نجحت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ الهدنة الإنسانية المؤقتة التي أبرمت في 26 نوفمبر/تشرين ثان 2023 واستمرت حتى الأول من ديسمبر/كانون أول من نفس العام، في تقديم عشرات الرسائل للداخل والخارج، عبر مشهدية التسليم التي تحمل الكثير من الرمزيات والدلالات التي لم يتوقعها الكيان المحتل.
واستطاعت المقاومة توظيف تلك المشاهد الإنسانية، سياسيًا وإعلاميًا ونفسيًا، بصورة كان لها وقعها الصادم على الداخل الإسرائيلي الذي تعامل معها بارتباك واضح وفقدان توازن ملحوظ، تمثل في صورة تصريحات وإجراءات وقرارات وتهديدات أسقطت المزاعم الكاذبة التي اعتاد المحتل على ترويجها منذ بداية الحرب لإيهام الشارع الإسرائيلي بتحقيق انتصار مطلق في تلك المعركة الأطول منذ بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وكان أخر تلك الرسائل التي تضمنتها مشهديات التسليم التي تحولت إلى حدث يترقبه الجميع، فلسطينيون وإسرائيليون، نخبة وعامة، حكومة وشعبًا، داخل فلسطين وخارجها، قيام أحد الأسرى الإسرائيليين ” عومر شيم توف ” بتقبيل رأس مقاتلي كتائب القسام خلال مراسم تسليم الدفعة السابعة التي جرت السبت الماضي، بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ضمن الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
المشهد لاقى ردود فعل متباينة، وأحدث ضجة كبيرة لدى الشارع العربي والإسرائيلي على حد سواء، كونه المرة الأولى التي يُقدم فيها أسير إسرائيلي على تقبيل رأس مقاتلي المقاومة على مرأى ومسمع من الجميع، وعلى الهواء مباشرة، الحدث الذي قُرأ بأكثر من لغة وبلهجات عدة، وحمل قائمة مطولة من الرسائل التي تنسف ادعاءات رئيس حكومة الاحتلال وجنرالاته ويمينه المتطرف، والتي اتكأ عليها طويلا لتبرير همجية ووحشية الانتهاكات المُرتكبة بحق الفلسطينيين في غزة.
صدمة في الداخل الإسرائيلي
مثل تلك المشاهد، غير الجديدة على الإسرائيليين منذ بداية الحرب، تُحدث صدمة كبيرة في الداخل الإسرائيلي، على مستوى النخبة والشارع، الحكومة والرأي العام، ولها تداعيات مؤلمة كونها تُفجر في معظمها براكين الغضب من الحكومة وإدارة المعركة، الأمر الذي يدفع نتنياهو وإعلامه وجنرالاته لاستباق ردود الفعل الداخلية بتوجيه الاتهامات للمقاومة والزعم بأنها من تُجبر الأسرى الإسرائيليين على القيام بمثل تلك السلوكيات تحت تهديد السلاح وعبر الضغط المستمر.
في نقلها لمراسم التسليم عبر البث المباشر، فوجئت مذيعة قناة “كان” الإسرائيلية التي كانت متواجدة بالاستديو تغطي الحدث، بمشهد تقبيل رأس مقاتلي القسام، مما أصابها بصدمة واضحة أفقدتها النطق لبضعة ثوان قبل أن تعود للنقل مرة أخرى، فيما بدا عليها الارتباك بشأن ما يمكن أن تصف به هذا المشهد، ثم قالت” “لا يمكننا الحكم على المشهد لابد أنهم أجبروا على تقديم هذا النوع من العرض أمام الناس”..
أصيبت مذيعة قناة كان الإسرائيلية بالصدمة خلال البث المباشر بعد تقبيل أسير إسرائيلي رؤوس المقاتلين خلال عملية التبادل.
