ترجمة وتحرير: نون بوست
على مدى الأسابيع القليلة الماضية، أثارت حركة صهيونية يمينية متطرفة تدعى “بيتار الولايات المتحدة الأمريكية” ضجة في جميع أنحاء الولايات المتحدة بدعواتها الوقحة لقتل الفلسطينيين.
وأثارت هذه الحركة -التي تصف نفسها بأنها “صاخبة وفخورة وعدوانية وصهيونية بلا خجل”- غضب كل من النشطاء المؤيدين لفلسطين، وكذلك التيار اليهودي المهيمن في الولايات المتحدة بسبب نهجها العدواني.
ويقول الموقع الإلكتروني للحركة: “نحن لسنا اليهود اللطفاء المهذبين، نحن الصهاينة الصاخبون الفخورون، نحن موجودون على الإنترنت وخارجه، ونحن صريحون وواضحون وفخورون بأننا من أعضاء بيتاريم”.
وقامت حركة “بيتار الولايات المتحدة الأمريكية” بمضايقة النشطاء والمناصرين المؤيدين للقضية الفلسطينية، بما في ذلك اليهود الأمريكيين، وتخريب الممتلكات، ودعت علانية إلى أعمال انتقامية ضد الطلاب المتظاهرين، وإلى تدمير غزة.
وفي حين أن عدوانية الحركة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها -بعد مرور عام ونصف مما أطلق عليه الإبادة الجماعية في غزة- قد أصابت البعض بالذهول، يقول آخرون إن بيتار ليست سوى انعكاس للصهيونية المتجذرة في فلسطين، في أكثر صورها السافرة والوحشية.
ورغم أن حركة “بيتار الولايات المتحدة” قد تصدرت الأخبار في الآونة الأخيرة، لكنها جزء من منظمة أكبر نشأت منذ أكثر من 100 عام، وهي مسؤولة جزئيًا عن تشكيل الحركة اليمينية المتطرفة في إسرائيل.
يستعرض موقع “ميدل إيست آي” تاريخ الحركة، وما يُسمى بإعادة إحيائها مؤخرًا في الولايات المتحدة، ولماذا يؤججون نيران العنف ضد كل من يدافع عن فلسطين.
ما هي حركة بيتار؟
تأسست هذه الحركة على يد المنظر الصهيوني اليميني زئيف جابوتنسكي خلال زيارة قام بها إلى لاتفيا في عام 1923.
ورغم أنه يشار إليها عادةً باسم بيتار، إلا أن الاسم الرسمي للمجموعة هو بريت يوسف ترومبلدور، على اسم مستوطن يهودي قُتل في معركة بالأسلحة النارية مع الفلسطينيين عام 1920 في مستوطنة يهودية تدعى تل حاي في شمال فلسطين.
وكلمة “بيتار” بالعبرية تعني “الحصن”، ولكنها في الحقيقة دمج للحروف الأولى من الاسم الرسمي للمجموعة.
وأدى “دفاع” ترومبلدور عن المستوطنة إلى تحوله إلى بطل صهيوني في الفولكلور الشعبي، حتى وإن كانت التفاصيل حول المعركة نفسها محل خلاف.
استخدم جابوتنسكي قصة ترومبلدور لإنشاء منظمة شبه عسكرية شبابية سعت إلى هندسة هوية يهودية قوية وعدوانية تسعى لبناء وطن لليهود في فلسطين.
وسرعان ما ترسخت جذور الحركة في أوروبا الشرقية، ولا سيما في بلده بولندا، التي ستصبح مركزًا للصهيونية اليمينية.
اعتمدت “بيتار” على المتبرعين الأثرياء، وعارضت الاشتراكية، واتخذت من النزعة العسكرية والاستبداد أسلوب عمل.
في كتابه “أبناء جابوتنسكي: اليهود البولنديون وصعود الصهيونية اليمينية”، كتب ديفيد هيلر أنه على الرغم من معاداة الحركات اليمينية في أوروبا للسامية، إلا أن العديد من اليهود البولنديين أعجبوا باليمين وتطلعوا إلى استنساخ الأساليب الفاشية في بناء حركتهم الخاصة في فلسطين.

