كشفت مصادر في مطار القاهرة أن أعداد المغادرين من مصر إلى سوريا زادت بنسبة تقارب ٨٠٪ في الأيام القليلة الماضية والتي تلت الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس مرسي من سدة الحكم في مصر.
وبدأ العديد من اللاجئين السوريين في مصر والذين ساءت أحوالهم في مصر بشكل كبير بعد الانقلاب في العودة مرة أخرى إلى سوريا، خاصة بعد حملة التحريض الإعلامي التي شنها إعلاميون مصريون مؤيدون للانقلاب، وشملت الحملة السوريين والفلسطينيين في مصر.
وقال مسؤولون أنه في الوقت الذي ما زالت فيه هناك ثلاث رحلات أسبوعيا بين القاهرة ودمشق، إلا أن أعداد القادمين من سوريا تناقصت بشكل كبير مقارنة بالأشهر الأولى من العام الجاري.
وقال أحد اللاجئين السوريين في تصريح صحفي في القاهرة، أن العديد من السوريين يخططون للعودة لسوريا على الرغم من احتمالية استهدافهم من قبل القنابل والصواريخ التي تستهدف المدنيين بشكل دائم في كامل القطر السوري.
وقال اللاجئ السوري ويدعى لؤي الصالح ويبلغ من العمر ثلاثين عاما أن السوريين يفضلون العودة إلى سوريا على الاعتقال في مصر.
وأكد الصالح أنه واللاجئين السوريين لا يستطيعون التواجد في الأماكن العامة في مصر في الفترة الأخيرة، حيث أن هناك العديد من المؤسسات الإعلامية التي كانت تكرر نشر تقارير كاذبة عن مشاركة اللاجئين السوريين في الشأن الداخلي المصري وخاصة في تلك المظاهرات المؤيدة للرئيس مرسي.
كما تواردت الأنباء من السوريين المقيمين في القاهرة والمحافظات عن تضييقات من المواطنين المصريين المتحفزين ضد السوريين والمصدقين للخطاب الإعلامي الذي يروجه قادة الانقلاب العسكري في مصر.
هنا سورية – السوريون في مصر ألمَ الغربة و ظلمَ ذوي القربى https://t.co/bY3xFmmdgH
— صدى سوريا (@sherina_kurda) August 19, 2013
كما تعددت أعمال العنف ضد السوريين اللاجئين في مصر خلال الشهرين الماضيين، خاصة منذ أن تم إيقاف عناصر منهم في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة، بينما كانوا يشاركون في مظاهرات دعم للرئيس المعزول.
تم الاعتداء على المحلات التجارية التي اشتراها السوريون مؤخرا في مختلف محافظات مصر، خاصة في الجيزة، حيث يوجد عدد كبير من السوريين. وعمدت الشرطة المصرية، حسب العديد من الشهادات، إلى غض النظر عن هذه الأعمال.
كما أن السلطات المصرية تتعامل بصرامة كبيرة مع اللاجئين السوريين الموجودين على الأراضي المصرية. فقد أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش أن الشرطة أوقفت واحدا وثمانين من السوريين خلال يومي 19 و20 يوليو دون أن أي تهمة، وأن 14 منهم هددوا بالطرد إلى الدول المجاورة.
خلال فترة رئاسة محمد مرسي، كان اللاجئون السوريون يُستقبلون في مصر بترحاب كبير، إذ كان مرسي قد أعلن حينها دعمه الكامل للمعارضة السورية وقطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق. إلا أن وزير الخارجية المصرية المعين من قبل وزير الدفاع قائد الانقلاب كان صرح أنه قد يراجع هذا القرار.
وقرر العديد من السوريين العودة إلا بلادهم مرة أخرى، يقول أحد المواطنين السوريين المقيمين في السادس من أكتوبر جنوبي القاهرة “اشتريت فرن خبز هنا في مدينة 6 أكتوبر حتى أواصل حرفتي. كانت الأمور على أحسن ما يرام خلال الأشهر الأولى. لكن منذ تفشي الأزمة في مصر، أصبح المحيط أكثر فأكثر عدائية تجاهنا. فلقد تعرضت إلى الشتم في الشارع بينما كنت رفقة زوجتي، كما تم استفزاز ابني الأكبر. يقول لنا الناس: “ماذا جئتم تفعلون هنا؟ عودوا إلى بلدكم للتقاتل هناك!’ “. وأمام كثرة هذه الاعتداءات، خيرنا أن نبيع كل شيء ونرحل قبل أن يلحقنا ضررا أكبر.”
ويختار السوريون دولا مثل دول أوروبا الغربية أو تركيا هدفا للجوء الثاني، إلا أن العديدين منهم وقعوا ضحايا لعمليات احتيال نفذها مصريون أوهموهم بإمكانية السفر إلى أوروبا بشكل غير شرعي وهو ما أدى لاحقا لاعتقالهم من قبل قوات حرس الحدود.