فقدت النطق لثواني ولم تعرف كيف تبرر للمتابعين ثم قالت: لا يمكننا الحكم على المشهد لابد أنهم اجبروا على تقديم هذا النوع من العرض أمام الناس".. pic.twitter.com/GRMoetsJZo
— نحو الحرية (@hureyaksa) February 22, 2025
الادعاء ذاته نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” التي زعمت أنه قد جرى توجيه “عومير” أثناء وقوفه على المنصة بتقبيل رأس اثنين من مقاتلي حماس الملثمين، مضيفة “قبل لقطة التقبيل يظهر شخص يحمل كاميرا وهو يهمس في أذن عومير” في إشارة إلى توجيهيه بالقيام بهذا الفعل، لكن اللافت هنا أن الصحيفة حذفت هذا الخبر بعد نشره دون ذكر أسباب.
أما عائلة الأسير الإسرائيلي صاحب الواقعة، فحاولت الهروب من الضغوط التي من الممكن أن تتعرض لها – كما تعرضت عائلات أخرى سابقة وأجبرت على تغيير أقوالها وتصريحاتها في حوادث مشابهة- بمسك العصا من المنتصف، فلم تثبت الحدث سواء كان طواعية أو قهرًا، لكنها وجهت الدفة نحو جهة أخرى تتعلق بشخصية الأسير التي تُجبر الجميع على حبه.
حيث علق والده قائلًا إن ابتسامة ابنه العريضة في مراسم تسليم الرهائن إلى الصليب الأحمر تلخص شخصيته، مضيفًا أن “عومير أصبح أنحف… لكنه مبتهج، إنه أكثر شخص إيجابي في العالم”، أما جدته فقالت إن “هذا هو حفيدها، يتعامل مع الجميع. حتى مع حماس… يحبونه حتى هناك”، حسبما نقلت عنهما القناة الـ 12 الإسرائيلية.
فضح كذب نتنياهو وتفنيد مزاعمه
نجحت المقاومة في ظل ما تحمله مشاهد تسليم الأسرى من دلالات مقصودة ورسائل واضحة في فضح كذب نتنياهو وتفنيد كافة المزاعم التي اعتاد على ترديدها على مدار 15 شهرًا تقريبًا، والتي بسببها يضغط لاستمرار الحرب للحفاظ على مستقبله السياسي الذي بات مرهونا بوقف تلك المعركة.
أخلاقيات حماس في مواجهة وحشية المحتل.. دوما ما تعزف الآلة الإعلامية الإسرائيلية -المُسيطُر على كثير منها من قبل اليمين المتطرف- على وتر اتهام المقاومة بالوحشية في التعامل مع الأسرى والرهائن، وإيهام الشارع الإسرائيلي بارتكاب الفصائل للانتهاكات المستمرة بحق الإسرائيليين اللذين بحوزتها في محاولة لإثارة وتهييج الرأي العام الداخلي ودفعه نحو المطالبة بالانتقام والثأر.
انكشفت تلك السردية مبكرًا مع نشر تحقيقات – ثبت تضليلها وكذبها لاحقا- تتهم المقاومة بقتل وذبح عشرات الأطفال الإسرائيليين، وهي الأكاذيب التي تلقفتها الإدارة الأمريكية السابقة ودشنت بسببها حملة شيطنة ضد حماس والجهاد وغيرهما، وعلى إثرها أفرجت عن العديد من شحنات الأسلحة لجيش الاحتلال وغضت الطرف على جرائمه بحق المدنيين في قطاع غزة من النساء والأطفال.
وبتلك المشاهد- ليست الأولى من نوعها- التي تبثها المقاومة من خلال مراسم التسليم، حيث الحفاوة التي يُبديها الأسرى تجاه مقاتلي القسام، والتي تؤكد على الأخلاقيات الراقية والمعاملة الحسنة التي تلقوها طيلة فترة الأسر، تنفضح أكاذيب نتنياهو، وتجرده من أحد أسلحته المستخدمة لتبرير حربه الإجرامية التي لا يجد فيها أي حرج في التضحية بالآلاف من الإسرائيليين في سبيل تحقيق أهدافه الشخصية، وفي الوقت ذاته تكشف زيف الرواية الصهيونية العالمية حول معاملة المقاومة غير الإنسانية للأسرى، وتنسفها من جذورها.
أحد الأسرى الإسرائيليين " عومر شيم توف " يُقبّل رأس مقاتلي #كتائب_القسام خلال مراسم التسليم بمخيم النصيرات في #غزة ..
