لم يكن المقاول والممثل المصري محمد علي وحيدًا في ميدان المواجهة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على مدار الأسابيع القليلة الماضية، ولم تكن مقاطع الفيديو التي يبثها هي الأولى في انتقاد ومعارضة النظام المصري، حيث سبقه العديد من النشطاء والمعارضين وحتى الضباط، غير أن فيديوهات “مقاول الجيش” أكسبت ما تزامن معها من فيديوهات للنشطاء زخمًا كبيرًا لدى المصريين، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
يمكن القول إن أبرز النشطاء الذين تزامن ظهورهم مع فيديوهات محمد علي، كان الناشط السيناوي مسعد أبو فجر الذي كان أحد أعضاء لجنة الخمسين لوضع الدستور عقب الانقلاب العسكري الذي قاده السيسي في صيف 2013، الذي بث فيديوهات وجّه خلالها اتهامات للسيسي ونجله ضابط المخابرات محمود السيسي بالفساد واستغلال الأوضاع المضطربة في سيناء لتحقيق مكاسب مالية كبيرة عبر السيطرة على عمليات التهريب إلى قطاع غزة.
لكن إن كانت حلقات مسلسل “مقاول الجيش” التي أصبحت أكثر تشويقًا وواقعية قد بدأت منذ عهد قريب، فإن حلقات مسلسل الناشط السيناوي سبقتها بسنوات طويلة امتدت إلى عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، حين تأخرت الحكومة المصرية في اكتشاف قوة شبكة الإنترنت والشبكات الاجتماعية، ولكن على مدار الأعوام الماضية، جعلتها مركز جهودها في تكميم وإخماد المجتمع المدني المصري.
صوت سيناء
مسعد سليمان حسن (53 عامًا)، الشهير بـ”مسعد أبو فجر”، ناشط وكاتب سيناوي، ينتمي إلى قبيلة الرميلات المتمركزة على الحدود المصرية – الفلسطينية، تخرج في عام 1991 من قسم الوثائق والمكتبات في كلية الآداب بجامعة القاهرة، انتقل إلى الإسماعيلية وعمل بهيئة قناة السويس، وخلال عام 2006 بدأ التردد على القاهرة والانخراط في الأوساط السياسية والثقافية والحقوقية.
ويدير أبو فجر مدونة على الإنترنت تُسمى “ودنا نعيش” (نريد أن نعيش) Wedna Ne3eesh، التي أسسها مجموعة من أبناء سيناء للتعبير عن مطالب وحياة بدو سيناء، فضلاً عن حقوق المواطنة التي يبحثون عنها، ولخَّصت المدونة مشاكلهم في قولها “حراس بوابة مصر من الشرق، لذلك يستحقون من أجهزة الشرطة أن تعاملهم حسب عاداتهم وتقاليدهم”.
نشر مسعد أبو فجر رواية واحدة، وهي”طلعة البدن”، وتشير إلى اسم جبل في محافظة سيناء، وترصد عالم سيناء من خلال ثلاث فئات: البدو والمصريين والإسرائليين
وانتهت المدونة إلى أن مشاكل أهل سيناء تتلخص في ست نقاط، هي الإفراج عن أبنائهم المعتقلين دون ذنب وتحويل ضباط الداخلية الذين قتلوا أبناءهم إلى محكمة عاجلة ومراجعة الأحكام الغيابية الملفقة، ولم تتوقف المدونة عند إثارة القضايا التي تواجه المجتمع البدوي في مصر، بل توسعت لتناقش هموم الوطن، مطالبة بالتضامن مع عمال غزل المحلة وكذلك الصحفيين.
ويعد أبو فجر الذي أسس حركة رفعت شعار “ودنا نعيش” التي تهتم بطرح هموم ومشاكل أهالي سيناء، أحد ضحايا التحرشات الأمنية المستمرة للعديد من أهالي سيناء، بسبب نضالهم المستمر من أجل حصولهم على جميع حقوق المواطنة كباقي المواطنين المصريين.
“ودنا نعيش” هي أول حركة سياسية تطالب بحقوق البدو، تأسست عام 2007، وتمكنت من تنظيم العديد من المسيرات والمظاهرات الاحتجاجية، كما أصدرت العديد من البيانات التي حددت مطالب البدو الخاصة بالإفراج عن المعتقلين وتحسين أحوالهم المعيشية.