كتب هيلر أن بيتار كان لها دور فعال في “تشكيل مواقف الصهاينة اليمينيين تجاه الأدوار التي يمكن أن يلعبها الاستبداد والعنف في سعيهم لبناء دولة يهودية”
وأضاف: “لقد اعتبروا البنادق، وليس المحاريث أو المعاول، أهم أدوات تحقيق أهداف الصهيونية”.
وأصبحت حركة بيتار واحدة من أكبر الحركات الشبابية الصهيونية في العالم في الفترة ما بين الحربين العالميتين، وقيل إن عدد أعضائها بلغ حوالي 70,000 عضو.
كان جابوتنسكي مصرًا على أن الدولة الجديدة في فلسطين ستحتاج إلى “يهودي جديد”، يهودي مستعد للقتال من أجل الدولة اليهودية؛ حيث كان يجب على كل عضو أن يتلقى تدريبًا عسكريًا، على أن يتم تجنيد أولئك الذين يتوجهون إلى فلسطين لمدة عامين مع ألوية بيتار هناك.
وطلب جابوتنسكي أيضًا من الأعضاء أن يؤدوا “ها-نيدر” أو القسم، وجاء في أحد أجزاءه: “أكرّس حياتي لولادة الدولة اليهودية من جديد، بأغلبية يهودية، على جانبي الأردن”.
وشاركت منظمة بيتار في تسهيل هجرة اليهود من أوروبا إلى فلسطين. وعندما وضعت بريطانيا قيودًا على هجرة اليهود إلى فلسطين في عام 1939، واصلت بيتار إدخال اليهود إلى الأراضي المحتلة بشكل غير قانوني.
وتقول حركة “بيتار الولايات المتحدة” على موقعها على الإنترنت إنها “كانت من المحرضين النشطين على الاضطرابات والعنف، وكثيرًا ما كانت تفجر المناطق المدنية العربية ردًا على الهجمات وتشن حرب عصابات ضد البريطانيين”.
اندمجت “بيتار” لاحقًا في ميليشيا الأرغون الصهيونية، والتي أصبحت جزءًا من الجيش الإسرائيلي عند قيام دولة إسرائيل عام 1948.
عارض من يُطلق عليهم الصهاينة اليساريون رسميًا حركة بيتار، وغالبًا ما كانوا يشيرون إليها على أنها “فاشية”، لكن العديد من قيادات دولة إسرائيل خرجت من هذه الحركة، ومنهم مناحيم بيغن.
ما هي حركة بيتار الولايات المتحدة الأمريكية؟
تم تشكيل حركة بيتار الولايات المتحدة الأمريكية عام 1929. ورغم وجود تقارير تفيد بأن المجموعة حافظت على بعض النشاط في نيويورك وفي كليفلاند، إلا أنه من غير الواضح على وجه التحديد طبيعة هذا النشاط، لأنها كانت بعيدة عن الأنظار لعدة عقود.
ووفقًا لعدة تقارير، تم إحياء فرع بيتار في الولايات المتحدة في يونيو/ حزيران 2023 على يد رجل الأعمال الإسرائيلي الأمريكي رون توروسيان، وهو أحد المتبرعين لحملة ترامب، وعضو الكونغرس المؤيد لإسرائيل ريتشي توريس.
وأصبحت بيتار الولايات المتحدة منظمة غير ربحية معفاة من الضرائب في الولايات المتحدة في يوليو/ تموز 2024. ووفقًا لموقعها الإلكتروني، فإن لديها حاليًا فروعًا في نيو أورلينز ودالاس ونيويورك وواشنطن العاصمة، لكن عدد الأعضاء الحاليين في بيتار غير معروف.
عدا عن رابط “غو فاند مي” (GoFundMe) على موقعها، لم يتمكن موقع “ميدل إيست آي” من التأكد من كيفية حصول الحركة على الأموال.
تقول بيتار إنها تستلهم من المثل العليا لجابوتنسكي وتدّعي أنها مدفوعة بطموح “تمكين اليهود من الصمود، والتحدث علنا، والدفاع عن تراثهم وعن إسرائيل ضد جميع التهديدات”.
وتقول الحركة على موقعها الإلكتروني إن هذا يشمل “التحرك حيث لا يتحرك الآخرون”، مضيفةً أنه “في عالمٍ تبقى فيه العديد من المنظمات اليهودية سلبية، تبرز بيتار كحركة فاعلة، نحن لا ننتظر من الآخرين أن يبادروا – نحن نَقود”.