تقبيل يحمل رسائل للجمهور الإسرائيلي عن تقدير وامتنان الأسرى لحرص #القسام على حياتهم طوال حرب الإبادة التي شنها جيشهم على قطاع #غزة .. pic.twitter.com/u35T0fz1NX
— جابر الحرمي (@jaberalharmi) February 22, 2025
الصحفي البريطاني سليمان أحمد يرى أن تلك المشاهد تنسف مليارات الدولارات التي انفقت على الدعاية الصهيونية طيلة أيام الحرب، منوها أنه من الصعب أن تراها في الإعلام الإسرائيلي، وتتفق معه في هذا الرأي الصحفية شارمين نارواني التي ترى أن مثل تلك الرمزيات تتسبب في انهيار الرواية التي تروج لها هوليوود والإعلام الرسمي الغربي، أما الصحفي الإيطالي أنجيلو جولياني فوصف ما حدث بأنه صفعة على وجه الصحافة الزائفة.
ويتعاظم هذا الفضح لمزاعم نتنياهو وجيشه وإعلامه بمقارنة الوضعية الصحية الجيدة والمعاملة الإنسانية الراقية التي يتلقاها الأسرى الإسرائيليون بمثلها لدى الأسرى الفلسطينيين ممن يُفرج عنهم ضمن صفقة التبادل، حيث الحالة الصحية الصعبة والمتردية والمعاملة الوحشية والقاسية التي تعرضوا لها داخل سجون الاحتلال وفق شهادات المُطلق سراحهم، تناقض يعكس حجم الفارق بين الأخلاقيات هنا وهناك، وهو الفارق الذي ينسف سرديات شيطنة المقاومة التي يرددها الإعلام الصهيوني، يهوديه وعربيه.
قوة المقاومة وثباتها.. اعتاد نتنياهو ووزير دفاعه وجنرالات جيشه على التأكيد على القضاء على حماس بشكل كامل، وتدمير كافة بنيتها العسكرية والتسليحية، في محاولة لتبرير مزاعم النصر المطلق التي تدعيها حكومة الحرب الإسرائيلية لتخدير الرأي العام الإسرائيلي ولضمان استمرار الحكومة على قيد الحياة السياسية وتأجيل حسم المستقبل السياسي لرئيس الوزراء
غير أن تلك المزاعم تصطدم شكلا ومضمونا مع ما تحمله رمزيات التسليم من رسائل ومؤشرات، حيث استعراض القوة التي تقوم بها المقاومة، من حيث العدد ومستوى التسليح، والتفاف الحاضنة الشعبية حولها، والدلالات القاسية التي تحملها بعض اللقطات مثل العبارات المكتوبة والصور المدونة على خلفيات منصات التسليم، هذا بخلاف التركيز كل مرة على استجلاب المدرعات والأسلحة التي حصلت عليها المقاومة من جيش الاحتلال خلال عملية طوفان الأقصى.
وأمام تلك المشاهد أيقن الإسرائيليون، نخبة وعامة، أن مزاعم النصر المطلق التي رددها الجيش والقيادة السياسية خلال الأشهر الماضية لم تكن سوى أوهام ودربًا من الخيال الذي هوى تحت أقدام مقاتلي القسام وهم يحملون الأسلحة الإسرائيلية ويركبون مدرعات جيش الاحتلال، ينتشون فخرًا وعزة وانتشارًا في كافة المناطق التي زعم جيش الاحتلال أنه دمرها بالكامل وقضى على كافة عناصر المقاومة بها، شمالا ووسطا وجنوبًا.
التحكم في المشهد.. من الرسائل المُبهرة والتي تكشف عن الإدارة المحترفة لملف الأسرى من قبل المقاومة، الفيديو الذي بثته كتائب “القسام” تزامنا مع مراسم تسليم الأسرى الثلاثة، والذي يوضح جلب المقاومة لأسيرين آخرين، أفيتار دافيد، وغي جلبوع، لم يطلق سراحهما إلى موقع التسليم، حيث صدما حينما شاهدا رفاقهما بالأسر في لحظة التحرر، وناشدا حكومة الاحتلال بإطلاق سراحهما عبر صفقة تبادل وإلا فسيكون مصيرهما الهلاك.