في العام نفسه، نشر مسعد أبو فجر رواية واحدة، وهي”طلعة البدن”، وتشير إلى اسم جبل في محافظة سيناء، وترصد عالم سيناء من خلال ثلاث فئات: البدو والمصريين والإسرائليون، وتنقل بجرأة حياة البدو التي جرت عليها اتهامات بالتطبيع وممالأة الاحتلال الإسرائيلي، وترصد أيضًا حياتهم ليس باعتبارهم أسطورةً أو قبائل منعزلة في بطون الصحارى كالروايات التي سبقتها في تناول عالم الصحراء، وأبرزها أعمال الروائي الليبي إبراهيم الكومي، ولكن باعتبارهم أناسًا عاديين غادروا الصحاري إلى الأبد والتحموا بالحضر وتمدنوا تمامًا·
على الرغم من أن المادة 47 من الدستور المصري من المفترض أن تضمن حرية التعبير، فإن استخدام أبو فجر لمدونته كان مصدر تهديد للسلطات التي ألقت القبض عليه من منزله بمساكن هيئة قناة السويس في مدينة الإسماعيلية، في 26 من ديسمبر/كانون الأول 2007، ليتم عرضه على النيابة العامة التي قررت حبسه 15 يومًا احتياطيًا على ذمة التحقيق الذي جرى معه بالنيابة العامة بالعريش، ووُجهت إليه اتهامات بالاشتراك مع آخرين بإحراز وترويج مطبوعات تحمل تحريضًا على مقاومة السلطات واستخدام القوة والاحتجاجات ضد هدم آلاف المنازل في شبه جزيرة سيناء.
كانت التهم “سخيفة” بحسب وصف منظمة العفو الدولية، كما كانت خدعة لمهاجمة شخص كانت آراؤه خارجة عن سيطرة الحكومة، في حين كان السبب الحقيقي هو نشاطه السلمي لدعم البدو (شعبه الأصلي) في شبه جزيرة سيناء الذين يتعرضون لسوء المعاملة من السلطات المصرية في شمال سيناء، المنطقة الواقعة على حدود قطاع غزة، حيث المناخ السياسي شديد التقلب وخطر الهجوم الإرهابي مرتفع.
كان مسعد أبو فجر قد احتُجز سابقًا دون وجه حق لفترة قصيرة في سبتمبر/أيلول 2007، لكن القبض عليه هذه المرة، جاء كإجراء وقائي لمحاولة عرقلة اعتصام دعا إليه العديد من أهالي سيناء للمطالبة بوقف الإجراءات التي يتخذها ضدهم أحد البنوك التي تفرض شروطًا صعبة على المدينين من أهالي سيناء.
الناشط السيناوي مسعد أبو فجر
بالقبض علي مسعد أبو فجر حينها لم يتبق من الحركة إلا مدونتها على الإنترنت التي استمرت في الاهتمام بأخبار البدو، في حين ظل أبو فجر محتجزًا دون تهمة أو محاكمة على الرغم من مناشدات المراكز الحقوقية وتقديم طلبات للنائب العام وصدور أحكام قضائية متكررة تأمر بالإفراج عنه، إلا أن الشرطة ترفض وتعيد اعتقاله مع كل حكم قضائي.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2008، ورد أن صحته تدهورت بشكل حاد نتيجة إضراب عن الطعام، وفي أوائل ديسمبر/كانون الأول 2008 قيل إنه نُقل من سجن برج العرب، ربما استعدادًا لإطلاق سراحه، إلا مكان وجوده ظل بعد ذلك غير معروف، وتزايدت المخاوف بشأن سلامته، حتى أُطلق سراحه في 13 من يوليو/تموز 2010، بعد قضاء ثلاث سنوات تقريبًا في السجن.
خلال هذه الفترة، تعرض أبو فجر لمعاملة غير آدمية، حيث فصلت إدارة السجن بينه وبين شقيقه أحمد أبو فجر الذي انتقل لسجن الغربانيات، واحتجزت الأول في سجن مشدد يودع فيه أصحاب الأحكام القضائية المشددة، وأسكنته في زنزانة واحدة مع مساجين صادرة ضدهم أحكام في قضايا جنائية، منها القتل والشروع في القتل والاتجار في المخدرات.
