“في بعض الأحيان أحصل على 10 زبائن في اليوم الواحد”، هكذا اعترفت إحدى الفتيات البرازيليات التي تقدم خدمة الجنس في البرازيل مقابل 5 $ في الساعة الواحدة.
ما إن تدخل بعض الأحياء في العاصمة ريو دي جانيرو، وتركن سيارتك إلى أحد الجوانب، حتى تبدأ الفتيات بالرقص حول السيارة حتى تختار إحداهن، الأعمار تبدأ من سنّ الثانية عشرة حتى ما بعد الـ 50 ، ولكل سعره، حتى وإن لم يغرينك أن منهنّ، الذكور من ذات الأعمار متوفرون على الطلب.
البرازيل، تعتبر من الدول الزاخرة في السياحة الجنسية حول العالم، 5 إلى 10 دولارات توفر لك فتاة لمدة ساعة كاملة، ومبلغ مشابه لقاء الفنادق الرخيصة التي تؤجر غرفها بالساعات لذات الغرض.
ومع انطلاق كأس العالم اليوم، يرى المراقبون أن السياحة الجنسية سوف تشهد رواجًا كبيرًا هذه الأيام، بسبب العدد الكبير من محبي كرة القادم المتوافدين إلى البرازيل لحضور مباريات كأس العالم، والذين يرغبون بالحصول على بعض المتعة خلال فترة إقامتهم.
الاتحاد الإقليمي المناهض للإتجار بالنساء والأطفال في أمريكا اللاتينية والكاريبي – كاتوالك – أطلق حملة دولية في المكسيك تحت اسم “الجنس ليس لعبة رياضية”، حيث جاءت هذه الحملة للحد من ظاهرة التجارة الجنسية بالنساء والأطفال خلال المونديال في البرازيل.
وكانت بعض الهيئات غير الحكومية قد حذرت من تنامي هذه الظاهرة في البرازيل خلال كأس العالم 2014 ودورة الألعاب الأولمبية 2016، وملاحقة من يتاجر بالأطفال والنساء واستغلالهنّ.
وكان الاتحاد قد أشار إلى أن فكرة الحملة تتلخص في تجريم السائح الذي يلجأ إلى السياحة الجنسية مع النساء والأطفال، واتخذت الحملة شعار “اللعب النظيف” للتعبير عن مقاصدها وأهدافها، وأضاف الاتحاد في بيان له: “أن الرجل الحقيقي لا يشتري النساء وأن من يقوم بذلك يمول ويشجع التجارة بالنساء والأطفال”.
وسيطلق الاتحاد بالتعاون مع بعض المؤسسات في البرازيل حملة لتوزيع كروت حمراء على الجماهير قبل بداية المباريات ليقوموا برفعها بعد الانتهاء من عزف النشيد الوطني البرازيلي كتعبير للرفض لتلك النوعية من التجارة، كما أنه وبالاتفاق مع بعض شركات الطيران ستقوم بتوزيع الكارت الأحمر على المسافرين مع التنويه على أن جريمة السياحة الجنسية هي جريمة يعاقب عليها القانون سواء في البلد الذي ينتمي إليها المتورط في مثل هذه الواقعة المجرمة، أو في البرازيل.
وتقول صحيفة الجارديان إن الآلاف من الزوار من المتوقع أن يصلوا إلى البرازيل، الأمر الذي دفع البنات ممن يعملن في هذا المجال إلى تعلم اللغة الانجليزية لكسب المزيد من الزبائن، إضافة إلى عقد الصفقات وفتح حساب بنكي لاستقبال الأموال من خلاله.
وفي البرازيل، تعتبر الدعارة قانونية لمن هم فوق سن الـ 18، إلا أنه في الوقت ذاته تعد البرازيل هي الأسوأ من ناحية دعارة الأطفال، حيث تقول الإحصائيات إنه على الأقل قرابة نصف مليون طفل منخرط في هذه الدعارة، الأمر الذي من المتوقع أن يرتفع خلال المونديال.
وكانت تجارة الدعارة قد تطورت خلال السنوات الماضية في البرازيل، لتنافس البارات والملاهي الليلة، وتصبح دور الدعارة منتشرة بشكل كبير كونها تدر دخلاً أكبر وبشكل أسرع، في الوقت الذي تعرف البرازيل بالأجور المتدنية.
وتعد البرازيل أكبر دولة مسيحية كاثوليكية في العالم والتي كانت تدار بطريقة دكتاتورية حتى منتصف الثمانينات، لتنتقل بعدها البرازيل إلى حكم ديمقراطي واقتصاد مستقر، الأمر الذي شجع البرازيل لتصبح ليبرالية بشكل أكبر حتى منتصف التسعينيات.
ومع انفتاح البرازيل ودخول الإنترنت، شجع ذلك الجنس على الازدهار في البلاد، أضف إلى ذلك كله رخص الأسعار مقارنة بأمريكا وأوروبا وطبيعة أجوائها الحارة، الأمر الذي شجع ازدهار تجارة الجنس في البلاد.