ما يقرب 460 مقاتلاً، في مقابل 30 ألف مقاتل في صفوف هرمز، بعضهم تم استئجاره من جنود الفرس والعرب للزود عن المدينة، غير أن الأوضاع الداخلية لهرمز كانت تنبئ بهذا الخطر، فحاكمها آنذاك الذي يسمى “سيف الدين ” فتى لم يتجاوز عمره 12 عامًا.
حاول الشاة مساعدة هرمز في التخلص من البرتغاليين، وذلك عبر الاستعانة بالإنجليز الذين كانوا يعتبرون في هذا التوقيت خصومًا عنيدة للبرتغاليين والإسبان، وبالفعل نجح في هزيمة البرتغالين وطردهم من الجزيرة
القائد البرتغالي البوكيرك كان شخصية عنيدة، لم يفقد الأمل في احتلال المدينة رغم الفارق الكبير في العتاد، وهو ما تحقق له بعد معارك ضارية حقق في معظمها الانتصار، وبسرعة خاطفة بدأت العمليات العسكرية ضد هرمز وبحركة التفاف سريعة تمكنت القوات البرتغالية من تحقيق نصر لم يكن متوقعًا، مما دفع رئيس مجلس إدارة البلاد حينها، كوجيه عطار، إلى الاستنجاد بملوك المسلمين وفي مقدمتهم الشاه إسماعيل الصفوي ملتمسًا منه العون والمساعدة.
ووفق الكتاب فقد حاول الشاة مساعدة هرمز في التخلص من البرتغاليين، وذلك عبر الاستعانة بالإنجليز الذين كانوا يعتبرون في هذا التوقيت خصومًا عنيدة للبرتغاليين والإسبان، وبالفعل نجح في هزيمة البرتغالين وطردهم من الجزيرة، ليزداد الشقاق بين الحليفين، الفرس والإنجليز فيما يتعلق بتقسيم الغنائم، وهو الخلاف الذي تفاقم بصورة كبيرة أدت في النهاية إلى توقيع اتفاق ميناب 1622.
سقوط المملكة
في 8 يناير 1622 اجتمع إمام قلي خان المكلف من الشاه بقيادة الأسطول الإنجليزي في مدينة ميناب وتم الاتفاق على نصوص اتفاقية ميناب مع الإنجليز، تلك الوثيقة التي تضمنت عدة بنود أثارت جدلاً لعل أبرزها أن يساهم الفرس بنصف العمليات العسكرية على الأقل وبعد أن يتحقق النصر تقسم الغنائم وأسلاب الحرب بالتساوي بين الإنجليز والفرس ثم تسلم قلعة هرمز بكل ما بداخلها من أسلحة ومعدات إلى القوات الإنجليزية وبإمكان الفرس أن يقيموا لأنفسهم قلعة إذا رغبوا.
أما البند الثالث منه فينص على تقسيم العوائد الجمركية لبندر عباس بين الطرفين مع إعفاء البضائع الإنجليزية من الضرائب وكل الرسوم، ونص البند الرابع على أن يسلم الأسرى المسلمون إلى الفرس ويسلم المسيحيون إلى الإنجليز ونصوص أخرى تتعلق بمساعدات إنجليزية لفارس معظمها مساعدات عسكرية.
بقايا مملكة هرمز
الاتفاق لم يكن مرضيًا للإنجليز الذين أدركوا أنهم خسروا كثيرًا، حتى أشاعوا أنهم قد عوملوا من جانب الفرس عقب تحرير هرمز معاملة مخجلة وغير كريمة، ترتب على هذا الأمر عدم التزامهم بنصوص الاتفاق فيما يتعلق بخروجهم من هرمز سواء القلعة أم الجزيرة كلها، وعندما ذكرهم الشاه بالمكاسب التي حصلوا عليها من شراء الحرير الفارسي وكذا حرية نقل تجارتهم دون دفع أي رسوم جمركية أجابوا بأن ذلك لا يتناسب بأي حال وسمعتهم التي تدهورت بسبب هرمز.
ظل الخلاف على هذه الحال حتى وصل الأمر إلى رفض الإنجليز مشاركة الفرس في تتبع البرتغاليين على السواحل العمانية بحجة عدم التزام الشاه ببنود اتفاقية ميناب، وأمام هذا التصعيد أصدر الشاه أوامرة بتدمير الجزيرة عن آخرها، وتحويلها إلى أطلال، مسدلاً الستار على واحدة من أشهر مراسي العالم في هذا الوقت.
يعلق سير توماس هربرت أحد الرحالة الأوروبيين الذي زار هرمز عام 1627، كما أورده الباحثان في كتابهما، قائلًا: “على طرف الجزيرة تلوح أنقاض تلك المدينة الزاهرة التي كانت من أعظم جزر العالم، لقد جُرّدت تلك الجزيرة من كل جمالها وازدهارها، إن هذا المكان المتواضع لم يعد يستحق أن يمتلكه أحد وكان من قبل عشر سنوات الدولة الوحيدة في الشرق إذ كان علينا أن نصدق ذلك”.