“زهافا جالون” رئيسة حزب ميرتس الإسرائيلي، وقفت على المنصة في ساحة هابيما بتل أبيب، وقرأت شهادة جندي إسرائيلي، كانت واحدة من العديد من القراء الذين يشاركون في هذا الحدث بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس “كسر الصمت” المنظمة التي أسسها جنود سابقون إسرائيليون لتسليط الضوء على واقع الخدمة العسكرية لعامة الجمهور الإسرائيلي.
لمدة عشر ساعات متواصلة، تمت قراءة شهادات الجنود الإسرائيليين، كانت القصص توثق الإذلال اليومي للشعب الفلسطيني، شهادات بمثابة قطعة بانوراما لتوضيح الصورة على نطاق واسع لسيطرة الجيش الإسرائيلي المطلقة والقهر المسلط على الشعب الفلسطيني.
شهادة الجنود الإسرائيليين من دون توقف في هذا الحفل كان الغرض منها لفت الانتباه إلى حقيقة هذه الحالات التي هي ليست استثناءات ارتكبها جنود مارقة، ولكن في الواقع هي حالات شائعة.
“يهودا شاؤول” أحد مؤسسي منظمة “كسر الصمت” وجندي سابق قال لصحيفة الغارديان: “ما أردنا أن نظهره من خلال قراءة هذه الشهادات لمدة عشر ساعات متتالية هو أن الأشياء الموصوفة التي جمعناها ليست استثنائية، وإنما فقط غير منتظرة”.
“سيرجنت انفر” جندي إسرائيلي، يقول في شهادته: “في مرحلة ما أدركت أنه لتعتبر ناجحًا في الجيش الإسرائيلي يجب أن تقتل فلسطيني، وكنت أبحث من خلال المنظار عن شخص لأقتله”.
“كسر الصمت” جمعت أكثر من 950 شهادة من جنود إسرائيليين خلال عشر سنوات مضت، هذا التأريخ الشفوي يوضح ليس فقط الوضع اليومي للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال، ولكن أيضًا يُظهر قدامى المحاربين الذين عانوا من تصرفاتهم ويرسم صورة للمجتمع الإسرائيلي الذي يعاني فيه الجنود من فقدان إنسانيتهم.
وأوضح رقيب سابق، خلال شريط فيديو عرض على موقع المنظمة: “الناس العاديين، بطريقة ما، لا يريدون أن يسمعوا لماذا نحن هناك (الأراضي الفلسطينية المحتلة) وما نقوم به. فهم يفضلون التفكير أننا نحمي العالم، وأعتقد أنه من المهم أن تنفجر هذه الفقاعة”، مضيفا: “بالنسبة لي فإن كسر الصمت هو انعكاس لمواجهة واقعنا اليومي. فكسر الصمت يضع مرآة أمام أعيننا”.
المصدر: ترجمة نون بوست من ميديل ايست مونيتور