ومن الناحية العملية، تركز معظم نشاط هذه الحركة على استهداف وتهديد المدافعين عن القضية الفلسطينية أو الأمريكيين اليهود الذين يُنظر إليهم على أنهم غير عدائيين بما فيه الكفاية ضد الفلسطينيين.
وتصدرت الحركة عناوين الأخبار خلال الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في أكتوبر/ تشرين الأول 2024 في جامعة كاليفورنيا – لوس أنجلوس؛ حيث هاجم الطلاب اليهود الصهاينة الطلاب المؤيدين لفلسطين.
واتُهمت بيتار بالتشجيع على العنف ضد الطلاب الذين أقاموا مخيم سوكوت – الذي سمي على اسم عيد يهودي – من أجل فلسطين.
وقالت الحركة: “نطالب الشرطة بإبعاد هؤلاء المشاغبين الآن، وإذا لم يحدث ذلك، سنضطر إلى حشد مجموعات من اليهود للقيام بذلك”.
في نوفمبر/ تشرين الثاني، عندما هاجم مشجعو كرة القدم الإسرائيليون جمهور أياكس الهولندي في أمستردام، كانت حركة بيتار العالمية هي التي روجت للحدث باعتباره تذكيرا بـ”المذبحة” ضد اليهود.
ومنذ ذلك الحين، تورطت حركة بيتار الولايات المتحدة في سلسلة من الهجمات على المتظاهرين المؤيدين لفلسطين، سواء في الشوارع أو على الإنترنت.
وفي الوقت الذي سعت فيه الحركة إلى استفزاز منتقدي إسرائيل والتحريض ضدهم، تعمدت أيضًا ربط النشطاء المسلمين بـ”الإرهاب”.

في أواخر يناير/ كانون الثاني، قالت بيتار إنها ستدفع لأي شخص يعطي جهاز نداء – في إشارة إلى أجهزة النداء التي انفجرت في لبنان في أيلول/ سبتمبر 2024 – للناشطة الفلسطينية البارزة المقيمة في نيويورك، نردين كسواني، رئيسة منظمة “في حياتنا” .
وقالت بيتار على منصة “إكس” إنها ستمنح “1800 دولار لمن يسلم هذه الجهادية جهاز نداء”.
في وقت سابق من هذا الشهر، اعترفت بيتار بجمع وإرسال قوائم بأسماء الطلاب الأجانب المشاركين في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين إلى ترامب من أجل ترحيلهم.
كما اتُهمت أيضًا بترديد هتافات تحض على الكراهية خارج مسجد في كنسينغتون ببروكلين، ومهاجمة متظاهرين مؤيدين لفلسطين في حي يهودي أرثوذكسي ببروكلين.
ووفقًا لـ”التجمع الفلسطيني للتحرير-عودة” الذي نظم المظاهرة، فقد تعرض المتظاهرون المؤيدون لفلسطين لـ”البصق والركل والمضايقة والضرب بالهراوات والأذى الجسدي واللكم من الصهاينة”.
وكما وقع بعد أحداث أمستردام في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، سعت بيتار إلى تصوير ذلك العنف على أنه مثال على “المذبحة” ضد اليهود، وتبنى المشرعون عن ولاية نيويورك على الفور هذا الطرح بوصف الحادث بأنه من أعمال الكراهية ضد اليهود.
كما استهدفت الحركة أيضًا منتقدي إسرائيل من اليهود الأمريكيين. ففي يناير/ كانون الثاني، هددت بعرقلة فعالية شارك فيها الباحث اليهودي الأمريكي نورمان فنكلشتاين في جامعة ويسكونسن-ميلووكي.
وبعد أيام، قام أحد أعضاء الحركة بدس جهاز نداء في جيب فينكلشتاين عند إشارة مرور في مدينة نيويورك.
وفي وقت سابق من شهر فبراير/ شباط، هددت بيتار بممارسة العنف ضد الكاتب اليهودي الأمريكي بيتر بينارت بسبب مقال نشره في صحيفة “نيويورك تايمز” انتقد فيه حق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية.
وقال بينارت إنه رغم كل الانتقادات التي واجهها في الماضي بسبب آرائه، “إلا أن الأمر بدا لي هذه المرة أكبر من أي شيء واجهته سابقا”.