يقول أبو فجر عن تجربته في السجن: “الظروف في السجون المصرية لا تُطاق، طريقة استقبال النزلاء قاسية، لم أتعرض لأشعة الشمس حتى أتت عائلتي لزيارتي. ظللنا محبوسين في زنزاناتنا لمدة 20 يومًا، ولم يُسمح لنا بالخروج إلا في مساحة متر واحد يفصل الزنازين، الجو هناك مليء برائحة الموت والصمت، ويخلو من أي علامات أمل”.
“بالنسبة لي، وُضعت في زنزانة مع مسجونين حُكم عليهم بالسجن مدى الحياة، تخيل زنزانة مخصصة أصلاً لستة سجناء، ولكن تحتوي على أكثر من 60 سجينًا”، يتحدث أبو فجر عن الفترة التي قضاها في عهد وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، ويقول في حوار أجرته معه صحيفة “المصري اليوم“: “الأسوأ من ذلك كله هو عملية تفتيش السجون، في مثل هذه الأوقات، نعامل كأشياء أو حيوانات وليس كبشر”.
من مبارك إلى السيسي
يتذكر العديد من النشطاء المصريين الذين ذاقوا مرارة السجون المصرية كيف بدأت فترة حكم حسني مبارك بفتح السجون وإطلاق سراح العديد من السجناء السياسيين، كان الاحتمال يبدو حينها أن حقبة جديدة من حقوق الإنسان والحرية كانت أمامهم، لكن هذا الاحتمال سُحق من خلال حقيقة تعكس رغبة النظام في جلب نوع من النظام الخاص به إلى كل مجال من مجالات المجتمع المدني.
وبالنسبة للناشط السيناوي، لا يختلف الوضع في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي استهدف الناشطين والحقوقيين في المقام الأول، ومن بينهم بطبيعة الحال مسعد أبو فجر، رغم أنه ليس إخوانيًا، بل على العكس تمامًا، كانت كل مواقفه وآرائه طوال العقد الماضي ضد كل التنظيمات السياسية المحسوبة على الإسلاميين.
بيت هدمه الجيش المصري في مارس/آذار 2018 في العريش “انتقامًا” من مشتبه فيهم
وقد كان للأحداث التي شهدتها سيناء تأثيرًا كبيرًا على نشأته وأفكاره، حيث أصبحت المنطقة التي يقطنها واحدة من أخطر الأماكن في مصر بعد أن كانت مثالاً على الهدوء والاسترخاء قبل عام 2004، عندما بقي شعب سيناء بعيدًا عن موجة الإرهاب التي ضربت مصر في التسعينيات، فمنذ عام 2004، تعرضت شبه جزيرة سيناء لعدد من الحوادث الإرهابية، كان أولها ثلاثة تفجيرات متزامنة في طابا ونويبع ورأس شيطان في أكتوبر/تشرين الأول 2004، وأسفر هذا القصف الثلاثي عن مقتل 34 شخصًا وإصابة 125 معظمهم من السياح الإسرائيليين.
بعد عقد من الزمان، بدت سياسات السيسي في الضرب بيد من حديد لمواجهة الإرهاب فاشلة بالنسبة للناشط السيناوي، خاصةً عندما أعلن الرئيس حالة الطوارئ في شمال سيناء عام 2014، و”شن هجومًا دمويًا” ضد المتشددين، قُتل مئات الجنود وضباط الشرطة في النزاع، ودُمرت مئات المنازل في منطقة رفح على يد الجيش المصري، مما أدى إلى تشريد نحو 10 آلاف شخص.
في العام نفسه، أقر مجلس الوزراء بنظر المحاكم العسكرية والمدنية في قضايا الإرهاب، في أعقاب الهجمات المسلحة التي أسفرت عن مقتل 31 جنديًا وإصابة العديد من المدنيين في سيناء، وهو ما دفع مسعد أبو فجر إلى اتهام الحكومة بالذهاب بعيدًا، وأدان جميع الدعوات إلى نقل سكان سيناء، قائلاً: “أي نزوح يعني أن الدولة المصرية تعلن الحرب على القبائل المحلية في سيناء”.
عام 2016، قررت الحكومة تنفيذ مرسوم رئاسي بتخصيص أراضٍ بعمق كيلومترين نقل كيلومترين على جانبي بعض الطرق في شمال سيناء لصالح وزارة الدفاع، مما أدَّى إلى تشريد أكثر من 80% من سكان العريش.