الفيديو رغم أنه لا يتجاوز ثوان معدودات لكن رسائله كانت مباشرة ومعمقة وقاسية في آن واحد، الأولى تؤكد من خلالها المقاومة سيطرتها على المشهد وتحكمها في المسرح بشكل كبير، عكس ما يزعم الاحتلال وإعلامه العسكري المضلل، ثانيها تتعلق بأن التلكؤ في تنفيذ بقية مراحل الاتفاق يعني باختصار تعريض حياة بقية الأسرى للخطر، أما الرسالة الأهم فهي حث الشارع الإسرائيلي على الضغط على نتنياهو وحكومته، وهو الضغط الذي يجرد الحكومة ورئيسها من مزاعم الانتصار المطلق، ويحول رموز الاحتلال من قادمة منتصرين إلى مجرمي حرب مطالبين بوقف المعركة حفاظا على ما لدى المقاومة من أسرى وأوراق ضغط أخرى.
"هذه الأرض تعرف أهلها"..
كتائب القسام تبث مشاهد من عملية تسليم أسرى صهاينة من الدفعة السابعة ضمن المرحلة الأولى من "صفقة طوفان الأقصى".#طوفان_الأقصى pic.twitter.com/rvjpSbqo7N
— رضوان الأخرس (@rdooan) February 22, 2025
سقوط نظرية الضغط بالقوة.. نتنياهو ووزيرا دفاعه، السابق والحالي، اعتادوا مع كل صفقة لتبادل الأسرى العزف على مقولة أن إطلاق سراح الأسرى إنما جاء نتيجة الضغط العسكري والقوة المفرطة ضد المقاومة، في محاولة لقلب المعادلة وتغيير الصورة وتسول انتصار غير واقعي، وهو ما تكشفه لغة الأرقام التي يجيد “بي بي” توظيفها لصالحه بشكل محترف.
رئيس حكومة الاحتلال زعم السبت 22 من الشهر الجاري أنه استعاد 147 أسيرا حيا من قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بالقوة العسكرية، إضافة إلى 45 من القتلى، مؤكدًا أن هناك 63 أسيرًا لا زالوا بقبضة حماس، وبالعودة إلى الميدان يلاحظ أن إسرائيل وعلى مدار 16 شهرًا تقريبًا من الحرب لم تنجح في استعادة سوى 5 أسرى فقط بالقوة، وذلك من خلال عمليتين عسكريتين.
الأولى في الثامن من يونيو/حزيران 2024، عندما أعلن الجيش الإسرائيلي تحرير 4 أسرى ( مع قتل 3 أخرين) من منطقتين منفردتين في قلب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بهجوم جوي وبري وبحري، مما أسفر عن مقتل 274 فلسطينيا، بينهم 64 طفلا و57 سيدة، وإصابة المئات بجروح مختلفة.
أما الثانية فكانت يوم 27 أغسطس/آب 2024، عندما أعلن جيش الاحتلال استعادة أحد الأسرى الإسرائيليين حيا، ويدعى فرحان القاضي، حتى هذا الأسير قالت عنه صحيفة هآرتس الإسرائيلية آنذاك إنه تمكن من الفرار من آسريه داخل نفق في غزة قبل أن تنقذه قوات الجيش.
كتائب القسـ.ـام تحضر الأسيرين الإسرائيليين أبيتار دافيد وغاي جلبوع دلال لحضور مراسم تسليم الأسرى عن قرب مطالبين نتنياهو بعقد المرحلة الثانية من الصفقة#الجزيرة #ألبوم pic.twitter.com/qwc3XhWVgH
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) February 22, 2025
هذا بخلاف استعادة جيش الاحتلال جثامين 6 أسرى داخل نفق في منطقة حي السلطان برفح، حسبما أعلن في 31 أغسطس/آب 2024، فيما أقر تحقيق للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن هؤلاء الأسرى لقوا حتفهم يوم 29 من الشهر ذاته خلال اجتياحه المنطقة، وأن هذا الاجتياح كان له تأثير مباشر أدى إلى مقتل هؤلاء الأسرى، أي أنهم قتلوا بأيدي الجيش الإسرائيلي.
