ترجمة وتحرير: نون بوست
في حال كنت تشبهني، فإن أحد أهدافك المالية قد يكون تحقيق الاستقلال المالي، لكن الطريق نحو بلوغ هذا الاستقرار ليس سهلا، رغم أن العديد يحققونه في سن صغيرة. قد تعتقد أيضا بأن هذا المفهوم هو أحد الكلمات ” الطنانة” أو “بدعة” جديدة، لكنني بصدق لا أظن أنه سيختفي في وقت قريب.
إن كنت تريد تذكيرا موجزا فيما يتعلق بالاستقلال المادي، فيما يلي هذا التعريف: يتحقق الاستقلال المادي حين تدخر ما يكفي لتحمل نفقات عيشك الحالية ونفقاتك الأخرى لبقية حياتك، دون الاضطرار للعمل ثانية في حال اخترت ذلك. وقد يبدو هذا التعريف جيدا جدا، لكن هذا المفهوم أعادني إلى سنة 2014 وأصبح جزءًا من حياتي منذ ذلك الحين.
تحقيق الاستقلال المالي
إن كنت تعرف قصتي، فأنا حاليا أعيش حالة من الاستقلال المادي، وهو ما يتطلب بعض العمل الجاد لتحقيقه. ليس هنالك شك بأني قطعت خطوات كبيرة في السنوات القليلة الماضية، لذلك لا شك لدي بأن المستقبل واعد بشكل أكبر. تجدر الإشارة إلى أن بعض القراء قد يحققون هذا الاستقلال قريبا، في حين قد يستغرق البعض وقتا أطول.
بغض النظر عن الجانب الذي قد تجد نفسك فيه، يجب أن تنسب لنفسك فضل الاهتمام بإحداث ثورة في حياتك. في هذا الصدد، يمكننا إمعان النظر في أفضل نصائح الاستقلالية المالية التي تعلمتها وأمارسها في الوقت الحالي.
1. تقليل النفقات، زيادة الربح
أعتقد أن هذه هي النصيحة الأكثر وضوحا وأهمية في هذه القائمة، وهو ما يفسر تضمينها منذ البداية. ويعتبر تقليل الإنفاق وزيادة هامش الربح عاملا هاما في تحقيق الاستقلال المالي. في الواقع، يشمل تقليل النفقات العيش في منزل تكون تكلفته في متناول قدرتك على الإنفاق، بالإضافة لتقليل نفقات سيارتك أو مجموعة السيارات التي تمتلكها والتقليل من نزواتك الشرائية والاقتصاد في مصاريف البقالة.
لا تعتبر زيادة الربح مهمة سهلة بالمقارنة بتقليل النفقات، والتي تشكل تحديا قائما بذاته
في هذا السياق، لا تعتبر زيادة الربح مهمة سهلة بالمقارنة بتقليل النفقات، والتي تشكل تحديا قائما بذاته. حيث عليك تجنب الكسل في أداء وظيفتك ومحاولة معرفة المزيد عن رفع قيمة مهنتك، إضافة لطلب عِلاوات والتفاوض بشأن المرتب والتحكم بمسيرتك المهنية. ولا يجب أن تتوقع أن تعترف شركتك دائما بقيمتك وأهميتك، وهو ما يحتم عليك إيصال صوتك وعدم الخوف من إظهار قيمتك. لقد أضعت بضع سنوات على راتب راكد عبر التراخي وعدم المطالبة بزيادة مالية. لقد تمكنت من ادخار بضع دولارات سنويا واستغرقت وقتا طويلا لتحقيق الاستقلال المادي.
2. تعلم ضبط النفس
قمت بدراسة بعض التفاصيل حول ضبط النفس وفيما يلي تعريف موجز لها ” يعتبر ضبط النفس أصعب جوانب الحياة التي يجب إتقانها، لكنه أيضا عامل حاسم لتحقيق الاستقلال المادي، وقد يؤدي إهماله لتضخيم حجم نفقاتك ودينك الاستهلاكي. قد تتخذ أحيانا خيارات سيئة فيما يتعلق بالاستثمار في وقت يتجه فيه الاقتصاد نحو الركود مما يؤدي لخسارة الأموال وتأخير أهدافك المالية لسنوات. في الحقيقة، قد يكون التحكم في النفس أمرًا صعبًا بالفعل، لكن بالاستمرار في بناء عادات جيدة والانضباط الذاتي لن تضطر للتفكير كثيرا في الموضوع”.