في الأشهر الثلاث الأولى من “عملية سيناء” السيسي، تم تجريف 3 آلاف منزل لإنشاء منطقة عازلة على طول الحدود، كان منزل عائلة فجر يومًا ما واحدًا من هذه المنازل في مدينة رفح، المدينة المُدمرة الآن على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة المحاصر.
عام 2017، كتب المدون المصري على حسابه بـ”فيسبوك” أن على الحكومة إعادة ضبط علاقاتها مع قبائل سيناء للحصول على دعمها ضد المتشددين بالاعتذار لهم وتعويضهم عن “جرائم الحرب” التي ارتكبتها ضدهم.
تحدث الناشط السيناوي عن “مقابر جماعية في مناطق متفرقة بسيناء يتم دفن العديد من الأهالي فيها بعد تصفيتهم جسديًا”، مؤكدًا أنه يمتلك بيانات وأماكن عدد من تلك المقابر الجماعية
وفي مقال نشره موقع Middle East Monitor، قال أبو فجر – الذي دمرت الحكومة المصرية منزله – إن تركز تدمير المنازل في سيناء إلى حد كبير في الشمال، وهي موطن القبائل الأكبر في السواركة ورميكات وتربين الذين طلبوا منذ فترة طويلة من الحكومة المركزية احترام حقوقهم.
تحقيقًا لهذه الغاية عام 2007، قال إنه أسس مع السكان حركة “ودنا نعيش”، ولكن بدلاً من احترام مطالبهم، اعتقلت السلطات العديد من أعضائها البارزين، حتى بات السكان المحليون يعتقدون بحسب قوله أن الحرب في الواقع على المدنيين، وأن هذه التدابير العقابية مصممة لإجبار البدو في سيناء على الهجرة.
وفي تقرير صدر العام الماضي، تحدثت منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن أن الجيش المصري وسّع كثيرًا من أعمال هدم المنازل والبنايات التجارية والأراضٍي الزراعية شمال محافظة سيناء، منذ 9 فبراير/شباط 2018، ضمن حملته العسكرية ضد تنظيم “داعش”.
وبحسب المنظمة، فإن أعمال الهدم الجديدة التي طالت مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية وما لا يقل عن 3 آلاف بيت وبناية تجارية، فضلا عن 600 بناية تم هدمها في يناير/كانون الثاني، هي الحملة الأكبر من نوعها منذ بدأ الجيش رسميًا أعمال الإخلاء في 2014.
بموجب شروط معاهدة السلام لعام 1979 مع “إسرائيل”، كانت سيناء في الواقع منطقة منزوعة السلاح وكانت القوات المسلحة محدودة للغاية. الآن الجيش المصري في كل مكان. ظهرت نقاط التفتيش على طول الساحل وتمنع السكان من الوصول إلى الشاطئ، إلا إذا كان لديهم تصريح ينص على أن لديهم عمل هناك.
كاشف فساد السيسي ونجله
بعد مقاطع الفيديو التي بثها محمد علي، ظهر أول مقطع فيديو للناشط مسعد أبو فجر، كشف فيه ما يحدث في سيناء من عمليات عسكرة وتهريب، موجهًا انتقادات حادة لملف الحرب على الإرهاب في سيناء، واتهم قيادات في الأجهزة الأمنية بالتقصير والتورط أيضًا في ملفات وقضايا فساد.
فيديوهات أبو فجر لاقت تفاعلاً واسعًا بين رواد مواقع التواصل، مما دفع وسائل الإعلام المصرية إلى شن حملة تشويه بحق الناشط السيناوي واتهامه بالخيانة، وكما ما حدث مع المقاول محمد علي، ويحدث مع المعارضين للنظام المصري في الداخل والخارج.
البعض شكك في روايات أبو فجر التي لم يقدم أدلة تساندها، فيما طالب آخرون بفتح تحقيق جاد ومستقل وبفتح المجال للصحفيين والباحثين، حيث يموت العشرات من المجندين في سيناء يوميًا، دون أن يعلن عنهم الإعلام الرسمي، كما يقول أبو فجر، مشيرًا إلى أن الأرقام الحقيقية للضحايا هي أضعاف ما يتم كشفه للرأي العام.
