خبرٌ مقتضبٌ أوردته صحيفة الصيحة السودانية وعدد من المواقع الإخبارية خلال الأيام الماضية مفاده أن عضو المجلس السيادي الانتقالي محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي غادر إلى دولة الإمارات في زيارة وُصفت بأنها “خاصة”، ولم تستبعد المصادر أن يكون حميدتي قد سافر على متن طائرة خاصة.
في البداية، نشير إلى أن صحيفة الصيحة مقربة جدًا من دقلو وتدافع بشدة عن الثورة المضادة ومليشيا الجنجويد التي تُعرف باسم “قوات الدعم السريع”، فيُقال إن الصحيفة مملوكة بالكامل لحميدتي بعد أن باعها مالكها الطيب مصطفى “خال الرئيس المخلوع عمر البشير” إلى الصادق الرزيقي رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين المعروف بمواقفه الداعمة والمنافحة عن مليشيا الجنجويد وقائدها، كما أنه كان من أشد المعادين للثوار والثورة منذ انطلاقتها في ديسمبر/كانون الأول من 2018، لذلك يُعتقد أن حميدتي وهو صاحب أموال وأصول اقتصادية ضخمة اشترى الصحيفة باسم الرزيقي لتكون منبرًا إعلاميًا ناطقًا باسمه يحاول تجميل صورة المليشيا ذات السمعة السيئة، وتسويق قائدها على أنه منقذ البلاد وحامي أمنها واستقرارها.
المعلومة أعلاه، سقناها لتأكيد صدقية زيارة حميدتي الخاصة للإمارات، وأن الخبر مؤكد لا مجال فيه للتكذيب أو النفي طالما نشرته الصحيفة المملوكة لعضو المجلس السيادي.
لماذا كانت الزيارة خاصة؟
الجواب، لأن حميدتي بعد تشكيل الحكومة المدنية بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لم يعُد لديه صلاحيات تمكنه من القيام بزيارات ولقاءات خارجية باسم السودان، كما فعل من قبل عندما كان نائبًا لرئيس المجلس العسكري المحلول، إذ قام بزيارةٍ مثيرةٍ للجدل إلى السعودية قابلها السودانيون بالاستغراب وعدم الرضا، خاصة أن سلطات المملكة استقبلت حميدتي كما لو كان رئيس دولة يملك تفويضًا من الشعب، حيث أطلقت عليه صفة “نائب رئيس المجلس الانتقالي” وهو مصطلح كانت تستخدمه وسائل الإعلام التابعة للدول المعادية للثورات بهدف تنميط فكرة أن المجلس الحاكم في السودان هو مجلس انتقالي بكامل الصلاحيات وليس مجلسًا عسكريًا مؤقتًا.
قوى الحرية والتغيير التي اعتبرت أن زيارة حميدتي للسعودية مؤشر يدل على أن المجلس العسكري الانتقالي يتمدد في صلاحياته وسلطاته ويفتح أبوابًا للتدخل الخارجي في الثورة
حميدتي نفسه عاش دور رئيس الجمهورية، فقد كان يُكثر من اللقاءات الجماهيرية والشعبية داخل السودان، ويستخدم في تلك اللقاءات لهجة الحاكم والمسؤول الأول فهو يقول سنفعل كذا وكذا ولن نسمح بكذا، وفور عودة دقلو من زيارة المملكة، أعلن المجلس العسكري بالسودان أن زيارة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس المجلس إلى السعودية جاءت لتأكيد بقاء القوات السودانية في اليمن ولدعم الرياض ضد “التهديدات” الإيرانية، وقال المجلس في بيان: “زيارة حميدتي ولقاؤه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان جاء بهدف تقديم الشكر للسعودية على موقفها الداعم للشعب السوداني والمجلس العسكري في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة التي تمر بها البلاد”، وأوضح البيان أن حميدتي أبدى استعداد السودان للوقوف مع السعودية ضد “التهديدات والاعتداءات الإيرانية”.
السعودية ما زالت تسعى لإجهاض الثورة
زيارة حميدتي للمملكة عمقّت الخلاف “آنذاك” بين المجلس العسكري المحلول وقوى الحرية والتغيير التي اعتبرت أن زيارة الرجل للسعودية مؤشر يدل على أن المجلس العسكري الانتقالي يتمدد في صلاحياته وسلطاته ويفتح أبوابًا للتدخل الخارجي في الثورة.