3. زيادة معدل الإدخار
يعتبر متوسط معدل الادخار في الولايات المتحدة سيئا، حيث يدخر الأغلبية أقل من 5 بالمئة من دخلهم. في حين قد تعتبر حجة ركود معدل الإدخار بالية، إلا أنها لا تزال حجة صحيحة لأنه من الصعب على الأشخاص ادخار الأموال، لكني أعتقد أن الأمر يعتمد في الغالب على مدى إيلاءك أهمية لمدخراتك. عموما، عليك حساب ما تقدر على توفيره عندما تتلقى راتبك وإبقاء القليل لنفسك، حيث يسرع البعض لدفع الفواتير في البداية تاركين لأنفسهم موارد قليلة فقط ليدخروها.
يمكن أن يساعد تقليل الإنفاق وزيادة الربح في زيادة معدل المدخرات. بالنسبة لي، بدأت بمعدل 5 بالمئة سنة 2014 وعملت على بلوغ نسبة 30 بالمئة من الراتب الجملي في بداية 2017
في هذا السياق، يمكن أن يساعد تقليل الإنفاق وزيادة الربح في زيادة معدل المدخرات. بالنسبة لي، بدأت بمعدل 5 بالمئة سنة 2014 وعملت على بلوغ نسبة 30 بالمئة من الراتب الجملي في بداية 2017. منذ ذلك الحين وأنا أحوم في معدل 60 إلى 65 بالمئة دون العيش في تقشف أو الحصول على مرتب يتكون من ست ارقام.
4. استثمار الأموال
يعتبر استثمار الأموال مسألة قائمة بذاتها، لكن تحقيق الاستقلال المادي التام يشترط رغبة منك في تحقيق هذا الاستثمار. عليك أن تجعل أموالك تدر المزيد من الأموال بينما أنت نائم، وذلك من خلال الاستثمار في سوق الأسهم لفترات طويلة وترك الفائدة المركبة تعمل لصالحك. ليس عليك الاستثمار في سوق الأوراق المالية فحسب، يمكنك على سبيل التنويع الاستثمار في مجال تأجير العقارات أو شراء وبيع المنازل أو الاستثمار في مجال التمويل الجماعي العقاري. وتكمن أهمية الأمر في كون حساب التوفير مفيدا في الحالات الطارئة، لكن بمجرد الشروع في توفير مبلغ جيد، عليك البدء باستثماره.
5. استخدام ميزانية بسيطة
بصراحة، أنا أكره الميزانيات، وأعترف بأني لم أضع ميزانية ولم أنظر في أحدها منذ سنتين. لكن بالتأكيد وضعت ميزانية بسيطة في بداياتي وعليكم أيضا القيام بذلك. أشعر براحة كبيرة الآن وأتحكم فعلا بتمويلي الخاص، لذلك لا أضيع وقتي في إعداد ميزانية متشددة والتركيز على جداول البيانات. إلى حين بلوغ هذه النقطة، أنصح بوضع ميزانية تساعد على تتبع التكاليف الأكثر شيوعا على غرار تكاليف السكن والطعام والنقل. بشكل عام، يساعد تصور هذه الأرقام وتقليل النفقات وتحسينها في دفع مسار الاستقلالية المالية بشكل كبير، حيث يكمن السر في الالتزام بالمخططات طويلة الأمد.
6. الأعمال الجانبيّة والاستثمار
سبق وأن ذكرت أنك بحاجة إلى كسب المزيد من المال، مع التركيز بشدة على حياتك المهنية وراتبك، ولكن هناك طريقة أخرى لكسب أموال إضافيّة، وهي الأعمال الجانبيّة ومن الاستثمار أو ادّخار هذا الدخل. لقد كنت أقوم ببعض الأعمال والوظائف الجانبيّة منذ أن أنهيت دراستي الجامعيّة، إلّا أنني لم أتخذ أي قرارات ذكية بشأن هذه المبالغ الإضافية سوى خلال السنوات القليلة الماضية. ومع ذلك، تستطيع هذه الأموال الإضافية زيادة قيمة مدخراتك الخاصة ومساعدتك على تحقيق استقلالك المالي بشكل أسرع.
