“بيتكوين” هي عملة إلكترونية يمكن مقارنتها بالعملات الأخرى مثل الدولار أو اليورو، لكن مع عدة فوارق أساسية، من أبرزها أن هذه العملة هي عملة إلكترونية بشكل كامل تتداول عبر الإنترنت فقط من دون وجود فيزيائي لها، كما أنها تختلف عن العملات التقليدية بعدم وجود هيئة تنظيمية مركزية تقف خلفها، لكن يمكن استخدامها كأي عملة أخرى للشراء عبر الإنترنت أو حتى تحويلها إلى العملات التقليدية.
وطالعتنا أمس وكالات الأنباء بأن شركتي غوغل وياهو قد أضافتا ميزة جديدة إلى خدمتيهما الماليتين “غوغل فينانس” و”ياهو فينانس” تتيح للمستخدمين الاطلاع على قيمة العملة الرقمية “بيتكوين” مقابل باقي العملات العالمية.
ويرى البعض أنه على الرغم من أن عملة بيتكوين لا تزال مثيرة للجدل، فإن غوغل وياهو تسيران من خلال هذه الخطوة الجديدة في طريقهما إلى الاعتراف بها حالهما حال شركة مايكروسوفت.
وكانت مايكروسوفت أعلنت في فبراير/ شباط الماضي إضافة ميزة جديدة إلى محرك البحث التابع لها “بينغ” تتيح للمستخدمين الاستعلام عن قيمة عملة بيتكوين مقارنة بنحو 50 عملة عالمية، أو الاستعلام عن قيمة تلك العملات مقارنة بالعملة الرقمية.
وسبق أن قالت شركة غوغل إنه ليس لديها خطط بشأن إدماج عملة بيتكوين في نظام الدفع التابع لها “والت”، ولكن الخطوة الأخيرة تشير إلى أنها في طريقها نحو الاعتراف بها.
وبدأت “بيتكوين” كتجربة فكرية في عام 2009، حيث نشر مبرمج غير معروف ورقة اقترح فيها عملة افتراضية تحل الكثير من المشاكل التي تحيط بعملة موجودة على شبكة الإنترنت فقط، وتمثل الجزء الأكبر من التحدي في إنشاء عملة من دون الاضطرار إلى اللجوء إلى مصرف مركزي لإصدار العملة وتعقب العمليات، واستطاع المبرمج الذي استخدم اسما مستعارًا “ساتوشي ناكاموتو” أن يوفر صيغة تكون فيها المعاملات بطريقة “الند للند peer-to-peer”، وهو مصطلح تقني يعني التعامل المباشر بين مستخدم وآخر دون وجود وسيط، بدلاً من المرور عبر مصرف افتراضي.
ومع ظهور بتكوين، صارت ملاذًا الآن فيما يُعرف باسم الشبكة السوداء Dark Web حيث يستخدمون نظام يعرف باسم تور Tor يستطيعون من خلاله إخفاء هوياتهم والتعامل بالعملة غير القابلة للتتبع مما يجعل عملياتهم مستحيلة الاختراق والمراقبة، وهذا ما أرسل بالعديد من التخوفات بشأن الاعتراف بها على نطاق أوسع.
وفي نفس السياق، يوم الأربعاء الماضي، تم افتتاح أول ماكينة صراف آلي لعملة بتكوين في الشرق الأوسط، حيث افتُتح الصراف في تل أبيب، داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وعبر ماكينة الصراف يمكن لأي شخص يعرف عن العملة أن يشتري أو يبيع عملاته طوال الوقت بدون الحاجة إلى وسيط أو طرف ثالث.
وكانت كندا قد افتُتح فيها أول صراف آلي في العالم للبتكوين. وعلى الرغم من المخاطر التي ينطوي عليها استخدام بيتكوين، فإنه لا يمكن تجاهل ما توفره من مزايا، أو توقع تحقيقها نجاحاً كبيراً قد يغير تركيبة الاقتصاد العالمي، كما غير الويب طريقة النشر الآن.
وتعتبر ألمانيا “بيتكوين” عملة شخصية، وتفرض ضرائب على الدخل أو الأرباح المحققة من تداول هذه العملة.
وفي مارس الماضي أعلنت الحكومة اليابانية نيتها وضع قوانين لتداول “بيتكوين” في البلاد، وإخضاعها للقوانين، وستتم معاملة البتكوين كمعاملة السلع الأخرى كالذهب، وقد يتم إخضاع التداولات عليها للضرائب.
وأعلن بنك Flexcoin الكندي المختص بتداول العملة عن إغلاق أبوابه بعد خسارته كامل محفظته من بيتكوين والبالغة قيمتها نحو 600 ألف دولار، نتيجة اختراق قراصنة لموقع البنك وتحويل العملة لحسابهم.