وبحسب قوله، فإن أهل سيناء باتوا يقتنعون بأن السيسي يحارب السيناويين ولا يحارب الإرهاب، مشيرًا إلى أن الحرب في سيناء ليست حقيقية
بسبب حديث الرئيس السيسي عن كلفة محاربة الإرهاب في سيناء، شن كان الناشط المصري هجومًا شديدًا، ففي مقطع الفيديو الأول، قال مسعد: “السيسي يقول إنه يتكبد كلفة عالية بسبب محاربة الإرهاب في سيناء، لكن في الواقع عدد الإرهابيين في كامل سيناء لا يتجاوز بحسب أقصى التقديرات 2000، وهم معروفون لدى أهالي سيناء”.
مسعد قال إنه حضر اجتماعًا ضم مشايخ القبائل في النصف الأول من عام 2014 مع مدير المخابرات العامة في قصر القبة بالعاصمة المصرية القاهرة، وعرضوا على السلطات المساعدة في مواجهة الإرهاب لخبرتهم في ذلك، لكن مدير المخابرات رفض عرضهم المساعدة، وحدثهم عن المؤامرات ضد الجيش المصري، بالإضافة إلى مؤامرات “إسرائيل” على مصر.
ووجه الناشط السيناوي اتهامات لقيادات منهم نجل الرئيس محمود السيسي، الضابط في جهاز المخابرات العامة، بالاستفادة من عمليات التهريب للبضائع والأموال عبر الأنفاق في معبر رفح إلى قطاع غزة، ويتحصل على مكتسباتها المالية ومعه قيادات في الجيش، قائلاً إنها “تدر ربحًا شهريًا يقدر بنحو 45 مليون دولار، يأخذ السيسي ونجله منها 15 مليونًا”.
اللواء أحمد وصفي أحد قادة الجيش المعروفين، بحسب مسعد أبو فجر، هو أيضًا أحد الفاسدين والمسؤولين عن قتل العشرات من المدنيين، حيث قام وصفي ببناء فيلا خاصة به في الكتيبة 102 في العريش، وأمر الجيش بتجريف ملايين الأشجار من الزيتون حتى يستطيع مشاهدة مطار العريش من فيلته، خاصة أن أشجار الزيتون كانت تحجب الرؤيا.
ويواصل الناشط السيناوي بث فيديوهات تهاجم نظام الرئيس المصري، وفي مقطع آخر، تحدث الناشط السيناوي عن “مقابر جماعية في مناطق متفرقة بسيناء يتم دفن العديد من الأهالي فيها بعد تصفيتهم جسديًا”، مؤكدًا أنه يمتلك بيانات وأماكن عدد من تلك المقابر الجماعية، حسب قوله.
وأشار أبو فجر إلى أن السيسي أباد 14 قرية في سيناء بالقصف الجوي والصاروخي لإجبار أهلها على الرحيل، رغم أنها ليست على الحدود، مؤكدًا أن تطبيق “جوجل إيرث” يكشف كل ادعاءاته، وأضاف “السيسي يعمل على محو هوية سيناء المصرية من أجل عيون صديقه نتنياهو، وجاريد كوشنر صهر ترامب”.
في مقطع فيديو آخر، انتقد أبو فجر سقوط مدنيين، وتجريف الزراعات في أثناء العمليات، وتحدث عمَّا وصفها بـ”خيانة السيسي ومشاركته في إبادة قرى بأكملها، وكيف أن السيسي يستخدم الإرهاب كفزاعة ووسيلة لتكريس حكمه”، وبحسب قوله، فإن أهل سيناء باتوا يقتنعون بأن السيسي يحارب السيناويين ولا يحارب الإرهاب، مشيرًا إلى أن الحرب في سيناء ليست حقيقية.
كما اتهم الناشط المصري السيسي بالاستعانة بالخارجين عن القانون لقمع أهالي سيناء والقيام بإبادة وتطهير عرقي لأهالي رفح والعريش بالكامل، من ناحية أخرى، كشف أن الجيش يعتمد على “بلطجية” وممن عليهم أحكام جنائية لمحاربة تنظيم “داعش” من ناحية أخرى، وإذا اختلفوا معًا يقتل الجيش هؤلاء الأشخاص.
وذكر أبو فجر أن السيسي استقبل أحد كبار تجار المخدرات في قصر الاتحادية للتنسيق بشأن العمليات العسكرية في سيناء، مشيرًا إلى أن الاستعانة بهؤلاء دفعت أهالي سيناء إلى عدم التعاطف مع الجيش خلال عملياته ضد المسلحين.