كما هاجمت حركة بيتار في الولايات المتحدة الأمريكية شاي دافيداي، وهو أستاذ يهودي في جامعة كولومبيا ومؤيد صريح لإسرائيل، لأنه أعرب عن عدم ارتياحه لتكتيكات الحركة. وقالت بيتار إنها استهدفته لأنه دعم حملة مقاطعة وسحب الاستثمارات منها، ودعا إلى فرض العقوبات على إسرائيل.
وكان دافيداي نفسه في طليعة حملة لاستهداف المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا.
يقول ديفيد مايرز، أستاذ التاريخ اليهودي بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: “من الإنصاف القول إن بيتار تتبنى وجهة نظر عسكرية متشددة تتماشى على سبيل المثال مع الدفع باتجاه العمل العسكري الإسرائيلي المتطرف في غزة، على حساب وقف إطلاق النار الذي يتضمن عودة الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين”.
كيف استجاب اليهود الأمريكيون؟
تدّعي حركة بيتار أنها تحتضن اليهود الذين يرغبون في محاربة معاداة السامية، ولكن من غير الواضح مدى الدعم الذي تتمتع به الحركة في أوساط الجالية اليهودية بالولايات المتحدة.
فعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، أدانت العديد من الجماعات اليهودية الأمريكية من مختلف الأطياف السياسية حركة بيتار، وبينها رابطة مكافحة التشهير المؤيدة لإسرائيل (ADL)، ومنظمة الصوت اليهودي من أجل السلام (JVP) المناهضة للصهيونية.
وقد أدرجت رابطة مكافحة التشهير الأمريكية، التي واجهت هي نفسها الكثير من الانتقادات لكونها جزءًا من منظومة تتبنى معاداة الفلسطينيين والإسلاموفوبيا، منظمة بيتار في قاعدة بياناتها للجماعات التي تؤيد الأيديولوجيات المتطرفة أو التي تحض على الكراهية.
وقالت الرابطة: “يتبنى فرع بيتار بالولايات المتحدة، الذي أعيد إحياؤه في يونيو/ حزيران 2023، شعار اليمين الكاهاني المتطرف الذي يدعو إلى تسليح اليهود (كل يهودي معه مسدس عيار 22)، ويتبنى الإسلاموفوبيا علانية ويتحرش بالمسلمين عبر الإنترنت وبشكل شخصي”.
وأضافت الرابطة: “أشارت الحركة إلى أنها ترغب في العمل مع “براود بويز” (الفتيان الفخورون)، وهي حركة يمينية متطرفة لها تاريخ من معاداة السامية والإسلاموفوبيا، من أجل مواجهة الجهاديين الإسلاميين”.
وبالمثل، وصف متحدث باسم منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام حركة بيتار الولايات المتحدة بأنها “حركة هامشية يمينية متطرفة تدعو علنًا إلى العنف وتستهدف كل الملتزمين بحرية فلسطين والعدالة الاجتماعية”.
وقال متحدث باسم منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام لموقع ميدل إيست آي: “تريد بيتار أن تبدو أكبر وأقوى مما هي عليه، لكنها منظمة هامشية متطرفة تعارضها غالبية المجتمع اليهودي بشكل فعال”.
لم ترد مجموعة بيتار على عدة طلبات من موقع ميدل إيست آي للتعليق.
مع ذلك، أكد يهود أمريكيون لموقع ميدل إيست آي أن مواقف بيتار تمثل العديد من المواقف السياسية للجالية الصهيونية اليهودية في الولايات المتحدة، موضحين أن النفور من بيتار سببه الأسلوب وليس المضمون، وهو انعكاس للخلاف الأصلي بين حركة العمال الصهيونية في فلسطين، وأنصار اليمين الصهيوني المتطرف أو أتباع جابوتنسكي، الذين فضلوا اتخاذ موقف أكثر تشددًا عندما يتعلق الأمر باحتلال فلسطين.
يوضح جابوتنسكي في كتابه “الجدار الحديدي” عام 1923: “يحاول دعاة السلام إقناعنا بأن العرب إما حمقى، يمكننا خداعهم بإخفاء أهدافنا الحقيقية، أو أنهم فاسدون ويمكن رشوتهم ليتخلوا لنا عن مطالبتهم بالأحقية في فلسطين، مقابل مزايا ثقافية واقتصادية”.
