ترجمة وتحرير نون بوست
ما الذي تود أن يفعله المال لأجلك؟ هذا السؤال البسيط عادة ما يُترك دون إجابة عندما يضع الناس خططًا لأموالهم، لكن تحديد هدفك الأساسي بكل وضوح أو مقصدك يساعدك على اتخاذ قرارات – مالية أو غير مالية – تخدم هذا الهدف، وسيكون لديك إطار عمل لتفهم في حال تغير السوق أو وقوع أحداث في حياتك إذا كنت بحاجة لاتخاذ فعل معين أم أنك لا تحتاج لأي رد فعل على الإطلاق.
للمساعدة في ضمان أنك تعمل وفق أهدافك فيما يتعلق بقراراتك المالية، ننصحك باتباع المنهج القائم على الأهداف فيما يتعلق بمالك، بشكل عام، هناك 4 أهداف تأسيسية للثروة.
الإنفاق
الهدف: دعم أهداف أسلوب حياتك بافتراض أنك ستنفق الثروة كلها في حياتك.
قد يكون إنفاقك لمالك كله خلال حياتك باختيارك أو للضرورة (لأنك تشعر أنك لا تملك ما يكفي من المال)، الأهداف التقليدية في تلك الفئة تركز على توليد دخل مناسب لنمط حياتك الآن أو في المستقبل، والأهداف التعليمية لأطفالك وأحفادك، يعتقد الكثير من الناس أن هذا الهدف من أسهل الأهداف إدارة.
ومع ذلك، إذا كنت تحاول بالفعل أن تحقق ميزانية صفرية في نهاية عمرك فسوف تواجه العديد من المخاطر، من بينها مخاطر زيادة أو نقص الإنفاق، ولهذا السبب يعد اختبار الضغوط والتخطيط للطوارئ أمرًا ضروريًا، فعلى سبيل المثال هل ستشعر بالراحة باستخدام أسهمك في المنزل إذا عشت بشكل غير متوقع حتى عمر المئة عام؟ مراجعة خطتك مرة كل عام على الأقل سيساعدك على الحد من تلك المخاطر.
التقسيم
الهدف: تحديد مبلغ معين من المال إما لخلق حد أدنى من الثروة أو تركها للورثة.
يرغب العديد ممن يركزون على تقسيم ثروتهم أن يحافظوا على بساطة الأمر فيما يتعلق بالاتجاه الذي ستذهب إليه الثروة في نهاية حياتهم، يرغب البعض أن يملك الورثة سيطرة كاملة على الأموال التي سيحصلون عليها، وربما يشعرون بأن وضع خطة ائتمانية أو عقارية سيتطلب الكثير من الجهد.
كما أن الناس يودون التأكد من أن ثروتهم ستذهب إلى مكانها المقصود، لتحقيق هذا الهدف تأكد من أن خطة ثروتك تُراجع على أساس سنوي خاصة في أواخر حياتك، فعلى سبيل المثال إذا كانت العطايا أكبر من المتوقع، ربما يكون هناك تركيز أكبر على توزيع الثروة على الأجيال الثالثة والرابعة.
التوفير
الهدف: خلق ثقافة أو إستراتيجية عائلية تسمح باستمرار الثروة لعدة أجيال قادمة.
إن الرغبة في الحفاظ على الثروة عبر الأجيال أمر معقد للغاية بطريقة غير متوقعة، لدعم خطة عقارية تركز على الحفاظ على أصول الثروة، يجب أن تضع في اعتبارك ثقافة العائلة وخبرتها.
الترويج لثقافة عائلية إيجابية لتعزيز إدارة الثروة يتطلب الإجابة عن عدة أسئلة صعبة، فعلى سبيل المثال، متى يكون توزيع الائتمان كبيرًا حتى إنه يخاطر بخنق نمو وتطور المستفيدين؟ تكمن الإجابة خلف كمية الدولارات، كما أنها تعتمد على مستوى المشاركة في التواصل المدروس مع المستفيدين بشأن القيم المالية والمساءلة والتحكيم، ومفتاح النجاح هنا يعتمد على كيفية التوفيق بشكل جيد بين إستراتيجية الثروة وهيكلية ثقافة العائلة المصممة لدعمهم.
التنمية
الهدف: خلق إستراتيجية وثقافة عائلية تسمح بنمو الثروة إلى الأبد.
ربما هذا الهدف هو الأكثر تعقيدًا بين الأهداف الأربع، فهذه الفئة تتطلب خططًا متعاقبة لعدة أجيال بالإضافة إلى إستراتيجيات الثروة والعمل التي يملكها ويديرها أفراد الأسرة بشكل تعاوني.
حدد أولًا إذا ما كانت أسرتك تملك بنية أساسية بشرية (أن يملك أفراد الأسرة نفس الرغبة لتنمية الثروة) لدعم الخطط المقترحة، فحتى أكثر الطرق المخططة بشكل مدروس قد تنتهي بنزاعات عائلية مؤلمة مما يجعل من الضروري تحديد إستراتيجيات الخروج بشكل مسبق.
تغيير وجهات النظر
في تلك الأهداف الأساسية الأربع قد تتغير وجهة نظرك بمرور الوقت أو تغير الظروف والخبرات، فعلى سبيل المثال، قد لا يأبه رواد الأعمال الشباب في بداية الثلاثينيات دون أطفال بتقلب السوق، ربما يكون وضعهم أفضل من انتظار صعود وهبوط السوق ويستفيدون من المميزات المحتملة لعائدات الاستثمار عبر عدة عقود.
أما زوجان في الستين ولديهم 3 أبناء بالغين وبلا مصدر آخر للدخل إلا هذا الاستثمار فستكون لديهم أولويات مختلفة، فهم لن يرغبوا فقط في تعزيز إنفاقهم بل التوفير لأفراد الأسرة، ربما يضعون في اعتبارهم إلى أي مدى يرغبون في استمرار الأموال التي يقدمونها إلى أسرتهم في حياة الأطفال أو بعدها؟ وما أفضل الطرق الضريبية فاعلية لمنحها لأسرتهم؟ وبناءً على مستوى عطائهم واحتياجاتهم هل لديهم ما يكفي للحفاظ على نمط حياتهم؟
أفكار أخيرة
إن تحديد هدف مالي أساسي من بين تلك الأهداف الأربع يساعدك على إعادة صياغة قراراتك المالية، ومن الممكن أن يحفزك أنت وأسرتك على التعاون، كما أن الحصول على مساعدة مستشار متخصص يساعدك على تحديد قدر المال الذي تحتاجه لتحقيق هدفك ومن يجب أن يشاركك في اتخاذ القرار، كما سيساعدك على الوصول إلى النتائج المرجوة.
المصدر: فاست كامبني