في كثير من الأحيان يكون من الجيد أن تستثمر بعض هذه الأموال في أعمال جانبيّة من أجل دعم النمو
وفي انتظار اختيارك للأعمال الجانبيّة التي ستقوم بها، ستحصل أيضًا على أصل مالي مستقبلي تستطيع بيعه مقابل مبلغ نقدي جيّد. في كثير من الأحيان يكون من الجيد أن تستثمر بعض هذه الأموال في أعمال جانبيّة من أجل دعم النمو، ولكن في مرحلة ما، سيكون من الجيد البدء في استثمار هذه الأموال في شؤونك الماليّة الخاصة.
7. احرص على تنمية معرفتك بالموارد الماليّة الخاص بك
في حال قرأت الكثير من المحتوى السابق الخاص بي، فأنت على علم بأنني أدعم أيديولوجية “التعلّم المستمر”. وإذا كان تحقيق الاستقلال المالي إحدى الأولويات بالنسبة لك، فستحتاج إلى توسيع معرفتك بالموارد الماليّة الخاصّة بك. وكلّما تعلّمت عن التمويل أو الاستثمار، فأنت تتعلّم التفكير بشكل استراتيجي فيما يتعلّق بأموالك. ما كنت لأحقّق ما حقّقته اليوم دون قراءة الكتب والمدونات والاستماع إلى الإذاعات. وعلى الرغم من تنامي خبرتي، إلا أنني لا أزال أقترف الأخطاء ذاتها التي كنت أقترفها عندما كنت لا أعلم الكثير عن التمويل الكامل.
8. تجنب قروض الاستهلاك في المستقبل
الشيء الوحيد الذي سيقتل أهدافك في تحقيق الاستقلال المالي الخاص بك هو قروض الاستهلاك. وبين الفائدة على الدين ومحاولة تسديد المدفوعات، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقليص قيمة صافي رأس المال وعائدات الاستثمار. ولأوّل مرّة، تجاوز الدين الجماعي للأمريكيين 4 تريليون دولار. بطبيعة الحال، يمكن أن يكون الاستهلاك مفيدًا للاقتصاد بشكل عام، كما أنه من المقبول أن تشبع رغباتك، لكن عليك تجنّب القروض فقط لتحقيق الإشباع الفوري. في المقابل، سيساعدك التخلي عن عقلية المستهلك وتجاهل ما يمتلكه الآخرون على خفض قيمة ديونك على المدى الطويل.
9. اعتماد عقلية المقتصد
ما أشير إليه هو الاقتصاد الشديد، أي بمعنى عدم شراء فنجان القهوة الذي كنت ترغب فيه، لأنه سيجعلك غنيًا في المستقبل! أو عدم الأكل في المطاعم، مما سيمكّنك من التقاعد مبكرًا!
من المهم عدم الخروج لتناول الطعام كل يوم والامتناع عن شراء الأشياء لمجرّد رغبتك في اقتنائها
نعم، من المهم عدم الخروج لتناول الطعام كل يوم والامتناع عن شراء الأشياء لمجرّد رغبتك في اقتنائها. في المقابل، عليك اعتماد بعض المفاهيم الأساسية ضمن عقليّة الاقتصاد، على غرار عدم تحديث نمط حياتك ببذخ نظرًا لأنك أصبحت تجني المزيد من المال، ولا تدع النفقات تفوق قدراتك أو عش أقل من مستوى إمكانياتك.
خلاصة
في الواقع، تعلّمت النصائح المذكورة أعلاه خلال السنوات القليلة الماضية، إذ ساعدتني حاليًا على تحقيق الاستقلال المالي. وبناء على ذلك، آمل أن تساعدك أيضًا خلال رحلتك. يمكن أن يكون هذا الطريق صعبًا، خاصة في البداية عندما تُغيّر أسلوب حياتك المالي القديم بشكل كبير، وقد كان عليّ أن أبدأ من الصفر في منتصف العشرينات من عمري سواء في التصرّف في أموالي أو استثماراتي أو حياتي المهنية لكي أكون في وضع أفضل اليوم. نتيجة لذلك، أصبحت هذه التضحيات اليوم جزءا من روتيني اليومي، مما يجعلني لا أندم على أي شيء تخلّيت عنه سابقا.
المصدر: إنفاستد وولت