ويتوافق حدبث أبو فجر مع تقرير مطول عنوانه: “اللي خايف على عمره يسيب سينا: انتهاكات قوات الأمن المصرية ومسلحي داعش في شمال سيناء”، أصدرته منظمة “هيومان رايتس واتش”، ورصد حالات اعتقال جماعية تعسفية وعمليات إخفاء قسري وظروف احتجاز بالغة السوء وحالات تعذيب وقتل خارج نطاق القضاء، وهجمات جوية وبرية قد تكون غير قانونية.
التقرير – الذي نفت السلطات المصرية ما ورد فيه، وقالت إنه جاء “مغايرًا للحقيقة” – تحدث أيضًا عن استهداف للمدنيين وعدم تمييز بينهم وبين المسلحين، وعن سحْق لحقوقهم الأساسية ونسْف أية مساحة للنشاط السياسي السلمي أو المعارض، وحمّل قوات الجيش والشرطة مسؤولية معظم الانتهاكات التي وثقها التقرير.
وفي آخر المقاطع التي نشرها أبو فجر على صفتحه بـ”فيسبوك”، جدد الناشط السيناوي اتهاماته للرئيس المصري ونجله محمود بالمسؤولية عن قتل آلاف الجنود والضباط ورعاية الإرهاب في سيناء للوصول إلى حكم مصر، وذلك عن طريق افتعال حوادث قتل ضد الجنود منذ أن كان رئيسًا لجهاز المخابرات الحربية.
الناشط السيناوي المقيم في الخارج قال أيضًا إن محمود السيسي كلَّف ضابط مخابرات حربية لهندسة وتنفيذ كل عمليات الفوضى بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، كاشفًا أن هذا الضابط – الذي رمز إلى اسمه بالحرف “س” – هو المدبر لعملية الهجوم على معسكر الأمن المركزي في منطقة الأحراش بسيناء عام 2017، وذلك عبر تكليف اثنين من شباب سيناء.
وأشار إلى أن هذا الضابط هو المسؤول أيضًا عن هندسة استهداف الجنود في رفح بسيناء خلال شهر رمضان في وقت الإفطار عام 2012، إبان حكم الرئيس الراحل محمد مرسي، وكذلك وتفجيرات أنبوب الغاز الطبيعي.
مسعد أبو فجر:
ضابط مخابرات حربية بتكليف من السيسي وولده محمود هو من يقف وراء الهجوم على معسكر الأمن المركزي في الأحراش بسيناء 2017، وهو نفسه من يقف وراء هجوم رفح في مضان إبان عهد مرسي.
#ميدان_التحرير_الان pic.twitter.com/65cNn9pzoN
— AbdulHadi Heriba (@Heriba500) September 21, 2019
وقال الناشط السيناوي إن ضابط المخابرات كان يقوم بتأجير الأطفال في سيناء مقابل 200 جنيه مصري (ما يقارب 12 دولارًا أمريكيًا) من أجل إطلاق النار على الجنود في سيناء، وتصوير ذلك على أنها هجمات من تنظيم “داعش”.
ووجَّه أبو فجر تهديدًا لهذا الضابط الذي كان يعمل في مكتب المخابرات الحربية بالعريش بقوله: “إن لم تتوجه للنائب العام وتخرج للرأي العام لكشف الحقائق، سوف أكشف عن اسمك”، مشيرًا إلى أن هذا الضابط يعمل الآن واجهة لإحدى شركات محمود السيسي.
وتحدث مسعد عن آلاف الجنود الذين قتلوا خلال العمليات العسكرية في سيناء، مؤكدًا أن الرقم أكبر من المعلن بكثير، وأنه أكبر من ضحايا الجيش المصري خلال حرب 1967 أمام “إسرائيل”، وذلك من أجل أن يصل السيسي لحكم مصر، وأن يرضى عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويتهم الناشط السيناوي السيسي بأنه عميل لـ“إسرائيل“، ويؤكد في مقاطع الفيديو التي يبثها من الخارج انضمامه لدعوات التظاهر التي أطلقها الممثل والمقاول محمد علي، داعيًا المصريين للاحتشاد في جميع الشوارع والميادين و“ألا يعودوا لمنازلهم إلا بعد سجن السيسي، ونجله محمود، وزوجته انتصار“.