ولا يخفى على أحد أن السفارة السعودية في الخرطوم ما زالت تسعى بكل طاقاتها لإجهاض الثورة وشراء الولاءات السياسية والإعلامية في السودان، وللأسف نجحت في الاستحواذ على صحيفة الوطن العريقة التي كانت مؤثرة في عهد مؤسسها الراحل سيد أحمد خليفة، وأخذت تتدهور في السنوات الأخيرة حتى وجدت ضالتها في المال السعودي، فقد كان عدد الصحيفة يوم الإثنين 23 من سبتمبر/أيلول سقطةً مهنيةً مريعةً للصحافة السودانية ككل، إذ جاءت الصفحة الأولى من الوطن بـ”مانشيات” يمجد السعودية ويحتفل باليوم الوطني السعودي كما لو كانت صحيفة الوطن السعودية وليست السودانية!
صحيفة الوطن السودانية عدد الإثنين 23 من سبتمبر/أيلول
لكن قوى التغيير التي تقود الحراك ظلّت بالمرصاد تتابع كل هذه التحركات، وتُذكِّر بين الحين والآخر ببنود إعلان الحرية والتغيير الذي اقتبست منه اسمها، فالإعلان الذي يُعد “كتالوج” الثورة وقّع عليه أكثر من 22 تجمعًا تنضوي تحت لوائه 73 كيانًا، وهو ينص بشكلٍ صريحٍ على التزام سودان ما بعد البشير في مجال العلاقات الخارجية بالتوازن والبعد عن المحاور.
هذه القيم تمسكت بها قوى الثورة رغم المحاولات المستميتة التي قادها المحور الإماراتي السعودي لاستمالة قيادات تكتل الحرية والتغيير بغرض استقطابهم لصالحه، بعد أن نجح المحور نجاحًا كاملًا في إخضاع المجلس العسكري السابق بحُكم العلاقات القوية التي تربط قادته “البرهان وحميدتي” بالسعودية والإمارات منذ العام 2015، فقد أشرفا على مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن بناءً على قرارٍ شخصي من الرئيس المخلوع الذي اتخذ قرار المشاركة في الحرب العبثية دون أن ينال موافقة البرلمان ولا مجلس الوزراء ولا حتى قادة القوات المسلحة.
اتفاق الانتقال للسلطة المدنية يجهض طموحات حميدتي وداعميه
ما يهمنا في الموضوع أن الاتفاق الذي تم توقيعه في الـ17 من أغسطس/آب و”رغم علاّته” شكّل صدمةً قاسيةً لكل من “البرهان وحميدتي” ومحور الثورات المضادة، فقد مَنَح قوى الحرية والتغيير حق تشكيل حكومة مدنية بقيادة رئيس وزراء مستقل بكل الصلاحيات التنفيذية، كما نص على تشكيل مجلس سيادي مشترك بين المدنيين والعسكريين بأغلبية مدنية ضئيلة، أما البند الأهم فهو استبعاد كل من يشارك في الحكومة الانتقالية على كل المستويات “المجلس السيادي، مجلس الوزراء، التشريعي” من الترشح للانتخابات القادمة بعد الفترة الانتقالية التي تم التوافق على أن تكون 3 سنوات.
الناشطين السودانيين لاحظوا تدفق رسائل مؤيدة للعسكر من خلال الحسابات المزيفة التي تستخدم عادة صور موسيقيين ونجوم معروفين
لهذه الأسباب لم يعد بمقدور حميدتي أن يقوم بجولاتٍ علنيةٍ تمثل السودان، فالشباب السوداني الذي استمر في التظاهر حتى بعد مجزرة القيادة العامة التي يتهم قادة المجلس العسكري المحلول بالتورط فيها، كبح طموحات حميدتي الذي كان يجهز نفسه للجلوس على كرسي الرجل الأول في السودان أو على الأقل في فترة ما بعد الحكومة الانتقالية تدعمه في تلك الخطط عاصمتي الثورات المضادة “أبو ظبي والرياض”.
إذ كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تقريرٍ لها، أن “شركتين مصرية وأخرى إماراتية أنشأت حسابات مزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي تروج لنائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو، نشرت صوره وهو يطبخ الطعام ويتحدث أمام الجماهير ويلتقي مع المدرسين”، ولفتت النيويورك تايمز إلى أن “الناشطين السودانيين لاحظوا تدفق رسائل مؤيدة للعسكر من خلال الحسابات المزيفة التي تستخدم عادة صور موسيقيين ونجوم معروفين، وذكرت الصحيفة أن السودانيين استطاعوا التعرف على التغريدات كونها مزيفة من خلال اللغة العربية التي أشارت إلى أن كتابها غير سودانيين، فمثلًا تمت كتابة كلمة السودان والتعامل معها على أنها علم مؤنث، مع أن السودانيين جميعًا يعاملون اسم بلادهم على أنه مذكر”.
خلفيات زيارة دقلو للإمارات.. 3 احتمالات
جاءت زيارة حميدتي إلى الإمارات بعد أيام قليلة من زيارة قام بها الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إلى السودان بعد غياب امتد لفترة 4 سنوات، والأخير كان في أبو ظبي قبل أيام من وصوله الخرطوم، فلعل هذه الأحداث لم تكن بالصدفة خاصة أن أسياس أفورقي أصبح منذ فترة يلعب دور الوكيل لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في المنطقة منذ أن أنشأت الإمارات قاعدةً عسكريةً في ميناء عصب الإريتري قبل 3 أعوام.