معنى هذا أن هناك 142 أسيرًا إسرائيليًا ومجنسًا على قيد الحياة تم تحريرهم بالمفاوضات السياسية، وبموافقة حماس والجهاد، وليس بالقوة العسكرية كما يدعي الاحتلال، وهنا رسالة مباشرة وواضحة بسقوط وانهيار نظرية القوة العسكرية كاستراتيجية إسرائيلية لمواجهة المقاومة وتحقيق أهداف الحرب المزعومة، والتي فشل المحتل في تحقيق أي منها ميدانيًا.
نتنياهو المأزوم وتأجيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين
أيقن نتنياهو أن استمرارية تلك المشهدية بما تحمله من رسائل ومؤشرات ورمزيات تعني عمليًا مواصلة نزيف مكاسبه المزعومة التي حققها على مدار أشهر الحرب الطويلة، وفي الوقت ذاته تفنيد كل الادعاءات التي استند عليها لتبرير استمرارية القتال والتي اتكأ عليها لضمان بقاء ائتلافه الحكومي والحفاظ عليه من الانهيار المبكر.
وعليه كان التحذير من مواصلة المقاومة لهذا النهج مع كل دفعة تسليم للأسرى، إلا أن حماس لم تلق لمثل تلك التهديدات بالا، وهو ما جنَ جنونه ودفعه نحو اتخاذ قرار تأجيل الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين الذي كان متوقع إطلاق سراحهم بالأمس، لأجل غير مسمى.
وبرر ذلك بأن رد فعل على ما أسماه “الانتهاكات المتكررة من جانب حماس، بما في ذلك المراسم التي تسيء إلى كرامة رهائننا، والاستخدام الساخر لهم لأغراض دعائية، فقد تقرر تأجيل إطلاق سراح الإرهابيين المخطط له”، مضيفًا أن هذا التأجيل سيكون “حتى يتم ضمان إطلاق سراح الرهائن التاليين، ومن دون المراسم المهينة” حسبما جاء في البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء صباح اليوم الأحد.
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأجيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين إلى موعد تسليم الدفعة التالية من المحتجزين الإسرائيليين، بحسب وكالة "رويترز".
وأرجع مكتب نتنياهو تأجيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين إلى ما زعم أنها "انتهاكات حماس المتكررة". pic.twitter.com/tiiIRE7Np8— Asharq News الشرق للأخبار (@AsharqNews) February 22, 2025
من جانبها استنكرت حماس هذا القرار، متهمة نتنياهو بالسعي إلى تعطيل اتفاق وقف إطلاق النار بذريعة “إهانة” الأسرى الإسرائيليين”، منوهة في بيان لها اليوم أن تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين يكشف مجددا مراوغات الاحتلال وتنصله من التزاماته، مضيفة أن هذه الخطوة محاولة متعمدة لتعطيل الاتفاق وخرق واضح لبنوده.
ومنذ اليوم الأول لدخول الاتفاق حيز التنفيذ، يحاول نتنياهو ووزراء يمينه المتطرف عرقلته بأي صورة كانت، واضعين أمامه العثرات والعراقيل، عبر الانتهاكات والخروقات المرتكبة طيلة أيام المرحلة الأولى، ولولا ابتلاع المقاومة لمثل تلك الممارسات، وإبداء المزيد من المرونة لتمرير الصفقة، تخفيفًا لمعاناة الغزيين، وتجنبا لعودة الحرب مرة أخرى، لما صمد الاتفاق يوما واحدًا.
في الأخير.. يحاول نتنياهو عبر رد الفعل هذا وقف نزيف النقاط الذي يتعرض له مع كل مشهد من مشاهد التسليم، أملا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد تصاعد الانتقادات الداخلية والخارجية لإدارته للمعركة، ونجاح المقاومة في نسف قاعدة الادعاءات والمزاعم التي كان ينطلق منها لتحقيق طموحاته السياسية، وفي النهاية سيرضخ، أجلا أم عاجلا، للضغوط -أيا كان مصدرها- وسيفرج عن الدفعة السادسة من الأسرى الفلسطينيين