وقال أحد اليهود المستقلين، طالبا عدم الكشف عن هويته خوفاً من الانتقام، لموقع “ميدل إيست آي” إنه يبدو أن بيتار تواجه رفضًا من الجماعات اليهودية الكبرى لأنها تجرأت على التعبير عن نفسها بطريقة “غير سرية كما تريدها هذه المنظمات الكبرى أن تكون”.
وأضاف: “لقد أمضت الحركة اليهودية الأمريكية سنوات عديدة في بناء واجهة تمتد إلى حركة الحقوق المدنية”. وقال إنه مع انتشار خطاب حقوق المضطهدين، أدرك العديد من اليهود الأمريكيين-الصهاينة أن عليهم صياغة طموحاتهم الاستعمارية في فلسطين بلغة مقبولة سياسيًا.
وأشار إلى أن “بيتار تقوض هذا النهج، لكن لا أعتقد أن الجماعات الأخرى تختلف مع رسائلها أو خطابها”.
رغم تأييد فئة كبيرة من الشباب اليهود الأمريكيين – خاصةً في الجامعات – لوضع حد للاحتلال الإسرائيلي وكذلك إنهاء الحرب على غزة، إلا أن استطلاعات الرأي تظهر أن هناك العديد من اليهود الأمريكيين الذين أبدوا تأييدا للممارسات الإسرائيلية في غزة.
فقد أظهر استطلاع للرأي أُجري في أبريل/ نيسان 2024، أن 77 بالمئة من اليهود البالغين، بما في ذلك الأغلبية في كل الفئات العمرية، يرون أن دوافع حماس لمحاربة إسرائيل غير مشروعة. بينما يرى واحد فقط من بين كل عشرة يهود أمريكيين وفق سن 35 عامًا أن دوافع حماس وجيهة.
في المقابل، وجد الاستطلاع نفسه أن 89 بالمئة من اليهود الأمريكيين يرون أن “دوافع إسرائيل لمحاربة حماس وجيهة – أكثر بكثير من نسبة 58 بالمئة من جميع البالغين الأمريكيين الذين يرون ذلك”.
أعلنت بعض المنظمات المتطرفة، مثل المنظمة الصهيونية الأمريكية (ZOA)، عن تأييدها لحركة بيتار.
وقد عارضت المنظمة الصهيونية الأمريكية وقف إطلاق النار في غزة ودعمت “خطة ترامب للتطهير العرقي“، ودافعت عن بيتار ضد الانتقادات التي وجهتها رابطة مكافحة التشهير وغيرها، ولم تعارض منظمات أخرى، مثل اللجنة اليهودية الأمريكية، خطة ترامب لغزة، ولا نهج بيتار في الولايات المتحدة.
وكتبت نردين كسواني، من منظمة “في حياتنا“ على منصة “إكس”: “بيتار والجماعات الكاهانية ليست انحرافات عن الصهيونية، بل هي أكثر تعبيراتها صدقًا”.
وأضافت قائلة: “لقد بنى من يُطلق عليهم “المعتدلين” المستوطنات وسلّحوا الميليشيات ووضعوا الأساس. والفرق؟ أن بيتار والكهانيون لا يكترثون بالتظاهر بالليبرالية”.
وقال مراقبون آخرون إن الحركة لم تواجه إدانة أو إجراءات كافية من السلطات على الرغم من التهديدات بالعنف في حساباتهم على الإنترنت.
وقال منير من حركة الشباب الفلسطيني في نيويورك لموقع ميدل إيست آي: “الحقيقة المحزنة هي أن الفاشيين العنصريين من حركة بيتار متجذرون بعمق في سياسة مدينتنا ودولتنا”.
وأضاف: “رون توروسيان هو أحد المتبرعين لريتشي توريس وشريك لإريك آدامز، وهو أيضًا زعيم بيتار الولايات المتحدة الأمريكية”.
وقال منير: “إنهم يتبرعون للسياسيين الذين يحددون كيفية استخدام الشرطة للعنف، وأي الجماعات تعتبر جماعات كراهية، وأي الأعمال العدوانية تستحق الملاحقة القضائية (وهو قرار سياسي دائماً)”.
المصدر: ميدل إيست آي