كعادته فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأمريكيين والعالم، في 7 من سبتمبر/أيلول، في سلسلة من التغريدات، بقرار وقف مفاوضات السلام مع حركة طالبان التي كانت على وشك أن تُتوج باتفاق ينهي حربًا مستمرة منذ نحو 19 عامًا.
ترامب الذي كشف مفاجأة أخرى بأنه كان بصدد لقاء سري مع ممثلي حركة طالبان في منتجع كامب ديفيد تذرع في قراره بتبني حركة طالبان هجومًا أودى بحياة 11 أفغانيًا وجندي أمريكي واحد، مما رفع عدد القوات الأمريكية التي قُتلت هذا العام في أفغانستان إلى 16 جنديًا.
كان مشروع الاتفاقية يتعلق بأن تسحب الولايات المتحدة قواتها من 5 قواعد في أفغانستان مقابل عدم السماح للمقاتلين الأجانب باستخدام أفغانستان كنقطة انطلاق لشن هجمات عالمية، علمًا أنه يوجد نحو 14 ألف جندي أمريكي وما يقارب 17 ألف من 39 دولة تابعة لحلف شمال الأطلسي “الناتو” والدول الحليفة التي تقوم بتدريب وتوجيه القوات الأفغانية في الوقت الحاليّ في إطار بعثة الدعم الحاسمة للناتو (RSM)، التي بدأت في يناير/كانون الثاني 2015.
وتزامنًا مع فتح مراكز الاقتراع أبوابها لأكثر من 9 ملايين ناخب أفغاني لانتخاب رئيس للبلاد في ظل توتر أمني بعد تهديدات طالبان، نستعرض فيما يلي الوجود العسكري الأجنبي في أفغانستان منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001، الذي أطاح بحركة طالبان، فقد كانت الحرب بين طالبان والولايات المتحدة محتدمة منذ ذلك الحين، حيث قتل نحو 2400 جندي أمريكي وعشرات الآلاف من القوات الأفغانية، كما أودى الصراع بحياة أكثر من 50 ألف مدني أفغاني.
ماديًا، كلَّفت هذه الحرب الولايات المتحدة 975 مليار دولار من أموال عمليات الطوارئ في الخارج المخصصة على وجه التحديد للحرب، بما في ذلك تقديرات عام 2019، وينمو العدد أكثر مع الأخذ في الاعتبار زيادة الميزانية الأساسية لوزارة الدفاع بنحو 250 مليار دولار، وزيادة ميزانية وزارة شؤون المحاربين القدامى بأكثر من 50 مليار دولار، وبعض هذه التكاليف تعزى أيضًا إلى الحرب في العراق.
المصادر: نيويورك تايمز، فوربس، بي بي سي، ذا بالانس وغيرها