أما أسباب رحلة حميدتي الخاصة إلى الإمارات فقد اختلفت بشأنها وجهات النظر، والبعض يجزم بأن أحداث العنف التي وقعت في مدينة بورتسودان شرقي البلاد الشهر الماضي كانت مفتعلةً بغرض إحداث فتنة عرقية وصناعة حالة من العنف تستوجب إرسال مليشيا “الدعم السريع” إلى المدينة الحيوية التي تمثل شريان السودان وميناءه الرئيس، وبالفعل أحكمت المليشيا سيطرتها على المدينة، وابتهج السكان بأن بورتسودان أصبحت آمنة بعد وصول قوات حميدتي.
أصحاب هذه النظرية يرون أن الرجل ينفذ مخططات أبو ظبي بالسيطرة العسكرية على بورتسودان تمهيدًا لصفقةٍ قادمةٍ تجعل الميناء الحيوي تحت سيطرة موانئ دبي، بمعنى أن تقمع المليشيا أي مقاومة سلمية للصفقة المحتملة وعدم تكرار ما حدث من قبل عندما أجهضت جماهير شرق السودان مخطط تسليم الميناء لشركة فلبينية يُعتقد أنها واجهة لدولة الإمارات.
المفاجأة ظهور صورة لطاهر وإلى جواره الرئيس الإريتري أسياس أفورقي مرتديا الزي “البيجاوي” الكامل، وهو لباس القبائل بالمنطقة الحدودية، وعدّ كثيرون هذا الظهور بأنه رسالة من أفورقي وطاهر للخرطوم بأنهما يملكان ورقة ضغط في الشرق
وجرى تداول معلومات عن محاولة إماراتية لدعم زعيم قبلي في شرق السودان، في إشارة إلى المعارض البيجاوي محمد عمر طاهر، للتمهيد لاستنساخ تجربة مماثلة لما جرى في اليمن، حيث تجددت هذه المخاوف مع تظاهرات شهدتها ولاية كسلا نهار الخميس الماضي للمطالبة بحصة الإقليم في السلطة الجديدة، فقد حاولت أصوات نشاز التهديد بالمطالبة بحق تقرير المصير لإقليم الشرق، في أول سابقة بالمنطقة، مما يمهد لمخطط ربما تم الاتفاق عليه برعاية إقليمية، مما جعل البعض يرجح أن ما جرى نهار الخميس هو بداية الشرارة لما هو قادم.
أشرنا بالأعلى إلى أن العلاقات الإريترية الإماراتية تشهد تعاونًا أمنيًا وثيقًا وأن رئيس النظام الإريتري أسياس أفورقي يلعب دور وكيل الإمارات بالمنطقة منذ العام 2016، الأمر الذي اعتبره البعض إشارة لاحتمال توظيف أبو ظبي لعلاقاتها مع أسياس أفورقي لجعل قوات المعارض السوداني المتمرد محمد عمر طاهر الذي كان ينتمي لمؤتمر البجا، يمكن أن يتم الدفع بها لضمان المخطط الإماراتي، على خلفية إلمام طاهر بالمنطقة وخبرته في المعارضة المسلحة.
ما يعضد هذه النظرية أن طاهر لم يظهر منذ سنوات في أي نشاط إعلامي أو عسكري، وعاد للظهور في شهر أغسطس الماضي، في تخريج لقوات تتبع له، ولكن المفاجأة ظهور صورة لطاهر وإلى جواره الرئيس الإريتري أسياس أفورقي مرتديا الزي “البيجاوي” الكامل، وهو لباس القبائل بالمنطقة الحدودية، وعدّ كثيرون هذا الظهور بأنه رسالة من أفورقي وطاهر للخرطوم بأنهما يملكان ورقة ضغط في الشرق، في وجه الحكومة المدنية الجديدة، بمعنى أن قوات طاهر وحليفه أفورقي يشكلان معًا ورقة سياسية وعسكرية في يد أبو ظبي لفرض مزيد من النفوذ البحري والسياسي والعسكري بمنطقة الساحل الغربي للبحر الأحمر، حيث الموانئ التي تتطلع إليها أبو ظبي.
أبو ظبي غضبت من تصريح قائد المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان لقناة الجزيرة، الذي جاء فيه أن “سحب القوات السودانية من اليمن سيتم متى استدعت الضرورة ذلك
ونُذكّر هنا من جديد بالانتشار الكبير لقوات حميدتي حليف السعودية والإمارات، التي نشطت في الشهور القليلة الماضية لتجنيد أعداد كبيرة من أبناء منطقة شرق السودان مما يضيف للأمر حقيقة واقعية جلية، وغموضًا مستقبليًا للمنطقة خاصة إذا تذكرنا أن بورتسودان قد أصبحت بالكامل تحت سيطرة المليشيا بعد أحداث العنف المفتعلة.
وهناك نظرية ثالثة يتبناها المدون عوض الكريم الطيب المهتم بقضايا شرق السودان، فهو يشير إلى وجود خلاف بين الصديقين البرهان وحميدتي ويرى أن أبو ظبي غضبت من تصريح قائد المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان لقناة الجزيرة، الذي جاء فيه أن “سحب القوات السودانية من اليمن سيتم متى استدعت الضرورة ذلك”، يؤكد الطيب أن القيادة الإماراتية استدعت محمد حمدان دقلو بزيارة شخصية، تزامنًا مع سفر الزعيم القبلي المعارض البيجاوي محمد عمر طاهر الذي سافر عبر إريتريا الخميس الماضي، بحسب عوض الكريم.
حميدتي لن يتخلى عن طموحه في حُكم السودان بسهولة، بعد أن أوحى له حلفاؤه بذلك، وتظل كل الاحتمالات مفتوحةً من انقلابه على شريكه البرهان
وفي كل الأحوال، يظل وجود حميدتي بالمجلس السيادي السوداني حتى لو كان مجرد عضو يشكل خطرًا بالغًا على اتفاق الانتقال للتحول الديمقراطي، طالما أن مليشيا الجنجويد الدموية التي يقودها باقية وبـ”القانون” كما يردد حميدتي بشكل مستمر وهي العبارة التي يتندّر منها نشطاء الثورة السودانية، باعتبار أن مليشيا الدعم السريع أكبر منتهك لسيادة القانون وأكبر خطر يهدد استقرار السودان.
عاد محمد حمدان دقلو من أبو ظبي، حيث تشير الأخبار إلى أنه التقى بمكتبه أمس الإثنين، الأمير عمرو الفيصل رئيس مجلس إدارة بنك فيصل الإسلامي السوداني، لكن تظل الأهداف الحقيقية لزيارته الإمارات مجهولةً، وكذلك ما يخطط له الرجل المندفع صاحب الطموح العالي الذي تثيره عبارات محددة مثل “فرض هيبة الدولة” و”تحقيق الأمن والاستقرار”، فحميدتي لن يتخلى عن طموحه في حُكم السودان بسهولة، بعد أن أوحى له حلفاؤه بذلك، وتظل كل الاحتمالات مفتوحةً من انقلابه على شريكه البرهان رئيس المجلس السيادي أو حتى انقلابه على قوى الحرية والتغيير بمشاركة بعض العسكريين كما لمّح إلى ذلك عضو المجلس السيادي الفريق ياسر العطا في تصريحٍ لصحيفة الصيحة المملوكة لحميدتي.
الدعم الخارجي الذي تجده حكومة حمدوك يمضي بصورة طيبة، وكذلك الدعم الداخلي المعنوي رغم بوادر التذمر من بطء تحركات الحكومة الانتقالية
الالتفاف حول حمدوك يضمن إجهاض طموحات حميدتي
الضمان الأوحد لإجهاض طموحات حميدتي هو التفاف السودانيين بكل أطيافهم حول الحكومة المدنية التي يقودها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، والإجماع الشعبي الذي يجده الأخير يمثل صمام الأمان أمام خطط قائد “الدعم السريع” وداعميه عرابي الثورات المضادة، فدول هذا المحور تلتقي مع حميدتي وعناصر النظام البائد إضافةً إلى كل الأحزاب المنتمية لتيار الإسلام السياسي تجمعهم كلهم مصلحة واحدة “حتى لو دون تنسيق” هي إفشال حكومة حمدوك، وتشكيل رأي عام سالب حول رئيس الوزراء يدفعه إلى الاستقالة ومغادرة المشهد السياسي أو إشغاله بمعارك وأزمات مفتعلة مثل صناعة أزمات في السلع الأساسية كالخبز والوقود والدواء بما يُظهر الرجل وحكومته بأنهم غير جديرين بالثقة ويجب أن يغادروا.
حتى الآن، الدعم الخارجي الذي تجده حكومة حمدوك يمضي بصورة طيبة، وكذلك الدعم الداخلي المعنوي رغم بوادر التذمر من بطء تحركات الحكومة الانتقالية في حلحة قضايا المواطنين العاجلة، وعليه من المهم أن نُذكّر رئيس الوزراء وحكومته بأن عليهم استثمار هذه الفرصة وهذا الإجماع الشعبي لتحقيق طموحات المواطنين وتفويت الفرصة على عرابي الثورات المضادة ووكلائهم مثل حميدتي وغيره.